مسؤولون: إحباط بايدن من نتنياهو بات أكثر وضوحا
تاريخ النشر: 20th, January 2024 GMT
#سواليف
نقلت أسوشيتد برس عن مسؤولين أميركيين أن شعور الرئيس الأميركي جو #بايدن بالإحباط من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين #نتنياهو خلال مكالمتهما الأخيرة بات أكثر وضوحا.
وعلى وقع #الانقسامات و #الخلافات المتصاعدة بين #واشنطن و #تل_أبيب في ما يتعلق بالحرب على قطاع #غزة المستمرة منذ أكثر من 3 أشهر، يبدو أن إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن بدأت تتطلع إلى بديل عن رئيس الوزراء الإسرائيلي الحالي بنيامين نتنياهو.
فقد أصبحت الانقسامات بين إدارة بايدن ونتنياهو بشأن تعامل إسرائيل مع #الحرب ضد #حماس في غزة أكثر وضوحاً.
مقالات ذات صلة الاحتلال مندهش من حجم التصنيع العسكري لحماس 2024/01/20كما بات رفض رئيس الحكومة الإسرائيلية النظر في المقترحات الأميركية لحكم غزة بعد #الحرب، أكثر حسماً وتجلياً منذ زيارة وزير الخارجية الاميركي أنتوني بلينكن لإسرائيل الاسبوع الماضي، وفق ما أكد العديد من كبار المسؤولين الأميركيين.
رفض كل الطلبات
وكشف المسؤولون أن بلينكن عاد إلى واشنطن من زيارته الرابعة إلى الشرق الأوسط منذ تفجر حرب غزة في السابع من أكتوبر الماضي، بعد أن رفض نتنياهو جميع طلبات الإدارة الأميركية باستثناء واحدة، ألا وهي الالتزام بأن إسرائيل لن تهاجم حزب الله في لبنان، وفق ما نقلت شبكة “أن بي سي”.
بديل عن نتنياهو
أمام هذا الإحباط الأميركي، أفاد ثلاثة مسؤولون أميركيون كبار بأن إدارة بايدن بدأت تتطلع إلى ما بعد نتنياهو لمحاولة تحقيق تصوراتها في المنطقة.
وقال العديد من كبار المسؤولين الأميركيين إن نتنياهو “لن يبقى هناك إلى الأبد”
كما أشاروا إلى أن واشنطن تحاول وضع بعض الأسس والتصورات مع قادة إسرائيليين آخرين وقادة من المجتمع المدني تحسبا لتشكيل حكومة جديدة بعد نتنياهو.
كذلك، ألمحوا إلى أن بلينكن وفي محاولة للالتفاف على نتنياهو، التقى بشكل فردي مع أعضاء حكومته الحربية وقادة إسرائيليين آخرين، بما في ذلك زعيم المعارضة ورئيس الوزراء السابق يائير لابيد، خلال زيارته الأخيرة إلى تل أبيب.
إلى ذلك، أكدوا أن وزير الخارجية قال لنتنياهو إنه “لا يوجد حل عسكري لحماس، وإن الزعيم الإسرائيلي بحاجة إلى الاعتراف بذلك وإلا فالتاريخ سيعيد نفسه وسيستمر العنف”.
لكن رئيس الوزراء الاسرائيلي لم يكترث على ما يبدو!
أتت تلك المعلومات فيما تستمر الخلافات الأميركية الإسرائيلية حول العديد من النقاط في ما يتعلق بغزة، من ضمنها محاولة التخفيف من حدة الحرب وتركيزها على قادة ومواقع حماس مع تفادي سقوط المزيد من المدنيين الفلسطينيين، فضلا عن شكل الحكم في القطاع الفلسطيني المحاصر بعد انتهاء الحرب وغيرها من المسائل.
يذكر أن نتنياهو كان أكد مراراً أنه لن يسمح للسلطة الفلسطينية بحكم غزة، كما أكد أن الحرب ستستمر طويلاً وحتى القضاء على حماس، التي شنت في السابع من أكتوبر الماضي هجوماً مباغتاً على قواعد عسكرية ومستوطنات إسرائيلية في غلاف غزة، ما فجر حرباً إسرائيلية عنيفة على القطاع أدت إلى مقتل أكثر من 24 ألف فلسطيني أغلبهم من الأطفال والنساء.
كما أدت الغارات الإسرائيلية إلى تدمير ثلثي الابنية في غزة، إما بشكل كلي أو جزئي، بينما نزح نحو 80% من سكان القطاع نحو الجنوب.
المصدر: سواليف
كلمات دلالية: سواليف بايدن نتنياهو الانقسامات الخلافات واشنطن تل أبيب غزة الحرب حماس الحرب رئیس الوزراء
إقرأ أيضاً:
خيارات نتنياهو لمواصلة الحروب العدوانية
إدارة جو بايدن الرّاحلة قريباً في «حيص بيص» من أمرها، فبعد تبنّي سياسة تقديم كلّ الدعم اللازم، شاركت دولة الاحتلال أهداف حربها وتحمّلت ما حمّلته للولايات المتحدة من أعباء، وخسائر وفشل وعزلة، تحاول أن تستثمر ما تبقّى لها من وقتٍ للفوز بادّعاء أنّها صاحبة الفضل في إتمام صفقة تبادل الأسرى، ووقف الحرب.
لا بدّ أنّها رفعت في وجه بنيامين نتنياهو بطاقة خطيرة لم تخطر على بال الأخير، الذي كان يفضّل الاستمرار في الحرب العدوانية على قطاع إلى ما بعد دخول دونالد ترامب البيت الأبيض.
وتزداد أزمة نتنياهو مع اتفاق بايدن وترامب، على ضرورة إتمام الصفقة، ووقف الحرب، والتي وضع لها ترامب سقفاً زمنياً لا يتجاوز العشرين من كانون الثاني القادم.
تذكّرنا الورقة التي رفعها بايدن في وجه نتنياهو بما فعله الرئيس الديمقراطي السابق باراك أوباما حين امتنع مندوب أميركا في مجلس الأمن عن التصويت على قرار عدم شرعية وضرورة وقف الاستيطان، ما سمح بتمرير القرار في سابقة غير معهودة.
بايدن يرفع ورقة تمرير الاعتراف بالدولة الفلسطينية في مجلس الأمن ربّما بالطريقة ذاتها، إذ ثبت أنّ نتنياهو المسؤول عن تعطيل التوصّل إلى صفقة التبادل.
أيّام قليلة صعبة تواجه نتنياهو، الذي قد يقع في مصيدة بايدن وربّما إنّ تجاوزها، فقد لا يتمكن من تجاوز مصيره ترامب.
كلّ المصادر بما في ذلك الإسرائيلية تتحدّث عن أن حركة «حماس» أبدت مرونة كبيرة، وأنّها باتت مستعدّة بشهادة الوسطاء، بل وتتحدّث عن احتمال توقيع الصفقة قبل نهاية العام الجاري.
أميركا أكثر من يعلم أنّ نتنياهو هو الذي يشكّل العقبة أمام التقدّم نحو إتمام الصفقة وأنه يخترع المزيد من التفاصيل والشروط لتأخير ذلك، ويستغل كل دقيقة لإنجاز «خطة الجنرالات» في شمال القطاع، وتدفيع الفلسطينيين أكبر ثمن ممكن قبل التوقّف الاضطراري.
على أنّ التصريحات التي يدلي بها وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، تنطوي على اعترافات متناقضة، فهو يكرّر رفض بلاده احتلال الدولة العبرية لقطاع غزة، وكان بإمكان إدارته أن تمنع ذلك، وأن ترغمها على وقف الإبادة الجماعية والتجويع التي ألحقت بها وأميركا مخاطر وخسائر ذات أبعاد إستراتيجية.
حين يقول بلينكن إنّ احتلال القطاع سيؤدّي إلى استمرار «حماس» في القتال، فإنّه يعترف بفشل دولة الاحتلال في سحق المقاومة وإنهاء حكم «حماس»، كما جاء في تصريح سابق أعلن خلاله أنّ دولة الاحتلال تمكّنت من إنهاء «حماس» مقاومةً وحكماً.
هو اعتراف بالفشل، ومحاولة بيع نتنياهو وهم تحقيق الانتصار، وأنّ الاستمرار في الحرب واحتلال القطاع لأجلٍ غير مسمّى لا يخدمان مصلحة دولة الاحتلال.
من الواضح أنّ نتنياهو يحاول، قبل أن يقفل ملفّ القطاع، أن يفتح المجال أمام إمكانية متابعة حربه العدوانية في مناطق أخرى، والذرائع إن لم تكن متوفّرة، فهو قادر على اختلاقها.
في الطريق إلى فتح جبهة إيران، صعّدت دولة الاحتلال اعتداءاتها على اليمن، حيث قامت عشرات الطائرات الحربية الإسرائيلية بإلقاء أكثر من 60 قنبلة على منشآت مدنية وعسكرية يمنية.
وبالتزامن، قامت الطائرات الحربية الأميركية باستهداف منشآت يمنية تكمل ما قامت به الطائرات الحربية الإسرائيلية، وتتحدّث المصادر الأميركية عن مواصلة العمل، وتجنيد أطراف أخرى للمشاركة.
دولة الاحتلال الرسمية تتحدّث عن تنسيق مع أميركا لمواصلة استهداف منشآت حيوية عسكرية وأمنية في اليمن، ما يصل إلى حدّ فتح جبهة حرب جديدة على نحوٍ لا يشبه ما جرى خلال الأشهر السابقة من الحرب.
خلق هذا العدوان، الذي يتجّه نحو التصعيد، حالةً من ردّ الفعل القوي والعنيد لدى اليمنيين، الذين أكدّوا ثباتهم على موقف إسناد الشعب الفلسطيني ومقاومته، وبالتزامن مع وصول الطائرات المعتدية إلى اليمن أطلق «الحوثيون» صاروخاً على يافا، لم تتمكّن كلّ أنواع الدفاعات الجوّية الإسرائيلية من اعتراضه، بالإضافة إلى عديد المسيّرات التي وصلت إلى أهدافها.
ما تعرّض له اليمن من عدوان إسرائيلي ينطوي على أكثر من رسالة، فهو يحمل معنى «البروفة»، لما قد تتعرّض له إيران، ومحاولة رفع معنويات الإسرائيليين، الذين تدّعي حكومتهم الفاشية أن يدّ جيشها قادرة على الوصول إلى أبعد الأماكن دفاعاً عنهم.
وبالإضافة فإنّ الأمل يحدو نتنياهو بأن يواصل توجيه ضربات موجعة لليمن، لاستكمال فصل الجبهات بعد أن نجح في لبنان وسورية.
إن كان هذا الهدف واقعياً، فإنّ جبهة اليمن ستشهد تصعيداً كبيراً خلال الأيام المقبلة، وأكثر مع اقتراب التوصّل إلى صفقة التبادل، حتى لا تكون هناك فجوة بين وقف الحرب العدوانية على غزّة والحاجة لاستمرارها في المنطقة.
وهذا، أيضاً، يعني أنّ ثمّة ما بعد اليمن، فعلى الطريق إلى إيران باعتبارها الهدف الأسمى لنتنياهو، قد يدفع نحو تأجيج الصراع مع المقاومة في العراق.
إدارتا أميركا، الراحلة والقادمة، إن كانتا تركّزان على وقف الحرب العدوانية على القطاع، فإنّهما لا تريان ضرراً من التصعيد، مع اليمن أو العراق، وحتى مع إيران.
ترامب يحتاج إلى ذلك، فكلّما كانت النيران في المنطقة أكثر اشتعالاً، فإنّ إنجازه بوقف وإطفاء تلك النيران سيكون أكثر أهمية وأكثر استثماراً، لوقف الحروب كما يريد ترامب أثمان ينبغي أن يدفعها أحد، والمرشّح في هذه الحالة هم العرب، الذين قد تتعرّض مصالحهم لأضرار بليغة، في حال تصعيد الحرب ضدها من قبل دولة الاحتلال وأميركا.
المنطقة إذاً مرشّحة لتطوّرات خطيرة خلال الشهر المتبّقي على دخول ترامب البيت الأبيض.
الأيام الفلسطينية