ورد إلى دار الإفتاء المصرية، سؤال يقول (ما مدى صحة عبارة: "لا شرع إلا بنص"؟ حيث إن هذه العبارة تجري على ألسنة بعض الناس وذلك في مقام الترجيح بين أقوال الفقهاء واختلافهم في مسألة من المسائل؛ فما مدى صحة هذه العبارة المشار إليها؟ خاصة في الأحكام التي تنبني على العوائد والأعراف، أرجو البيان ولكم الأجر والإحسان.

تمحو حتى الكبائر.. دار الإفتاء تنصح بهذه العبادة لغفران الذنوب حكم قول المسلم لأخيه يا كافر.. دار الإفتاء تجيب

وقالت دار الإفتاء، إن هذه العبارة لم ترد عن أحد من علماء الأمة في مختلف العلوم الشرعية، ولم يرد أيضًا ما يؤدي إلى مفهومها، ولم يكن من نهج أحد من العلماء المعتبرين مناقشة الأقوال والترجيح بينها بهذه العبارة أو نحوها؛ فهي تخالف الكتاب والسنة وعمل الأمة، فهي عبارة فاسدة وغير منضبطة.

وأشارت إلى أن عبارة "لا شرع إلا بنص" لم ترد على ألسنة أو أقلام العلماء المعتبرين، بل إنها تخالف المنقول والمعقول وعمل الأمة؛ حيث إنَّ المفهوم من هذه العبارة، أنه لا حجية في الأدلة المعتبرة عند جمهور علماء الأمة غير القرآن والسنة، وقد تواترت الأدلة الشرعية وتناقلته الأمة بمذاهبها الفقهية جيلًا عن جيل على جهة القطع والتواتر عبر القرون بما يخالف المفهوم من هذه العبارة.

وأوضحت، أن أمارات فساد هذه العبارة وعدم صحتها، وخاصة في مقام الترجيح بين الأقوال ظاهرة ومتعددة، ومن جملة هذه الأمارات: أنَّها تناقض حجية الإجماع، وهذا القول لم يقل به أحدٌ لا من أهل السنة والجماعة؛ ولا من أهل الحديث، ولا من أهل الرأي، بل ولا من أي مذهب يُعتَدُّ به من المذاهب الإسلامية؛ فالمتفق عليه عند علماء المسلمين أن الإجماع حجة قاطعة لا يجوز مخالفتها؛ والدليل على ذلك قوله تعالى: ﴿وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا﴾ [النساء: 115]، والأخبار التي تواترت في معنى هذه الآية عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم بأن الأمة لا تجتمع على ضلالة.

وذلك ثابت منقول بالتواتر عند جمهور علماء الأمة؛ حيث قال الإمام الرازي في "المحصول" (4/ 35، ط. مؤسسة الرسالة): [إجماع أمة محمد صلى الله عليه وآله وسلم حجة] اهـ.

كما أنَّها أيضًا يفهم منها عدم حجية القياس، ومن المقرر شرعًا أنَّ القياس حجةٌ من الحجج الشرعية المعتبرة؛ ودليل حجيته من القرآن الكريم قوله تعالى: ﴿فَاعْتَبِرُوا يَا أُولِي الْأَبْصَارِ﴾ [الحشر: 2]؛ إذ معنى الاعتبار: العبور من الشيء إلى نظيره إذا شاركه في المعنى، والقياس عبور من حكم الأصل إلى حكم الفرع، فكان داخلًا تحت الأمر. ينظر: "المستصفى" للإمام الغزالي (ص: 293، ط. دار الكتب العلمية،) "المحصول" للإمام الرازي (5/ 27، ط. مؤسسة الرسالة).

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: دار الإفتاء الفقهاء علماء الأمة الكتاب السنة دار الإفتاء هذه العبارة

إقرأ أيضاً:

اكتشاف فيروس تاجي جديد مثل كوفيد-19 في الخفافيش

وكالات

اكتشف علماء الفيروسات الصينيون، فيروس تاجي جديد لدى الخفافيش، يمكنه إصابة البشر بنفس الطريقة التي يصيب بها فيروس “كوفيد-19”.

ويعد هذا الفيروس سلالة جديدة من فيروس كورونا HKU5، اكتشف لأول مرة في خفاش ياباني في هونغ كونغ.

وقام فريق من العلماء برئاسة عالمة الفيروسات الصينية الشهيرة شي تشنغ لي، بدراسة هذا الفيروس في مختبر قوانغتشو بالتعاون مع متخصصين من فرع قوانغتشو لأكاديمية العلوم الصينية وبمشاركة علماء جامعة ووهان ومعهد ووهان لعلم الفيروسات.

مقالات مشابهة

  • وزارة الشؤون الإسلامية تعلن انطلاق التصفيات النهائية لمسابقة القرآن الكريم والسنة النبوية في شرق إندونيسيا غدًا
  • من هو ملك الغابة المصرية القديمة وكيف انقرض؟
  • اكتشاف فيروس تاجي جديد مثل كوفيد-19 في الخفافيش
  • علماء يكشفون حركة الدماغ لحظة الموت.. كأنها خروج الروح
  • ضبط دواجن وأسماك فاسدة ومحقونة بالمياه بالمنوفية
  • ميناء عدن.. شحنة “دقيق فاسدة” تثير المخاوف والتساؤلات
  • ضبط 21 طن مواد كيميائية فاسدة تستخدم في صناعة المنظفات بـ بلبيس
  • على هامش مؤتمر الحوار الإسلامي.. مفتي الجمهورية يلتقي وفدًا من علماء كردستان العراق
  • حجز أسماك فاسدة موجهة للإستهلاك بالصويرة قبيل أيام من حلول رمضان
  • قلة فاسدة.. صفقة مشبوهة لموظفي محافظة القاهرة لتقنين أوضاع أراضي شق الثعبان