جريدة الرؤية العمانية:
2025-01-29@06:09:36 GMT

أحمد الخليلي.. القابض على جمرة الحق

تاريخ النشر: 20th, January 2024 GMT

أحمد الخليلي.. القابض على جمرة الحق

 

مسعود الحمداني

samawat2004@live.com

 

الشيخ أحمد بن حمد الخليلي مُفتي عام السلطنة، رجل بأمّة، صمته حكمة، وحديثه جهاد، لم يتخلّف يومًا عن التصريح بما يمليه عليه إيمانه، وعقيدته، وإنسانيته، ظل صامدا كجبل، وشامخاً كرمح، هاجمه المتخاذلون، وشتمه الجهلة، واتهمه المنبطحون بشتى أنواع التهم، فترفّع عن الرد، وعلا عن سفاسف الأمور، وسما عن التجهيل، ومضى في طريق "الحق الدامغ"، لم يأبه لمثبط، ولم يلتفت لجاهل، ولم يجب على متخاذل، لأنَّه يرى أنَّ قوة الأمة في وحدتها، وأن "المعارك الكلامية" الهامشية مضيعة للوقت، وتفتيت للوحدة، والقوة.

وحين صمت كثيرٌ من علماء المُسلمين، وتغافلوا عن قضايا الأمة، ونسوا دورهم الجهادي، وتواروا خلف المناصب، والكراسي، وآثروا السلامة، يأكلون من موائد الحكّام، ويأتمرون بأمر الشياطين، واقتصر دورهم على تكفير مخالفيهم من المذاهب الأخرى، وإصدار الفتاوى حسب مقاسات المواقف، وحسب تفصيل الخياط وليّ لقمتهم، وتسفيه أصحاب الحق، والدعوة إلى مصالحة العدو، وتجريم المقاومة المشروعة، خرج الشيخ أحمد الخليلي مجاهرًا برأيه، شجاعًا في مواقفه، لم يلتفت للسياسة، ولم يعر التخاذل التفاتًا، ولم يسمع لقول ثرثار، ولم يخشَ في الله لومة لائم، فصدح بالحق، وجاهد بالكلمة، وفضح أولئك المتخاذلين، ونسف نظرية الغوغاء، ومدعي التدين، والتدبّر، واحتسب ما يقوله عند الله، وترك ما دون ذلك لأصحاب الفتاوي الجاهزة، ومفتّتي عضد الأمة، ومخدّري عقول العامة، وسار في طريق الحق، رافعاً راية الدين، وتاركاً أمر سفهاء القوم لربّ القوم، "وعند اللهِ تجتمعُ الخصومُ".

هذا الرجل الوقور، ذو الواحد والثمانين عامًا، المتكئ على عصا الحق، الزاهد في الكراسي، والمناصب، الباذل حياته للعلم والدين والعمل به، شحّت الأمة بمثله في زمن جار فيه الظالمون، وبغي فيه الطغاة، وعاث العابثون فسادًا في الأرض، وارتهن كثير من علماء الدين إلى الراحة وهدوء البال، وأدمنوا السمع والطاعة لولاة المال، فلم يعودوا سوى دمى تتحرك، وألسنة تلهج بالشكر والثناء لأصحاب المناصب، وتمسكوا بالكراسي، وزهدوا في الآخرة، وآثروا الحياة الدنيا، وغرّتهم الأماني، وغرّهم بالله الغَرور، وبقي الشيح أحمد الخليلي وثلة قليلة من علماء الدين في العالم الإسلامي على المحجة البيضاء، قابضين على الجمر، صادحين بالحق، صادقين العهد مع الله، لم يخذلوا دينهم، ولم يشتروا به ثمنًا قليلًا.

هكذا هم علماء الأمة الحقيقيون على مر الزمان، كبارا بفعالهم، عظماء بمواقفهم، خالدون بمآثرهم.. لله در هؤلاء الشيوخ الأجلاء، وما أعظم شأنهم.. وتحية إكبار وإجلال للشيخ أحمد بن حمد الخليلي وأمثاله من علماء الأمة الموقرين، والسائرين على أثرهم إلى يوم الدين، وجزاهم الله عن هذه الأمة- التي تكالبت عليها الأمم، وتناهش لحمها كثير من أبنائها- خير الجزاء، وأعانهم على سفهاء الأمة، وجهلة الدين، والتَديُّن.

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم: المقاومة لها الحق بأن تتصرف بما تراه مناسباً حول شكل وطبيعة المواجهة وتوقيتها

يمانيون/ صور

الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم: المقاومة لها الحق بأن تتصرف بما تراه مناسباً حول شكل وطبيعة المواجهة وتوقيتها

مقالات مشابهة

  • شمال غزة وجنوب لبنان.. عودةٌ تُــــعيد الكرامةَ والأمل
  • وزير الخارجية: تعزيز الحق في حرية الدين لترسيخ قيم المواطنة والتعايش
  • المفتي: يجب تضافُر الجهود بين علماء الدين والمفكرين وصنَّاع الفن لخمة الوطن
  • الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم: المقاومة لها الحق بأن تتصرف بما تراه مناسباً حول شكل وطبيعة المواجهة وتوقيتها
  • «أحمد عمر هاشم»: الإسراء والمعراج معجزة كبرى ودعوة للثبات على الحق مهما كانت التحديات
  • أحمد عمر هاشم باكيا: منتظرين الفرج يارب لأمة حبيبك واجعل مصر فى أمانك
  • ذمار: فعالية مركزية لإحياء الذكرى السنوية للشهيد القائد السيد حسين بدر الدين الحوثي
  • بحضور علماء الشريعة والقانون.. معرض الكتاب يناقش «فقه المواريث المقارن من هدي القرآن والسنة» لـ سعد الدين الهلالي
  • هاشم شرف الدين: بين التولي لله والتولي لأمريكا.. قراءة في تشخيص قائد الثورة لأزمة الأمة
  • البيان الختامي لمؤتمر “خير أمة” يشدد على وجوب الاجتماع على الحق ومحاربة الغلو والتطرف والانحلال