إذا حظيت مصر برئيس غير عبد الفتاح السيسي وبقيادة جديدة أكثر حزما في سياستها الخارجية، فإن القاهرة يمكنها لعب دور إيجابي مؤثر جدا في قطاع غزة والسودان واليمن، بل والمساهمة في جعل الشرق الأوسط منطقة أكثر استقرارا.

تلك القراءة طرحها ألكسندر كلاركسون، وهو محاضر في الدراسات الأوروبية بجامعة كينجز كوليدج في لندن، في مقال بموقع "وورلد بوليتيكس ريفيو" (WPR) ترجمه "الخليج الجديد".

وأضاف كلاركسون أن "مدى قدرة القاهرة على المساعدة في منع امتداد الصراع إلى مصر واضح بشكل صارخ عندما يتعلق الأمر بهجوم حركة حماس، في 7 أكتوبر (تشرين الأول الماضي) على إسرائيل، والهجوم الإسرائيلي المتواصل على غزة".

وتابع "مع اقتراح العناصر اليمينية المتطرفة في الحكومة والجيش الإسرائيليين علنا الطرد الجماعي للفلسطينيين من غزة إلى سيناء، فمن مصلحة القاهرة ممارسة الضغط على إسرائيل، عبر مشاركة دبلوماسية رفيعة المستوى وشروط اقتصادية على مشاريع الطاقة المشتركة، بالتزامن مع الجهود الدولية الأوسع، لدفع الحكومة الإسرائيلية نحو نهج أقل تدميرا في غزة".

ورأى أنه "من خلال القيام بذلك، لن تتمكن القاهرة من إفادة المدنيين الفلسطينيين فحسب، بل يمكنها أيضا تهدئة الاستياء الواسع النطاق بين الشعب المصري بشأن التأثير الإنساني للحرب".

اقرأ أيضاً

معاريف: حرب نتنياهو الجديدة ستكون فوق رأس السيسي بسبب رفح وفيلادلفيا 

الإمارات وحرب السودان

و"من الممكن أيضا أن يكون لمصر الأكثر حزما تأثير أعظم وأكثر إيجابية على الحرب الأهلية الكارثية في السودان (منذ أبريل/ نيسان 2023)، باستخدام نفوذها الاقتصادي وأجهزتها المخابراتية الواسعة للضغط على الجانبين (الجيش وقوات "الدعم السريع" شبه العسكرية) للدخول في مفاوضات أكثر جدية لإنهاء الصراع"، كما أردف كلاركسون.

وأضاف أنه "سيكون  أيضا لدى مصر الوسائل اللازمة لدفع الإمارات إلى إنهاء عمليات نقل الأسلحة إلى قوات "الدعم السريع"، بقيادة محمد حمدان دقلو (حميدتي)، والتي أدت إلى تصعيد الحرب".

وشدد على أن "المشاركة المصرية الأكثر فعالية لن تؤدي إلى إنهاء القتال في السودان بطريقة سحرية، ولكن الطريق نحو وقف التصعيد سيكون أكثر ترجيحا إذا لعبت القاهرة دورا أكثر نشاطا في حل الصراع".

اقرأ أيضاً

هل يقبل السيسي بالتهجير مقابل شطب الديون؟.. ربما في حالتين

ضغط عسكري ودبلوماسي

ومشيرا إلى تضامن جماعة الحوثي اليمنية مع غزة بشن هجمات على سفن الشحن المرتبطة بإسرائيل في البحر الأحمر، قال كلاركسون إنه "عندما يتعلق الأمر بحماية الشحن في البحر الأحمر، فإن الوجود البحري المصري الأكثر نشاطا من شأنه أن يؤثر على كيفية تعامل الجهات الفاعلة الأخرى مع الأمن البحري بالمنطقة".

وتابع أن "القاهرة، التي لا تعتمد في المقام الأول على القوات البحرية الأمريكية والأوروبية لتأمين الاقتراب من قناة السويس (تأثرت سلبا بهجمات الحوثيين)، ستكون أكثر قدرة على التأثير على الاستراتيجيات الغربية تجاه تهديدات مثل الحوثيين، بما في ذلك عبر السعي إلى استكمال الضغط العسكري بالمشاركة الدبلوماسية عبر القنوات الخلفية".

وزاد كلاركسون بأن "وجود حكومة جديدة في القاهرة على استعداد لأن تكون أكثر حزما، بل وتتولى أحيانا زمام المبادرة في الدبلوماسية الإقليمية، من شأنه أن يساعد أيضا في تهدئة الإحباط الواسع النطاق بين الشعب المصري بسبب تقليص نفوذ البلاد".

وأوضح أنه "يوجد موضوع مشترك في المناقشات المصرية حول الحرب في غزة، بالإضافة إلى الرعب من المستوى الهائل للخسائر بين المدنيين (نحو 25 ألف شهيد فلسطيني)، وهو الشعور السائد بالإهانة بسبب سلبية نظام السيسي وعدم رغبته في ممارسة ضغوط كبيرة على إسرائيل".

و"سيظل التحول نحو الاستراتيجية المصرية الأكثر حزما اللازمة للحفاظ على نظام إقليمي مستقر أمرا غير مرجح ما دام نظام السيسي غير الكفء لا يزال في السلطة (يحكم منذ عام 2014 وفاز في ديسمبر/ كانون الأول الماضي بفترة رئاسية ثالثة تستمر 6 سنوات)"، بحسب كلاركسون.

وأردف: "بالتالي فإن كيفية استبدال السيسي والنظام الجديد الذي سيظهر في مصر بعد رحيله لن يكون حاسما لتماسك الدولة والمجتمع المصريين فحسب، ولكن أيضا لأي فرص لتحقيق شرق أوسط أكثر أمنا وازدهارا".

وأضاف أنه "بالنسبة للولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي ودول الخليج، لا يمكن تحقيق شرق أوسط أكثر استقرارا إلا من خلال الشراكة مع مصر القوية، والتي تكون أحيانا مستعدة لقول لا".

اقرأ أيضاً

واشنطن بوست بعد إعادة انتخاب السيسي: مصر على حافة الهاوية

المصدر | ألكسندر كلاركسون/ وورلد بوليتيكس ريفيو- ترجمة وتحرير الخليج الجديد

المصدر: الخليج الجديد

إقرأ أيضاً:

التشكيل المتوقع لمنتخب السعودية واليمن بخليجي 26

يلتقي منتخب السعودية أمام نظيره اليمني في واحدة من أهم مباريات دور المجموعات في بطولة كأس الخليج العربي الـ26 التي تستضيفها دولة الكويت.

وتأتي هذه المباراة في ظل رغبة الفريقين في تحقيق الفوز والحصول على نقاط المباراة الثلاث للتقدم في ترتيب المجموعة والحفاظ على آمال التأهل إلى الدور نصف النهائي.

وتكتسب هذه المباراة أهمية خاصة لكلا المنتخبين، حيث إن كلاهما خسر مباراته الافتتاحية في البطولة حيث خسر المنتخب السعودي أمام المنتخب البحريني، بينما خسر المنتخب اليمني أمام المنتخب العراقي، وبالتالي فإن الفوز في هذه المباراة سيكون بمثابة نقطة تحول في مشوار الفريقين في البطولة.

تشكيل المنتخب السعودي المتوقع أمام اليمن في كأس الخليج العربي

حراسة المرمى:نواف العقيدي

خط الدفاع ياسر الشهراني - علي البليهي - علي العوجامي - سلطان الغنام

خط الوسط: محمد كنو - مصعب الجوير - عبد الإله المالكي

خط الهجوم: عبد الله الحمدان - عبد الإله هوساوي - عبد الله رديف

تشكيل اليمن المتوقع أمام المنتخب السعودي في كأس الخليج العربي

حراسة المرمى:محمد أمان

خط الدفاع: رضوان الحبيشي - حمزة الريمي - أحمد ناصر - رامي الوسماني

خط الوسط: أسامة عنبر - عمر جولان.

خط الهجوم عبد الواسع المطري - محمد هاشم - عبد المجيد صبارة - ممدوح بن عجاج

مقالات مشابهة

  • تفاصيل لقاء وزير الشؤون النيابية برئيس الهيئة الوطنية للصحافة
  • عبد الله: ليس المهم ان نأتي برئيس ونكسر اي فريق
  • الرئيس السيسي يلتقي برئيس هيئة قناة السويس ويتابع تأثير الأوضاع الإقليمية على الحركة الملاحية
  • من أرشيف الكاتب أحمد حسن الزعبي … ونحن أيضا
  •  نتنياهو يتوعد الحوثيين: سيتعلمون أيضا ما تعلمته حماس وحزب الله ونظام الأسد وآخرون
  • «الكوليرا» تفتك بسكان اليمن والسودان وتتسبب بمقتل المئات
  • سحب الثقة يطيح برئيس جماعة بقلعة السراغنة
  • السعودية واليمن مباشر قناة SSC بث مباشر- كأس الخليج 2024
  • التشكيل المتوقع لمنتخب السعودية واليمن بخليجي 26
  • رئيس الأساقفة: نصلي أن يمنح الله سلاما وبركات لفلسطين والسودان |صور