بسبب الشاشات.. مشكلة صحية تنتظر العالم بحلول عام 2050
تاريخ النشر: 20th, January 2024 GMT
لاحظ أطباء العيون في جميع أنحاء العالم انتشار مشكلة قصر النظر بين الأطفال، وهو أمر لا يستطيع علم الوراثة وحده تفسيره.
وفي الواقع، بالمعدلات الحالية، سيعاني نصف العالم من قصر النظر بحلول عام 2050.
وما يزال البحث في الروابط الدقيقة بين وقت الشاشة ومعدلات قصر النظر في طور الظهور. ومع ذلك، يشتبه العلماء في وجود بعض التأثير لوقت الشاشة المفرط، خاصة إذا كان الأطفال يتعاملون مع الشاشات الإلكترونية في سن مبكرة.
وتقول البروفيسورة إيزابيل جالبرت من كلية قياس البصر وعلوم الرؤية بجامعة نيو ساوث ويلز للطب والصحة: “هناك مكون وراثي يؤدي إلى الإصابة بقصر النظر، لكننا نعلم أن معدل الانتشار قد زاد بشكل كبير في العقود الأخيرة. إنه أمر سريع للغاية بحيث لا يمكن تفسيره بالوراثة وحدها، نحن بحاجة إلى النظر إلى ما تغير في بيئتنا، ومن المحتمل جدًا أن يكون قضاء الكثير من الوقت أمام الشاشات عامل خطر على الأقل لبعض تطورات قصر النظر لدى الأطفال”.
في حالة قصر النظر، تتطور مقلة العين بمعدل أسرع من الطبيعي وتصبح طويلة جدا، ما يؤدي إلى ضبابية الرؤية عن بعد. وفي حين أنه يمكن تصحيح الرؤية غير الواضحة باستخدام النظارات أو العدسات اللاصقة، إلا أنه بمجرد ظهور قصر النظر، فإنه لا رجعة فيه.
وتوضح البروفيسورة جالبرت: “إن العلاجات الحديثة مثل التقويم، حيث يقوم الأشخاص بإدخال عدسات لاصقة لإعادة تشكيل مقلة العين ليلا بشكل مؤقت، يمكن أن تساعد في تصحيح شكل مقلة العين. لكنه لا يعكس قصر النظر، بل يمكن أن يساعد فقط في إبطاء التقدم”.
وعلى الرغم من وجود علاجات يمكن أن تبطئ تطور قصر النظر، إلا أنها قد تكون باهظة الثمن أيضا. ومع ذلك، فإن القلق الكبير بشأن تطور قصر النظر هو أنه يمكن أن يزيد من خطر الإصابة بحالة شديدة في العين مثل الجلوكوما وانفصال الشبكية وإعتام عدسة العين والضمور البقعي قصير النظر، ما قد يؤدي في النهاية إلى العمى في بعض الحالات.
وحتى على المدى القصير، تشير البروفيسورة جالبرت إلى أن الشاشات يمكن أن تسبب إجهادا لأعيننا وتؤدي إلى ظهور أعراض جفاف العين وتعبها بسرعة نسبية.
ووجدت دراسة حديثة أجرتها البروفيسورة جالبرت أن مشاهدة شاشة الهاتف يمكن أن تقلل من معدلات الرمش خلال الدقيقة الأولى لدى الأطفال وتؤدي إلى ظهور أعراض جفاف العين، موضحة أن الرمش هو أحد الآليات الرئيسية لتليين العين وحمايتها.
تأكد البروفيسورة جالبرت أن هناك بعض الإجراءات الوقائية التي يمكننا اتخاذها لتقليل تأثير الشاشات الرقمية على أعيننا. ويتضمن ذلك الحد من وقت الشاشة اليومي وفقا لإرشادات منظمة الصحة العالمية، أي أقل من ساعتين يوميا للأطفال في سن المدرسة، ولا يوجد وقت أمام الشاشة على الإطلاق للأطفال دون سن الثانية.
وبالنسبة للبالغين الذين يستخدمون الشاشات طوال اليوم في العمل، تقول جالبرت إن اتباع التوصيات أمر ضروري، مثل وضع شاشات سطح المكتب على مسافة وارتفاع مناسبين، والإضاءة الطبيعية الكافية وفترات الراحة المنتظمة، والتي تساعد جميعها في تقليل إجهاد العين.
وتوصي جالبرت باتباع قاعدة 20-20-20، والتي تعني أنه كل 20 دقيقة، حاول أن تمنح عينيك استراحة من الشاشة وانظر إلى مسافة 20 مترا لمدة 20 ثانية على الأقل.
بوابة الأهرام
المصدر: موقع النيلين
كلمات دلالية: قصر النظر یمکن أن
إقرأ أيضاً:
كما يليق بمعجزة
بقلم :- ناهد بدوي
الحروف أبطال الثرثرة. تلك التى نلقى بها كهواء حلم كثيرًا أن يلتقطها فيثرثر، يكنس المقهى ويرشها بالماء الممزوج بماء الورد ويجلس فى ركن بجوار الحمام يراقب الأفواه ويلاحق الألسن، يجاهد فى الخفاء لرفع لسانه الذى يبدو خفيفًا، لكنه أثقل من سجادة فارسية لم يعرف أبدًا سبب ذلك الثقل ولم يحاول أحد.
فى الصباح يهندم نفسه ويختلس النظر إلى مرآة الحمام المقشرة والمكسورة يبلل شعره ويسرحه بأصابعه، يغسل وجهه من تراب الكنس ويبتسم لنفسه، يحاول النظر إليها بعينيها فيتحسر لكنه يصر على انتظارها أمام المقهى فى طريقها لعملها فى محل الملابس يراها تكنس المحل وتلقى بترابه أسفل الرصيف فيجرجر ترابه إليها ويمزج الترابين صانعًا لنفسه أملًا صغيرًا تراه من خلف الزجاج.. يبتسم كأنه أمام مرآته ويظل واقفًا حتى يهشه صاحب المحل.
يعود إلى المقهى وينتظر موعد انصرافها، يعزى نفسه بالتجسس على قصص العجائز عن زمن الحب الصامت من خلف الشبابيك.
فى الليل تقدمت إليه، لم يصدق أنها تناديه قالت: معايا بواقى من أكل الغدا، شكلك جعان، تحب تتعشى؟ صرخ من فرحته: أ أ أ حب.
ضحكت حتى بان أول لسانها وتركت له الطعام ومضت تاركة إياه واضعًا يده على فمه وعيناه مفتوحتان كطبق ورواد المقهى غارقين فى الضحك، بينما صوت أجش يأتى من طرف المقهى لرجل عجوز يدندن "خايف أقول اللى فى قلبى تتقل وتعاند ويايا".