مقال بفايننشال تايمز: بايدن يخاطر بكل شيء بدعمه المطلق لإسرائيل
تاريخ النشر: 20th, January 2024 GMT
أوضح مقال نشرته صحيفة فايننشال تايمز البريطانية أن دعم الرئيس الأميركي جو بايدن القوي لإسرائيل يخاطر بالإضرار باحتمالات إعادة انتخابه لولاية رئاسية جديدة، موضحا أن عدم مبالاته الواضحة بالفلسطينيين قد تكون مكلفة.
وذكر الكاتب إدوارد لوس في مقاله أن آلاف الأطفال قتلوا في الحرب على غزة، بحسب منظمة إنقاذ الطفولة، ومع ذلك فإن بيان بايدن الأخير الذي دعا حركة المقاومة الإسلامية (حماس) إلى "إطلاق سراح الرهائن" لم يشر إلى ما يعانيه الفلسطينيون.
وتابع أن الاعتراف بمحنة الفلسطينيين يبدو وكأنه يلقي ظلالا من الشك على تعاطف بايدن "الصادق مع الضحايا الإسرائيليين في الهجوم الذي شنته حماس في السابع من أكتوبر/تشرين الأول" الماضي، لذلك تتجنبه واشنطن، علما أن ذلك يزعج العديد من الأميركيين الشباب الذين سيحتاج بايدن بشدة إلى حماسهم في نوفمبر/تشرين الثاني المقبل، كما سيزعج العرب الأميركيين الذين يشكلون كتلة تصويتية رئيسية في العديد من الولايات المتأرجحة.
وأوضح الكاتب أن الديمقراطيين التقدميين ليسوا وحدهم من يشعرون بالاستياء من صمت بايدن تجاه ما تقوم به إسرائيل، فالعديد من حلفائه الأكثر ثقة في مجلس الشيوخ الأميركي منزعجون أيضا.
رافضون كثر
وفي لقاء دافوس هذا الأسبوع، قال عضو مجلس الشيوخ الأميركي عن ولاية ديلاوير السيناتور كريس كونز، وأقرب أصدقاء بايدن في السياسة، إن الولايات المتحدة يجب أن تفكر في وضع شروط على المساعدات العسكرية لإسرائيل.
وفي رسالة إلى بايدن قبل أعياد الميلاد، حثت مجموعة من الديمقراطيين -وبعضهم موظفون سابقون في وكالة المخابرات المركزية "سي آي إيه"- على ضرورة استخدام النفوذ من أجل "تحول فوري وكبير في الإستراتيجية والتكتيكات العسكرية في غزة".
وبيّن الكاتب أن مسؤولي البيت الأبيض يصرون على أن بايدن يفعل ما في وسعه سرًّا لكبح جماح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ولكن هناك القليل من الأدلة التي تثبت ذلك. فلقد تلقت إسرائيل أكثر من 100 قنبلة خارقة للتحصينات من الولايات المتحدة منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، علما أن تلك القنابل مخصصة للتدمير وليس "للاستهداف الدقيق للإرهابيين في المناطق الحضرية".
ويرى الكاتب أن الجواب يتلخص في مشاعر بايدن العميقة تجاه إسرائيل، فمنذ أيامه الأولى في السياسة كان أحد أقوى حلفائها في الكابيتول، ولطالما أعجب بنهج كل من رئيسي وزراء إسرائيل غولدا مائير وإسحاق رابين، لكنه الآن يواجه نموذجا مناقضا متمثلا في بنيامين نتنياهو، ورغم ذلك مستمر في الدعم.
وقال إدوارد لوس إن بايدن كان من أشد المنتقدين لجهود الرئيس الأميركي جورج بوش الأب من أجل عملية السلام عام 1992 بين إسرائيل ومنظمة التحرير الفلسطينية، كما هاجم تهديد بوش الأب بسحب ضمانات القروض الأميركية إذا مضت إسرائيل قدما في بناء المستوطنات في الأراضي المحتلة.
دعم كامل
وساعدت الضغوط التي مارسها بوش في الإطاحة بحكومة الليكود في إسرائيل آنذاك، وإيصال رابين إلى السلطة، وأدى ذلك إلى اتفاقات أوسلو للسلام، يوضح إدوارد لوس.
وبحسب المقال، كان بايدن -خلال منصب نائب الرئيس- قد قوض محاولة الرئيس باراك أوباما في عام 2010 لممارسة ضغوط مماثلة على حكومة نتنياهو، وبسبب تطمينات بايدن الخاصة جزئيًّا، استهزأ رئيس الوزراء الإسرائيلي بأوباما.
وأكد الكاتب أنه يمكن لبايدن أن يطيح بنتنياهو من خلال فرض شروط صارمة على المساعدات الأميركية إذا أراد ذلك، وسيكسب بذلك احترام الإسرائيليين والعالم العربي وأغلبية الأميركيين اليهود، كما أن من شأن ذلك أن يجعله يستعيد بعض الأرض التي خسرتها واشنطن في الجنوب العالمي بسبب معاييرها المزدوجة؛ حيث يعتقد قسم كبير من العالم أن أميركا تهتم بالضحايا الأوروبيين مثل الأوكرانيين أكثر من اهتمامها بالمدنيين في الشرق الأوسط أو أي مكان آخر.
وأكد الكاتب أنه كلما طال تشبث نتنياهو بالسلطة، كان ذلك أسوأ بالنسبة لبايدن، ومع ذلك، يبدو أن تصرفات بايدن كانت مصممة لضمان ذلك.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: الکاتب أن
إقرأ أيضاً:
فاينانشيال تايمز: الأوروبيون يتجهون لمصادرة أصول روسية بقيمة 200 مليار يورو
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
كشفت صحيفة فاينانشيال تايمز البريطانية، في عددها الصادر اليوم الثلاثاء، أن أكبر القوى الأوروبية تدعم الجهود الرامية إلى مصادرة أكثر من 200 مليار يورو من الأصول الروسية المجمدة، في حين تضع خططا لاتفاق وقف إطلاق النار في أوكرانيا.
وذكرت الصحيفة، في سياق تقرير، أن فرنسا وألمانيا، اللتان عارضتا منذ فترة طويلة مصادرة الأصول المُحتفظ بها في الاتحاد الأوروبي، تبحثان مع المملكة المتحدة ودول أخرى السبل التي يمكن من خلالها استغلال تلك الأصول للضغط على موسكو حال الاستمرار في عملياتها في كييف.
وقال ثلاثة أشخاص مطلعون على المحادثات (في لقاء اجروه مع الصحيفة بشرط عدم الكشف عن هويتهم) إن المسئولين الفرنسيين ناقشوا اقتراحًا للعواصم الأوروبية بمصادرة الأصول إذا انتهكت موسكو اتفاق وقف إطلاق النار في المستقبل في أوكرانيا، كجزء من الجهود الرامية إلى توفير ضمانات أمنية لكييف بعد الصراع.
ويرى أنصار ربط وقف إطلاق النار بالإفراخ أو مصادرة الأصول الروسية بأنه الوسيلة الوحيدة لإلزام موسكو بأي اتفاق وتزويد كييف بضمانة. وبحسب الصحيفة، تأتي هذه المحادثات وسط موجة من الجهود الدبلوماسية الأوروبية، بقيادة فرنسا والمملكة المتحدة، لوضع خطة سلام لأوكرانيا بالتوافق مع اقتراحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن فتح نافذة للتفاوض مع موسكو لإنهاء الحرب.
من جانبهم، جمّد حلفاء مجموعة السبع حوالي 300 مليار يورو من أصول البنك المركزي الروسي في عام 2022 بعد بدء العمليات العسكرية الشاملة في أوكرانيا، والتي توجد الغالبية العظمى منها وذلك بحوالي 190 مليار يورو في مصرف "يوروكلير" المركزي للأوراق المالية في بلجيكا، مع وجود مبالغ أصغر في فرنسا والمملكة المتحدة واليابان وسويسرا والولايات المتحدة.
وحاليًا، يتم استخدام الدخل الناتج عن هذه الأصول ومعظمها نقدًا وسندات حكومية لسداد دول مجموعة السبع لقروض بقيمة 50 مليار دولار لأوكرانيا، لكن الأصول الأساسية لا يتم المساس بها.
وأشارت الصحيفة البريطانية إلى حقيقة أن دولًا بما في ذلك أوكرانيا وبولندا ودول البلطيق دفعت منذ فترة طويلة من أجل الاستيلاء على الأصول الأساسية، لكن العواصم الرئيسية، بما في ذلك برلين وباريس وبروكسل، رفضت في السابق بسبب المخاوف من أن الاستيلاء على الممتلكات الحكومية من شأنه أن يشكل سابقة بموجب القانون الدولي.
كما أبدى البنك المركزي الأوروبي قلقه من تعرض وضع اليورو كخيار آمن للاحتياطيات الأجنبية للخطر حيث أن معظم الأصول تقوم باليورو. بدوره، قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، خلال محادثاته مع ترامب الأسبوع الماضي، إن الاستيلاء على الأصول على الفور لن يكون "احترامًا للقانون الدولي" ولكن الأموال يمكن أن تكون "جزءًا من المفاوضات في نهاية الحرب".
وأشار المستشار الألماني المنتظر فريدريش ميرز إلى أنه سيفكر في دعم اقتراح يتضمن الاستيلاء على الأصول الروسية المجمدة، وفقًا لما ذكره شخص مطلع على الأمر تحدث إلى الصحيفة بشرط عدم ذكر اسمه، وكشف أن ميرز تحدث مع المستشار المؤقت أولاف شولتز لتنسيق المواقف قبل بدء القمة المرتقبة لزعماء الاتحاد الأوروبي بعد غد الخميس، بينما رفض متحدث باسم شولتز التعليق.
وقال رئيس الوزراء البريطاني السير كير ستارمر أمس الاثنين إن لندن تبحث في كيفية استغلال الأصول. وقال ستارمر للنواب، بعد توقيع اتفاق مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في نهاية الأسبوع لإقراض المملكة المتحدة 2.26 مليار جنيه إسترليني لأوكرانيا بدعم من أرباح الأصول السيادية الروسية الخاضعة للعقوبات:" من الواضح أن العائدات والأرباح تُستخدم". وأضاف ستارمر:" فيما يتعلق بالأصول الأساسية نفسها، إنها قضية معقدة للغاية وغير واضحة". "لكنني أعتقد أننا بحاجة إلى بذل المزيد من الجهد والمزيد من العمل للنظر في الاحتمالات على الأقل، جنبًا إلى جنب مع دول أخرى".