هالة السعيد.. حفيدة كليوباترا
تاريخ النشر: 20th, January 2024 GMT
حفيدة كليوباترا، هالة السعيد نموذج وطنى مشرف منذ أن قررت أن أبحر فى مكنون الشخصية المصرية بحثًا عن القوى الأمين، الذى ذكره الله تعالى فى كتابه العزيز (إن خير من استأجرت القوى الأمين).. يشهد الله بأن ما ألقى الضوء عليه من الأشخاص لا يحكمنى فيه ميل أو هوى إنما تحكمنى فيه مصلحة الوطن فوق كل اعتبار، واتخذت من ميزان العدالة نبراساً اهتدى به فأسير معصوب العينين لا أرى إلا رضاء ربى وبجوارى ضميرى متكأ عليه يقودنى إلى الطريق الصحيح.
ولم نكن أن نغفل بأى حال من الأحوال نصف المجتمع، المرأة المصرية، التى حققت نجاحات كبيرة فى عهد الرئيس السيسى، وتبوأت العديد من المناصب الرفيعة، فالمرأة المصرية ومنذ فجر التاريخ كانت لها بصماتها وإسهاماتها التى استطاعت من خلالها أن تحقق إنجازات غير مسبوقة سواء أكانت ملكة متوجة أو كانت أماً ترعى وتربى قادة وملوكاً وأجيالاً للمستقبل.
أضاء قنديل تكريم المرأة فى فترات، وخفت فى فترات، فى أنظمة كثيرة سابقة وعلى مر العصور، ولكن يبقى الفضل والتكريم الأكبر للمرأة المصرية فى عهد الرئيس عبدالفتاح السيسى.
الذى أكد مرارًا على دعمه لدور المرأة وحقوقها، وإطلاق استراتيجية 2030، لتمكين المرأة فأصبحت تمثل 27% من عدد مقاعد البرلمان، وانتصر الرئيس للمرأة وتبوأت منصب القاضية والوزيرة والسفيرة ومحافظة.
وعلى رأس هذه السيدات لمع اسم الدكتورة هالة السعيد، وزيرة التخطيط والمتابعة والإصلاح الإدارى، وهى نموذج وطنى مشرف لسيدة مصرية عظيمة كان لها بصمات واضحة فى دولاب العمل الحكومى.
ولمن لا يعرف هالة السعيد فهى بنت الوزراء تنتمى إلى عائلة سياسية كبيرة فهى وزيرة، ابنة وزير، حفيدة وزير، شغل جدها منصبًا وزاريًا فى إحدى الحكومات الوفدية خلال الحقبة الملكية، بينما كان والدها هو المهندس حلمى السعيد، وزير الكهرباء والسد العالى فى عهد الرئيس عبدالناصر، وتعتز بانتمائها لمسقط رأسها بمحافظة الدقهلية.
ساهمت هالة السعيد فى إعداد رؤية مصر للتنمية المستدامة ٢٠٣٠، التى قدمت للأمم المتحدة، وترجمت الجهد السابق فى إصلاح منظومة الأصول المملوكة للدولة، من خلال تفعيل فكرة تأسيس صندوق مصر السيادى، بإقراره نهائياً.
تتميز وزيرة التخطيط بانتهاج أسلوب الحكمة والهدوء والاتزان فى حل جميع المشاكل، وهى أحد عقول مصر الفريدة التى كانت أول عميد منتخب لكلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة منذ أكتوبر 2011، كما كانت تشغل منصب مساعد، رئيس جامعة القاهرة لشئون البحث العلمى.
قد لا يعلم الكثير من المصريين دور وزارة التخطيط والذى يأتى على رأسها إعداد استراتيجيات التنمية المستدامة، وإعداد خطط التنمية الاقتصادية والاجتماعية متوسطة الأجل، وإعداد خطة التنمية الاقتصادية والاجتماعية السنوية ووضع خطة متكاملة للمشروعات القومية الكبرى.
يظل تراب هذه الأرض الطيبة مصر، ينجب عقولاً جديرة بالاحترام، وإن كانت مصر تفتقد لثروات البترول وغيرة، ولكنها غنية بالعقول الفذة الرائدة القادرة على تحقيق النجاح فى أى مكان وزمان.
أؤمن بأن فى مصر الآلاف من النماذج المضيئة للمرأة المصرية، من أحفاد كليوباترا، يمتلكون إمكانيات كبيرة وعقول مستنيرة ستضىء لنا طريق المستقبل، لنكون أمام العديد من النماذج مثل هالة السعيد التى تستحق وبجدارة لقب (القوى الأمين).
وللحديث بقية ما دام فى العمر بقية.
المحامى بالنقض
عضو مجلس الشيوخ
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: كلمة حق طارق عبدالعزيز الشخصية المصرية القوى الأمين ميزان العدالة
إقرأ أيضاً:
الشرطة المصرية.. تاريخ حافل من التضحية والفداء
الوفد قاد تمويل الفدائيين ضد الاحتلال البريطانى.. ووطنية الزعيم سراج الدين سر عيد الشرطة
يمثل عيد الشرطة المصرية ذكرى غالية فى سجل الوطنية المصرية، ففى مثل هذا اليوم 25 يناير 1952، اشتعلت معركة الإسماعيلية المجيدة التى تجسدت فيها بطولات رجال الشرطة وقيم التضحية والفداء، حيث انتصرت الإرادة المصرية على المحتل البريطانى، الأمر الذى كان الشرارة التى انطلقت فى سبيل تحرير البلاد من احتلال دام أكثر من 70 عاماً.
فى ذلك الوقت كانت الشرطة المصرية تحت قيادة الزعيم الوفدى الراحل فؤاد باشا سراج الدين، الذى كان يشغل منصب وزير الداخلية آنذاك، ويقوم بتمويل الفدائيين فى منطقة القناة بالمال والسلاح، ومنذ ذلك اليوم، بات 25 يناير عيداً للشرطة المصرية.
فى هذا اليوم، 25 يناير 1952 سلم القائد البريطانى بمنطقة القناة البريجادير «إكس هام»، إنذاراً لقوات الشرطة المصرية بالإسماعيلية لتسليم أسلحتهم للقوات البريطانية، والرحيل إلى القاهرة، وهو ما رفضه رجل الشرطة انطلاقا من حسهم الوطنى وواجبهم تجاه بلدهم.
الرفض المصرى تبعه عصيان أفراد «بلوكات النظام» ما دفع القوات البريطانية لمحاصرة الإسماعيلية وتقسيمها لحى للمصريين وحى للأجانب ووضع سلك شائك بين الجانبين فى محاولة لحماية الأجانب بالمدينة، وفى السابعة صباحا انهالت القذائف البريطانية من المدافع والدبابات لتدك مبنى المحافظة وثكنة البلوكات التى تحصن بهما رجال الشرطة البالغ عددهم نحو 850، وتصور القائد البريطانى «إكس هام» أن القوة الغاشمة التى استخدمها ضد رجال الشرطة المصرية البواسل الذين سقط أغلبهم بين شهيد وجريح ستجبرهم على الاستسلام، لكنه وجد نفسه مجبورًا على إيقاف النار، وطلب منهم الخروج من المبنى بدون أسلحتهم.
الرد جاء على لسان النقيب مصطفى رفعت بالرفض، فحاولت القوات البريطانية مجددًا اللجوء إلى القوة الغاشمة، وشنت قصفًا عنيفًا لنحو 6 ساعات فتحولت المبنى إلى أنقاض، وهذا أيضًا ما لم يفتت عضد رجال الشرطة المصرى الذين كانوا مسلحين ببنادق قديمة من طراز «لى أنفيلد» فى وجه مدافع ودبابات الاحتلال البريطانى رافضين الاستسلام، حتى نفدت ذخيرتهم بعدما سقط منهم نحو 50 شهيدا و80 جريحا، وأوقعوا 13 قتيلا و12 جريحا فى صفوف القوات البريطانية التى بلغ عددها نحو 7 آلاف جندى.
هذا المشهد الصعب، دفع القائد البريطانى وجنوده لأداء التحية العسكرية لطابور رجال الشرطة المصريين عند خروجهم من مبنى المحافظة؛ تقديرا لبسالتهم فى الدفاع عن موقعهم، وفى 26 يناير 1952 انتشرت أخبار الجريمة البشعة، وخرجت المظاهرات فى القاهرة، واشترك فيها جنود الشرطة مع طلاب الجامعة الذين طالبوا بحمل السلاح ومحاربة الإنجليز، لتكون معركة الإسماعيلية الشرارة التى أشعلت نيران تحرير مصر من الاحتلال البريطانى، ومنذ ذلك اليوم، بات 25 يناير عيدا للشرطة المصرية.
فى هذا الإطار قال الدكتور محمد صادق إسماعيل أستاذ العلوم السياسية، مدير المركز العربى للدراسات العربية والاستراتيجية، إن الشرطة المصرية على مدار التاريخ قدمت دورًا مهمًا فى حماية الأمن القومى والدفاع عن مقدرات الشعب سواء كانت ممتلكات عامة أو خاصة، وحماية كل ما يتعلق بأمن المواطن المصرى.
وأضاف أستاذ العلوم السياسية فى حديثه لـ«الوفد»، أن رجال الشرطة المصرية قدموا ملحمة وطنية فريدة فى أحداث 25 يناير 1952 بالإسماعيلية، وكذلك فى حريق القاهرة الشهير وأحداث السويس، ودورها الرائد فى حماية المؤسسات والحفاظ على وحدة الدولة ومنع الجريمة وحماية أمن مصر المجتمعى الداخلى.
وأشار إلى أن الشرطة كانت وما زالت وستظل دومًا تساند الشعب فى مواجهة كافة التحديات، كما حدث فى 1952 و1956 وحرب 1967 وحرب 1973، إذ لا يُمكن أن تظل الدولة المصرية قوية دون وجود جهاز شرطة قوى قدار على حماية أمنها ومنع الجريمة فيها، كما حدث فى أعقاب 25 يناير 2011، إذا لعبت دورًا كبيرًا من خلال التواجد الدائم فى الشوارع والطرقات، فكانت مصدر أمن وأمان المواطن.
وتابع: لقد حمى رجال الشرطة البواسل الشعب ومقدراته وممتلكاته العامة والخاصة، واستطاعت الداخلية أن تكون هى الدرع الحصين فى الدفاع الأمن المجتمعى والأمن القومى وحماية الهوية الوطنية التى حاول البعض المساس بها فى الآونة الأخيرة، الأمر الذى جعلها تسكن قلوب المصريين وسجلات التاريخ بأحرف من نور.