تزايد هجمات المستوطنين على القرى الفلسطينية منذ معركة طوفان الأقصى والعدوان الإسرائيلي على المستمر على قطاع غزة، الأمر الذي أدى لتهجير مئات الفلسطينيين، ترافق ذلك مع ارتفاع أعداد المعتقلين في الضفة الغربية المحتلة وزيادة التنكيل بهم في سجون الاحتلال.

فقد أصيب فلسطيني إثر اعتداء عشرات المستوطنين على مزارعين فلسطينيين في قرية رمّون شرق مدينة رام الله بالضفة.

وقالت مصادر محلية إن مجموعة من المستوطنين المسلحين اقتحمت مداخل القرية وهاجمت بحماية أفراد من جيش الاحتلال مزارعين فلسطينيين خلال وجودهم على أراضيهم الواقعة بين قريتي دير دبوان ورمون، وحاولوا سرقة أغنام وتحطيم مبان أقامها فلسطينيون منذ نحو 20 عاما.

كما اعتدى مستوطنون لليوم الثاني على التوالي على مواطنين فلسطينيين في سوسيا بمسافر يطا جنوب الخليل.

ويمنع المستوطنون رعاة الأغنام من الوصول إلى مراعيهم ويهددونهم بالسلاح وبالتهجير قسرا من مساكنهم. وتتعرض سوسيا وغيرها من التجمعات السكانية في مسافر يطا إلى اعتداءات مستمرة من قبل قوات الاحتلال والمستوطنين غير أن الاعتداءات ازدادت وتيرتها بشكل ملحوظ منذ السابع من أكتوبر.

المستوطنون استغلوا العدوان على غزة للتهجير والتطهير العرقي في الضفة (وفا)  تهجير قسري

في ذات السياق كشف المكتب الوطني للدفاع عن الأرض ومقاومة الاستيطان أن المستوطنين ينظرون للعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة باعتباره فرضة ذهبية للتهجير والتطهير العرقي في الضفة الغربية.

وأوضح التقرير الاستيطاني الأسبوعي أن المستوطنين يستخدمون العنف، بمساعدة من جيش الاحتلال، لتهجير تجمعات فلسطينية من المناطق المصنفة (ج).

وأشار إلى أن "ممارسات المستوطنين الإرهابية" تفاقمت بعد 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي ودفعت بأكثر من 1500 مواطن فلسطيني من 25 تجمعا على الأقل إلى الفرار من منازلهم ومناطقهم، ما يرفع نسبة المهجرين في العام الماضي إلى 3 أضعاف عن العام 2022.

ووفقا للتقرير فقد تحول المستوطنون إلى تشكيلات عسكرية وشبه عسكرية في ظروف الحرب، الذي يسلحها ويوجهها وزير الأمن القومي المتطرف ايتمار بن غفير، ويمولها وزير المالية بتسلئيل سموترتيش أصبح واضحا، ويحظى برعاية واضحة من دولة وجيش وشرطة الاحتلال.

وتكشف منظمات حقوق الإنسان الاسرائيلية أن عنف المستوطنين الحالي بهدف التهجير "غير مسبوق"، من حيث الوتيرة والشدة، وخاصة في جنوب محافظة الخليل.

وأوضح التقرير أنه في ظروف العدوان على قطاع غزة أخذت تنشط في الضفة جماعات إرهابية للمستوطنين تعلن عن أهدافها بوضوح كامل، وهي جماعات من أخوات "تدفيع الثمن" الارهابية، وتمارس نشاطها دون قيود على شبكات التواصل الاجتماعي وتدعو الفلسطينيين إلى الهجرة إلى الأردن.

من هذه الجماعات منظمة تطلق على نفسها اسم "هاجروا الآن"، وتدعو على صفحتها في "فيسبوك"، " الفلسطينيين في الضفة إلى الهجرة إلى الأردن قبل فوات الأوان".

وتنشر هذه الصفحة صورة لخريطة تتضمن فلسطين، وجزءا من الأردن، حيث يظهر فيها أجزاء من أراضي الأردن ضمن الخريطة الإسرائيلية الجديدة، وهي خريطة عرضها وزير المالية المتطرف سموتريتس معه إلى باريس العام الماضي، ويتوسطها شعار منظمة الأراغون الارهابية، المعروفة بتاريخها الاجرامي في فلسطين.

سموتريتش خلال زيارته لفرنسا ويظهر خريطة تجمع الأردن وفلسطيني (وكالات)

 

اعتقالات

في ظل سياسة التنكيل التي ينتهجها الاحتلال الإسرائيلي ومحاولته منع العمليات في الضفة الغربية، اعتقل الاحتلال منذ مساء أمس الجمعة وحتى صباح اليوم السبت 22 فلسطينيا على الأقل من الضّفة، بينهم سيدة من القدس وأطفال.

مما رفع حصيلة الاعتقالات التي نفذها الاحتلال بالضفة إلى 6115 منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.

وذكر بيان مشترك لهيئة شؤون الأسرى والمحررين الفلسطينية ونادي الأسير أن حصيلة الاعتقالات، ارتفعت إلى نحو 6115، تشمل من جرى اعتقالهم من المنازل، وعبر الحواجز العسكرية، ومن اضطروا لتسليم أنفسهم تحت الضغط، ومن احتجزوا كرهائن.

ورافق حملات الاعتقال عمليات اقتحام وتنكيل واسعة، إلى جانب عمليات تخريب وتدمير واسعة في منازل المواطنين، وتدمير البنية التحتية، ومصادرة الأموال المركبات.

وأوضح التقرير أن العدد الإجمالي للفلسطينيين المعتقلين في السجون الإسرائيلية حتى نهاية ديسمبر/ كانون الأول 2023، بلغ نحو 8800، بينهم أكثر من 80 أسيرة.

تنكيل وتعذيب

في إطار سياسية الاحتلال في التنكيل بالمعتقلين والتي زادت وتيرها منذ معركة طوفان الأقصى ذكر نادي الأسير الفلسطيني في بيان له أن سجن مجدو شكل أحد أبرز السجون التي شهد فيها المعتقلون عمليات تعذيب وتنكيل، كانت الأشد، إلى جانب ما جرى في سجن النقب.

وأوضح البيان أن المعتقلين تعرضوا لعمليات تعذيب وتنكيل وحشية بشكل ممنهج وجماعي.

وإلى جانب الاعتداءات الوحشية والمروعة في السجن، فإن إدارة السجون تواصل نهجها في سياسة التجويع التي أثرت على أوضاعهم الصحية، بالإضافة إلى البرد القارس الذي فاقم بشكل كبير من معاناتهم، وما يرافقه من حرمان الأسرى من توفير ملابس، وأغطية بشكل كاف، عدا عن الاكتظاظ الشديد الذي تشهده الأقسام.

وذكر التقرير أن غالبية المعتقلين ينامون على الأرض، ولم تستثن أي فئة من عمليات الضرب والتنكيل، بمن فيهم الأطفال، عدا عن الشتائم والألفاظ النابية التي يتلقاها المعتقل، خلال عمليات الاعتداء عليه.

ملاحقات وإرهاب

في ظل الهجمة التي يتعرض لها الفلسطينيون من قبل جيش الاحتلال ومستوطنيه بعث المندوب الدائم لفلسطيني في الأمم المتحدة رياض منصور 3 رسائل متطابقة إلى كل من الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، ورئيس مجلس الأمن، ورئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة "حول استمرار إسرائيل، القوة القائمة بالاحتلال، باستهداف الأطفال الفلسطينيين بشكل متعمد".

وجداء في الرسالة "الأطفال في قطاع غزة يتعرضون للقتل والجرح والتشويه والتجويع والتيتم والتشريد، وللأمراض والبرد، بينما يتعرض الأطفال في الضفة الغربية لملاحقات وإرهاب الجنود والمستعمرين، إلى جانب إطلاق النار عليهم، والضرب، والاعتقال، والتعذيب".

وناشد منصور المجتمع الدولي، بما في ذلك مجلس الأمن، وبما يشمل فريقه المعني بالأطفال في النزاعات المسلحة، والجمعية العامة، ومجلس حقوق الإنسان، ومحكمة العدل الدولية، والمحكمة الجنائية الدولية "لاتخاذ إجراءات فورية وسريعة للغاية وفقا للقانون الدولي".

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: فی الضفة الغربیة إلى جانب قطاع غزة

إقرأ أيضاً:

نقابة الصحفيين السودانيين تحذر من تزايد حملات التحريض الخطيرة التي تستهدف الصحفيين والصحفيات عبر منصات التواصل الاجتماعي

في ظل الظروف الاستثنائية التي تمر بها بلادنا، تتزايد حملات التحريض الخطيرة التي تستهدف الصحفيين والصحفيات عبر منصات التواصل الاجتماعي، وكان آخرها حملة ممنهجة ضد الصحفي مرتضى أحمد، وتكمن خطورة هذه الحملة في أنها تأتي وسط بيئة مشحونة بالاستقطاب الحاد وتصاعد خطاب الكراهية، مما يشكل تهديدًا مباشرًا لسلامته ويفتح الباب أمام

نقابة الصحفيين السودانيين
سكرتارية الحريات
بيان للرأي العام
في ظل الظروف الاستثنائية التي تمر بها بلادنا، تتزايد حملات التحريض الخطيرة التي تستهدف الصحفيين والصحفيات عبر منصات التواصل الاجتماعي، وكان آخرها حملة ممنهجة ضد الصحفي مرتضى أحمد، وتكمن خطورة هذه الحملة في أنها تأتي وسط بيئة مشحونة بالاستقطاب الحاد وتصاعد خطاب الكراهية، مما يشكل تهديدًا مباشرًا لسلامته ويفتح الباب أمام أعمال انتقامية قد تعرض حياته للخطر.
إن ما يثير القلق بشكل أكبر هو أن هذه الحملة ليست استثناءً، بل سبقتها موجات تحريض ممنهجة طالت عددًا من الصحفيين والصحفيات، منهم "مها التلب، لينا يعقوب، زمزم خاطر، مزدلفة يوسف، سارة تاج السر، ومعمر إبراهيم"، وامتدت الحملة اليوم لتشمل الصحفيين "أحمد خليل، وحسام الدين حيدر، وضفاف عبد الرحمن، وعبد الرحمن العاجب" في مسعى واضح لإسكات الأصوات الحرة وترهيب العاملين في الحقل الإعلامي.
نحن في سكرتارية الحريات ندين بأشد العبارات هذه الممارسات المشينة، ونعبر عن أسفنا العميق إزاء صدورها عن أفراد يُفترض فيهم احترام أخلاقيات المهنة وقيمها. ونذكّر مجددًا بأن الصحفيين السودانيين أثبتوا شجاعة وتفانيًا استثنائيًا في أداء رسالتهم، رغم المخاطر الجمّة، في وقت غابت فيه عدد من المؤسسات الإعلامية التي يُفترض أن توفر معلومات دقيقة وموضوعية لجماهير الشعب في الداخل والخارج.
وفي هذا السياق، تُثمّن سكرتارية الحريات عاليًا روح التضامن ورسائل الدعم والمناصرة التي أظهرها عدد من الصحفيات والصحفيين دفاعًا عن زملائهم ورفضًا لمحاولات التحريض والترهيب. إن هذا التضامن المهني، الذي يدعو للفخر، يؤكد أن الصحافة الحرة لا يمكن إسكاتها، وأن صوت الحقيقة سيظل حاضرًا رغم التهديدات والمخاطر. وندعو جميع العاملين في المجال الإعلامي إلى التمسك بهذا النهج، لأن قوة الصحافة تكمن في تماسك أفرادها والتزامهم بالدفاع عن قيم المهنة.
إزاء هذا الوضع الخطير، تطالب سكرتارية الحريات جميع المنظمات المدافعة عن حرية الصحافة والتعبير، والمنظمات الحقوقية، وعلى رأسها لجنة حماية الصحفيين، باتخاذ إجراءات عاجلة لضمان أمن وسلامة الصحفيين السودانيين، ووقف حملات التحريض الممنهجة التي تشكل انتهاكًا صارخًا للمواثيق الدولية التي تكفل حماية الصحفيين في أوقات الحروب والنزاعات المسلحة.
كما تحمّل سكرتارية الحريات، السلطات السودانية المسؤولية الكاملة عن أي تهديدات أو انتهاكات قد يتعرض لها الصحفيون والصحفيات نتيجة لهذه الحملات التحريضية.
وقد وثّقت سكرتارية الحريات خلال العام الماضي 110 انتهاكات ضد الصحفيين، فيما بلغ إجمالي الانتهاكات المسجلة منذ اندلاع النزاع في السودان نحو 520 حالة، من بينها 77 حالة تهديد موثقة، استهدفت 32 صحفية.
إن سكرتارية الحريات بنقابة الصحفيين السودانيين، إذ تؤكد التزامها الثابت بالدفاع عن حرية الصحافة وحماية الصحفيين، تشدد على ضرورة وضع حد لهذه الحملات التحريضية التي لا تهدد سلامة الصحفيين فحسب، بل تقوض الحق في الحصول على المعلومات، وتعزز مناخ الإفلات من العقاب. ونحذر من خطورة استمرار هذه الانتهاكات، ونؤكد أننا لن ندّخر جهدًا في استخدام كل الوسائل المشروعة للدفاع عن الصحفيين السودانيين.
سكرتارية الحريات
نقابة الصحفيين السودانيين
23 فبراير 2025
#الصحافة_ليست_جريمة
#لا_تنسوا_السودان  

مقالات مشابهة

  • ارتفاع أعداد المفقودين في غزة والرقم يتجاوز 14 ألف شخص 
  • محافظ طوباس: الاحتلال الإسرائيلي جعل الضفة الغربية ساحة عمليات عسكرية
  • غوتيريش يعرب عن قلقه إزاء دعوات الضم وتصاعد عنف المستوطنين في الضفة
  • الاحتلال يزعم ضبط بنادق رشاشة جرى تهريبها من الأردن
  • عاجل.. الضفة الغربية تشتعل: الاحتلال يقتحم جنين بالدبابات والأقصى تحت حصار المستوطنين
  • الوطني الفلسطيني: استخدام الاحتلال للدبابات في "جنين" يهدف لتدمير حياة الفلسطينيين
  • نقابة الصحفيين السودانيين تحذر من تزايد حملات التحريض الخطيرة التي تستهدف الصحفيين والصحفيات عبر منصات التواصل الاجتماعي
  • الاحتلال ينشر وحدة دبابات بجنين ويؤكد استعداده للبقاء في المخيمات
  • مئات المستوطنين يقتحمون باحات "الأقصى" تحت حماية شرطة الاحتلال الإسرائيلي
  • حماس تفرج عن 6 أسرى صهاينة والاحتلال يؤخر الإفراج عن المعتقلين الفلسطينيين