قتل شخصان اليوم السبت في قصف إسرائيلي على جنوب لبنان، في حين استهدف حزب الله تجمعات لقوات الاحتلال قرب الحدود في إطار المواجهات المستمرة منذ أشهر بين الطرفين.

وقال الدفاع المدني بجنوب لبنان إن "الشخصين استشهدا" جراء قصف إسرائيلي لسيارة في بلدة البازورية بمنطقة صور.

وأفاد مراسل الجزيرة بأن طائرة مسيرة إسرائيلية قصفت السيارة لدى مرورها في بلدة البازورية مما أدى إلى احتراقها بالكامل، مشيرا إلى أن فرق الإسعاف نقلت الجثمانين إلى المستشفى.

من جانبها، نقلت وكالة رويترز عن 3 مصادر أمنية في لبنان أن الشخصين اللذين استهدفتهما المسيرة الإسرائيلية عضوان في حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس).

وكانت إسرائيل نفذت في الآونة الأخيرة عمليات مماثلة أسفرت إحداها عن مقتل وسام طويل القيادي في وحدة الضوان التابعة لحزب الله.

كما أن من بين المستهدفين أيضا عناصر في فصائل فلسطينية بينها كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس.

موقع إسرائيلي استهدفه حزب الله في بداية المواجهات الحالية عبر الحدود (وكالة الأنباء الأوروبية) استهداف تجمعات للاحتلال

في غضون ذلك، أعلن حزب الله أن مقاتليه استهدفوا اليوم تجمعا ‌‏لجنود الاحتلال في محيط موقع الضهيرة وأوقعوا فيه إصابات. وأضاف أنهم هاجموا تجمعين آخرين للجنود الإسرائيليين في محيط قلعة هونين وثكنة زرعيت.

في المقابل، قال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي إن الطائرات الحربية نفذت اليوم غارات على بنية تحتية وموقع استطلاع لحزب الله في منطقة العديسة في جنوب لبنان.

وأفاد مراسل الجزيرة بتعرض أطراف بلدة العديسة لغارتين إسرائيليتين، وقال إن المدفعية الإسرائيلية قصفت أيضا محيط بلدتي يارون وعيترون وسهل مرجعيون.

وكانت المقاتلات الإسرائيلية قد شنت أمس 16 غارة على جنوب لبنان، مستهدفة محيط بلدات راميا وعديسة وكفركلا وعيترون ومنطقة جبل بلاط.

ومع استمرار الاشتباكات عبر الحدود، تبادلت تل أبيب وحزب الله التهديدات بتوسيع نطاق المواجهة التي بدأت بعيد إطلاق المقاومة الفلسطينية معركة طوفان الأقصى في السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي.

وقالت هيئة البث الإسرائيلية أمس إن حكومة بنيامين نتنياهو حذرت في رسالة إلى واشنطن من أنها ستقوم بعمل عسكري في لبنان إذا لم يتم إبعاد قوة الرضوان التابعة لحزب الله عن الحدود، كما أوردت صحيفة واشنطن بوست أن إسرائيل هددت بتصعيد القتال ضد حزب الله إذا لم يتم التوصل خلال أسابيع لاتفاق يبعد مقاتلي الحزب عن الحدود ويمسح بعودة الإسرائيليين الذين نزحوا من مستوطنات الشمال.

وفي المقابل، حذر الشيخ نعيم قاسم نائب الأمين العام لحزب الله من أن إسرائيل ستتلقى الجواب "بصفعة كبيرة وبعمل قوي" إذا قامت بتوسيع عدوانها، وفق تعبيره.

وأسفرت المواجهات بين حزب الله وإسرائيل خلال أكثر من 3 أشهر عن عشرات القتلى من الجانبين وهي تثير مخاوف من توسع الصراع بالمنطقة.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: لحزب الله حزب الله

إقرأ أيضاً:

بعد مهلة الـ60 يوما.. انتهاكات الاحتلال مستمرة وحزب الله يلوّح بالرد

بيروت- مع انتهاء مهلة الـ60 يوما المنصوص عليها في اتفاق وقف إطلاق النار بين حزب الله وإسرائيل، أعلنت واشنطن عن التوصل لاتفاق لتمديد المهلة إلى 18 فبراير/شباط المقبل، وذلك بالتزامن مع رفض إسرائيل إتمام انسحابها من جنوب لبنان.

وخلال فترة الـ60 يوما انتهكت إسرائيل بنود وقف إطلاق النار من خلال خروقات يومية تجاوزت الـ1100 خرق، ما دفع وزارة الخارجية اللبنانية إلى تقديم عدة شكاوى إلى الأمم المتحدة بهذا الشأن، حيث شملت تلك الخروقات غارات وعمليات قصف وتوغلات برية.

بالإضافة إلى منع عودة النازحين إلى قراهم وصولا إلى عمليات التدمير الممنهج والتفخيخ في المناطق التي توغلت فيها، فضلا عن عمليات اختطاف ممنهجة وتجريف للأراضي الحدودية وتدمير مئات الوحدات السكنية.

ومع انتهاء المهلة المحددة، صعّدت إسرائيل تهديداتها حيث حذر متحدث باسم جيش الاحتلال من عودة السكان إلى قراهم، وفي المقابل، أعلن مسؤولون أميركيون، الأحد، أن إسرائيل ولبنان وافقا على تمديد وقف إطلاق النار حتى 18 شباط/فبراير، بعد انتهاء المهلة الأساسية التي دخلت حيز التنفيذ في 26 نوفمبر/تشرين الثاني، وكان يفترض أن تنتهي بانسحاب الجيش الإسرائيلي من جنوب لبنان.

قوات الاحتلال تمنع السكان من العودة إلى منازلهم (وكالة الأناضول) ضغط دولي

من جهته، اعتبر رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية نجيب ميقاتي أن الموافقة على تمديد المهلة "يجب أن تقترن بضغط دولي لوقف الاعتداءات الإسرائيلية وضمان الانسحاب الكامل من الأراضي المحتلة.

إعلان

أما حزب الله فقد جدد رفضه التمديد، وشدد أمينه العام نعيم قاسم في كلمة متلفزة على أن "أي تأخير في الانسحاب تتحمل مسؤوليته الأمم المتحدة وأميركا وفرنسا وإسرائيل"، معتبرا أن "استمرار الاحتلال يمثل عدوانا واضحا يمنح المقاومة حق الرد وفق ما تراه مناسبا".

ويرى الكاتب والباحث السياسي هادي قبيسي أن المشهد السياسي العام شكّل مفاجأة للعدو الإسرائيلي وكذلك للجنة الخماسية التي تديرها الولايات المتحدة وذلك بسبب التحرك الشعبي اللبناني باتجاه الحدود مع فلسطين المحتلة، وقد دفع ذلك الأطراف المعنية إلى محاولة تعديل الاتفاق خلال ساعات قليلة حيث صدر بيان من البيت الأبيض عند منتصف ليل يوم الأحد بهدف فرض التعديلات على لبنان.

ويضيف قبيسي، في حديثه للجزيرة نت، أن جيش الاحتلال انسحب من القطاع الغربي ومعظم القطاع الأوسط بينما بقي متمركزا في القطاع الشرقي، ويظهر هذا التطور أن العملية العسكرية قد وصلت إلى منتصفها أو أكثر بقليل.

ويشير إلى أن الإسرائيليين سارعوا إلى استدراك الموقف بعدما لمسوا تجذّر ثقافة المقاومة في لبنان والتزام أهالي الجنوب الطبيعي بالدفاع عن أرضهم، لذلك حاولت إسرائيل تعديل إستراتيجيتها في التعامل مع الوضع.

نعيم قاسم يحمّل الأمم المتحدة وواشنطن وإسرائيل وفرنسا مسؤولية تأخير الانسحاب (رويترز) الجهة العازلة

أما فيما يتعلق بالجيش اللبناني، فيرى قبيسي أنه يتكيف مع الظروف المحيطة ولا يسعى إلى تغييرها، بل يكتفي بلعب دور الجهة العازلة والمخففة للصدمات بين الأهالي وقوات الاحتلال الإسرائيلي، وذلك ضمن نطاق محدود جدًا.

وفيما يخص المقاومة، يعتقد قبيسي أنها ستمنح الأهالي فرصة أوسع لخوض تجربة الاقتحام الشعبي للمناطق المحتلة نظرا لجدواها العالية في وقت قصير، فضلا عن آثارها السياسية التي تسهم في إبراز رؤية لبنان لمستقبله.

إعلان

في المقابل، يرى المحلل السياسي جورج علم أن المشهد السياسي في لبنان يتكون من بعدين رئيسيين، البُعد الأول يتعلق بعودة أهالي الجنوب إلى أراضيهم حيث يعتقد أن هذه العودة لم تكن في محلها.

ويشير إلى وجود فراغ بين الدولة والمواطنين المؤيدين للمقاومة، مما يعكس غياب التنسيق بين السلطة والمقاومة رغم الاتفاق على وقف إطلاق النار برعاية رئيس مجلس النواب نبيه بري.

قوات الاحتلال تعتقل مواطنين لبنانيين اقتربوا من نقاط تمركزها (رويترز) إدارة العودة

ويعتقد علم أنه كان من المفترض أن تتولى الدولة اللبنانية عبر الجيش إدارة عملية العودة بالتنسيق مع اللجنة الأمنية على أعلى المستويات لتجنب وقوع أي مشاكل كما حدث في بعض الحالات في القرى الحدودية.

ويوضح أن حزب الله "حاول استغلال هذه العودة، رغم التضحيات والشهداء، ليؤكد أن الجنوب هو بيئة مقاومة"، لكن علم يشير إلى أن هذا لا ينفي وجود أهداف شعبية حيث إن إسرائيل كلما رأت أن نفوذ حزب الله لا يزال قويا في الجنوب يحفزها ذلك للاستمرار في تمسكها بمواقعها العسكرية.

أما البُعد الآخر الذي يشير إليه علم فهو البُعد الدولي، حيث يعتقد أن الولايات المتحدة لا تزال تمسك بزمام الأمور حيث فرضت مهلة حتى 18 فبراير/شباط، وكان هناك توافق بين الثنائي الشيعي والدولة اللبنانية حول هذه المسألة.

لكن علم يحذر من خطورة هذا الوضع، معتبرا "أننا بذلك نسمح للإدارة الأميركية بالتعاون مع فرنسا -التي يبدو دورها شكليا أكثر من جوهري- بالتدخل المباشر".

لذلك، يرى أنه من الضروري أن يتم التوصل إلى تفاهم جاد بين المقاومة والسلطة السياسية حول الإطار الجديد في الجنوب لضمان استقلال لبنان بعيدًا عن المصالح الأميركية والأطماع الإسرائيلية، ويشدد المحلل السياسي على أهمية التنسيق مع الإدارة الأميركية لضمان مصداقية العهد الجديد دون أن تكون الكلمة الفصل للولايات المتحدة أو إسرائيل.

وفي ختام حديثه، يوضح علم أنه يجب اختبار المرحلة المقبلة حتى 18 فبراير/شباط لمعرفة كيف ستتبلور الأمور، محذرًا من أن الثغرات لا تزال كثيرة ما يثير العديد من التساؤلات.

مقالات مشابهة

  • هل يصمد وقف النار بين إسرائيل وحزب الله؟
  • اختراق للهدنة.. الجيش الإسرائيلي يقصف معدات هندسية تابعة لحزب الله
  • لبنان: العدو الصهيوني يواصل اعتداءاته في الجنوب
  • متى ستنسحب القوات الإسرائيلية من لبنان؟
  • تنديد أممي باستخدام «القوة المميتة» ضد العائدين بجنوب لبنان
  • جيش الاحتلال يكشف تفاصيل استهداف شاحنة ومركبة تابعة لحزب الله
  • جيش الاحتلال: هاجمنا مركبات لحزب الله جنوب لبنان
  • بعد مهلة الـ60 يوما.. انتهاكات الاحتلال مستمرة وحزب الله يلوّح بالرد
  • إسرائيل تبرر وجودها بجنوب لبنان وحزب الله يتوعد
  • شهيدان و26 جريحا في اعتداءات لجيش الاحتلال بجنوب لبنان