جريدة الرؤية العمانية:
2024-11-23@18:33:06 GMT

أحمد الخليلي.. القابض على جمرة الحق

تاريخ النشر: 20th, January 2024 GMT

أحمد الخليلي.. القابض على جمرة الحق

 

مسعود الحمداني

samawat2004@live.com

 

الشيخ أحمد بن حمد الخليلي مُفتي عام السلطنة، رجل بأمّة، صمته حكمة، وحديثه جهاد، لم يتخلّف يومًا عن التصريح بما يمليه عليه إيمانه، وعقيدته، وإنسانيته، ظل صامدا كجبل، وشامخاً كرمح، هاجمه المتخاذلون، وشتمه الجهلة، واتهمه المنبطحون بشتى أنواع التهم، فترفّع عن الرد، وعلا عن سفاسف الأمور، وسما عن التجهيل، ومضى في طريق "الحق الدامغ"، لم يأبه لمثبط، ولم يلتفت لجاهل، ولم يجب على متخاذل، لأنَّه يرى أنَّ قوة الأمة في وحدتها، وأن "المعارك الكلامية" الهامشية مضيعة للوقت، وتفتيت للوحدة، والقوة.

وحين صمت كثيرٌ من علماء المُسلمين، وتغافلوا عن قضايا الأمة، ونسوا دورهم الجهادي، وتواروا خلف المناصب، والكراسي، وآثروا السلامة، يأكلون من موائد الحكّام، ويأتمرون بأمر الشياطين، واقتصر دورهم على تكفير مخالفيهم من المذاهب الأخرى، وإصدار الفتاوى حسب مقاسات المواقف، وحسب تفصيل الخياط وليّ لقمتهم، وتسفيه أصحاب الحق، والدعوة إلى مصالحة العدو، وتجريم المقاومة المشروعة، خرج الشيخ أحمد الخليلي مجاهرًا برأيه، شجاعًا في مواقفه، لم يلتفت للسياسة، ولم يعر التخاذل التفاتًا، ولم يسمع لقول ثرثار، ولم يخشَ في الله لومة لائم، فصدح بالحق، وجاهد بالكلمة، وفضح أولئك المتخاذلين، ونسف نظرية الغوغاء، ومدعي التدين، والتدبّر، واحتسب ما يقوله عند الله، وترك ما دون ذلك لأصحاب الفتاوي الجاهزة، ومفتّتي عضد الأمة، ومخدّري عقول العامة، وسار في طريق الحق، رافعاً راية الدين، وتاركاً أمر سفهاء القوم لربّ القوم، "وعند اللهِ تجتمعُ الخصومُ".

هذا الرجل الوقور، ذو الواحد والثمانين عامًا، المتكئ على عصا الحق، الزاهد في الكراسي، والمناصب، الباذل حياته للعلم والدين والعمل به، شحّت الأمة بمثله في زمن جار فيه الظالمون، وبغي فيه الطغاة، وعاث العابثون فسادًا في الأرض، وارتهن كثير من علماء الدين إلى الراحة وهدوء البال، وأدمنوا السمع والطاعة لولاة المال، فلم يعودوا سوى دمى تتحرك، وألسنة تلهج بالشكر والثناء لأصحاب المناصب، وتمسكوا بالكراسي، وزهدوا في الآخرة، وآثروا الحياة الدنيا، وغرّتهم الأماني، وغرّهم بالله الغَرور، وبقي الشيح أحمد الخليلي وثلة قليلة من علماء الدين في العالم الإسلامي على المحجة البيضاء، قابضين على الجمر، صادحين بالحق، صادقين العهد مع الله، لم يخذلوا دينهم، ولم يشتروا به ثمنًا قليلًا.

هكذا هم علماء الأمة الحقيقيون على مر الزمان، كبارا بفعالهم، عظماء بمواقفهم، خالدون بمآثرهم.. لله در هؤلاء الشيوخ الأجلاء، وما أعظم شأنهم.. وتحية إكبار وإجلال للشيخ أحمد بن حمد الخليلي وأمثاله من علماء الأمة الموقرين، والسائرين على أثرهم إلى يوم الدين، وجزاهم الله عن هذه الأمة- التي تكالبت عليها الأمم، وتناهش لحمها كثير من أبنائها- خير الجزاء، وأعانهم على سفهاء الأمة، وجهلة الدين، والتَديُّن.

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

83 مسيرة بحجة بعنوان “مع غزة ولبنان.. دماء الشهداء تصنع النصر”

الثورة نت../

احتشد أبناء محافظة حجة اليوم في 83 ساحة في مسيرات “مع غزة ولبنان .. دماء الشهداء تصنع النصر” تأكيدًا على استمرار التضامن مع الشعبين الفلسطيني واللبناني.

وردد أبناء المحافظة هتافات العزة والحرية والفخر والاعتزاز التي تؤكد استمرارهم في دعم وإسناد المقاومة الفلسطينية واللبنانية، رافعين أعلام اليمن وفلسطين ولبنان وشعارات الصمود والثبات والبراءة من أعداء الإسلام وطغاة وجلاوزة العصر.

وأكدوا استمرار العطاء والجهاد والاستجابة العملية لله بكل اهتمام، وبكل جد وعزم وثبات ووفاء وصدق وابتغاء مرضاة الله حتى تحقيق النصر المؤزر وإيقاف العدوان على غزة ولبنان وطرد العدو الصهيوني، الأمريكي، والبريطاني من الأراضي المقدسة.

وأشاد أبناء حجة في المسيرات التي تقدّمها المحافظ هلال الصوفي وأمين عام محلي المحافظة إسماعيل المهيم ووكلاء المحافظة ومسؤولو التعبئة بالعمليات العسكرية المتواصلة في عمق الكيان الصهيوني وضربات محور المقاومة في غزة ولبنان والعراق للكيان الغاصب.

وباركوا استهداف حاملة الطائرات الأمريكية “أبراهام لينكولن” ومن قبلها “آيزنهاور” وهروبها من بحر العرب وإغلاق المجال أمام السفن الصهيونية، والأمريكية والبريطانية والمتجهة إلى الأراضي الفلسطينية المحتلة.

وأكد بيان صادر عن المسيرات في ختام الذكرى السنوية للشهيد، الاستمرار في رفع راية الجهاد والتمسك بكتاب الله وإعلاء كلمته .. متوجهًا بالحمد والشكر لله على ما منّ به من انتصارات متواصلة لليمن وآخرها إجبار حاملة الطائرات الأمريكية “أبراهام لينكولن” على الفرار.

وأشار إلى أن استخدام أمريكا “الفيتو” أمام مشروع قرار مجلس الأمن بالوقف الفوري لإطلاق النار في غزة أظهر الوجه الأشنع الإجرامي لها.

وأكد البيان استمرار الجهاد في سبيل الله في معركة “الفتح الموعود والجهاد المقدس” حتى وقف العدوان على غزة ولبنان.

وبين أن الخيار الوحيد والسليم للدفاع عن النفس والأمة هو الجهاد، داعياً شعوب الأمة العربية والإسلامية للتحرك في هذا الخيار.

وأدان البيان الإساءات المتكررة والمستمرة للمقدسات من قبل النظام السعودي وآخرها استخدام أشكال مشابهة للكعبة المشرفة فيما يسمى بموسم الترفيه، مشيرًا إلى أن النظام السعودي من خلال تنظيمه لحفلات المجون والتعري واستخدام أشكال مشابهة للكعبة المشرفة يهدف لضرب قدسيتها في عيون أبناء الأمة.

وجدد البيان الدعوة لأبناء الشعب اليمني وكل شعوب الأمة والشعوب الحرة والكريمة لمواصلة مقاطعة البضائع والسلع والمنتجات الصهيونية والأمريكية.

تخللت المسيرات التي شارك فيها مديرو المكاتب التنفيذية والمديريات وأعضاء المجالس المحلية وشخصيات اجتماعية ومنتسبو الوحدات التربوية والإدارية والصحية، الاستماع إلى بيان القوات المسلحة باستهداف قاعدة “نيفاتيم” للعدو الصهيوني بصاروخ “فلسطين 2”.

مقالات مشابهة

  • كيف أرى النبي في المنام.. أسرار ونصائح مجربة من علماء الدين
  • تقال عند الشدائد.. حكم قول حسبي الله ونعم الوكيل
  • ثمار الشهادة في سبيل الله
  • الجهاد عُدَّةٌ وزاد والحكمة اليمانية تجرفُ الفساد
  • 83 مسيرة بحجة بعنوان “مع غزة ولبنان.. دماء الشهداء تصنع النصر”
  • خطيب المسجد النبوي: الإيمان وحسن الظن بالله هما السر الكامن في ثبات الأمة وقت الأزمات
  • الله يرزقنا بسببكم.. خطيب الأوقاف: ذوي الهمم مكرمون من الحق ويتولى الدفاع عنهم
  • مديرية الوحدة تُقيم الفعالية الختامية لذكرى السنوية للشهيد
  • ولاية المتغلب.. بين صيانة الدماء وتمكين الاستبداد
  • الخلفية التاريخية ومتلازمةُ الولاء الخاطئ