لجريدة عمان:
2025-02-23@10:07:25 GMT

حل الدولتين.. مطية السياسة الغربية في الأزمات

تاريخ النشر: 20th, January 2024 GMT

حل الدولتين.. مطية السياسة الغربية في الأزمات

تعيش الولايات المتحدة الأمريكية ودولة الاحتلال الإسرائيلي حالة من التخبط في التصريحات على مستوى القيادة العليا تكشف عن حجم المأزق الذي تعيشه إسرائيل ومحاولات الغرب والولايات المتحدة الأمريكية بالذات انتشال إسرائيل ورئيس وزرائها من مأزقهم الكبير.

ففي الوقت الذي يظهر فيه نتانياهو بشكل يومي على قنوات التلفزيون الإسرائيلية ويؤكد أن دولة فلسطينية لا يمكن أن تنشأ وهو موجود في السلطة يصرح الرئيس الأمريكي جو بايدن «بأنه ناقش مسألة حل الدولتين مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، وأن الأخير لم يعترض على هذا الحل».

لكن بايدن قال إن «هناك عددا من الأنماط لحل الدولتين، مشيرا إلى أن دولا عدة في الأمم المتحدة ليس لديها قوات مسلحة خاصة بها، وأشار إلى أن هذا الحل ليس مستحيلا بوجود نتانياهو في السلطة».

وأصدر أمس مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي نتانياهو بيانا ردا على تصريحات الرئيس جو بايدن جاء فيه: «في محادثته الليلة الماضية مع الرئيس بايدن، كرر رئيس الوزراء نتانياهو موقفه الثابت لسنوات، والذي أعلنه أيضًا في مؤتمر صحفي في اليوم السابق: بعد القضاء على حماس، يجب أن تظل إسرائيل تسيطر أمنيًا بالكامل على قطاع غزة، لضمان أن غزة لم تعد تشكل تهديدا لإسرائيل، وهذا يتعارض مع مطلب السيادة الفلسطيني».

وعلاوة على تباعد التصريحات حول «مشروع» حل الدولتين المتعثر منذ عام 1999 إلا أن ثمة طرحا جديدا يمكن أن نفهم تفاصيله من كلا التصريحين. فالرئيس الأمريكي جو بايدن يتحدث عن دولة منزوعة السلاح ليس بها أي قوات مسلحة! ورئيس دولة الاحتلال يتحدث عن سيطرة إسرائيلية كاملة على قطاع غزة بعد الحرب ما يعني أن الدولة الفلسطينية في حال إعلانها لن تكون لها سيادة على قطاع غزة! ناهيك أنها لن تكون بها قوات مسلحة، أصلا، تستطيع بها حماية سيادتها.

والذي يمكن فهمه من مجمل هذه التصريحات وغيرها من التصريحات الكثيرة منذ بداية الحرب وربطها بالفلسفة التي يؤمن بها الاحتلال ويدعمه فيها الغرب أن أيا من إسرائيل أو أمريكا أو بريطانيا أو ألمانيا أو فرنسا لا يمكن أن يوافقوا على إنشاء دولة فلسطينية سواء كان بسيادة كاملة أو بسيادة جزئية، ونتانياهو يكرر هذا كل يوم منذ بداية الحرب عندما يقول: أوسلو كانت غلطة كبرى» بل إنه قال مرة إنها «كارثة»!

ومن يقرأ أدبيات الاحتلال وفكره يستطيع أن يخرج بيقين كامل إن فكر إسرائيل لا يمكن أن يؤمن بالسلام لا مع الفلسطينيين ولا مع عموم العرب ولذلك فإن أي ميول إسرائيلية أو غربية تجاه حل الدولتين لم تكن في يوم من الأيام إلا لضمان المواقف العربية في قضايا لا علاقة لها بفلسطين أبدا.. لأن ذهاب اعتراف الاحتلال الإسرائيلي بدولة فلسطينية يعني وفق فكر إسرائيل الديني أو الفكر الصهيوني فقدان إسرائيل لشرعيتها؛ لأن الاحتلال الإسرائيلي يقوم على فكرة إحلال إسرائيل محل فلسطين، وتهجير الفلسطينيين إلى خارج «إسرائيل». وهذا النمط من الاحتلال يسمى الاحتلال «الإحلالي» الذي لا يريد بقاء الفلسطينيين حتى من أجل العمل في الوظائف الدنيا وبأجور رخيصة جدا كما هو الحال عندما كانت الدول الإمبريالية الأوروبية تحتل الكثير من الدول الأفريقية والآسيوية.

ولذلك من المهم يدرك صناع السياسة في العالم العربي الفكر الذي تقوم عليه فكرة «إسرائيل» سواء من منظور «اليهود» أنفسهم لإكمال مشروعهم، أو من منظور الغرب الإمبريالي الذي أنشأ إسرائيل لأسباب وظيفية تخصه هو في المقام الأول.

أما طرح الرئيس الأمريكي جو بايدن مشروع حل الدولتين في هذا التوقيت ما هو إلا خدمة لمشروعه الانتخابي ومحاولة حماية صديقه نتانياهو من مأزقه الكبير على أمل أن يقف كل منهما مع الآخر في محنة الانتخابات القادمة.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: حل الدولتین جو بایدن یمکن أن

إقرأ أيضاً:

من الأسير الإسرائيلي أفيرا منغيستو الذي ظهر لأول مرة بعد 10 سنين؟

بعد 10 سنوات من الأسر في قطاع غزة، ظهر الأسير الإسرائيلي أفيرا منغيستو لأول مرة ضمن عملية تسليم الدفعة السابعة لتبادل الأسرى من المرحلة الأولى لاتفاق وقف إطلاق النار بغزة، ليكشف وجها آخر من وجوه التمييز العنصري في المجتمع الإسرائيلي.

ومنغيستو، الذي ينحدر من أصول إثيوبية، لم يكن ضمن أولويات تل أبيب في أي مفاوضات سابقة، كما أفادت مراسلة الجزيرة نجوان السميري، خلافا لجنود آخرين أسروا في ظروف مشابهة.

وسلمت كتائب القسام -الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)- الأسيرين أفيرا منغيستو وتال شوهام إلى اللجنة الدولية للصليب الأحمر في مدينة رفح جنوبي قطاع غزة، على أن يُفرج عن 4 أسرى آخرين في وقت لاحق اليوم في مخيم النصيرات وسط القطاع.

وكان منغيستو قد دخل غزة عام 2014 من مستوطنة زكيم الساحلية ليقضي 10 سنوات في الأسر دون أن يظهر في أي تسجيلات مصورة أو يحظى باهتمام إسرائيلي خلافا لما جرى مع الجندي جلعاد شاليط، الذي استعادته إسرائيل بعد صفقة تبادل تاريخية في 2011.

سياسة التمييز

وقالت السمري إن منغيستو وهشام السيد -وهو أسير آخر من فلسطينيي الداخل- لم يحظيا باهتمام رسمي إسرائيلي طوال مدة أسرهما، مما اعتبرته عائلتهما دليلا على سياسة التمييز التي تنتهجها تل أبيب تجاه مواطنيها من أصول غير أوروبية.

إعلان

وفي تصريحات سابقة، عبّرت عائلة منغيستو عن امتعاضها من الإهمال الإسرائيلي لقضيته مقارنةً بما حدث مع الجندي جلعاد شاليط، الذي خاضت إسرائيل لأجله مفاوضات مطوّلة انتهت بالإفراج عن أكثر من ألف أسير فلسطيني مقابل إطلاق سراحه.

وفي هذا السياق، قالت السمري إن الأسيرين منغيستو والسيد كانا ضمن 4 أسرى إسرائيليين اختفوا قبل 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، حيث أُسر اثنان منهم خلال حرب غزة عام 2014، وهما الجنديان شاؤول أورون وهدار غولدين، إلا أن الجيش الإسرائيلي أعلن مؤخرًا استعادة جثمان أورون في عملية عسكرية.

والمفارقة أن منغيستو أمضى سنوات أسره متنقلا بين الحروب الإسرائيلية المتكررة على غزة، وظلّ خلالها في عداد "المفقودين" حتى ظهر اليوم السبت على منصة التسليم.

وفي مقابل الإفراج عن الأسرى الإسرائيليين، أعلنت سلطات الاحتلال أنها ستطلق سراح 602 أسير فلسطيني، بينهم 50 أسيرًا محكوما بالمؤبد و60 آخرون محكومون بأحكام عالية، بالإضافة إلى 47 أسيرًا من محرري صفقة "وفاء الأحرار" الذين أعاد الاحتلال اعتقالهم.

مقالات مشابهة

  • جيش الاحتلال الإسرائيلي يوسع عملياته بالضفة الغربية
  • مَن هو الأسير الإسرائيلي الذي قبَّل رأس جنود حماس؟.. «المظروف» لم يكن هدية
  • أبو العينين: الاحتلال الإسرائيلي هو جذور المشكلة ولا يمكن غض البصر عنه
  • من الأسير الإسرائيلي هشام السيد الذي ستسلمه القسام دون مراسم؟
  • من الأسير الإسرائيلي أفيرا منغيستو الذي ظهر لأول مرة بعد 10 سنين؟
  • قوات الاحتلال الإسرائيلي تقصف منزلًا شمال الضفة الغربية
  • قوات الاحتلال الإسرائيلي تستهدف الأطفال في الضفة الغربية
  • الاحتلال الإسرائيلي يدفع بثلاث كتائب إلى الضفة الغربية بعد تفجيرات تل أبيب
  • نتانياهو يأمر بشن عملية عسكرية مكثفة في الضفة الغربية
  • قوات الاحتلال الإسرائيلي تقتحم منطقة الكسارة بالخليل جنوبي الضفة الغربية