جريدة الرؤية العمانية:
2025-04-26@21:18:55 GMT

انهيار كيان الاحتلال من الداخل

تاريخ النشر: 20th, January 2024 GMT

انهيار كيان الاحتلال من الداخل

 

محمد رامس الرواس

ما أسباب تفاقم الخلافات داخل البيت الإسرائيلي؟ والتي تكبر وتتعمق يوماً بعد يوم حتى أصبحت ما يشه الحرب الداخلية بينهم فأشغلتهم!

إن انعدام الثقة بين أعضاء مجلس الحرب بتل أبيب يأتي في مقدمة هذه الأسباب ومنه تفرعت الخلافات بين السياسيين والعسكريين وتحديدًا بين رئيس الوزراء ووزير حربه وأصبحوا في مواجهة مستمرة فتصاعدت حدة التصريحات من الطرفين ثم تطور الأمر إلى استفزازات وامتناع عن الجلوس مع بعضهم البعض حتى في اجتماعاتهم واتسعت رقعة الخلافات والانشقاقات لتطال الأحزاب فيما بينها: اليمين واليسار والمتدينين والعلمانيين.

بعد السابع من أكتوبر أنشأ الكيان الإسرائيلي ما يسمى بمجلس الحرب لأول مرة بينما كان في حروبه الفائتة مع حماس وباقي الفصائل الفلسطينية يعقد مجلس طوارئ، ومنذ وقت غير قصير نشبت داخل مجلس الحرب انقسامات وصلت في تداعياتها إلى اتهامات صارخة بين بعضهم البعض، ووصلت إلى حد التناحر بسبب تضارب السياسات وتحديد المسؤوليات وإعطاء الصلاحيات بينهم، بجانب إلقاء اللوم فيما يخص حرب غزة على بعضهم البعض حيث قذف السياسيون العسكر بأنهم كانوا غير جاهزين للحرب وعدم جاهزيتهم هذه أوقعتهم في ما وصلوا إليه من خسائر وانكسار وعدم نجاح عملياتهم، فوصل بهم الأمر للعمل على محاولة التخلص من بعضهم البعض، وانشغلوا بمعارك داخلية مما فاقم الخلافات فوصلت لحد الإهانات بالسباب وإلقاء اللوم في ما بينهم فأصبح الأمر شبه كارثة داخلية هي بالتأكيد طريقهم للفشل بإذن الله تعالى.

ماذا يحدث في تل أبيب؟

"نحن نقاتل في غزة وهناك من هم في مجلس الحرب يقاتلوننا".. صرح بذلك أحد المسؤولين الإسرائيليين وأكد آخرون أن هناك من يهرب من المسؤولية ويسعى لإثبات صحة وجهة نظره، لقد وجد ما يُسمى بمجلس حرب الكيان الإسرائيلي نفسه في مأزق حاد بسبب ما يكابده الجيش الإسرائيلي من مواجهة غير مسبوقة من فصائل المقاومة الفلسطينية بقطاع غزة مما أوقعه في حرب استنزاف عسكري ومادي فخسائر الحرب الاقتصادية تجاوزت العشرين مليار دولار ووقوع الجنود يوميًا بأعداد متفاوتة بين قتلى وجرحى بميادين المعارك، هذا بجانب ما يستنزف منهم من عتاد وسلاح، وفي المقابل انفتحت عليهم جبهات جديدة لم تكن في حسبانهم منها لبنان واليمن والعراق وأحدقت بهم الأخطار من كل جانب وزاغت قلوبهم وأبصارهم .

ختامًا.. إن خلافات تل أبيب التي ظهرت للعلن من خلال تباين المواقف في إدارة الحرب والحديث عن مرحلة ما بعد الحرب يتزامن مع تعالي أصوات أهالي الأسرى التي تقض مضاجعهم، لذا تحاول الحكومة الأمريكية إطفاء هذه الخلافات واستدراك نتائجها قبل تفاقمها وأوضحت لهم بصريح العبارة أنهم لن يستطيعوا القضاء على حماس وفصائل المقاومة الفلسطينية، وأن استمرار الحرب خطر على وجود إسرائيل نفسها، وأن الانسحاب والتفاوض خير من استمرار الحرب .

تبعات كثيرة ستتوالى قريبًا جراء هذه الخلافات التي تعصف بتل أبيب، وما نقول إلا كما قال الصالحون اللهم اشغل الظالمين بالظالمين واخرج أهل غزة من بينهم سالمين.

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

قصص أمل في مواجهة الحرب على غزة

غزة- رغم الحرب المستمرة والحصار الخانق الذي حوّل تفاصيل الحياة اليومية في غزة إلى معركة بقاء، تبرز قصص ملهمة لأناس تحدوا الدمار، وأعادوا خلق فرص الحياة بأيديهم، في ظل انقطاع الكهرباء وندرة المواد الخام وارتفاع تكاليف الإنتاج.

يسلط هذا التقرير الضوء على 3 نماذج لقصص نجاح فريدة:

رجل يصنع اللبن الرائب بإمكانيات شبه معدومة. وصاحب مصنع يعيد إحياء الخياطة وينتج عباءات محلية رغم كل العقبات. ومزارعون يزرعون الخضروات في أرض أنهكها القصف والحصار. أمين علي يرص عبوات اللبن الرائب التي صنعها منزليا داخل أحد متاجر غزة (الجزيرة) مواجهة التحديات

وسط شوارع غزة، يجوب أمين علي بسيارته القديمة موزعا عبوات اللبن الرائب ولبن المش الذي يصنعه منزليا، بعد أن دمرت الحرب الإسرائيلية مزارع الأبقار والأغنام.

مع انقطاع الكهرباء ومنع الوقود، توقفت معظم الأنشطة الاقتصادية. ومع ذلك، تمكن علي من إنتاج الألبان في مصنع بسيط داخل منزله في بلدة جباليا. ويقول للجزيرة نت "كنت أصنع كميات صغيرة للاستهلاك العائلي، ومع فقدان مصدر الدخل قررت الإنتاج للبيع".

ولجأ علي لاستخدام حليب البودرة بسبب فقدان الحليب الطازج، لكن الأسعار تضاعفت، فكيس الحليب الذي كان بـ17 شيكلا أصبح اليوم بـ52 شيكلا (الدولار يساوي 3.7 شواكل). ويبيع لتر اللبن الرائب بـ20 شيكلا، ورغم أنه سعر باهظ، فإنه بالكاد يغطي تكاليف الإنتاج المرتفعة.

مخاطر إخلاء المنزل الذي يوجد فيه مصنع اللبن تهدد بتوقف الإنتاج (الجزيرة)

ومن التحديات الكبرى نقص العبوات البلاستيكية، مما اضطره للتنقل لمسافات بعيدة لشرائها بأسعار مرتفعة، إذ بلغ سعر العبوة الواحدة 6.5 شواكل، بالإضافة إلى 0.7 شيكل للملصق الإعلاني.

إعلان

وفرض غياب الكهرباء عليه نظاما يوميا للإنتاج صباحا والبيع فورا لتفادي تلف اللبن. كما ارتفعت تكاليف التوزيع بسبب ارتفاع سعر السولار إلى 70 شيكلا للتر، وقد تتجاوز تكلفة التوزيع 800 شيكل يوميا.

ورغم صدور أوامر إخلاء لمنطقة سكنه بشرق جباليا، يواصل علي العمل مدركا أن أي اجتياح لقوات الاحتلال للمنطقة قد يؤدي لتوقف مشروعه، ولذلك يعتمد خطة طوارئ بإنتاج كميات محدودة يوميا.

مصنع العشي ينتج عباءات نسائية للسوق المحلي الذي حرم من استيراد الألبسة والأقمشة منذ بداية الحرب (الجزيرة) ترميم وإصلاح

كان "أبو أحمد" يدير مصنعا متخصصا في إنتاج العباءات النسائية قبل اندلاع الحرب، لكن القصف دمر جزءا كبيرا من معداته وبنيته التحتية. ومع ذلك، قرر عدم التوقف عن العمل ورمم ما يمكن إصلاحه من آلات خياطة بأدوات بسيطة وإمكانات محدودة.

ويواجه "أبو أحمد" صعوبة كبيرة في توفير المواد الخام، حيث تمنع إسرائيل منذ أكثر من عام ونصف دخول الأقمشة والملابس الجاهزة إلى غزة. ونتيجة لذلك، يعتمد على البحث المضني عن الكميات القليلة المتوفرة من القماش في الأسواق المحلية، مما يضطره لدفع أسعار مرتفعة تفوق المعتاد بكثير.

وإلى جانب أزمة المواد الخام، تعاني غزة من انقطاع شبه دائم للكهرباء، وللتغلب على ذلك، يعتمد "أبو أحمد" على مولد كهربائي يعمل بالوقود لتشغيل مصنعه. وأوضح أن تكلفة تشغيل المولد مرتفعة حيث يدفع نحو 1500 شيكل أسبوعيا مقابل شراء الوقود.

بعض أصحاب مصانع الخياطة نجحوا في إعادة تشغيلها رغم المخاطر الكبيرة (الجزيرة)

أدت هذه الظروف الصعبة إلى ارتفاع أسعار المنتجات، فقد كانت العباءة تُباع قبل الحرب بسعر 80 شيكلا، أما اليوم فتُباع بحوالي 200 شيكل، وهو ما يعود إلى ارتفاع كلفة الأقمشة والوقود وصيانة المعدات. ورغم ذلك، ما زالت هناك حاجة ملحة للمنتجات المحلية في الأسواق خاصة في ظل انعدام البضائع المستوردة، بحسب "أبو أحمد".

إعلان

ويقول للجزيرة نت إنه يحاول المحافظة على استمرار الإنتاج، رغم محدودية الموارد لتلبية جزء من الطلب المحلي، وتأمين مصدر دخل له ولعدد من العمال الذين يعتمدون على المصنع كمصدر رزق أساسي. ويشير إلى أن العمل يسير بوتيرة أبطأ بكثير مما كان عليه قبل الحرب بسبب قلة المواد الخام وارتفاع تكاليف التشغيل.

طبش نجح في إعادة الحياة لمزرعته رغم استمرار الحرب (الجزيرة) محاولة النجاة

وفي عبسان الكبيرة شرقي خان يونس، يحاول المزارع ماهر طبش النجاة بمزروعاته القليلة وسط منطقة حدودية خطيرة. ويزرع حاليا الفاصوليا والبامية والقرع والفقوس والفلفل والباذنجان، ويقول "نعاني من كل شيء، البذور مفقودة أو أسعارها خيالية، السماد الكيميائي غائب منذ سنة ونصف، والمبيدات شحيحة ومنتهية الصلاحية".

ويسقي مزروعاته بمياه تأتي مرة كل 4 أيام من بلدية خان يونس مستخدما براميل تعبئة بسيطة، وسط أزمة مياه خانقة تهدد محاصيله.

ويحكي بمرارة عن تجربة الإخلاء القسري حين فقد 6 آلاف متر مربع من حقول الطماطم مع بداية الحرب، قائلا "خسرت كل شيء خلال أيام. الاحتلال جرف حقولي، وجفت بقية المحاصيل بسبب العطش، نحن مهددون بالإخلاء والنزوح في أي لحظة وحينها سنفقد كل شيء مجددا، لكننا نعمل ما علينا وسنواصل حتى النهاية".

أسواق غزة تتوفر فيها بعض الخضروات التي تسد جزءا من احتياجات السكان (الجزيرة)

من جانبه، يشيد محمد أبو عودة الناطق باسم وزارة الزراعة بقدرة المزارعين الفلسطينيين على إنتاج الخضروات، رغم الظروف البالغة الخطورة وانعدام مدخلات الإنتاج. ويقول للجزيرة نت "رغم تدمير الاحتلال الشامل للقطاع الزراعي، فإن المزارعين نجحوا في تأهيل جزء من الأراضي وإعادة زراعتها، لتوفير بعض الخضروات للمواطنين ومواجهة شبح المجاعة الذي يخيم على القطاع".

ورغم ارتفاع أسعار الخضروات في الأسواق، فإن عودة اعتبر وجودها قصة نجاح في وجه سياسة الاحتلال بتجويع سكان القطاع. ويضيف "رغم كل شيء، أبدع المزارع الفلسطيني في إعادة تأهيل بعض الأراضي باستخدام البذور البلدية وصناعة أسمدة طبيعية بديلة، متحديا الحصار والدمار".

إعلان

ويشير أبو عودة إلى أن الاحتلال دمر قرابة 80% من مجموع 185 ألف دونم كانت مزروعة قبل الحرب، لافتا إلى أن خسائر المزارع الحيوانية وصلت إلى 95%، أما الثروة السمكية فقد وصلت إلى 97%.

ويحذر من أن الاحتلال لا يزال يستهدف نجاح المزارعين حيث سيطر على "محور موراغ" (ممر صوفا) وهو أفضل منطقة زراعية بين خان يونس ورفح، مما حال دون وصول المزارعين إلى حقولهم وجني محاصيلهم.

وبحسب ‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏المكتب الإعلامي الحكومي بغزة، فقد أسفر العدوان الإسرائيلي منذ نحو عام ونصف عن تدمير 88% من المنازل والبنية التحتية والقطاعات التجارية والصناعية والزراعية، بخسائر أولية تبلغ قيمتها قرابة 42 مليار دولار.

مقالات مشابهة

  • أحمد موسى: إسرائيل كيان له أطماع توسعية في المنطقة
  • سيكولوجيا الإنكار.. لماذا يخاف البعض رؤية ما يحدث في غزة؟
  • الحوثي تكشف تفاصيل تنفيذ عمليتين ضد الاحتلال في تل أبيب وعسقلان
  • إسرائيل مأزومة للغاية من الداخل.. فما الذي يمنعها من الانهيار؟
  • اتساع رقعة الخلافات في إسرائيل إلى أذرع الجيش / فيديو
  • طلب إحاطة فى النواب لمواجهة ظاهرة انهيار العقارات بسبب الحفر والتنقيب عن الآثار
  • أين اختفى نجوم الجيل الذهبي؟
  • قصص أمل في مواجهة الحرب على غزة
  • الخداع تحت غطاء الصداقة وخيمة الثقة !
  • روسيا تعلن انهيار مباحثات وقف الحرب وتتهم زيلنسكي بإفاشال جولة المحادثات