قال دكتور علي جمعة مفتي الجمهورية السابق وعضو هيئة كبار العلماء أن الآية الكريمة{وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ} تعني أنه لا حول ولا قوة إلا بالله، وأنك إذا أردت أن يُستجاب الدعاء، وأن تصل إلى نجاح الطلب الذي تطلبه، والرغبة التي ترغب فيها فيجب عليك أن تطلبها بربك، وكان النبي ﷺ دائمًا يقول: «وَالَّذِى نَفْس مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ» يعيش دائمًا تحت سلطان الله، وتحت أمر الله سبحانه وتعالى.


 

علي جمعة: آية في القرآن تفتح باب التوبة في مطلع رجب 3 أعمال لشهر رجب المعظم.. يوصي بها علي جمعة
المعنى الحقيقي للتوكل على الله 

 

واضاف جمعة أن قوله{وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ} يعني هو سبحانه كفايته، حسبنا الله ونعم الوكيل معناها كفايتي ربي، ربنا كفاية فهو الذي يكفيني، وهو الذي يستجيب دعائي، وهو الذي يحقق مطلوبي، وهو الذي يصلني إلى مقصودي؛ فهو سبحانه وتعالى قبل كل شيء، ومع كل شيء، وبعد كل شيء، هو الأول والآخر والظاهر والباطن، وهو على كل شيء قدير، وبكل شيءٍ عليم، وبكل شيءٍ محيط.

وربُنا سبحانه وتعالى عندما يستجيب دعائي، وعندما أيضًا يسارع في هواي وهذه درجة أعلى فعندما تقول السيدة عائشة رضى الله تعالى عنها لسيدنا رسول الله ﷺ «أرى الله يسارع في هواك»، يعني ينفذ الشيء قبل ما يطلبه وقبل ما يدعوه ، وهذا حال الذاكرين المعلقة قلوبهم بالله رب العالمين، حال الذاكرين الذي يقال عنهم في الحديث القدسي: «من شغله ذكري عن مسألتي أعطيته أحسن ما أعطي السائلين» هذه الحالة حالة المبادرة من الله سبحانه وتعالى قبل الطلب تتأتى بإخلاص العبادة، وبأننا يجب أن نطلب من الله بالله رب العالمين.


مرحبًا بمن خدعني بالله 

وتابع جمعة أن سيد الخلق المصطفى المختار يُعلمنا ﷺ أن الأمور إنما نطلبها بالله رب العالمين، عندما يسأل أحدنا أخاه في شيءٍ من أمور الدنيا فيقول له: بالله عليك تفعل كذا، وكان سيدنا عمر رضى الله تعالى عنه عندما يسمع هذا، وعندما يأتيه الشخص ويقول له: بالله عليك تفعل كذا، فإنه يفعله، وكان بعضهم يقول له : هذا يخادعك، فكان يقول: مرحبًا بمن خدعني في الله، وخدعني بالله، يعني ما دام قال بالله عليك تفعل لي كذا فإنه كان يبر قسمه تعظيمًا لله سبحانه وتعالى.


كيف يتحقق ما تتمناه

وأكد المفتي السابق أن الإنسان إذا أراد النجاح في مقاصده ونيل مطالبه في الدنيا فعليه أن يطلبها بالله، وقد تطلب بالله من البشر، فإذا طلبت من الله سبحانه وتعالى فهذا معناه {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} أنك أفردت وخليت قلبك من كل توجهٍ، وكل اعتماد على غير الله سبحانه وتعالى، هذا كله يحتاج منا إلى تربية، إلى تدريب، إلى أن نعيش هذه المعاني؛ لأننا لو عشناها لوجدنا لها لذة، ولوجدنا لها أثرًا في الدنيا، يعني قضية الدعاء هذه قضية كبيرة جدًا، وتزيد من الإيمان؛ لأن عندما يستجيب الله تعالى دعائي تجد أنني قد ثبّتني في الإيمان، وحبّبني في الإيمان، ووجدت طريقةً هي طريقة مهمة في قضاء الحاجات، في هذا الحياة الدنيا.


تحقيق الأعمال دليل على وجود الله 

وقال الدكتور علي جمعة أننا عندما نسأل الله بذاته، أو نسأل البشر بربنا سبحانه وتعالى، أو حتى نستعين بذلك في أنفسنا نجد أن الأعمال قد تحققت، هذا دليلٌ آخر على وجود الله، هذا دليلٌ آخر يسألنا عنه الملاحدة، ويقولون أنتم لماذا تؤمنون بالله كل هذا الإيمان؟، ولماذا لا نؤمن نحن؟، وتأتي الإجابة بهذه الكلمة أننا لنا تجربة مع الله سبحانه وتعالى، نصلي نشعر براحة، نذكر الله نشعر براحة، ندعو الله سبحانه وتعالى فإذ به يستجيب، نلتجئ إليه في مناجاة فإذ به يتم المقصود؛ ويتم المقصود بصورة غريبة عجيبة، فهذا الذي يجعلنا نتمسك كل يوم، ويزيد إيماننا كل يوم.

 فيقول الملحدون: نحن لم نجرب هذا، لم نصلِّ، لم نذكر، لم ندعو، ولكننا بعقولنا هكذا يعني نريد أن نتفلت، نريد أن لا يكون علينا تكليف، هذا هو الفرق بين المؤمن وبين غير المؤمن؛ المؤمن توكل على الله، ثم من تجربته الروحية، ومن تجربته العملية كل يوم يرى الله سبحانه وتعالى، وكل يوم يزداد إيمانًا مع إيمانه، وكل يوم يشعر بصدق هذا الوحي، فعندما ينظر { أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ} فيجد قلبه فعلًا يطمئن بذكر الله ،عندما يجد أن الإيمان له حلاوة في القلب، عندما يجد أن غض البصر له حلاوة في القلب، عندما يجد أن الخشوع في الصلاة له حلاوة في القلب ؛فإنه لا يستطيع أن يترك كل هذا من أجل قول قائل لم يجرب.

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: مفتي الجمهورية السابق علي جمعة الله سبحانه وتعالى علی جمعة کل یوم کل شیء

إقرأ أيضاً:

مصر: دعم جهود مكافحة الإرهاب في منطقة «الساحل والصحراء»

القاهرة (الاتحاد)

أخبار ذات صلة مقتل إرهابيين اثنين في الجزائر الأردن: تهجير الفلسطينيين خط أحمر

أكد وزير الخارجية والهجرة المصري بدر عبد العاطي، أمس، اهتمام بلاده باستقرار وأمن منطقة الساحل والصحراء في أفريقيا ودعم جهود مكافحة الإرهاب في تلك المنطقة. 
وذكر المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية السفير أحمد أبوزيد، في بيان، أن ذلك جاء خلال لقاء الوزير عبد العاطي بالمديرة التنفيذية لمكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة غادة والي.
وأكد عبد العاطي حرص مصر على فتح آفاق جديدة للتعاون مع مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة في عدد من المجالات المهمة ذات الأولوية بالنسبة لمصر، وعلى رأسها مكافحة الإرهاب. 
وأوضح أن ذلك يكون من خلال التركيز على محور بناء القدرات ومكافحة الفكر المتطرف وعمليات التجنيد على شبكة الإنترنت، وتقديم الدعم في تطوير ووضع الاستراتيجيات الوطنية لمكافحة الإرهاب والتطرف العنيف.
وأعرب عن اهتمام مصر بتدشين شراكات جديدة من خلال بحث إمكانية وسبل تعاون المكاتب الإقليمية للمنظمة في أفريقيا مع الوكالة المصرية للشراكة من أجل التنمية. 
من جانبها، أشارت والي إلى اعتزام مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة الاستمرار في تقديم جميع سبل الدعم في المجالات ذات الأولوية بالنسبة لمصر. 
واستعرضت والي أهم مجالات التعاون المشتركة القائمة، وعلى رأسها مكافحة المخدرات والاتجار في البشر وتهريب المهاجرين، بالإضافة إلى مكافحة الفساد والجرائم المالية.

مقالات مشابهة

  • عاجل.. ميدو يكشف السبب الحقيقي وراء إلغاء برنامجه بقناة المحور
  • أية ومعنى ،،،
  • عالم بالأوقاف: أبو بكر الصديق كان اختيارا لسيدنا محمد من عند الله
  • كوبا أمريكا 2024 تعيد البريق للنجم الكولومبي خاميس رودريجيز
  • هذا هو جواب نجيب ميقاتي عندما يُلام على جهوده الانقاذية
  • اقسم بالله جوزي وكفاية فضايح.. شاهد: رد مشهورة مصرية على تسريب فيديو مخل وفاضح لها
  • الجمال فى القرآن الكريم
  • رئيس أركان الاحتلال: عندما يكون العدو صعبا علينا أن نجعله يشعر بصعوبة أكبر
  • الفرنسي لوران بلان يقترب من تدريب فريق الاتحاد السعودي
  • مصر: دعم جهود مكافحة الإرهاب في منطقة «الساحل والصحراء»