حركة عدم الانحياز تعتزم التحرك دوليًا للحد من هيمنة الدول المتقدمة على مقدرات الدول النامية
تاريخ النشر: 20th, January 2024 GMT
عبرت قمة عدم الانحياز الـ 19 التي استضافتها كمبالا، بوضوح عن "تململ" قادة دولها من أوضاع النظام العالمي الحالي وتطلعهم إلى نظام عالمي جديد "متعدد الاقطاب".
ففي كلمته أمام قمة كمبالا، نيابه عن الرئيس الأذربيجاني الهام علييف - الذى سلم رئاسة مجموعة عدم الانحياز إلى نظيره الأوغندى، في مراسم القمة الافتتاحية - قال وزير خارجية أذربيجان جيون باراموف إن اجتماعات قادة عدم الانحياز - هذا العام - تأتي ضمن نظام عالمي يواجه تحديات عديدة وصعوبات بالغة، وقال إن أذربيجان - التي تترأس المجموعة منذ عام 2019 - كانت واعية لخطورة تلك التحديات وسعت إلى تنشيط مسارات حركة عدم الانحياز فى المنظومة الدولية.
كما رفض الرئيس الأوغندي يورى موسيفيني - الرئيس الحالي لحركة عدم الانحياز وحتى عام 2027 - حالة الاستقطاب الدولى الشديدة وإملاءات دول الشمال المتقدمة لما يجب على "بلدان مستقلة ذات سيادة" في عالم اليوم القيام به، مشددا على أن نهج "التلاعب والمراوغة" أو "إطلاق التهديدات" أو "إسداء المحاضرات فيما يجب وما لا يجب فعله"، مؤكدا بعبارات حاسمة أن هذا "ينبغي أن ينتهي"، وتعهد بأنه سيسعى - من خلال قيادة بلاده للحركة - إلى بناء نظام عالمي جديد يتسم بالتعددية وصيانة احترام "الدول المستقلة ذات السيادة".
وقال موسيفيني إن الاهتمام يتعين أن يكون متركزا على المشاكل العالمية المشتركة ورفاه الشعوب من خلال التجارة وكيفية الاستفادة من العلوم وتطبيقات التكنولوجيا المتقدة؛ للاسهام في حل مشكلات الإنسان في أي مكان في العالم وعندها ستختفى الجريمة والإرهاب وسيكون بمقدورنا التصدي لمشكلات البيئة.
وأضاف موسيفيني أن حركة عدم الانحياز ستعمل على تحقيق تلك الغايات من خلال "وثيقة كمبالا"، وستتقدم بها إلى اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة المقررة في سبتمبر 2024، مشتملة على تحديد واضح للأولويات القصوى التي تحتاجها البلدان النامية ومتطلبات الحفاظ على صلابة الحركة وفاعليتها الحركية أمام المحافل الدولية.
وقال سالفادور فالديز ميسا نائب رئيس جمهورية كوبا إن بث الحياة وضخ قوة العمل والفعل المؤثر لحركة عدم الانحياز بات مطلبا ملحا لدول العالم النامي في مواجهة ما وصفه بـ"الضغوط الدولية المتصاعدة لإضعاف تلك الحركة"، واصفا النظام الدولي بأن "مجحف وإقصائي وظالم تجاه شعوب عالم الجنوب".
وتتولى اوغندا رئاسة حركة عدم الانحياز للفترة من 2024 وحتى 2027، وبحسب مصادر فى الخارجية الاوغندية ستركز كمبالا خلال رئاستها للحركة تعزيز دور الحركة في بناء عالم يتسم بالتعددية والمصداقية البناءة بما يعزز اوضاع السلام والأمن العالمي ودعم العدالة والمساواة بين شعوب العالم.
وتعد مجموعة عدم الانحياز هى التكتل العالمى الاكبر من حيث عدد اعضائه بعد الأمم المتحدة وقد تأسسة فى العام 1961 وتضم 53 دولة افريقية و39 دولة اسيوية و26 دولة من امريكا اللاتينية والكاريبى ودولتين من اوروبا، كما تضم المجموعة فى عضويتها " فلسطين " وهى تتمتع بوضع مراقب فى الأمم المتحدة، كما توجد 17 دولة مشاركة فى اعمال القمة الـ 19 لعدم الانجياز بصفة " عضو مراقب " وكذلك يشارك مراقبون من 10 منظمات دولية.
تاريخيا، أنشئت حركة عدم الانحياز وتأسست إبّان انهيار النظام الاستعماري، ونضال شعوب إفريقيا وآسيا وأمريكا اللاتينية وغيرها من المناطق في العالم من أجل الاستقلال، وفي ذروة الحرب الباردة.
وكانت جهود الحركة، منذ الأيام الأولى لقيامها، عاملًا أساسيًا في عملية تصفية الاستعمار، والتي أدت لاحقًا إلى نجاح كثير من الدول والشعوب في الحصول على حريتها وتحقيق استقلالها، وتأسيس دول جديدة ذات سيادة.
وعلى مدار تاريخها، لعبت حركة دول عدم الانحياز دورًا أساسيًا في الحفاظ على السلم والأمن الدوليين وهى الحركة التى تعد مصر والهند ويوغوسلافيا هم الاباء الامؤسسون لها فى مؤتمر باندونج عام 1955.
وإذا كانت بعض الاجتماعات قد عُقدت، في إطار العالم الثالث، قبل عام 1955، فإن المؤرخين يعدّون أن مؤتمر باندونج الأفرو-آسيوي هو الحدث السابق مباشرة على قيام حركة عدم الانحياز، وكان هذا المؤتمر قد عقد في مدينة باندونج خلال الفترة من 18-24 أبريل 1955، وشهد تجمع 29 رئيس دولة ينتمون إلى الجيل الأول من قيادات ما بعد الحقبة الاستعمارية من قارتي إفريقيا وآسيا بغرض بحث القضايا العالمية في ذلك الوقت وتقييمها، وانتهاج سياسات مشتركة في العلاقات الدولية.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: قمة عدم الانحياز متعدد الأقطاب العالمي كمبالا حرکة عدم الانحیاز
إقرأ أيضاً:
ترامب يستعد لحظر سفر جديد يشمل 43 دولة: إليك التفاصيل المدهشة
الرئيس الأمريكي دونالد ترامب (سي إن إن)
في خطوة مثيرة للجدل، كشفت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية عن تفاصيل خطة الإدارة الأمريكية تحت قيادة الرئيس السابق دونالد ترامب، التي تهدف إلى فرض حظر سفر جديد يستهدف مواطني 43 دولة.
ووفقًا للمصادر الرسمية التي تم الإشارة إليها في الصحيفة، فإن هذا الحظر يأتي في إطار مسعى لتعزيز الأمن الوطني في الولايات المتحدة.
اقرأ أيضاً هل أنت من هذه الفئة؟: 5 عادات يومية قد تدمّر كبدك دون أن تدري 15 مارس، 2025 رسميا: صنعاء تكشف عن الخسائر التي خلفتها الغارات الأمريكية اليوم 15 مارس، 2025وكشفت الصحيفة أن الإدارة الأمريكية تدرس هذه الخطة التي تتضمن تصنيف الدول إلى ثلاث فئات رئيسية: "حمراء" و**"برتقاليّة"** و**"صفراء"**، حيث يختلف مستوى القيود المفروضة على مواطني كل فئة حسب تقييم الأمن القومي.
وأضاف المسؤولون المطلعون أن قائمة الدول المستهدفة قد تخضع لتعديلات قبل أن تُعرض على البيت الأبيض للموافقة النهائية. وقد تم إعداد هذه القوائم من قبل وزارة الخارجية الأمريكية قبل عدة أسابيع، ولكن من المتوقع أن يحدث المزيد من التغييرات عليها قبل اتخاذ القرار النهائي.
يُذكر أن هذه الخطوة تأتي بعد إعلان ترامب في يناير الماضي عن أمر تنفيذي يفرض فحصًا أمنيًا مكثفًا على أي أجنبي يسعى للدخول إلى الولايات المتحدة، في إطار جهود الحكومة الأمريكية للكشف عن التهديدات الأمنية المحتملة.
وكانت سياسة حظر السفر هذه قد أثارت الكثير من الجدل في وقتها، إلا أن هذه الخطوة الجديدة قد تتوسع لتشمل المزيد من الدول، مما يجعلها محط اهتمام عالمي.
هل هذه خطوة صحيحة لحماية الأمن القومي، أم أنها ستؤدي إلى تصعيد العلاقات مع دول أخرى؟ الإجابة على هذا السؤال قد تكشف عن تداعيات كبيرة في السياسة الخارجية الأمريكية.