هؤلاء ينشرون الانحطاط حولنا من خلال مواقع التواصل الاجتماعى سواء بقصد أو بدون، هؤلاء لا مرجعية لهم أو مسئولية عليهم، حتى أصبحوا كالأمواج الجارفة تُزيل كل قيمة أخلاقية تصادفها وتطيش بكل من يحاول أن يتحداها وتسحبه إلى ركن يغلب عليه التشتت باتهامه بكل ما ليس فيه، الأمر الذى دفع البعض عن الابتعاد عنهم، الأمر الذى ساعدهم على الانتشار غير المسبوق، يقومون بأداء أدوارهم المرسومة لهم بكل براعة وإتقان يمجدون من تجمعهم بهم مصلحة وينتقدون كل من يختلف مع أصحاب المصالح معهم، وذلك بلغة تتسم بالخشونة والتكرار والحشو، حتى انتشر الانحطاط بيننا، حتى هرب هؤلاء المهتمون بالشأن العام وتركوا الوطن يبحث عن أشخاص قادرين على سحب قاطرة الخير لهم بسبب هؤلاء هادمى القيم والأخلاق ليحل محلها لغة الابتذال الذى لا يعرفه المحترم، وتحول الواقع إلى نكتة سخيفة، ضرب الفساد كل الأماكن التى يدعى هؤلاء أنهم يحافظون عليها.
لم نقصد أحدًا!
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: التواصل الاجتماعى س
إقرأ أيضاً:
حروب تُدار عبر «سيغنال»!
في حادثة تجمع بين العبث والقلق، تلقّى صحفي معروف في مجلة ذا أتلانتيك الأمريكية وثائق عسكرية حساسة عبر تطبيق «سيغنال» من مسؤولين حاليين في إدارة ترامب. الوثائق تحتوى على تفاصيل خطط أمريكية لضرب الحوثيين في اليمن، في ظل تصاعد التوترات في البحر الأحمر. لكن المفارقة الكبرى لم تكن في محتوى الوثائق، بل في الطريقة التي تسربت بها: ضم صحافي بالخطأ إلى مجموعة تناقش عبر «سيغنال» تفاصيل تخص توجيه هذه الضربة.
هذا ليس مشهداً من فيلم خيالي، بل واقع يكشف أن القرارات الكبرى في أكبر قوة عسكرية في العالم قد تُناقش وتُتداول عبر تطبيقات رسائل خاصة، خارج القنوات الرسمية والبروتوكولات الصارمة. إنها إشارة مقلقة: الاحتراف المؤسسي داخل النخبة الحاكمة في واشنطن يتآكل، أما الأسوأ فهو أن الاكتراث بوجوده من الأصل لم يعد قيد الاهتمام. وهو الأمر الذي أكدته تصريحات ترامب وماسك وهيغسيث، وزير الدفاع الأمريكي، تلك التي سفّهت من الأمر كثيراً، ولم تأخذه على محمل الجد.
والحقيقة هي أن هذا الحدث إن دلَّ على شيء فهو يدل على حالة اللامبالاة المؤسّسية؛ وهو يثير تساؤلات مفصلية حول مدى انتشارها في كل أركان الدولة، فإذا كان كبار الضباط والمسؤولين لا يتبعون الإجراءات الأمنية، حتى في أكثر القضايا حساسية، فماذا عن بقية مفاصل الدولة؟ فعلياً، تفتح هذه الواقعة باباً واسعاً أمام حلفاء الولايات المتحدة قبل خصومها للتشكيك في قدرة واشنطن على إدارة شؤونها، ناهيك عن قيادة العالم، فإذا كانت أمريكا لا تستطيع حماية أسرارها من نفسها، فكيف يمكن للعالم أن يثق بقدرتها على حماية النظام الدولي؟ ببساطة، ما حدث يعطى انطباعاً بأن واشنطن، رغم سطوتها، باتت أكثر فوضوية مما تدّعى، خاصة أن الأمر لا يتعلق فقط بزلة فردية، بل بمنظومة تعانى ارتباكاً إدارياً ولامبالاة خطيرة.
نعم، أثار هذا التسريب قلقاً داخل الولايات المتحدة، فرأينا مثلاً زعيم الأقلية في مجلس النواب، حكيم جيفريز، يطالب بإجراء تحقيق في الكونغرس لفهم كيفية حدوث هذا الخرق الأمني. أما في الحزب الجمهوري فتراوحت ردود الأفعال بين التقليل من أهمية الحدث والاعتراف بخطورته. إلا أننا لو كنا في دولة تتمتع بقدر معقول من المهنية والجدية، فمن المفروض أن يؤدي هذا التسريب إلى تحقيقات، وربما استقالات، فهل سنرى ذلك؟ دعونا ننتظر ونتابع، إلا أن المؤشرات الأولية لا ترجح، للأسف، أن الأمر يتم التعامل معه بالجدية المطلوبة.