ن.تايمز: هكذا تهرب الإمارات الأسلحة لحميدتي
تاريخ النشر: 20th, January 2024 GMT
كشفت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية عن تقرير أممي، لم ينشر بعد، أن قائد فرقة الدعم السريع في السودان محمد حمدان دقلو الشهير بحميدتي يتلقى دعما عسكريا من الإمارات.
وقالت الصحيفة إنه على الرغم من أن حميدتي ليس رئيساً لبلاده، فإنه قائد فرقة شبه عسكرية سيئة السمعة تحارب من أجل السيادة في حرب السودان الأهلية، ومع ذلك، حظي بمعاملة الرؤساء خلال جولته السريعة الأخيرة التي زار فيها ست دولٍ أفريقية.
وأوضحت أن مجموعة من أكثر قادة القارة نفوذاً فرشت السجادة الحمراء أمام حميدتي، إثر وصوله على متن طائرة فاخرة لعقد الاجتماعات أواخر شهر ديسمبر/كانون الأول ومطلع يناير/كانون الثاني، وذلك بعد أن استبدل بدلة رجال الأعمال بزيه العسكري.
كانت الجولة المفاجئة بمثابة عودةٍ بارزة للقائد الذي انتشرت العديد من الشائعات حول وفاته أو إصابته منذ اندلاع الحرب في السودان في أبريل/نيسان، بينما تتقدم قوات الدعم السريع التي يقودها بطول السودان، لتتغلب على الجيش النظامي للبلاد وتجبره على التراجع أمامها.
ويرجع الفضل في ذلك بدرجةٍ كبيرة إلى الدعم العسكري الذي تحصل عليه تلك القوات من الإمارات، بحسب ما أورده التقرير الأممي.
وحصلت صحيفة نيويورك تايمز على نسخة من التقرير الذي لم ينشر بعد، ويستعرض مجموعة تفاصيل جديدة عن الكيفية التي هرّبت بها الإمارات الأسلحة القوية إلى قوات الدعم السريع، وذلك عبر دولة تشاد الصيف الماضي.
وتشمل تلك الأسلحة الطائرات المسيّرة المسلحة، ومدافع هاوتزر، والصواريخ المضادة للطائرات التي تم إرسالها عبر رحلات شحن سرية وطرق تهريب صحراوية.
وعززت تلك الإمدادات قدرات قواته لتتمكن من تحقيق سلسلة انتصارات متتالية غيّرت مسار الحرب في الأشهر الأخيرة.
نفي إماراتي
وفي المقابل، قالت الإمارات في بيان، إنها "لا تزود أيا من الأطراف المتحاربة بالأسلحة والذخيرة"، ونفت انتهاكها لحظر الأسلحة.
وقالت إن أولويتها هي حماية المدنيين، والسعي من خلال الدبلوماسية مع الشركاء الأمريكيين والعرب والأفارقة، إلى إيجاد حل سلمي للصراع.
ويوثق التقرير أحداث عنف واسعة النطاق ضد المدنيين رافقت تقدم قوات حميدتي، وضمن ذلك المذابح، والقصف، والتقارير عن مئات حالات الاغتصاب الشبيهة بالإبادة الجماعية المرتكبة في دارفور قبل عقدين من الزمن.
ومنذ عام 2016 تقريباً، أرسل حميدتي مقاتلين إلى اليمن برواتب إماراتية، ثم استثمر تلك الأرباح لاحقاً في شبكة تضم نحو 50 شركةً مقرها في دبي بالإمارات. وما تزال تلك الشركات تمول آلته الحربية، بحسب ما توصل إليه محققو الأمم المتحدة.
ثم عززت الإمارات دعمها لحمدان في يوليو/تموز 2023. إذ ظهر مستشفى جديد بنته الإمارات في أم جرس، وهي مدينة نائية تقع شرقي تشاد، وذلك لتوفير العلاج الطبي للاجئين السودانيين.
لكن أجهزة الاستخبارات الغربية سرعان ما أدركت أن طائرات الشحن، التي تحط على مهبط الطائرات القريب، كانت تحمل في الواقع أسلحة في طريقها إلى قوات الدعم السريع.
وجلبت الحرب كارثة مطلقة إلى السودان، حيث أسفرت عن مقتل ما لا يقل عن 12 ألف شخص منذ أبريل/نيسان، وتشريد 7.4 مليون آخرين من منازلهم، حسب تقديرات الأمم المتحدة.
وأدى القتال إلى تدمير أجزاء كبيرة من العاصمة الخرطوم، ويحتاج 25 مليون من سكان السودان البالغ عددهم 45 مليون نسمة إلى مساعدات الإغاثة من أجل البقاء.
المصدر | نيويورك تايمز + الخليج الجديدالمصدر: الخليج الجديد
كلمات دلالية: حميدتي السودان الإمارات الدعم السریع
إقرأ أيضاً:
مقال بنيويورك تايمز: في دارفور إبادة جماعية لا تنتهي فصولها
جاء في تقرير نشرته صحيفة نيويورك تايمز الأميركية أن فصلا آخر من فصول الرعب يتكشف في إقليم دارفور غربي السودان، حيث استولت قوات الدعم السريع -التي تخوض حربا ضد الجيش السوداني– في 13 أبريل/نيسان الجاري على مخيم زمزم، وهو أكبر مخيم يؤوي نازحين في البلاد.
وأفادت كاتبة التقرير امتثال محمود -وهي ناشطة وشاعرة أميركية من أصل سوداني- أن الثابت الوحيد في الحرب المستعرة منذ عامين بين كر وفر، هم المدنيون الذين يتحملون وطأة انتهاكات طرفي القتال.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2إنترسبت: نفوذ ترامب يتغذى على مخاوف البيض الديموغرافيةlist 2 of 2صحيفة إيطالية: انطلاق خطة الطرد الكبرى من جنوب الخليلend of list
وقالت إن أهالي دارفور يتذكرون جيدا الهجمات التي تعرضوا لها مطلع العقد الأول من القرن الحالي، اعتُرف بها دوليا في عام 2003 على أنها إبادة جماعية تنظر في أمرها حاليا المحكمة الجنائية الدولية. وأضافت أن الولايات المتحدة وخبيرا في مكتب منع الإبادة الجماعية والمسؤولية عن الحماية التابع للأمم المتحدة حذرا من تكرار تلك الهجمات مرة أخرى.
ورأت الناشطة الأميركية أن الإبادة الجماعية في دارفور لم تنته فصولها بعد، مضيفة أن التطهير العرقي الذي حدث في مدينة الجنينة بولاية غرب دارفور عام 2013، وحصار الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور، وحرق عشرات القرى في الأشهر القليلة الماضية، والفظائع التي ارتكبت في مخيم زمزم، كلها حوادث تشكل دليلا كافيا على التطهير العرقي من قبل قوات الدعم السريع.
إعلانوقالت إن "حياتنا ووجودنا كشعب سوداني في خطر"، مشيرة إلى أن قوات الدعم السريع عاثت قتلا وخرابا في مخيم زمزم، حيث أسفر القصف المتواصل وإطلاق النار بلا هوادة عن مقتل 400 شخص، من بينهم أطفال وعاملون في المجال الإنساني وقادة المجتمع المحلي وأفراد من عائلة كاتبة التقرير.
وأضافت أن من بين المفقودين في زمزم 58 امرأة وفتاة من العائلة الممتدة للشاعرة الأميركية السودانية الأصل، حيث يقول شهود عيان إن قوات الدعم السريع اختطفتهن.
وأوضحت امتثال في تقريرها أنها عملت بالتدريس في زمزم بين عامي 2013 و2017، وشاركت في بناء المخيم، وسد الثغرات التي خلفها إجلاء منظمات الإغاثة الدولية من المنطقة.
وأكدت أن كل ذلك طُمس الآن، حيث تُظهر صور الأقمار الاصطناعية مخيم زمزم وهو يحترق، وتعيد للأذهان ذكريات مؤلمة من الماضي عندما أجبرت مشاهد مماثلة العالم على التحرك.
واتهمت الكاتبة كلاً من قوات الدعم السريع والجيش السوداني بعرقلة وصول المساعدات إلى جميع أنحاء دارفور، ومنع أو نهب الشحنات التي تحمل مواد الإغاثة إلى النازحين في زمزم.
وألقت باللوم بشكل خاص على قوات الدعم السريع؛ واصفة ما تقوم به من أفعال بأنها جزء من حملة "إرهابية" كبرى، واتهمتها باستخدام القتل خارج نطاق القانون والعنف الجنسي والتجويع المتعمد أسلحة حرب ضد المدنيين.
وخلصت الكاتبة إلى أن خير أمل للسودان يقع على كاهل الناجين من ويلات الحرب، والمنظمات الإنسانية السودانية التي حافظت على بقاء مخيمات، مثل مخيم زمزم، على قيد الحياة.
وشددت على ضرورة أن يمارس قادة دول العالم ضغوطا على القادة العسكريين وداعميهم للسماح بإيصال المساعدات والموافقة على وقف فوري لإطلاق النار في المناطق الأكثر تضررا.
وختمت امتثال تقريرها بعبارات مفعمة بعواطف جياشة، موجهة رسالة إلى أعمامها وأبناء عمومتها الذين ما زالوا عالقين في زمزم، قائلة: "إن آلامكم ليست خافية على أحد. وشجاعتكم ليست منسية. لقد خذلكم العالم اليوم، لكننا سنقاتل حتى لا يخذلكم غدا. أملنا المرتجى في مواجهة عنف الإبادة الجماعية، هو فعل من أفعال التحدي".