موقع النيلين:
2025-03-01@18:25:23 GMT

حسان الناصر: تحتم تجميد العضوية في إيقاد!

تاريخ النشر: 20th, January 2024 GMT


في الثالث عشر من يونيو ٢٠٢٣م كنتُ قد كتبتُ وبشكل واضح صريح هذا الأمر : “لا يمكن الحديث عن اي عملية تفاوضية، خارج الشرط الإنساني حاليا، خصوصا الاوضاع في دارفور وعدد من مناطق السودان المتضررة بشكل مباشر او غير مباشر، لا يمكن الحديث عن عملية سياسية بينما يتم احتلال المنازل وطرد ساكنيها، وتخريب المنشآت الحيوية و البنى التحتية.

توجد مشكلة عند الفاعلين الدوليين والإقليميين، فخياراتهم وطبيعة رؤيتهم السياسية تفتقر الى إمكانية رؤية الفاجعة الإنسانية التي تسببت فيها المليشيا المتمردة، ومهتمون بالتدخلات السياسية، إن كانت الديمقراطية و المسار الإنتقالي تأتي فوق دماء السودانيين بالنسبة لهم، فهذا أمر معيب، اننا نفقد ثقتنا في أي عملية تقاوضية تعبر على الحقائق بهذه الصورة. .

إيقاف الحرب يعني إيقاف التمرد، هذا ما حدث في جميع دول الجوار، السودان ليس حالة استثناء في ظل هذه الوضعيات الإقليمية، لن يتم فرض الشروط، وعلى الفاعليين في الداخل و الخارج التعلم من تجربة الأربع سنوات الماضية.

الإيقاد لن تنفذ خارطة طريقها بهذا الشكل، سيكون هناك تعديلات جوهرية في المبادرة، من أجل موائمتها مع الوضع على أرض الواقع”

إن ما أقدمت عليه مبادرة إيقاد منذ تنفيذها بعد إجتماع مجلس السلم و الأمن الإفريقي، يقوم على أساس خاطيء حيث أنها عرّفت الحرب وفقاً لتورط بعض دولها و الإتحاد الإفريقي عبر الثلاثية، التي كانت جزء من (شروط قيام الحرب) لذلك جاء المسار أعوج منذ إنطلاقه، حيث أنها حددت خارطة طريق مأزومة من خلال دعوتها إلى معالجة ما إندلع في الخامس عشر من أبريل عبر منهجية الحل السياسي السابق.

لم تكن الإيقاد صادقة في مساعيها التي إبتدرتها حيث تدخل كينيا عبر ما يعرف بالآلية الرباعية والتي في الأساس قامت بمبادرة من جنوب السودان إلا أن كينيا استغلت قمة يونيو في تسميم مساعي جنوب السودان في التوصل إلى صيغة يمكن من خلالها أن تفعل الإيقاد بشكل صحيح في دعم بقاء الدولة و سيادة السودان و الوصول إلى حل واضح يمنع الحرب و تمددها.
بتدخل كينيا حاولت أن تصنع طريق موازي منذ البداية حيث شاهدنا كيف كانت رباعية كينيا تلعب على تناقضات جدة بحيث تزين طريق ثاني في حالة لم تحقق المليشيا مكاسب من خلال التفاوض، فكانت كينيا تحاول أن تلعب بأوتار الإيقاد.

على الرغم من توصل جدة إلى نقطة جيدة وتعتبر لصالح المواطن المتضرر إلا أن الإيقاد أبت إلا أن تدخل من الباب الخلفي وهو ما ظهر في صورة الأجندة التي طرحت و شكل التفاوض الذي تم حيث عملت على إخراج عناصر جلسات التفاوض في صورة خارجة عن مسار المنبر إلا أن الجميع من طرف الحكومة و الجيش إلتزم بضبط النفس، وكان سؤال الذي طرحناه حينها (فيما التفاوض؟).

حيث قلنا إن التفاوض الذي جاء في أكتوبر هو متمم لأي عملية تفاوضية سابقة وأشرنا إلى ضرورة تنفيذ إتفاق مايو ٢٠٢٣ فهو إتفاق يضمن حق المواطن وإن كنا نرى فيه إشكاليات واضحة، لكن توقعنا أن تكون مخرجات جلسات اكتوبر التي جاءت على لسان الوساطة في نوفمبر أن تكون عالجت هذه المشكلة، إنطلاقاً من أولوية المسألة الإنسانية.

ولكن المليشيا و من يقف خلفها قام بهجمات عسكرية و إرتكب إبادة في حق ألفان من مواطني وحدة اردمتا بالرغم من جلسات التفاوض غير المباشرة التي كانت تعقد في جدة، كان واضحاً أن المليشيا لا تريد أن تقوم بالإيفاء بأي إلتزام إنساني.

زار السيد رئيس مجلس السيادة في نوفمبر ثلاث دول (كينيا/ إثيوبيا/ جيبوتي) بجانب أريتريا التي كانت الأجندة فيها أكثر عُمقاً حيث طُرح ملف أن يتم تنفيذ مخرجات جدة وأن يكون لقاءه بقائد التمرد شروطه مبنية على أساس إلتزام جدة وهذا قدمت الحكومة مقترح قمة يتم الإلتزام فيها بمخرجات جدة و يعقد لقاء بين رئيس مجلس السيادة و قائد المليشيا.

إتضح من خلال هذه القمة أن الإيقاد لا تعترف بالبرهان كرئيس مجلس سيادة بل ترى فيه جنرال عسكري وقائد للجيش، وهنا تسعى الإيقاد إلى نزع سيادة السودان، هذا الأمر كان من الواضح أنه ترتيب إماراتي مكتمل حيث اتفقت المليشيا و قوى تقدم برئيسها حمدوك أن البرهان ليس رئيس مجلس سيادة بل قائد فقط للجيش وهنا كانت النوايا واضحة أن الجميع مشترك في العداء ونزع سيادة السودان.

إن مسألة وصف برهان كقائد للجيش فقط وليس رئيس مجلس سيادة عندما يطرح ليس المعني به برهان أو مسألة مجلس السيادة لأنها في نظري مسألة ثانوية، وهنا على المواطنين الشرفاء و السياسيين الوطنيين و القادة الإجتماعين أن لا ينظروا لهذا الأمر من النظرة الضيقة وإنما النظر على كونها مسألة فاصلة ومصيرية بالنسبة للسيادة الوطنية.
إن ما حاولت إيقاد القيام به في قمتها الأخيرة هي محاولة منها لضرب سيادة السودان و شرعيته ونزع إرادته لفرض حلول خارجية تُمكن المليشيا من مشروعها وتُمكن عملاء الفنادق و السفارات الأجنبية من حكمنا عبر الإرادة الدولية التي أسندتهم في عدوانهم علينا!

لذلك إن خطوة السودان بتجميد عضويته في إيقاد هي خطوة منطقية في سبيل إيقاف العبث السياسي الذي تلعب على وتره إيقاد وتريها حجمها أمام السودان، طالما أنها تدعم هذه الخيارات البالية في تمزيق وتفكيك البلاد و ترفض الإلتزام بالأعراف و التقاليد التي تقوم عليها المنظمة.

حسان الناصر

المصدر: موقع النيلين

كلمات دلالية: سیادة السودان رئیس مجلس إلا أن

إقرأ أيضاً:

مخاوف في مجلس الأمن من تفكيك وتقسيم السودان وأمريكا تحذر من بيئة الإرهاب

الأمم المتحدة  وكالات – متابعات تاق برس- أعرب عدد من أعضاء مجلس الأمن الدولي الأربعاء عن قلقهم إزاء إعلان قوات الدعم السريع تشكيل حكومة موازية، في حين رفضت كينيا الاتهامات بأنها اعترفت بهذا الكيان.

واتفقت قوات الدعم السريع وحلفاء عسكريين وسياسيين لها الأحد على تشكيل حكومة منافسة لتلك الموالية للجيش، ما أثار توترات دبلوماسية بين السودان وكينيا.

 

وقال أطراف الاتفاق الذي تم توقيعه خلف أبواب مغلقة في نيروبي، إن الميثاق ينشئ “حكومة سلام ووحدة” في مناطق سيطرتهم.

 

 

وقال ممثل الولايات المتحدة جون كيلي في اجتماع لمجلس الأمن إن “محاولات قوات الدعم السريع والجهات المتحالفة معها لإنشاء حكومة في الأراضي التي تسيطر عليها قوات الدعم السريع في السودان لا تساعد في تحقيق السلام والأمن في السودان، وتهدد بتقسيم البلاد بحكم الأمر الواقع”.

كما أعربت السفيرة البريطانية باربرا وودورد عن “قلقها العميق” إزاء هذا التطور.

وقالت إن “احترام حقوق السودان المنصوص عليها في الميثاق ووحدته وسيادته وسلامة أراضيه أمر حيوي وسيكون ضروريا من أجل نهاية مستدامة لهذه الحرب”.

وأيّد ممثلا فرنسا والصين هذا الرأي، إذ قال السفير الصيني فو كونغ إن الخطوة “تهدد بزيادة تفكك السودان”.

وحث نائب السفير الجزائري توفيق العيد كودري، متحدثا نيابة عن الأعضاء الأفارقة الثلاثة في المجلس الجزائر والصومال وسيراليون بالإضافة إلى غيانا، “قوات الدعم السريع وحلفاءها على وضع وحدة السودان ومصلحته الوطنية فوق كل الاعتبارات الأخرى”.

 

وقال ممثل الولايات المتحدة في مجلس الأمن إنه لا يمكن السماح بأن يصبح السودان مجددا بيئة للإرهاب، مشيرا إلى أن الحرب الدائرة هناك كارثية، وحذّر من أن التصعيد المتواصل يهدد الأمن في المنطقة.

 

وخلال جلسة لمجلس الأمن حول السودان أبدى المندوب الأميركي قلق بلاده من الهجمات المتواصلة التي تشنها قوات الدعم السريع على مخيم زمزم للنازحين في ولاية شمال دارفور، وهي المنطقة الوحيدة التي يسيطر عليها الجيش السوداني في إقليم دارفور المضطرب في غرب البلاد.

 

وقالت المندوبة البريطانية باربارا وودوارد إن أطراف الصراع في السودان بوسعهم اتخاذ تدابير لإنهاء معاناة المدنيين.

 

وأضافت: نحث أطراف صراع السودان على وضع حد لطموحاتهم العسكرية والتركيز على توفير ظروف السلام.

 

ويخوض الجيش السوداني حربا ضد قوات الدعم السريع منذ ما يقرب من عامين بعد خلافات حول خطط لدمج الأخيرة في القوات المسلحة في أثناء عملية سياسية للانتقال إلى حكم مدني بعد الإطاحة بالحكومة السابقة في 2021.

 

 

واستنكر السفير السوداني لدى الأمم المتحدة الحارث إدريس الحارث محمد هذه الخطوة ووصفها بأنها “انتهاك غير مسبوق لميثاق الأمم المتحدة ودستور الاتحاد الإفريقي”، واتهم كينيا برعاية “خطوة تهدف إلى تفكيك السودان”.

لكن نظيره الكيني إيراستوس لوكالي نفى هذا الاتهام.

وقال “أؤكد أن الرئيس وليام روتو وحكومة كينيا لم يعترفا بأية كيانات مستقلة في السودان أو في أي مكان آخر”.

وتسببت الحرب في السودان بين قائد الجيش عبد الفتاح البرهان وقائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو “حميدتي” في ظروف إنسانية مروعة وشردت أكثر من 12 مليون سوداني وأزمة جوع في العالم حسب تقارير منظمات دولية.

ويواجه كلا الطرفين المتحاربين اتهامات بارتكاب فظائع جسيمة ضد المدنيين. وفرضت الولايات المتحدة عقوبات على عدد من قادتهما.

أمريكاالحكومة الموازيةمجلس الأمن

مقالات مشابهة

  • وزير المالية رئيس حركة العدل والمساواة يشارك في احتفال تطهير بحري من المليشيا
  • اللواء سمير فرج عضوًا بمجلس جامعة سوهاج
  • بطولة الناصر الرياضية الرمضانية في نسختها الرابعة: انطلاقة جديدة مع ميزة البث المباشر
  • ميقاتي: لاطلاق ورشة حكومية - نيابية لاقرار العديد من المشاريع الاصلاحية التي ارسلناها الى مجلس النواب
  • أبرزها تجميد العضوية في النقابات المهنية.. عقوبات الإرهابيين طبقا للقانون
  • بعد تشكيل حكومة منافسة.. مخاوف في مجلس الأمن من تفكك السودان
  • مخاوف في مجلس الأمن من تفكيك وتقسيم السودان وأمريكا تحذر من بيئة الإرهاب
  • جلسة بمجلس الأمن تطالب بإنهاء سريع للصراع في السودان
  • إحاطة في مجلس الأمن بشأن الوضع الإنساني في السودان
  • «اقتصادي»: جمال عبد الناصر وضع اللبنة الأساسية للصناعة في العصر الحديث