لجريدة عمان:
2024-09-29@08:22:38 GMT

الحصان «الأسود والأحمر والأصفر»

تاريخ النشر: 20th, January 2024 GMT

يروق الإطراء للبعض ويشيع داخله الثناء -وإن في غير محلِه- بمشاعر من السرور والبهجة حتى يكاد ينسى حقيقة أن المادح أفّاق يقول ما يرغب فقط في سماعه.

بين هؤلاء من يعشق المديح ويتوسّله ويستجديه وهو بالنسبة له مِلح الحياة والمطية التي يصل على ظهرها إلى غاياته وأهدافه.

الجيل الجديد يُطلق على المجاملات في غير موضعها بالعامية «تسليك» وعندما نقول فلان «يسلِك» لفلان، أي يسايره فيما يعلم أنه مخالف للحقيقة بهدف إرضائه أو كسب وده أو اتقاء شره.

. وما أكثر الأشرار و«المسلكين» حين تعُدهُم.

عمومًا أنا لست هنا الآن بصدد الحديث عن الوجه القبيح للمجاملات أو «النفاق الاجتماعي» بصفتهما ظاهرتي العصر ولهما ممتهنوهما، فهذا موضوع آخر، بل بصدد نقاش «تسليك» من نوع مختلف يتصل بإطلاق «الألقاب الرنانة» ليس على الأشخاص إنما على الفِرق الرياضية.

أقول «رنانة»؛ لأنها لا تلزم الفِرق الكبيرة التي نسمع جعجعتها فنرى طحينًا، إنما على الفِرق التي لا تُنجز والفِرق محدودة الإنجازات، التي إذا ما حققت إنجازًا يتيمًا ينطبق عليها المثل الشعبي «عورا ودخلت خيط ف برة» ولا يربطها بالبطولات سوى ارتداء القمصان ذات الماركات العالمية و«المخاسير» التي كان أولى أن يُستفاد منها في البناء والتنمية.

منذ سنٍ مبكرة، وأنا أتابع البطولات الرياضية العالمية المُتاحة حينها على شاشة التلفزيون المحلي قبل عملية احتكار هذه البطولات عندما كانت الرياضة للمتعة وليست للاستثمار واستغلال الفقراء.

كنت أشعر بالحماس والإثارة وأنا أتعرف يومًا بعد يوم وبطولة بعد بطولة على مسميات جديدة للفِرق من مختلف قارات العالم فهناك مثلًا: «الأزوري» و«المانشفت» و«التانجو» و«السامبا» ثم بعد ذلك «الحصان الأسود» و«أُسود الأطلس» و«نسور قرطاج» و«التنين» و«الساموراي» و«الفيلة» و«الثعالب» و«الفهود» و«المحاربون» و«النجوم السوداء»، وهي في الغالب مسميات للون من العلم الوطني أو حيوانات كاسرة أو طيور جارحة أو تقليد استنبط من تراث وثقافة البلد الذي يتسمى به، وهدفها «رياضيًّا» إلقاء الرعب في قلوب الخصوم.

ولأن هذه الفترة تزدحم بالبطولات الكروية القارية كتصفيات الأمم الآسيوية والإفريقية، أعاد المعلقون والمحللون الرياضيون إلى ذهني هذه المسميات غير أن وقَعها عليّ بات ضعيفًا لا يثير حماسي ولا يدفعني نحو متابعة الفِرق التي تتسمى بها، فوصولها إلى منصات التتويج محدود لا يتجاوز محيطها ولا تحقق ألقابًا عالمية.

حتى اليوم لم «تزأر» الأسود أو «تنهم» الفيلة أو «تُصفر» النسور أو «تُقعقع» الصقور، فتحقق لنا النسبة العالية من المتعة الكروية التي تقدمها لنا الفِرق والمنتخبات العالمية المحترفة كالأزوري والتانجو والسامبا.. لم تقبض على كأس العالم وإن استضافت تصفياته.

هذه الفرق « تتعنتر» على جاراتها ويُشارك بعضها «من أجل المشاركة» في بطولات مهمة كبطولة كأس العالم، فلماذا تقبل على نفسها مثل هذه التسميات؟ لماذا لا تتنازل عنها وتشتغل على الاحتراف باعتبار الرياضة أداة من أدوات الاستثمار والدعاية السياحية والترويج لبلدانها؟

في دول العالم المتقدم يعتبرون الرياضة وسيلة من وسائل الترفيه وأداة مهمة جدًا من أدوات جلب الأموال ودعم الدخل القومي ولذلك لا تعنيهم كثيرًا المسميات.. أما في الدول التي تُطلق على نفسها أسماء رنانة «لا ترعب أحدًا» من باب «التسليك»، فيفرحون إذا ما نُعتوا بالحصان «الأسود والأحمر والأصفر»!

آخر نقطة ..

يقولون: «لفلوس تغير النفوس»، لكنّ هذه «الفلوس» عجزت عجزًا بائنًا عن تغيير حال كرة القدم في كثير من البلدان الثرية، مما يؤكد أن المسألة لا تتعلق بالمال إنما بنواح أخرى، واسألوا الدول الإفريقية الفقيرة التي قدمت نجومًا كبارًا للكرة العالمية وبلغت فِرقها مرات عديدة أدوارًا متقدمة في بطولة كأس العالم لكرة القدم إن كنتم لا تعلمون.

عمر العبري كاتب عماني

المصدر: لجريدة عمان

إقرأ أيضاً:

ماذا تعرف عن الصواريخ الباليستية التي استهدف أحدها مقر الموساد؟

يسلط استهداف حزب الله لمقر جهاز استخبارات الاحتلال الخارجي "الموساد" في قلب تل أبيب، بصاروخ باليستي الأربعاء، الضوء على هذا النوع من الصواريخ، الذي يعتبر من الأسلحة الردعية، بسبب قوتها التدميرية، والمديات التي تصلها وطريقة إطلاقها.

وتعتبر الصواريخ الباليستية، مهمة لأسباب استراتيجية وعسكرية، بسبب القدرة الكبيرة على إيصال الرؤوس الحربية إلى أهداف بعيدة وبطريقة فعالة وسريعة زمنيا من لحظة الإطلاق حتى الإصابة.

إليك أهم ما يجب أن تعرفه عن الصواريخ الباليستية في التقرير التالي:


✅مبدأ عمل الصاروخ الباليستي هو إطلاق المقذوف كبير الحجم والمزود برأس حربي شديد الانفجار بأوزان مختلفة، بواسطة الوقود الصلب أو السائل، عبر عدة مراحل الأولى الدفع الأولي، والثانية بعد إطلاقه ووصوله إلى الغلاف الجوي سقوطه بشكل حر نحو هدفه المرسوم مسبقا، بالاعتماد على الجاذبية ومقاومة الهواء.

✅ تتحكم 3 عوامل بقدرات الصواريخ الباليستية، وهي نوع الرأس المتفجر، والمدى، والسرعة.

1️⃣ الصواريخ الباليستية تعتبر منصات فعالة لحمل الرؤوس النووية، وهي إحدى الأسلحة الاستراتيجية للدول من أجل ردع الأعداء، واستخدام هكذا سلاح يعني القدرة التدميرية الفائقة في حال استخدامه.

2️⃣ المدى البعيد والقدرة على ضرب أهداف حول العالم، فبعض الصواريخ الباليستية عابرة للقارات، وقادرة على ضرب أهداف على بعد آلاف الكيلومترات، ويوفر للدولة صاحبة الصاروخ القدرة في التأثير على النزاعات العالمية في حال استخدمتها.

3️⃣ السرعة الفائقة، تتجاوز بعض الصواريخ الباليستية سرعة الصوت، والتي تتجاوز 20 ماخ، وهو ما يشكل معضلة للأنظمة الدفاعية والرادارات بعدم القدرة على رصده واعتراضه، خاصة قبل إصابته للهدف.

✅ تطورت الصواريخ الباليستية مع الزمن، وباتت أكثر قدرة على إصابة أهدافها بدقة، وتدمير المواقع العسكرية المحصنة، أو إحداث دمار على مساحات واسعة، بفضل التقنيات التي زودت بها للمسار وتتبع الهدف.

تنقسم الصواريخ الباليستية إلى 3 أنواع وفقا للمديات التي يمكنها الوصول إليها، من نقطة الإطلاق وحتى الإصابة كالتالي:


❎ الصواريخ الباليستية قصيرة المدى SRBM، وتستخدم في النزاعات الإقليمية ولضرب الأهداف القريبة بين الدول، ومن أشهر الأمثلة عليها صواريخ سكود بي الروسية الشهيرة، ويتراوح مداها ما بين 30- 1000 كيلومتر.

❎ الصواريخ الباليستية متوسطة المدى MRBM، وتستخدم لضرب أهداف في نطاق أوسع من السابقة، ربما تكون بين قارات متجاورة، للردع على المستوى الإقليمي، من أشهر أمثلتها صاروخ شاهين 2 الباكستاني وبعض الطرازات من الصواريخ الإيرانية، ويتراوح مداها بين 1000- 3500 كيلومتر.

❎ الصواريخ الباليستية طويلة المدى، أو العابرة للقارات، ICBM وتستخدم لضرب أهداف على مستوى قارات متباعدة، ومن أشهر الأمثلة صاروخ أغني الهندي ويتراوح المدى ما بين 3500 كيلومتر وتفوق كذلك مدى 5500 كيلومتر.

وتعتبر هذه الصواريخ في الأغلب من أدوات الردع النووي بين القوى العظمى في العالم، من أبرز الصواريخ الحاملة للرؤوس النووي الصاروخ الأمريكية مينيوتمان 3 والروسي توبول أم.

لا يقتصر إطلاق الصواريخ الباليستية على المنصات الأرضية، فيمكن إطلاقها من خلال الغواصات النووية لدى القوى العظمى في العالم، ويتراوح مدى هذه الصواريخ ما بين 7 آلاف – 12 ألف كيلومتر، ومن أشهر الأمثلة عليها صاروخ ترايدنت 2 دي 5 الأمريكي.

من الصواريخ الصواريخ الباليستية حول العالم التالية:


✅ صاروخ مينيوتمان 3 الأمريكية، بمدى يصل إلى أكثر من 13 ألف كيلومتر وهو من الصواريخ العابرة للقارات، وقادر على حمل رؤوس نووية ويتميز بالاستجابة السريعة للتجهيز والإطلاق، من صوامع تحت الأرض.

✅ صاروخ ساتان آر 36 أم، أو الشيطان، وهو صاروخ روسي عابر للقارات، بمدى ما بين 10200 كيلومتر وحتى 16 ألف كيلومتر، ولديه قدرة شاملة على التدمير ومجهز ليحمل 10 رؤوس نووية مستقلة، ويطلق من صوامع مخبأة تحت الأرض.

✅ صاروخ دونغ فينغ 41 الصيني، وهو صاروخ باليستي عابر للقارات، ومن أهم ما تملكه بكين من ترسانة صاروخية، وهو قادرة على حمل رؤوس نووية مستقلة وهو ما أكبر الصواريخ مديات حول العالم، بمدى يصل إلى أكثر من 15 ألف كيلومتر.

✅ صاروخ آغني 6 الهندي، صاروخ باليستي من فئة العابر للقارات، وهم من الأسلحة الاستراتيجية الرئيسية في برنامج الهند النووي، وهو قادر على حمل رؤوس نووية وقادر على الوصول إلى أوروبا، ومداه يتراوح ما بين 5 – 8 آلاف كيلومتر.

مقالات مشابهة

  • وزراء الرياضة يشهد حفل افتتاح بطولة كأس العالم لأندية كرة اليد «صور»
  • بين الحقيقة والخرافات.. أغرب وقائع "السحر الأسود" التي طالت نجوم كرة القدم "مؤمن زكريا آخر الضحايا"
  • هشام الدكيك.. مهندس الطفرة التي تشهدها كرة القدم داخل القاعة في المغرب
  • الرياضة تعلن رعاية الرئاسة لبطولة كأس العالم لأندية اليد
  • معتز إينو: مباراة الأهلي والزمالك ليس لها معايير.. والأحمر يتفوق فنيًا
  • ماذا تعرف عن الصواريخ الباليستية التي استهدف أحدها مقر الموساد؟
  • وزير الرياضة يهنئ محمود حسني بعد حصد 3 ميداليات ببطولة العالم لرفع الأثقال
  • وزير الرياضة يهنئ محمود حسني بعد حصد 3 ميداليات متنوعة ببطولة العالم لرفع الأثقال
  • السوبر الأفريقي.. تعرف على موقف وزير الرياضة من حضور لقاء الأهلي والزمالك
  • الجُذام في الأردن.. سابقة تاريخية وبيان من«الصحة العالمية»