الحرة:
2024-09-08@09:11:33 GMT

هل تهدد الخلافات مستقبل حكومة الحرب في إسرائيل؟

تاريخ النشر: 20th, January 2024 GMT

هل تهدد الخلافات مستقبل حكومة الحرب في إسرائيل؟

بعد ما يقرب من 15 أسبوعا على اندلاعها، تتصاعد الانقسامات بين الأوساط السياسية الإسرائيلية بشأن إدارة الحرب في قطاع غزة، مع تباين في وجهات النظر بخصوص مستقبل الصراع بين أعضاء ائتلاف حكومة الحرب، واستمرار الجدل المرتبط بملف الرهائن.

ويتعرض الائتلاف الحكومي الطارئ في إسرائيل لـ"ضغوط مكثفة" مع تواصل الحرب، وفقا لصحيفة "نيويورك تايمز" التي أشارت إلى أنه في الوقت الذي يطالب فيه سياسيون عن اليمين المتطرف الجيش بتحرك وإجراءات أقوى في غزة، يضغط أقارب الرهائن، ومعهم أعضاء بداخل حكومة الحرب، بتقديم تنازلات لضمان عودتهم.

واعتبرت صحيفة "جيروزاليم بوست" بدورها، أن حكومة الحرب "تقترب من الانهيار" مع استمرار الحرب في غزة، بعد أن شكلت في أعقاب هجوم السابع من أكتوبر، وضمت كلا من رئيس الوزراء، بنيامين نتانياهو، وبيني غانتس عن تحالف الوحدة الوطنية المعارض، ووزير الدفاع الحالي، يوآف غالانت، وكل من  رئيس أركان الجيش الإسرائيلي السابق من حزب غانتس، غادي آيزنكوت، ووزير الشؤون الاستراتيجية، رون ديرمر، كمراقبين.

"تباين يهدد حكومة الحرب"

وبعد رسالة من 7 نقاط، دعا خلالها، بيني غانتس، إلى إعادة النظر بأهداف الحرب، منتقدا عدم تحقيق إنجازات ملموسة يمكن البناء عليها لوضع تصور لما تريده القيادة الإسرائيلية بعد انتهاء الأعمال العسكرية.

خرج حليفه، غادي آيزنكوت، في مقابلة تلفزيونية، موجها انتقادات لإدارة نتانياهو للحرب المستمرة مع حماس في غزة، مشيرا إلى أن الحديث عن النصر الكامل على الحركة المصنفة إرهابيا بعدد من الدول "غير واقعي".

المحلل السياسي الإسرائيلي، شلومو غانور، يرى في حديث لموقع "الحرة". أن "الخلاف الجوهري بين أعضاء حكومة الحرب الإسرائيلية يتعلق بنقطتين أساسيتين".

وأضاف: "النقطة الأولى هي دور السلطة الفلسطينية بعد انتهاء الحرب ومستقبل القطاع في غزة، والثانية سُلم الأولويات وأهداف الحرب التي يربطها كل من  غانتس عضو حكومة الحرب الإسرائيلية، وآيزنكوت، في استعادة الرهائن، في حين يرى رئيس الوزراء أن تفكيك البنية الإرهابية لحماس يبقى الموضوع الرئيسي".

وأجرى رئيس أركان الجيش الإسرائيلي السابق آيزنكوت، مقابلة مع "القناة 12" المحلية، تحدث فيها عن رؤيته لهجوم السابع من أكتوبر وراءه، وأيضا مستقبل الحرب في غزة، حيثُ فقد نجله وابن أخيه.

وقال آيزنكوت في المقابلة: "من يتحدث عن الهزيمة المطلقة لحماس لا يقول الحقيقة"، مشيرا إلى أن "الوضع الفعلي في قطاع غزة هو أن أهداف الحرب لم تتحقق بعد".

وأضاف "أهداف الحرب لم تتحقق بعد، لكن عدد الجنود على الأرض، أصبح الآن محدوداً أكثر.. علينا أن نفكر في الخطوة التالية".

ويكشف غانور، أنه مع دخول الحرب مرحلة جديدة، ستظهر "الصورة أوضح بشأن مصير الائتلاف الحكومي الطارئ"، مشيرا إلى أن الضغوطات الأميركية للتخفيف من وتيرة العمليات والانتقال لمرحلة أقل قوة "يقرب نهاية الائتلاف"، ما لم يطرأ أي تطور سلبي على مستوى جبهة حزب الله وإسرائيل.

وتعهدت حكومة نتانياهو بتدمير القدرات العسكرية والقيادية لحماس في غزة وتحييد تهديدها للإسرائيليين متمسكة باستعادة الرهائن من خلال مواصلة الحرب والضغط العسكري على القطاع، غير أنها تواجه انتقادات، بحسب صحيفة "تايمز أوف إسرائيل"، لـ"عدم وضع خطط بعد الحرب وعدم تحقيق أي انفراجة في ملف الرهائن".

واندلعت الحرب التي دمرت قطاع غزة وشردت أكثر من 80 بالمئة من سكانه، إثر شن حماس هجوما غير مسبوق على جنوب إسرائيل في 7 أكتوبر أسفر عن مقتل 1140 شخصا، معظمهم مدنيون، وبينهم نساء وأطفال، حسب تعداد لوكالة فرانس برس يستند إلى أرقام رسمية.

كذلك، اختطف خلال الهجوم نحو 250 شخصا رهائن، أطلق سراح زهاء 100 منهم خلال هدنة في نهاية نوفمبر. ووفق إسرائيل، لا يزال 132 منهم في غزة، ويعتقد أن 27 منهم لقوا حتفهم.

وردا على هجوم حماس، تعهدت إسرائيل القضاء على الحركة التي تحكم غزة منذ 2007. ووفق وزارة الصحة التابعة لحماس، قتل حتى الآن في الغارات الإسرائيلية 24927 شخصا، غالبيتهم العظمى من النساء والأطفال، وأصيب 62108 أشخاص بجروح. 

وتتواصل تظاهرات أقارب الرهائن الإسرائيليين المختطفين في غزة منذ أسابيع، ومساء أمس الجمعة، نظموا اعتصاما أمام منزل رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو الخاص في مدينة قيسارية الساحلية، وخيموا طوال الليل للاحتجاج على ما قالوا إنه "تقاعس الحكومة" في تأمين إطلاق سراح أحبائهم، وفقا لصحيفة "تايمز أوف إسرائيل".

وذكرت صحيفة "فاينانشال تايمز" البريطانية، أن نتانياهو، يتعرض لضغوط متزايدة ومتجددة، بشأن إعطاء الأولوية للتوصل إلى صفقة لإطلاق سراح الرهائن المحتجزين في قطاع غزة، وسط خلافات سياسية بهذا الشأن.

ويشدد نتانياهو ووزير الدفاع، غالانت، مرارا وتكرارا، على أن الطريقة الوحيدة لاستعادة الرهائن هي الاستمرار في ممارسة الضغط العسكري على غزة من خلال مواصلة الحرب.

وقال وزير الدفاع الإسرائيلي، الإثنين: "إذا توقفت الحرب الآن، فإن مصير الرهائن سيكون مؤجلا لسنوات عديدة"، مضيفا: "فقط من موقع القوة يمكننا ضمان إطلاق سراحهم"، في المقابل يدعو كل من بيني غانتس و غادي آيزنكوت إلى إعادة "النظر في أهداف الحرب، وإيلاء موضوع إعادة الرهائن الإسرائيليين في غزة أهمية أكبر".

نحو "انتخابات مبكرة"؟

وفي ظل تصاعد الخلافات بين مكونات الائتلاف الإسرائيلي، تتصاعد مطالبات عدد من الأطراف السياسية والمدنية في إسرائيل بإجراء انتخابات مبكرة، غير أن نتانياهو، والأحزاب اليمينية المشكلة لائتلافه الحكومي يعارضون الخطوة.

المحلل السياسي الإسرائيلي، يوآف شتيرن، يرى أن الحكومة التي يقودها نتانياهو تواجه "مشاكلا جوهرية تهدد مستقبها"، موضحا أن "الضغوط المستمرة من الحلفاء بحكومة الحرب ومن الشارع قد تدفع رئيس الوزراء للدعوة لانتخابات مبكرة".

ويضيف شتيرن في تصريح لموقع الحرة، أن احتمال الإعلان عن انتخابات مبكرة يبقى "واردا بقوة"، غير أنه يشير إلى أن الأمر كله مرتبط بالتطورات في قطاع غزة وفي الشمال على الحدود مع لبنان، والتي ستكون حاسمة بشأن استمرار أو رحيل حكومة الحرب الطارئة، ومعها مصير مستقبل الحكومة اليمينية.

ويعترف شترين، أن "الأوضاع غير مستقرة بشكل يصعب معه التكهن بالضبط بشأن ما سيحدث غدا". 

ويؤكد شتيرن أن الحكومة الحالية تواجه "مشكل غياب ثقة كبير من طرف الجمهور"، كما أن الخلافات فيما بين أعضاءه من جهة، وفيما بين وزراء مجلس الحرب من جهة ثانية، علاوة على تفاقم المشاكل الاقتصادية وضغط عائلات الرهائن "تصعّب الوضع على مستقبل حكومة نتانياهو".

وعبر نتانياهو الخميس، عن رفضه لفكرة إجراء انتخابات في خضم الحرب، التي قال إنها قد تستمر حتى عام 2025، متعهدا بـ"تحقيق النصر الكامل" على حماس.

وفيما أشار المحلل الإسرائيلي  إلى ما اعتبره "عمق المشاكل التي تواجه الحكومة"، يؤكد أنها "لن تختفي حتى لو تم حلحلة بعضها" مثل ملف الرهائن مثلا، مشيرا إلى أن "أيامها رهينة بعدد أيام الحرب ومستقبل المواجهات العسكرية"، متوقعا ألا "تصمد كثيرا". 

وفي سياق متصل، يرى المحلل السياسي، يائير كوزين، أن حكومة الطوارئ من جانبها "على وشك الانهيار"، مشيرا إلى أن "السؤال ليس ما إذا كانت الانتخابات ستجرى في العام الجاري أم لا، بل متى ستجرى فيه"، حسبما أورد في مقال على صحيفة "جيروزاليم بوست".

ويتوقع كوزين انسحاب حزب الوحدة الوطنية، الذي يقوده بيني غانتس، من حكومة الطوارئ، غير أنه يشير إلى أنه "حتى لو انهارت حكومة الطوارئ مع حزب الوحدة الوطنية، فإن كتلة نتانياهو، المكونة من 64 عضوا، ستكون قادرة على العودة إلى السلطة".

ويؤكد كوزين، أن فقط معارضة داخلية قوية في حزب الليكود يمكن أن تؤدي إلى تفكيك الحكومة اليمينية الضيقة، وتؤدي إلى انتخابات أو تشكيل حكومة بديلة مع زعيم مختلف من داخل حزب نتانياهو، والذي يمكنه الحصول على الدعم من داخل الحزب ومن أحزاب المعارضة"، غير أنه يشير إلى أن هذا السيناريو يبدو ليس مرجحا، ويتحدث الجميع تقريباً عن انتخابات.

وفيما يتعلق بالدعوات لانتخابات مبكرة، يقول غانور، إن استطلاعات الرأي "تظهر بصورة متواصلة تفوق غانتس على نتانياهو، وأيضا رغبة الإسرائيليين في إقامة انتخابات مبكرة لإعادة رسم الخريطة السياسية الإسرائيلية".

ويلفت غانور، إلى التغييرات في توجهات الناخبين بعد السابع من أكتوبر وميلهم أكثر نحو اليمين أو اليمين المتطرف، مشيرا إلى أن الائتلاف الحكومي الحالي "يأخذ هذا بعين الاعتبار، لذلك يركز نتانياهو كل اهتمامه على تحقيق مطالبات اليمين المتشدد والاستجابة لها".

ويرى غانور، أن نتانياهو "بات أسيرا لليمين المتطرف"، مؤكدا على أن تنظيم انتخابات مبكرة يعني أن الأمور "ستنفلت من أيدي الائتلاف الحالي"، حيث ينتظر أن تتصاعد مطالبات تشكيل لجان تحقيق لتحديد المسؤوليات عن التقصير الذي أدى إلى هجوم السابع من أكتوبر، مشيرا إلى أن اتهامات "التقصير لا تشمل فقط المستويين العسكري والأمن بل ستطال حتى المسؤولين السياسيين"، ولهذا تقابل الدعوات لانتخابات المبكرة بالرفض.

المصدر: الحرة

كلمات دلالية: السابع من أکتوبر انتخابات مبکرة رئیس الوزراء مشیرا إلى أن حکومة الحرب فی قطاع غزة الحرب فی غیر أنه غیر أن فی غزة

إقرأ أيضاً:

مسؤول أمريكي: اتمام 90% من اتفاق بين إسرائيل وحماس وبقيت 4 فقرات من أصل 18

(CNN)—قال مسؤول رفيع بالإدارة الأمريكية، إنه تم الانتهاء من اتفاق الرهائن ووقف إطلاق النار المرتقب بين إسرائيل وحماس بنسبة 90%، لكن الخلافات لا تزال قائمة حول تبادل الأسرى بالرهائن وإعادة انتشار القوات الإسرائيلية في غزة.

وقدم المسؤول واحدة من أكثر النظرات تفصيلاً حتى الآن على العناصر الرئيسية للمفاوضات، والتي قال المتحدثون باسم الحكومة الأمريكية إنهم لن يتفاوضوا عليها علنًا. وقدم المسؤول التفاصيل التي لم يتم الإبلاغ عنها سابقًا بعد التصريحات العلنية المتكررة لرئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، والتي ألقت بظلال من الشك على استعداده المحتمل لقبول الصفقة، رغم مزاعم الولايات المتحدة بأنه وافق على "اقتراح تجسيري".

وقال المسؤول للصحفيين في اتصال هاتفي، الأربعاء، إن الاتفاق نفسه لا يذكر طول الحدود بين مصر وغزة المعروفة باسم محور فيلادلفيا، وعقد نتنياهو مؤتمرين صحفيين هذا الأسبوع ليقول إن الحفاظ على السيطرة الدائمة على المحور أمر حيوي لأمن إسرائيل.

وقال المسؤول إن التركيز على فيلادلفيا في تصريحات نتنياهو العامة الأخيرة لم يكن بناء.

وقال المسؤول إنه في الاتفاق الذي تتم مناقشته للمرحلة الأولى من الصفقة، من المفترض أن ينسحب الجيش الإسرائيلي من “المناطق ذات الكثافة السكانية العالية”. وتقول إسرائيل إن الحدود ليست واحدة وأنها حيوية لمنع تهريب الأسلحة إلى غزة، وفي المرحلة الثانية، من المفترض أن ينسحب الجيش الإسرائيلي بالكامل من غزة.

وقال المسؤول إن قيام حماس بقتل ستة رهائن مؤخرا ألقى بظلال من الشك على استعداد حماس للتوصل إلى اتفاق، وقالت حماس هذا الأسبوع إن المسلحين الذين يحرسون الرهائن الإسرائيليين في المباني والأنفاق في غزة تلقوا "تعليمات جديدة" بقتلهم إذا اقتربت القوات الإسرائيلية.

ومع ذلك، لا تزال المحادثات مستمرة بشأن وضع اللمسات الأخيرة على الاقتراح المكون من 18 فقرة، والذي يعتقد المسؤولون الأمريكيون أنه أفضل فرصة لتأمين إطلاق سراح الرهائن، في حين قال المسؤول إنه من بين الفقرات الـ18، تم الانتهاء والموافقة على جميع الفقرات باستثناء أربع.

وقال المسؤول إن الصفقة المطروحة على الطاولة تشمل حاليا إطلاق سراح حوالي 800 أسير فلسطيني تحتجزهم إسرائيل في المرحلة الأولى، بما في ذلك بعض الذين يقضون أحكاما بالسجن مدى الحياة. وسيتم إطلاق سراحهم مقابل بقية الرهائن من النساء والمسنين والجرحى والمرضى، الذين يعتقد أن عددهم حوالي 30.

ومع ذلك، فقد أثبتت حماس أنها شريك تفاوضي محبط في هذه القضية، كما قال المسؤول، مضيفا: "حدث بعض التقدم في الأسبوع الماضي، ولكنه صعب ويتطلب من حماس الانخراط فيه، وإلا فلن تتمكن من المضي قدمًا".

وبموجب الاتفاق، سيتم السماح بدخول 600 شاحنة مساعدات يوميا إلى غزة، بما في ذلك 50 شاحنة وقود. كما سيتم تضمين المعدات اللازمة لإزالة الأنقاض والإمدادات لدعم النازحين داخليًا في غزة والأحكام الخاصة بإعادة تأهيل البنية التحتية في المرحلة الأولى من الاتفاق المكون من ثلاث مراحل.

وعمل المسؤولون الأمريكيون، مع قطر ومصر، لعدة أشهر للتوسط في اتفاق لإنهاء الصراع المستمر منذ عام تقريبًا. وقد اكتسبت هذه المفاوضات طابعاً ملحاً جديداً في أعقاب مقتل ستة رهائن كانت حماس تحتجزهم في غزة.

مقالات مشابهة

  • حماس: خياران أمام إسرائيل في قضية الرهائن
  • إسرائيل تغير "تكتيك الأنفاق" بعد مقتل الرهائن
  • كيف تستغل حماس "فيديوهات الرهائن" في الضغط على إسرائيل؟
  • خطاب نتانياهو البائس
  • إسرائيل.. سجن امرأة ألقت الرمل على الوزير المتشدد بن غفير
  • مصدر رفيع المستوى: فشل إسرائيل المستمر يدفع حكومة نتنياهو لإفشال جهود الوسطاء
  • نيوزويك: نتانياهو يتمسك بالسلطة على حساب الرهائن
  • أسباب تفسر تشبث نتانياهو بمواقفه رغم الاحتجاجات الإسرائيلية
  • نتانياهو يعترف بالخطأ الأكبر مع السنوار
  • مسؤول أمريكي: اتمام 90% من اتفاق بين إسرائيل وحماس وبقيت 4 فقرات من أصل 18