جريدة الرؤية العمانية:
2024-09-10@10:34:06 GMT

أحمد الخليلي.. القابض على جمرة الحق

تاريخ النشر: 20th, January 2024 GMT

أحمد الخليلي.. القابض على جمرة الحق

 

مسعود الحمداني

samawat2004@live.com

 

الشيخ أحمد بن حمد الخليلي مُفتي عام السلطنة، رجل بأمّة، صمته حكمة، وحديثه جهاد، لم يتخلّف يومًا عن التصريح بما يمليه عليه إيمانه، وعقيدته، وإنسانيته، ظل صامدا كجبل، وشامخاً كرمح، هاجمه المتخاذلون، وشتمه الجهلة، واتهمه المنبطحون بشتى أنواع التهم، فترفّع عن الرد، وعلا عن سفاسف الأمور، وسما عن التجهيل، ومضى في طريق "الحق الدامغ"، لم يأبه لمثبط، ولم يلتفت لجاهل، ولم يجب على متخاذل، لأنَّه يرى أنَّ قوة الأمة في وحدتها، وأن "المعارك الكلامية" الهامشية مضيعة للوقت، وتفتيت للوحدة، والقوة.

وحين صمت كثيرٌ من علماء المُسلمين، وتغافلوا عن قضايا الأمة، ونسوا دورهم الجهادي، وتواروا خلف المناصب، والكراسي، وآثروا السلامة، يأكلون من موائد الحكّام، ويأتمرون بأمر الشياطين، واقتصر دورهم على تكفير مخالفيهم من المذاهب الأخرى، وإصدار الفتاوى حسب مقاسات المواقف، وحسب تفصيل الخياط وليّ لقمتهم، وتسفيه أصحاب الحق، والدعوة إلى مصالحة العدو، وتجريم المقاومة المشروعة، خرج الشيخ أحمد الخليلي مجاهرًا برأيه، شجاعًا في مواقفه، لم يلتفت للسياسة، ولم يعر التخاذل التفاتًا، ولم يسمع لقول ثرثار، ولم يخشَ في الله لومة لائم، فصدح بالحق، وجاهد بالكلمة، وفضح أولئك المتخاذلين، ونسف نظرية الغوغاء، ومدعي التدين، والتدبّر، واحتسب ما يقوله عند الله، وترك ما دون ذلك لأصحاب الفتاوي الجاهزة، ومفتّتي عضد الأمة، ومخدّري عقول العامة، وسار في طريق الحق، رافعاً راية الدين، وتاركاً أمر سفهاء القوم لربّ القوم، "وعند اللهِ تجتمعُ الخصومُ".

هذا الرجل الوقور، ذو الواحد والثمانين عامًا، المتكئ على عصا الحق، الزاهد في الكراسي، والمناصب، الباذل حياته للعلم والدين والعمل به، شحّت الأمة بمثله في زمن جار فيه الظالمون، وبغي فيه الطغاة، وعاث العابثون فسادًا في الأرض، وارتهن كثير من علماء الدين إلى الراحة وهدوء البال، وأدمنوا السمع والطاعة لولاة المال، فلم يعودوا سوى دمى تتحرك، وألسنة تلهج بالشكر والثناء لأصحاب المناصب، وتمسكوا بالكراسي، وزهدوا في الآخرة، وآثروا الحياة الدنيا، وغرّتهم الأماني، وغرّهم بالله الغَرور، وبقي الشيح أحمد الخليلي وثلة قليلة من علماء الدين في العالم الإسلامي على المحجة البيضاء، قابضين على الجمر، صادحين بالحق، صادقين العهد مع الله، لم يخذلوا دينهم، ولم يشتروا به ثمنًا قليلًا.

هكذا هم علماء الأمة الحقيقيون على مر الزمان، كبارا بفعالهم، عظماء بمواقفهم، خالدون بمآثرهم.. لله در هؤلاء الشيوخ الأجلاء، وما أعظم شأنهم.. وتحية إكبار وإجلال للشيخ أحمد بن حمد الخليلي وأمثاله من علماء الأمة الموقرين، والسائرين على أثرهم إلى يوم الدين، وجزاهم الله عن هذه الأمة- التي تكالبت عليها الأمم، وتناهش لحمها كثير من أبنائها- خير الجزاء، وأعانهم على سفهاء الأمة، وجهلة الدين، والتَديُّن.

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

السلطة القضائية بالمحويت تحتفي بذكرى المولد النبوي

الثورة نت/..
احتفت السلطة القضائية في محافظة المحويت، اليوم، بذكرى المولد النبوي الشريف، بفعالية خطابية.
وفي الفعالية، بحضور أمين عام مجلس القضاء الأعلى، القاضي سعد هادي، أكد رئيس هيئة التفتيش القضائي، القاضي أحمد الشهاري، أن الاحتفاء بذكرى المولد النبوي هو احتفاء بالقيم والمبادئ، التي حملها نبي الرحمة المهداة -صلى الله عليه وآله وسلم- التي أرست قواعد العدل والمساواة في الدولة الإسلامية، وأنهت الظلم والاستبداد.
وأشار إلى أن الجهاد خيار الأمة الوحيد لمواجهة هيمنة قوى الشر والإجرام والطغيان، اللذين عاثوا في الأرض فساد بعد تراجع ارتباط الأمة بالرسول والرسالة الإلهية والقرآن الكريم.
ولفت إلى موقف اليمن المساند للشعب الفلسطيني في مواجهة العدوان الإسرائيلي؛ استنادا على النهج القرآني والجهادي، واستجابةً وتأسياً واقتداءً، واتباعاً برسول الهدى -صلوات الله عليه وآله وسلم.
وأكد القاضي الشهاري على ضرورة الاقتداء برسول الهدى في جهاد الكفار والمنافقين خاصة مع الهجمة الصهيو – أمريكية الشرسة، التي تتعرض لها الأمة.
ونوُه بأن الاحتفالات بمولد الرسول الأعظم يجسد محبة وارتباط اليمنيين بخاتم الأنبياء، الذي يمثل مدرسة متكاملة تنطلق من القرآن الكريم وتعاليمه في تنظيم حياة الأمة.. مبينا أهمية التأسي بالنهج المحمدي قولا وعملا في الصدق والأمانة والعدل والإحسان والرفق والرحمة.
وحث رئيس هيئة التفتيش القضائي الجميع على المساهمة الفاعلة في إقامة الفعاليات الاحتفالية بالمولد النبوي على ضوء توجيهات قائد الثورة، السيد عبد الملك بن بدر الدين الحوثي.. داعيا الجميع إلى التحشيد وإظهار الإبتهاج والفرح بهذه المناسبة وللمشاركة في الفعالية المركزية المزمع إقامتها في الثاني عشر من ربيع الأول الجاري.
وخلال الفعالية، بحضور أمين عام المجلس المحلي للمحافظة، الدكتور علي الزيكم، ومسؤول التعبئة العامة في المحافظة، إسماعيل شرف الدين، وعضو مجلس النواب، قاسم حبيش، أكد رئيس محكمة استئناف المحافظة، القاضي أحمد يحيى شرف الدين، ضرورة إحياء هذه المناسبة الدينية الجليلة لتعزيز ارتباط الشعب اليمني بني الرحمة محمد -صلى الله عليه وآله وسلم- واستشعار عظمة الإسلام والرسول الأعظم، وتعزز الهوية الإيمانية.
بدوره، أشار رئيس نيابة استئناف المحافظة، القاضي عبدالمغني البركاني، إلى أن إحياء ذكرى المولد النبوي تعبير عن الحب والولاء والارتباط بالنبي -صلى الله عليه وآله وسلم- والسير على نهجه وخطاه في مواجهة الظلم والاستكبار.
وبيّن أن الرسول محمد -صلى الله عليه وآله وسلم- هو الرحمة المهداة، وأن إحياء ذكرى مولده يُمثّل تعبيراً عن الحمد والشُكر لله تعالى على نعمة الهداية.
تخللت الفعالية، بحضور وكلاء المحافظة، حمود شملان وحسين عركاض، وعلي حسين شرف الدين، وعضو لجنة التفتيش القضائي بالنيابة العامة، القاضي محمد الكستبان، وأعضاء الشعب الاستئنافية ورؤساء وقضاة المحاكم الابتدائية ووكلاء وأعضاء النيابات، ومدير أمن المحافظة، العميد علي دبيش، ومدير الأمن والمخابرات، العميد محمد الوجيه، وموظفي المحاكم والنيابات، قصيدة شعرية وفقرة إنشادية عبرتا عن عظمة المناسبة.

مقالات مشابهة

  • برقية من السنوار لجنبلاط ونجله
  • فعالية خطابية لرئاسة الجمهورية بذكرى المولد النبوي الشريف
  • السنوار يرسل برقية إلى جنبلاط ونجله
  • الأمانة العامة لرئاسة الجمهورية تحتفي بذكرى المولد النبوي
  • الأمانة العامة لرئاسة الجمهورية تُحيي ذكرى المولد النبوي الشريف
  • هل الدين ضروري لاستمرار حياة الإنسان؟
  • السلطة القضائية بالمحويت تحتفي بذكرى المولد النبوي
  • الشيخ الجوزو: هناك من يعتدي على هوية المسلمين وأوقافهم
  • القاضية عون: أنت الأقوى عندما تكون مع الحق
  • الإفتاء: علماء الأمة اتفقوا على استحسان الاحتفال بالمولد النبوي