لجريدة عمان:
2024-12-25@04:39:58 GMT

الحصان «الأسود والأحمر والأصفر»

تاريخ النشر: 20th, January 2024 GMT

يروق الإطراء للبعض ويشيع داخله الثناء -وإن في غير محلِه- بمشاعر من السرور والبهجة حتى يكاد ينسى حقيقة أن المادح أفّاق يقول ما يرغب فقط في سماعه.

بين هؤلاء من يعشق المديح ويتوسّله ويستجديه وهو بالنسبة له مِلح الحياة والمطية التي يصل على ظهرها إلى غاياته وأهدافه.

الجيل الجديد يُطلق على المجاملات في غير موضعها بالعامية «تسليك» وعندما نقول فلان «يسلِك» لفلان، أي يسايره فيما يعلم أنه مخالف للحقيقة بهدف إرضائه أو كسب وده أو اتقاء شره.

. وما أكثر الأشرار و«المسلكين» حين تعُدهُم.

عمومًا أنا لست هنا الآن بصدد الحديث عن الوجه القبيح للمجاملات أو «النفاق الاجتماعي» بصفتهما ظاهرتي العصر ولهما ممتهنوهما، فهذا موضوع آخر، بل بصدد نقاش «تسليك» من نوع مختلف يتصل بإطلاق «الألقاب الرنانة» ليس على الأشخاص إنما على الفِرق الرياضية.

أقول «رنانة»؛ لأنها لا تلزم الفِرق الكبيرة التي نسمع جعجعتها فنرى طحينًا، إنما على الفِرق التي لا تُنجز والفِرق محدودة الإنجازات، التي إذا ما حققت إنجازًا يتيمًا ينطبق عليها المثل الشعبي «عورا ودخلت خيط ف برة» ولا يربطها بالبطولات سوى ارتداء القمصان ذات الماركات العالمية و«المخاسير» التي كان أولى أن يُستفاد منها في البناء والتنمية.

منذ سنٍ مبكرة، وأنا أتابع البطولات الرياضية العالمية المُتاحة حينها على شاشة التلفزيون المحلي قبل عملية احتكار هذه البطولات عندما كانت الرياضة للمتعة وليست للاستثمار واستغلال الفقراء.

كنت أشعر بالحماس والإثارة وأنا أتعرف يومًا بعد يوم وبطولة بعد بطولة على مسميات جديدة للفِرق من مختلف قارات العالم فهناك مثلًا: «الأزوري» و«المانشفت» و«التانجو» و«السامبا» ثم بعد ذلك «الحصان الأسود» و«أُسود الأطلس» و«نسور قرطاج» و«التنين» و«الساموراي» و«الفيلة» و«الثعالب» و«الفهود» و«المحاربون» و«النجوم السوداء»، وهي في الغالب مسميات للون من العلم الوطني أو حيوانات كاسرة أو طيور جارحة أو تقليد استنبط من تراث وثقافة البلد الذي يتسمى به، وهدفها «رياضيًّا» إلقاء الرعب في قلوب الخصوم.

ولأن هذه الفترة تزدحم بالبطولات الكروية القارية كتصفيات الأمم الآسيوية والإفريقية، أعاد المعلقون والمحللون الرياضيون إلى ذهني هذه المسميات غير أن وقَعها عليّ بات ضعيفًا لا يثير حماسي ولا يدفعني نحو متابعة الفِرق التي تتسمى بها، فوصولها إلى منصات التتويج محدود لا يتجاوز محيطها ولا تحقق ألقابًا عالمية.

حتى اليوم لم «تزأر» الأسود أو «تنهم» الفيلة أو «تُصفر» النسور أو «تُقعقع» الصقور، فتحقق لنا النسبة العالية من المتعة الكروية التي تقدمها لنا الفِرق والمنتخبات العالمية المحترفة كالأزوري والتانجو والسامبا.. لم تقبض على كأس العالم وإن استضافت تصفياته.

هذه الفرق « تتعنتر» على جاراتها ويُشارك بعضها «من أجل المشاركة» في بطولات مهمة كبطولة كأس العالم، فلماذا تقبل على نفسها مثل هذه التسميات؟ لماذا لا تتنازل عنها وتشتغل على الاحتراف باعتبار الرياضة أداة من أدوات الاستثمار والدعاية السياحية والترويج لبلدانها؟

في دول العالم المتقدم يعتبرون الرياضة وسيلة من وسائل الترفيه وأداة مهمة جدًا من أدوات جلب الأموال ودعم الدخل القومي ولذلك لا تعنيهم كثيرًا المسميات.. أما في الدول التي تُطلق على نفسها أسماء رنانة «لا ترعب أحدًا» من باب «التسليك»، فيفرحون إذا ما نُعتوا بالحصان «الأسود والأحمر والأصفر»!

آخر نقطة ..

يقولون: «لفلوس تغير النفوس»، لكنّ هذه «الفلوس» عجزت عجزًا بائنًا عن تغيير حال كرة القدم في كثير من البلدان الثرية، مما يؤكد أن المسألة لا تتعلق بالمال إنما بنواح أخرى، واسألوا الدول الإفريقية الفقيرة التي قدمت نجومًا كبارًا للكرة العالمية وبلغت فِرقها مرات عديدة أدوارًا متقدمة في بطولة كأس العالم لكرة القدم إن كنتم لا تعلمون.

عمر العبري كاتب عماني

المصدر: لجريدة عمان

إقرأ أيضاً:

بي أف كاسب يتوج بكأس الديربي العماني في السباق التاسع للخيل

تُوج الحصان "بي أف كاسب" بقيادة الفارس آدم البلوشي ومدربه محمد السيابي، بلقب كأس الديربي العماني، الذي خُصص للخيول العربية الأصيلة لعمر أربع سنوات، وذلك ضمن منافسات السباق التاسع الذي نظمه الاتحاد العماني للفروسية على مضمار الرحبة بولاية بركاء.

ورعى حفل الختام صاحب السمو السيد خليفة بن الجلندى آل سعيد، وشهد الختام تنافسًا قويًا في ثمانية أشواط، بحضور جماهيري كبير من محبي رياضة الخيل، وتضمنت الأشواط منافسات للخيول العربية الأصيلة، والخيول المهجنة الأصيلة، وخيول الإنتاج المحلي.

وفي الشوط الأول، في سباق "قلعة مطرح" - الإنتاج المحلي، فاز المهر "مناوش" بالمركز الأول بقيادة الفارس مؤنس السيابي ومدربه هزاع المالكي، فيما جاء المهر "راجح مسقط" في المركز الثاني بقيادة أنس السيابي ومدربه حمد السعيدي، وحلت المهرة "أي أس مسرة" في المركز الثالث بقيادة آدم البلوشي ومدربها باسم الشكيلي.

أما في الشوط الثاني، في سباق "قلعة نزوى" - الخيول العربية الأصيلة، توج الحصان "بوسدرة" بالمركز الأول بقيادة الفارس محمد الفارسي ومدربه عبدالله الفارسي، بينما احتل الحصان "بي أف مجيد" المركز الثاني بقيادة وثاب البلوشي ومدربه منذر البلوشي، وجاء الحصان "هياد" في المركز الثالث بقيادة عامر الراسبي ومدربه أحمد البلوشي.

وفي الشوط الثالث، ضمن سباق "قلعة بهلا" - للخيول العربية الأصيلة، حقق المهر "عز الأشخرة" المركز الأول بقيادة الفارس عامر الراسبي ومدربه عبدالعزيز البلوشي، وحل الحصان "عزام الوافي" في المركز الثاني بقيادة وثاب البلوشي ومدربه سلطان العلوي، بينما جاء الحصان "أسد الميدان" في المركز الثالث بقيادة مازن اليحيائي ومدربه صلاح الحسني.

في الشوط الرابع، في سباق "قلعة الفيقين" - للخيول المهجنة الأصيلة، فاز الحصان "فيشناري رولر" بالمركز الأول بقيادة الفارس منتصر البلوشي ومدربه حمد الحجري، بينما جاء الحصان "موطني" في المركز الثاني بقيادة عبدالله الصواعي ومدربه محمود البلوشي، واحتل الحصان "ون فيشين" المركز الثالث بقيادة مؤنس السيابي ومدربه أحمد الحمداني.

أما في الشوط الخامس، في سباق "قلعة نخل" - للخيول العربية الأصيلة، توج المهر "العريق" بالمركز الأول بعد أداء مميز بقيادة الفارس مؤنس السيابي ومدربه فهد الحجري، بينما حل المهر "صحار" في المركز الثاني بقيادة آدم البلوشي ومدربه محمد السيابي، وجاء المهر "فيض العز" في المركز الثالث بقيادة خالد البلوشي ومدربه سلطان البلوشي.

في الشوط السادس، ضمن سباق "قلعة صحار" - كأس الديربي العماني، حقق الحصان "بي أف كاسب" لقب الشوط والمركز الأول بقيادة آدم البلوشي ومدربه محمد السيابي، بينما جاء الحصان "كالك دي كريرا" في المركز الثاني بقيادة مازن اليحيائي ومدربه محمد السيابي، واحتل الحصان "أر بي ناش هاوس" المركز الثالث بقيادة وثاب البلوشي ومدربه محمد السيابي.

في الشوط السابع، في سباق "قلعة الميراني" - للخيول المهجنة الأصيلة (ثربرد)، فاز الحصان "أودي تو ديوتي" بالمركز الأول بقيادة آدم البلوشي ومدربه موسى البلوشي، بينما جاء الحصان "لأست ترديشن" في المركز الثاني بقيادة وثاب البلوشي ومدربه أحمد المرزوقي، واحتل الحصان "لو أوف نيتشر" المركز الثالث بقيادة حمد الغنيمي ومدربه عامر الغنيمي.

أما الشوط الثامن، ضمن سباق "قلعة الجلالي" - للخيول العربية الأصيلة، اختتم السباق بفوز الحصان "أر بي فري بيدر" بالمركز الأول بقيادة الفارس أنس السيابي ومدربه منذر البلوشي، بينما جاء الحصان "إزمير دي كارير" في المركز الثاني بقيادة آدم البلوشي ومدربه محمد البلوشي، واحتل الحصان "دجلنور" المركز الثالث بقيادة عبدالرحمن الفارسي ومدربه حسين السنيدي.

واختُتم السباق بتتويج الفائزين الأوائل في الأشواط الثمانية، حيث قام صاحب السمو السيد خليفة بن الجلندى آل سعيد بتكريم الأبطال، وقدم السيد منذر بن سيف البوسعيدي، رئيس الاتحاد العماني للفروسية، هدية تذكارية لراعي السباق.

مقالات مشابهة

  • عبد المنعم سعيد: الحروب العالمية الحالية ليست استثنائية
  • أمين البحوث الإسلامية يستقبل وفد المنظمة العالمية لخريجي الأزهر فرع ليبيا
  • موقع عبري: الحوثيون لا يمكن ردعهم.. الجماعة التي تتحدى الولايات المتحدة وتتحدى العالم
  • لاعبو كرة القدم: تعبنا من كثرة المباريات.. وبطولة الفيفا الجديدة هي القشة التي قصمت ظهر البعير
  • منظمةالصحة العالمية: اليمن يسجل أكبر عبء للكوليرا في العالم
  • خلال 8 سنوات فقط.. قصة نجاح شركة العاصمة التي أبهرت العالم بالقصر الرئاسي
  • دعت إلى التفكير في سبل جديدة.. “الصحة العالمية” تحذر من مخاطر أدوية إنقاص الوزن
  • أستاذ علوم سياسية: على العالم التدخل لإنقاذ حالة التجويع التي تشهدها غزة
  • بي أف كاسب يتوج بكأس الديربي العماني في السباق التاسع للخيل
  • تعرف على الدول التي تضم أطول الرجال والنساء في العالم