مرجان وصاحب السعادة
تاريخ النشر: 20th, January 2024 GMT
عائض الأحمد
يحكى أنَّ أحد المتطفلين ومسترقي السمع أراد محاكاة امرأة وهو لا يكاد يملك من الأمر شيئًا حتى قوت يومه يأتيه من بقايا امرأة، ولكنه يحلم في يقظته ويتمنى في ساعته أن يصل حتى ولو بالحلم، أو ليس "أهلا للحلم" كما يردد أفي أحلامنا يا قوم؟
حينما تأخذك الحياة إلى طريق ضيقة لا تتسع إلا لمن قدرت لهم فأنت ترهق أنفاسك وتعزف على أوتار مترهلة ينقصها الكثير لتصدر تلك النغمات التي تطرب الأسماع وتأخذ الأبصار إعجابا، لن تفلح وهواك يتقلب في سلطة "أريد أن أكون" وتحرك كل ساكن، عليك ألا تقترب منه، وكأنك كمن يحمل الجمر بكفيه، ثم ينفخ فيهما، آملا أن ينشد بردا وسلاما.
الترف معترك يصعب على الجميع الوصول إليه متى ما أراد كما يسهل على بسطاء العامة الحديث عن مصادر الثراء وأمنيات الفقراء بملامسة جدار القصر والنظر إلى ذاك البرج بعين الفخر وبراعة مهندسي التصميم وكأن واقعهم سمح بالحديث والمفاخرة وترك الحسرة والندامة لـ"مرجان" ومن عاش في ظله.
تستطيع العيش كما تريد ولن تكون "مرجان" آخر إن جعلت من أقدارك بوحاً يتخللها مسار يعتليه قناعة مطلقة بقدراتك دون النظر لمن حولك بعين ضعف أو قوة، فواقع الأشياء يحمل في داخله فواجع ومواجع، لو أبحرت فيها لأبصرت ما يجعلك تغمض عينك وتغض طرفك مما يرهق الأعين ويدمي القلب.
ختاما: النفس الأمّارة، ليست بالضرورة أن تطيعها بالقدر الذي عليك أن تنهاها.
شيء من ذاته:
الطفل الذي يسكنني لم يشب يومًا، وسيظل محتاجًا لدفئك أينما حل.
سمة: صاحب السعادة يعطي دون أن يسأل من أنت، وإن سأل فاعلم أنك صاحب الفضل في مد يديك له.
نقد: كلماتي تعني حالتي وتوجهي في لحظات أنا لم أصنعها؛ بل تأتي غالبًا كصوت أسمعه في ساحة جاري!
رابط مختصرالمصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
سر في الدين.. يسهل عليك العبادة والإلتزام بها
أكد الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق وعضو هيئة كبار العلماء، على أن التيسير في تطبيق الدين هو الأساس، مُشددًا على أهمية الابتعاد عن الغلو والتشدد.
واستشهد بحديث النبي صلى الله عليه وسلم الذي يقول: "إِنَّ الدِّينَ يُسْرٌ، وَلَنْ يُشَادَّ الدِّينَ أَحَدٌ إِلَّا غَلَبَهُ"، مشيرًا إلى أن هذا الحديث يوضح أن الدين لا ينبغي أن يكون عبئًا أو مصدرًا للضيق، بل يجب أن يُمارس بسهولة ويسر.
الرحمة والتيسير: كيفية تحقيقهما في الحياة اليومية
أوضح جمعة أن الرحمة تكمن في التيسير، فالتشدد في الدين لا يؤدي إلا إلى التنفير منه.
وقال إن النبي ﷺ فرض فرائض يجب على المسلم الالتزام بها، وحدّ حدودًا يجب احترامها، كما حرم أشياء يجب الابتعاد عنها، ولكن هناك أيضًا أمور سكت عنها الشريعة رحمةً بنا. لذا، فإن التشدد والتعسير على النفس يُعدان من الأخطاء التي يجب تجنبها في التعامل مع الدين.
التوازن في العبادة: لا غلو ولا تساهل
أشار جمعة إلى أنه يجب على المسلم أن يتحلى بالتوازن في عباداته، وألا يُفرط في التشدد أو التساهل. ولفت إلى أن النبي ﷺ قال: "إِنَّ هَذَا الدِّينَ مَتِينٌ فَأَوْغِلْ فِيهِ بِرِفْقٍ"، أي أنه يجب على المسلم أن يعكف على العبادة برفق، وأن يتجنب التشدد الذي يؤدي إلى النفور.
التشدد يثقل القلب: احذر من الغلو
في هذا السياق، أوضح جمعة أن التشدد في الدين يمكن أن يؤدي إلى حالة من النفور والملل من العبادة.
كما حذر من أن من يتشدد على نفسه قد يترك العبادة في النهاية لأنها تصبح عبئًا عليه، مثلما يُقال عن "المنبت" الذي لا يقطع أرضًا ولا يثبت على ظهر.
وأكد أن الدين يجب أن يُمارس بسهولة وراحة، ويجب أن يكون بمثابة مصدر للاطمئنان وليس للثقل.
التيسير والرحمة في القرآن الكريم
اختتم جمعة حديثه بتذكير المسلمين بآية الله تعالى: {فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا * إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا}، مشيرًا إلى أن هذه الآية تؤكد على أن الله تعالى يُيسر لعباده في الأوقات الصعبة، ولا ينبغي للمسلم أن يكون مصدرًا للعسر على نفسه أو على الآخرين.