العراق وتحديات التوازن: تفاوض اخراج قوات التحالف مختلف عليه
تاريخ النشر: 20th, January 2024 GMT
20 يناير، 2024
بغداد/المسلة الحدث: يعيش العراق فترة حرجة تتسم بالتوترات الإقليمية والتحديات الأمنية، حيث يزيد القصف الإيراني على مدينة أربيل من مستوى التوتر ويفتح الباب لمشاكل أكبر فيما تتزايد الدعوات لإخراج القوات التحالف الدولي من العراق، وهو ما يفاقم الوضع الأمني ويجعل البلاد تدفع ثمن التوترات بين الولايات المتحدة وإيران.
ويلعب العراق دورًا حيويًا في صراع التفاهم بين الولايات المتحدة وإيران. ويعكس القصف الإيراني على أربيل آثار التوترات المتزايدة بين الطرفين، ويضع العراق في موقف حرج يستلزم التعامل الحكيم لتفادي العواقب السلبية.
وتعبر الحكومة العراقية عن رغبتها في بدء المفاوضات مع إدارة الرئيس جو بايدن لحلحلة الأزمة واخراج قوات التحالف من العراق، فيما وزير الخارجية العراقي يؤكد استعداد بلاده للمضي قدمًا في التفاوض إذا ما وافقت الولايات المتحدة على هذه الخطوة.
وتظهر الآراء المتباينة داخل العراق حيال الوجود الأمني الغربي، حيث تؤكد بعض الأطراف، كالأكراد والسنة، على أهمية استمرار التحالف الدولي، بينما تعارض بعض القوى الشيعية المتحالفة مع إيران هذا الوجود.
ويواجه العراق تحديات هائلة في التحكم بالوضع الأمني وتعزيز الاستقرار، في ظل توتر العلاقات بين القوى الإقليمية فيما تأمل بغداد في التوازن بين التحالفات الإقليمية والتفاوض مع الدول الكبرى لضمان سيادته واستقراره.
وتبقى الحكومة العراقية أمام تحديات ضخمة، حيث يتعين عليها التعامل بحكمة لتجاوز التوترات الإقليمية وضمان أمن البلاد. يظهر التفاوض مع الولايات المتحدة فرصة لتحقيق ذلك، لكنه يتطلب تناغم الآراء الداخلية والتعاطف مع التحديات الدولية.
وأعلن العراق أنه تقدّم بشكوى ضد إيران إلى مجلس الأمن الدولي والأمم المتحدة تتعلق بالقصف الإيراني لأربيل.
وكانت إيران أعلنت أنها استهدفت في ضرباتها الصاروخية على أربيل، “مقراً لجهاز الموساد الصهيوني” (الاستخبارات الإسرائيلية) في كردستان العراق وتجمعات لـ داعش في سورية، وقالت إنها تأتي رداً على التفجيرات الانتحارية التي تبناها داعش داخل ايران.
وتظهر الخلافات الداخلية حيال مستقبل الوجود الأمني الأمريكي في العراق، مواقف متضارية بين الفئات السياسية العراقية حول استمرار التحالف الدولي وفائدته.
و القوى الشيعية، وخاصة تلك المتحالفة مع إيران، تعارض بشدة وجود القوات الأمريكية، بينما يؤكد السنة والأكراد على أهمية دعم التحالف الدولي في حفظ الاستقرار.
و يعبر التيار الصدري بقيادة مقتدى الصدر عن رفضه للوجود الأمريكي، ويُظهر اتجاهه نحو تعزيز السيادة العراقية وانسحاب القوات الأجنبية.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
المصدر: المسلة
كلمات دلالية: الولایات المتحدة التحالف الدولی
إقرأ أيضاً:
لغز حقل عكاز.. العراق بين أزمة طاقة والفساد الاستثماري
2 مارس، 2025
بغداد/المسلة: يواجه العراق، البلد الغني بالثروات النفطية والغازية، أزمة متفاقمة في استغلال موارده الطبيعية، حيث يبرز حقل عكاز الغازي كمثال صارخ على التعثر الذي يهدد بتفاقم أزمة الكهرباء مع اقتراب صيف 2025.
يأتي هذا الوضع في ظل جدل واسع حول عقد تطوير الحقل الموقّع مع شركة أوكرانية مثيرة للشبهات، ما يثير تساؤلات حول مصير هذا المورد الاستراتيجي.
وكشفت لجنة النفط والغاز والطاقة النيابية، في بيان أصدرته يوم الأحد 2 مارس 2025، عن تورط جهات سياسية في استبعاد شركة “كوكاز” الكورية من تطوير حقل عكاز لصالح شركة “يوكرزم ريسوس” الأوكرانية.
وأوضحت اللجنة أن العقد، الذي تم توقيعه في نيسان 2024، أدى إلى ضياع ملايين الدولارات دون تحقيق أي تقدم عملي على الأرض، رغم مرور نحو عام على توقيعه.
وأفادت عضو اللجنة زينب الموسوي بأن “التحقيقات بدأت بعد شهرين من توقيع العقد، وأظهرت أن الشركة الأوكرانية وهمية، لا تمتلك سوى موقع إلكتروني دون أي وجود فعلي أو خبرة في استثمار الغاز”.
وأضافت أن “جهات سياسية استفادت ماليًا من هذا التحويل، حيث لم تباشر الشركة أي عمل حتى الآن، مما يعزز الشكوك حول نوايا هذا العقد”.
ويمتلك حقل عكاز، الواقع في محافظة الأنبار، احتياطيًا يزيد عن 5 تريليون قدم مكعب، ما يجعله ثاني أكبر حقل غاز في الشرق الأوسط. وُضعت خطة لتطويره تهدف إلى إنتاج 100 مليون قدم مكعب يوميًا (ممق) خلال عام، وصولاً إلى 400 مقمق في غضون 4 سنوات، لكن الشركة الأوكرانية فشلت في تحقيق أي جزء من هذه الأهداف حتى مارس 2025.
وأثارت قدرات الشركة الأوكرانية تساؤلات منذ البداية، حيث قال رئيس غرفة التجارة الدولية الأوكرانية في العراق، عماد بالك، إن “الشركة صغيرة وغير مؤهلة للتعامل مع حقل بحجم عكاز”. أكد أنها “تعتمد على تجميع شركات أخرى لتنفيذ العمل، لكنها لم تتمكن حتى الآن من إثبات قدرتها”.
وتشير تقارير إلى أن الحقل كان قد أُسند سابقًا لشركة “كوكاز” الكورية، التي انسحبت في 2014 بسبب تهديدات “داعش”، وبعد جهود عراقية محلية وصل الإنتاج إلى 80 مقمق يوميًا. لكن العقد الجديد مع “يوكرزم ريسوس” أوقف هذا الزخم، وسط اتهامات بأن ضغوطًا سياسية دفعت نحو هذا الاختيار المثير للجدل.
وتتجاوز القضية الحدود العراقية، حيث يُنظر إلى إسناد العقد لشركة أوكرانية كجزء من حسابات دولية. وترى مصادر أن تدخلات أمريكية ربما ساهمت في هذا القرار، لدعم أوكرانيا في ظل حربها مع روسيا، بينما حاولت روسيا والصين التنافس على الحقل لتصدير الغاز إلى أوروبا كبديل للغاز الروسي.
وتتحرك أصوات برلمانية لتقديم بلاغ إلى هيئة النزاهة الاتحادية للتحقيق في تفاصيل العقد، وسط مخاوف من أن تكون الشركة الأوكرانية مجرد واجهة لعمليات فساد. ويبقى العراق، الذي يعتمد على الغاز المستورد بنسبة تصل إلى 40% من احتياجاته حسب تقديرات “وكالة الطاقة الدولية” لعام 2024، عالقًا في مأزق قد يفاقم أزمته الطاقوية.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
About Post Author زينSee author's posts