أمريكا.. الأصولية المسيحية وتجميل الإبادة الإسرائيلية
تاريخ النشر: 20th, January 2024 GMT
الأصولية المسيحية الأمريكية وتجميل حرب الإبادة الإسرائيلية
محور مركزي في إيديولوجية «التحالف المسيحي» يُستمد من كتاب روبرتسون «الألفية الجديدة» 1990 ويؤكد أن دولة الاحتلال ستزول آخر الأيام قبل الدينونة.
تصاعد جبهة السعار المحافظ واليميني والعنصري ضد جامعات أمريكا الكبرى وحراك الطلبة بالحرم الجامعي تضامنا مع شعب فلسطين وإدانة حرب الإبادة الإسرائيلية.
لا أحد يتهم روبرتسون بالعداء للسامية؛ فلا ضير من «خزعبلات» كهذه حسب عتاة الصهاينة، ما دام قائلها يجمل حرب الإبادة ضد غزة: قلباً ولساناً وساسة وتلفزة وملايين الدولارات!
في 2006، أُصيب شارون بجلطة بالدماغ، خرج روبرتسون على شاشةCNN ليعلن أن ذلك «قصاص إلهي جزاء الانسحاب من غزة (…) والويل ثم الويل لكل رئيس وزراء إسرائيلي يتخذ المسار ذاته»!
روبرتسون: «الأمريكي المسيحي سيثور يوماً ضد اليهود الكوزموبوليتيين الليبراليين والعلمانيين المطالبين بحرية قصوى للبذاءة والإباحية وقتل الأجنة»؛ «اليهود الليبراليون يتابعون جهودهم لتدمير القوة المسيحية لدى عامة الشعب»..
* * *
الأمريكي ماريون غوردون (بات) روبرتسون (1930 ـ 2023) مؤسس وأبرز زعماء «التحالف المسيحي» أكثر الحركات القاعدية نفوذاً وسطوة في السياسة الأمريكية المعاصرة.
رحل عن عالمنا قبل أسابيع قليلة من عملية طوفان الأقصى» وانخراط دولة الاحتلال الإسرائيلي في حرب الإبادة ضد الشعب الفلسطيني، في قطاع غزة أولاً وفي سائر الضفة الغربية تالياً.
وهكذا خسر متابعوه الأمريكيون الكثر، وهم أيضاً أنصار دولة الاحتلال لأسباب شتى دينية وسياسية، ما كان سيلقيه من مواعظ وأدعية وصلوات على شاشة التلفزة الناطقة باسم منظمته؛ خاصة تلك التي اعتاد أن يجمع فيها بين الهبل والاستهبال، من طراز موقفه إزاء قرار رئيس وزراء الاحتلال الأسبق، أرييل شارون، الانسحاب من مناطق في قطاع غزة.
ففي سنة 2006، حين أُصيب شارون بجلطة في الدماغ، خرج روبرتسون على شاشةCNN ليعلن أن السبب «قصاص إلهي جزاء الانسحاب من غزة (…) والويل ثم الويل لكل رئيس وزراء إسرائيلي يتخذ المسار ذاته» ذلك لأن قطاع غزة، في ناظر روبرتسون، هي «أرض اعتبرها الله ملكه»!
وسوف يقول الله لكل مسؤول إسرائيلي يقرر التخلي عنها: «كلا، هذه الأرض أرضي». بعد أيام قليلة، ولأنه خضع لضغوطات هائلة من مجموعات يهودية وأخرى داخل منظمته، واستنكار من الرئيس الأمريكي الأسبق جورج بوش الابن، وعدد من ساسة دولة الاحتلال؛ بعث روبرتسون رسالة اعتذار إلى ابن شارون، وصف فيها الأخير بأنه «رجل طيب، ونبيل، ورؤوف» وكان «يحمل عبئاً هائلاً في اتخاذ القرارات لخدمة أمته». ولهذا: «أطلب الصفح منكم ومن شعب إسرائيل».
غير أن غياب روبرتسون عن المشهد، داخل «التحالف المسيحي» أو بعيداً عن شاشة التلفزة، لم يبدل الكثير في نهج المنظمة وخطابها الديني والسياسي تجاه دولة الاحتلال عموماً؛ وبصدد المساندة المطلقة لجرائم الحرب التي تواصل ارتكابها منذ 100 يوم ونيف خصوصاً.
وبسبب النفوذ الهائل الذي يمتلكه التحالف، على أصعدة مالية وتنظيمية وإعلامية، وداخل الكونغرس بصفة خاصة، تقود روبرتا كومبز الرئيسة الحالية للمنظمة معارك ضارية تماماً على الطرق ذاتها التي اختطها روبرتسون؛ مع فارق قد لا يكون طارئاً تماماً إلا في مقادير شراسته: جبهة السعار المحافظ واليميني والعنصري ضد الجامعات الأمريكية الكبرى، وحراك الطلبة داخل الحرم الجامعي للتضامن مع الشعب الفلسطيني وإدانة حرب الإبادة الإسرائيلية.
والحال أن خيارات «التحالف المسيحي» في مساندة دولة الاحتلال تنعكس مباشرة وعلانية، والقليل منها فقط يتسلل على استحياء، في مواقف الغالبية الساحقة من مكونات وقوى ومنظمات بات علم الاجتماع الأمريكي المعاصر يتوافق على توصيفها تحت خانة «الأصولية المسيحية». وهنا، ليس البتة على سبيل الحصر، نماذج عن تلك التيارات:
1 ـ مجموعات يمينية تقليدية، مدافعة عن حقوق امتلاك مختلف الأسلحة، والمعترضة على النظام الضريبي، والداعية إلى أن ينص الدستور على المزيد من الحريات الفردية.
2 ـ المجموعات العنصرية، والنازية الجديدة.
3 ـ دعاة «المواطن المطلق» ممن يتكئون على تفسير متطرف للتعديلين الرابع عشر والخامس عشر حول الحريات الدستورية. (لافت أن هذه المجموعة تضع السود والإسبان والآسيويين في صف مواطنين من الدرجة الثانية).
4 ـ الأجنحة المعادية لقانون حرية الإجهاض.
5 ـ الجماعات المسيحية «الألفية» و«القيامية» Apoclyptic من المؤمنين بأن العالم دخل الآن في طور ما قبل قيام الساعة وعودة يسوع المخلص.
6 ـ القطاع اللاهوتي الاستقلالي من الشرائح اليمينية في الكنيسة الإنجيلية.
7 ـ الجناح اليميني المتشدد من حركة العداء للنظرية البيئية وحماية الطبيعة.
8 ـ حركة الاستقلال الإداري للمقاطعات الريفية (المناهضة لصيغة الولاية) ممن يطرحون تفسيراً متشدداً للتعديل الدستوري العاشر حول صلاحيات الحكومة المركزية.
وهؤلاء، غني عن القول، أخلص حلفاء حركة Maga، المتماهية أساساً مع شعار الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب حول "جعل أمريكا عظيمة مجددا"؛ رغم وجود تناقض تكويني في قلب هذه المجموعة بصدد الموقف من اليهود تبعاً لـ«نظرية الاستبدال» الشهيرة.
ففي مسيرة الفاشيين الجدد التي شهدتها شارلوتسفيل، فرجينيا، صيف 2017؛ رُفعت لافتات تقول: «اليهود لن يحلوا محلنا» فاقتدى غلاة اليمين القومي الجمهوري برئيسهم ترامب، وسكتوا تماماً عن المحتوى المعادي للسامية في هذه النبرة.
ومن المعروف أن في طليعة الركائز التي تستند عليها الأصولية المسيحية الأمريكية، خاصة فرع الصهيونية المسيحية، تلك النظرية التي بدأ التبشير بها في القرن الثامن عشر، وتقول بعودة يسوع إلى عالمنا هذا لتخليصه من الشرور.
وذلك حين تكتمل جملة شروط: قيام دولة إسرائيل؛ نجاح إسرائيل في احتلال كامل أرض التوراة، أي معظم الشرق الأوسط؛ إعادة بناء الهيكل الثالث في موقع، وعلى أنقاض، قبة الصخرة والمسجد الأقصى؛ وأخيراً، اصطفاف الكفرة أجمعين ضد إسرائيل، في موقعة ختامية سوف يشهدها وادي أرمغدون، حيث سيكون أمام اليهود واحد من خيارين: إما الاحتراق والفناء، أو الاهتداء إلى المسيحية، الأمر الذي سيمهد لعودة يسوع المخلص!
ولأن حرب الإبادة الإسرائيلية الراهنة ضد الشعب الفلسطيني تقودها حكومة هي الأكثر تشدداً وتديناً وعنصرية وفاشية في تاريخ الكيان الصهيوني، وهي بالتالي تدعو جهاراً وتشتغل منهجياً على صنوف شتى من استهداف الأقصى؛ فإن غالبية التيارات الأصولية المسيحية والصهيونية الأمريكية لا ترى في جرائم الحرب الراهنة ضد الشعب الفلسطيني مجرد «دفاع عن النفس» كما يتشدق الكثيرون من أنصار وأصدقاء دولة الاحتلال، فحسب؛ بل هي خطوات ملموسة على الطرق المفضية إلى أرمغدون.
وإذا كانت هتافات طلاب جامعات هارفرد أو كولومبيا أو ييل المطالبة بوقف إطلاق النار في قطاع غزة تُصنف، باستسهال فاضح وابتذال غير مسبوق، في سياق العداء للسامية؛ فإن الكثير من الخطوط العقائدية التأسيسية التي تحكم معظم المنظمات المسيحية الأصولية، وحتى تلك الصهيونية المسيحية منها، لا تُذكر نهائياً رغم محتواها الصريح المعادي لليهود، من دون مواربة وتحت لافتات لاهوتية.
ما الذي قيل مثلاً، على سبيل الاحتجاج، بصدد مقولة «التحالف المسيحي» المعتمَدة حرفياً على لسان روبرتسون نفسه منذ العام 2014، من أن اليهود «يفضلون صقل الألماس على صناعة السيارات»؟ وكيف انقلبت عند أنصار التحالف، كما عند عدد من كبار أصدقاء دولة الاحتلال في أمريكا، إلى صيغة مديح لليهود واستئناس بالتوراة.
ليس هذا فقط، بل يُشار أيضاً إلى أن محوراً مركزياً في إيديولوجية «التحالف المسيحي» يُستمد من كتاب روبرتسون «الألفية الجديدة» 1990، الذي يؤكد أن دولة الاحتلال سوف تفنى في الأيام الأخيرة قبل الدينونة.
لكن السيناريو الذي يقترحه أشد إثارة من أي سيناريو آخر في التراث المعمداني الأمريكي بصدد العلاقة الإسرائيلية بمجيء المخلص: «هذه الأمة الصغيرة قليلة العدد ستجد نفسها معزولة عن العالم. وعندها، كما جاء في التوراة، سوف يضرع اليهود إلى ذاك الذي انتبذوه على الدوام».
وأما الأمريكي المسيحي، فإنه سوف «يثور يوماً ما ضد اليهود الكوزموبوليتيين الليبراليين والعلمانيين الذين يطالبون بحرية قصوى للبذاءة والإباحية وقتل الجنين» يكتب روبرتسون؛ ويكمل: «اليهود الليبراليون يتابعون جهودهم لتدمير القوة المسيحية لدى عامة الشعب»..
ومع ذلك، لا أحد يتهم روبرتسون أو منظمته بالعداء للسامية؛ فلا ضير من «خزعبلات» كهذه، حسب عتاة الصهاينة المعاصرين، ما دام قائلها يجمل حرب الإبادة الإسرائيلية ضد قطاع غزة: قلباً ولساناً وساسة وتلفزة و… دولارات بالملايين!
*صبحي حديدي كاتب وباحث سوري يقيم في باريس
المصدر: الخليج الجديد
كلمات دلالية: إمريكا إسرائيل روبرتسون الهيكل عودة يسوع حرب الإبادة حرب الإبادة الإسرائیلیة الشعب الفلسطینی دولة الاحتلال قطاع غزة
إقرأ أيضاً:
"حشد" تطالب بوقف جرائم الإبادة والتهجير والحصار شمال غزة
غزة - صفا
طالبت الهيئة الدولية لدعم حقوق الشعب الفلسطيني "حشد"، بسرعة التدخل لوقف الانتهاكات وحرب الإبادة المستمرة على قطاع غزة، وردع "إسرائيل" عن جرائمها، ووقف الانتهاكات الموجه بحق الفلسطينيين، ومساءلة مرتكبي هذه الانتهاكات، ووقف جرائم الإبادة والتهجير والحصار والتجويع.
جاء ذلك خلال رسالة عاجلة التي وجهتها إلى كلاً من الأمين العام للأمم المتحدة، والمبعوث الخاص للأمم المتحدة، ورئيس مجلس حقوق الإنسان، ومفوضة الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان، والمدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية، ومقرر الأمم المتحدة الخاص المعني بحقوق الإنسان في الأرض الفلسطينية المحتلة
وأكدت الهيئة على أنه لليوم 398 لازالت قوات الاحتلال الإسرائيلي تواصل عدوانها الحربي وجرائم الإبادة الجماعية الوحشية، وارتكاب المجازر بحق المدنيين والتي خلفت قرابة (43) بنسبة 4% من السكان البالغ عددهم2،3 مليون، وإصابة أكثر من (104) ألف مواطن، واعتقال 7000 الالف، وتدمير 85% من المنازل والمنشأت المدنية فيما تواصل الطائرات والمدفعية الإسرائيلية استهداف وقصف المنازل والاحياء السكنية ومراكز الإيواء وخيام النازحين وبشكل موسع وبدون سابق إنذار.
وبينت أن قوات الاحتلال الإسرائيلي مستمرة بعمليات تطهير عرقي و إبادة مستمرة لليوم الـ 35 على التوالي، والمفروض على 100 ألف مواطن في شمال القطاع، حيث تستمر قوات الاحتلال الإسرائيلي بقصف واستهداف العائلات الفلسطينية في المنازل ومراكز الإيواء دون سابق إنذار، ونسف المربعات السكنية حتى بوجود الأهالي، و استمرار عمليات التهجير القسري بالإجبار وتحت تهديد السلاح من الشمال إلى جنوب غزة، وتمنع دخول المساعدات الإنسانية وعمل المنظمات الانسانية.
ولفتت إلى مواصلة الاحتلال منع امدادات الوقود اللازمة لتشغيل أبار المياه وخدمات الاتصالات ومولدات المستشفيات، مرتكبة إلى الآن ٦٨ مجزرة ضد العائلات والنازحين قسراً، استهدف منها 42 مركز إيواء أدت حصيلتها إلى استشهاد ما يزيد عن 2000 شهيداً، ومفقود، وحوالي 5000 إصابة ومئات المفقودين، و 100 ألف مواطن تم تهجيرهم قسراً لغاية الآن في العملية العسكرية المستمرة في شمال قطاع غزة.
وأشارت إلى أنه لايزال عدد من الضحايا تحت الركام وفي الطرقات لا تستطيع طواقم الاسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم لإخراجهم، عدا عن اعتقال عدد من الأطقم الطبية والدفاع المدني و كل الرجال الموجودين بالمستشفيات والتنكيل بهم واحتجازهم، و اجبار النساء على النزوح القسري لمدينة غزة وجنوب القطاع.
ونوهت الهيئة إلى تكرر جرائم الاقتحام وبذات المنهجية الاجرامية في مراكز الإيواء والتي تم استهدافها ومحاصرتها تباعا وتطويقها بالدبابات، وإجبار من فيها على النزوح خارج شمال غزة بعد المرور على حواجز التفتيش والانتظار لساعات قبل السماح للنساء والأطفال لاستكمال رحلة النزوح القسري بألم وغصة وخوف على رجالهم وأبنائهم الذين تم احتجازهم والتنكيل بهم والتحقيق معهم واعتقال العشرات منهم، ونقلهم بالشاحنات ومشياً علي الأقدام إلى أماكن مجهولة.
ونقلت عن شهود عيان عن ارتكاب عمليات قتل ميداني بحق بعض النازحين، وإفادات حول استخدام المدنيين كدروع بشرية أمام الدبابات وفي موقع قوات الاحتلال في شمال غزة، فيما لا يزال قرابة 100 ألف من سكان شمال غزة يواجهون خطر الموت جوعًا نتيجة منع إدخال أي مساعدات منذ 33 يومًا.
كما أشارت الهيئة إلى تعمد جيش الاحتلال الإسرائيلي محاصرة شمال قطاع غزة (بيت لاهيا – مخيم جباليا – جباليا البلد) وتدمير مراكز الإيواء والمستشفيات المتبقية وهي كمال عدوان والعودة والإندونيسي، واستمراره بتهديدها بالإخلاء من المرضى والأطقم الطبية تمهيداً لاستهدافها يما يعني وقف كل الخدمات الصحية، ما يهدد حياة الجرحى و المرضى جراء عدم توفر الإمكانيات و الخدمات، واجبار السكان النازحين على اخلاءها قسرًا تحت تهديد السلاح، والنزوح إلى جنوب القطاع، في صناعة نكبة جديدة لتطبيق خطة الجنرالات وافراغ شمال غزة من السكان.
وبينت أن استمرار الاعتداءات الإسرائيلية بحق المدنيين الفلسطينيين في شمال قطاع غزة يُمثل انتهاكاً صارخاً لمبادئ القانون الدولي الإنساني، واتفاقية جنيف الرابعة للعام 1949 بشأن حماية الأشخاص المدنيين وقت الحرب، والتي كفلت حماية أرواح وممتلكات المدنيين وقت الحرب، و اتفاقية لاهاي، و ميثاق روما المؤسس لمحكمة الجنايات الدولية و باقي معايير حقوق الإنسان.
وأكدت أن استمرار العجز والتقاعس الدولي لوقف جرائم حرب الإبادة الجماعية بحق المدنيين الفلسطينيين لأكثر من عام ما هو إلا ضوءاً أخضرا لإسرائيل لاستكمال جرائمها.
وحملت المجتمع الدولي والمنظمات الدولية مسئولية ما يجري، مطالبة بالتدخل الفوري والانساني لحماية المدنيين ووقف العدوان على القطاع، وجرائم الإبادة والتهجير والحصار والتجويع.
ودعت للعمل بجدية لضمان فتح ممرات امنة لتدفق المساعدات الانسانية والمستلزمات الطبية، وتفعيل مسارات المحاسبة والمقاطعة وفرض العقوبات على دولة وقادة الاحتلال الإسرائيلي، بما يضمن منع افلات قادة الاحتلال من الحساب، وانفاذ تدابير محكمة العدل الدولية.