حرب غزة.. 20 ألف طفل وُلدوا في الجحيم وسط نقص حاد للمساعدات
تاريخ النشر: 20th, January 2024 GMT
حذر العاملون في المجال الإنساني التابعون للأمم المتحدة الجمعة، من أن الأطفال "يولدون في الجحيم" في غزة، وأنه من المحتمل أن يموت العديد من الأطفال الآخرين نتيجة الظروف القاسية التي تزداد وطأتها في القطاع.
جاء ذلك في تقرير للأمم المتحدة، ونشره موقع "مودرن دبلوماسي"، وترجمه "الخليج الجديد".
وأفادت منظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونيسف"، بأنه كان هناك ما يقرب من 20 ألف ولادة منذ بدء القصف الإسرائيلي واسع النطاق في قطاع غزة.
وأكدت أن المشاكل المزمنة في الوصول إلى المساعدات أدت إلى إجراء عمليات قيصرية دون تخدير، بينما لم تتمكن نساء أخريات من ولادة أطفالهن الذين يموتون في الأرحام، بسبب الضغط الزائد على الطاقم الطبي.
وفي المؤتمر الصحفي نصف الأسبوعي، لوكالات الأمم المتحدة في جنيف، قالت أخصائية الاتصال في "يونيسف" تيس إنغرام، عبر الفيديو من عمان: "تواجه الأمهات تحديات لا يمكن تصورها في الحصول على الرعاية الطبية المناسبة والتغذية والحماية قبل الولادة وأثناءها وبعدها".
وأضافت أن "تصبحي أما يجب أن يكون وقتا للاحتفال.. أما في غزة، فهو طفل آخر يولد في الجحيم".
"أجرت الممرضة عمليات قيصرية لـ6 نساء متوفيات في #غزة وقالت لي إن حالات الإجهاض تزداد.
يولد طفل واحد في هذا الجحيم كل 10 دقائق تقريبا.
وضع الحوامل وحديثي الولادة في قطاع غزة لا يصدق، إنهم يحتاجون للوقف الإنساني لإطلاق النار".
-تيس إنغرام، منظمة اليونيسف.https://t.co/TWHkeaGXxg pic.twitter.com/mrk2EIvRja
اقرأ أيضاً
106 أيام من حرب غزة.. القصف متواصل رغم الإدانة الأممية واعتصام ذوي الأسرى
ومن أجل مساعدة النساء والأطفال الأكثر ضعفا في غزة، قامت "يونيسف" بتوصيل تركيبة الحليب والمكملات الغذائية للأمهات اللاتي لا يستطعن الرضاعة الطبيعية، إلى جانب الإمدادات الطبية للفرق الطبية المنهكة، ولكن هناك حاجة إلى أكثر من ذلك بكثير.
وأوضحت إنغرام، التي عادت للتو من جنوب غزة، أن العاملين في المستشفى الإماراتي المكتظ في رفح اضطروا إلى إخراج الأمهات من المستشفى "في غضون 3 ساعات بعد إجراء العملية القيصرية"، وهو وضع "يفوق التصديق ويتطلب اتخاذ إجراءات فورية".
وأضافت أن القصف المستمر والنزوح "يؤثران بشكل مباشر على الأطفال حديثي الولادة، مما يؤدي إلى ارتفاع معدلات نقص التغذية ومشاكل النمو وغيرها من المضاعفات الصحية".
وقالت المسؤولة الأممية إنه يُعتقد أن حوالي 135 ألف طفل دون سن الثانية معرضون لخطر سوء التغذية الحاد في الوقت الراهن، وسط ظروف "غير إنسانية" بالملاجئ المؤقتة وسوء التغذية والمياه غير الآمنة.
وأضافت: "رؤية الأطفال حديثي الولادة وهم يعانون، بينما تنزف بعض الأمهات حتى الموت، يجب أن يبقينا جميعا مستيقظين في الليل".
وتابعت: "إن معرفة أن طفلين إسرائيليين صغيرين اختطفا في 7 أكتوبر/ تشرين الأول، لم يتم إطلاق سراحهما بعد، يجب أن يبقينا مستيقظين أيضا".
الخوف
المرض
سوء التغذية
الصدمة
الارهاق
هكذا وصفت النساء الحوامل في #غزة ما يشعرن به.
يجب أن يسمع العالم أصواتهن.
إن #وقف_إطلاق_النار هو الحل الوحيد لانقاذهن والتخفيف من محنتهن. pic.twitter.com/XYAOgOdugT
اقرأ أيضاً
يونيسيف: 20 ألف طفل ولدوا وسط جحيم الحرب في غزة
بدوره، أعرب المدير العام لمنظمة "الصحة العالمية" تيدروس أدهانوم غيبرييسوس، عن القلق من تأكيد حالات الإصابة بالتهاب الكبد الوبائي (A) في غزة.
وقال تيدروس في منشور على موقع "إكس" (تيوتر سابقا)، إن "الظروف المعيشية غير الإنسانية، حيث بالكاد توجد مياه نظيفة ومراحيض نظيفة و(تتعذر) إمكانية الحفاظ على نظافة المناطق المحيطة، ستمكن من انتشار التهاب الكبد (A) بشكل أكبر، وتسلط الضوء على مدى خطورة البيئة (هناك) بشكل هائل لنشر الأمراض".
وتشير أحدث بيانات منظمة الصحة العالمية إلى أنه في المتوسط، يتشارك 500 شخص في مرحاض واحد، ويضطر أكثر من 2000 شخص إلى استخدام حمام واحد، مما يزيد من خطر انتشار المرض.
وأفادت "الصحة العالمية"، بأنه بالإضافة إلى الارتفاع الحاد في التهابات الجهاز التنفسي العلوي، فإن حالات الإسهال بين الأطفال دون سن الـ5 المسجلة خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة من عام 2023، كانت أعلى بـ26 مرة مما تم تسجيله عن نفس الفترة من عام 2022.
وفي المؤتمر الصحفي الذي عقد الجمعة في مكتب الأمم المتحدة في جنيف، قال المتحدث باسم "الصحة العالمية" طارق ياساريفيتش إن الناس يتم دفعهم إلى أماكن أصغر من أي وقت مضى، حيث يقيمون في ملاجئ مكتظة مع عدم إمكانية الوصول إلى المياه النظيفة، أو إلى مراحيض.
وأضاف المسؤول الأممي أن شريحة كبيرة من السكان في غزة بمن فيهم الأشخاص الذين أصيبوا وتعرضوا للقصف، "يحتاجون إلى مساعدة طبية فورية".
Cases of #HepatitisA, an inflammation of the liver, have been confirmed in #Gaza via test kits supplied by @WHO.
Hepatitis A is usually mild but can occasionally cause severe disease. 24 cases are confirmed and no deaths have been reported so far. There are several thousand…
اقرأ أيضاً
الأمم المتحدة تجدد رفضها محاولات التغيير الديمغرافي في غزة
وأشار إلى أن مجمع ناصر الطبي في خان يونس لم يبق فيه سوى طبيبين في قسم الطوارئ مقارنة بـ 24 طبيبا قبل الحرب، مع وجود 14 سريرا فقط للعناية المركزة اليوم، مقارنة بـ 45 سريرا، وأربعة ممرضين فقط من أصل 20 قبل التصعيد.
بدوره، أعرب مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان عن القلق العميق إزاء التقارير التي تفيد بمقتل ما يقرب من 25 ألف شخص، وفقا لوزارة الصحة في غزة، يُعتقد أن 70% منهم من النساء والأطفال، كما أصيب ما لا يقل عن 62 ألفا آخرين، في حين "يوجد عدة آلاف آخرين تحت الأنقاض، ويفترض أن العديد منهم ماتوا".
وقال مدير مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان في الأرض الفلسطينية المحتلة أجيث سونغاي، في المؤتمر الصحفي في جنيف عبر الفيديو من رفح في غزة، إن النازحين ما زالوا يصلون إلى رفح بالآلاف.
وأضاف سونغاي: "رأيت رجالا وأطفالا يحفرون بحثا عن الطوب ليتمكنوا من تثبيت الخيام المصنوعة من الأكياس البلاستيكية.. هذه أزمة حقوق إنسان ضخمة.. وكارثة إنسانية كبرى من صنع الإنسان".
وتابع: "تحتاج غزة إلى زيادة عاجلة في المساعدات الإنسانية، بما في ذلك الاستجابة للحماية".
وأشار سونغاي إلى استمرار انقطاع الاتصالات لأيام، مضيفا أن هذا "زاد من الارتباك والخوف" لأنه منع سكان غزة من الوصول إلى الخدمات والمعلومات حول المكان الذي يجب عليهم إجلاؤه.
ما الذي رآه في المستشفيات خلال عمله في #غزة.
"وضع مرعب وكارثة إنسانية تزداد سوءا كل يوم".
-شون كيسي المسؤول بمنظمة الصحة العالمية:
"عملت على تعبئة فرق الطوارئ لجلب مزيد من المتخصصين إلى المستشفيات لإنقاذ الأرواح وتجنب عمليات البتر غير الضرورية".https://t.co/Dg2WJyZQoj pic.twitter.com/3Vgt8hlZDe
اقرأ أيضاً
الأمم المتحدة: غزة أصبحت مكانا غير صالح للسكن
وزاد المسؤول الأممي، قائلا إن "البيئة هنا تشبه وعاء الضغط، وسط فوضى عارمة، نظرا للوضع الإنساني الرهيب، والنقص، وانتشار الخوف والغضب".
ووصف سونغاي كيف أن القصف العنيف على وسط غزة وخان يونس كان "مرئيا ومسموعا بوضوح من رفح، وخاصة في الليل".
وقال إنه بعد وصوله إلى غزة الاثنين الماضي، كان بإمكانه "سماع القصف أحيانا عدة مرات في ساعة واحدة"، مضيفا أن الليل كان "الوقت الأكثر رعبا" خلال الغارات، بالنسبة لسكان غزة.
وأشار إلى أن أكثر من 100 مدني ما زالوا محتجزين كأسرى في القطاع، والذين "لا يمكن رؤيتهم، ويسمعون بالتأكيد نفس الأصوات ويشعرون بنفس الخوف".
وأسرت فصائل المقاومة الفلسطينية، وعلى رأسها حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، في 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، نحو 239 شخصا على الأقل في بلدات ومدن غلاف غزة، بادلت عشرات منهم مع إسرائيل خلال هدنة إنسانية مؤقتة استمرت 7 أيام وانتهت مطلع ديسمبر/كانون الأول الماضي.
في المقابل، ذكرت مؤسسات الأسرى الفلسطينيين أن إسرائيل أطلقت بموجب الهدنة سراح 240 أسيرا فلسطينيا من سجونها، بينهم 71 أسيرة و169 طفلا.
ومنذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، يشن الجيش الإسرائيلي حربا مدمرة على غزة خلّفت حتى السبت 24 ألفا و927 قتيلا، و62 ألفا و388 مصابا، وكارثة إنسانية وصحية، وتسببت في نزوح نحو 1.9 ملايين شخص، أي أكثر من 85 بالمئة من سكان القطاع، بحسب سلطات القطاع والأمم المتحدة.
اقرأ أيضاً
الأمم المتحدة: تُستشهد اثنتان من الأمهات كل ساعة في غزة
المصدر | مودرن دبلوماسي - ترجمة وتحرير الخليج الجديدالمصدر: الخليج الجديد
كلمات دلالية: يونسيف الامم المتحدة أطفال نساء غزة حرب غزة إسرائيل مساعدات رعاية طبية الصحة العالمیة الأمم المتحدة اقرأ أیضا أکثر من یجب أن فی غزة
إقرأ أيضاً:
الأمم المتحدة تكثف من جهود الإغاثة في غزة مع تزايد خطر الألغام غير المنفجرة
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
أعلنت الوكالات التابعة للأمم المتحدة تكثيف جهود الإغاثة الإنسانية والتصدي للمخاطر المتزايدة التي تشكلها الألغام غير المنفجرة مثل الألغام الأرضية.
وقد حذرت خدمة الأمم المتحدة لإزالة الألغام (UNMAS) من أن ما بين 5% إلى 10% من الأسلحة التي تم إطلاقها على غزة فشلت في الانفجار، مما ترك وراءه مخاطر مميتة.
وبحسب تقرير نُشر على موقع الأمم المتحدة؛ فمنذ أكتوبر 2023، قتل أو أصيب ما لا يقل عن 92 شخصا بسبب الذخائر المتفجرة.
وأشار لوك إيرفينج، رئيس برنامج الأمم المتحدة لإزالة الألغام في الأراضي الفلسطينية المحتلة - خلال إحاطة صحفية أمس الأربعاء من قطاع غزة - إلى 24 ضحية منذ بداية الهدنة بسبب هذه الذخائر، مضيفا أن قوافل الإغاثة تجد مزيدا من المواد غير المنفجرة كلما وصلت إلى مناطق جديدة لم تتمكن من الوصول إليها سابقا، بما في ذلك قنابل الطائرات الكبيرة، وقذائف الهاون، والأسلحة المضادة للدبابات، والصواريخ، وقنابل البنادق.
ولتقليل المخاطر، تقوم خدمة الأمم المتحدة لإزالة الألغام وشركاؤها بتنظيم جلسات توعية، وتوزيع منشورات سلامة، ومرافقة قوافل الإغاثة على الطرق عالية المخاطر.
ويهدف إطار إدارة الحطام في غزة الذي تقوده الأمم المتحدة إلى ضمان إزالة الركام بشكل آمن، لكن التقدم يواجه تحديات بسبب التلوث بالألغام غير المنفجرة، والتعرض للمواد الخطرة، والنزاعات المعقدة حول الملكية.
وتتعاون العديد من الوكالات الأممية لمعالجة القضايا البيئية والسكنية المرتبطة بهذه المشاكل.
إلى ذلك، ذكر برنامج الأغذية العالمي أنه ضاعف من مساعداته؛ حيث قام بـ "جلب" 22 ألف طن من الأغذية خلال الأيام الستة الماضية؛ وهو ما يتجاوز الكمية التي دخلت غزة بالكامل خلال شهر نوفمبر.
من جانبه، أشار المتحدث باسم الأمم المتحدة، ستيفان دوجاريك، إلى أنه جرى تسليم ست شاحنات وقود إلى شمال غزة الأربعاء.
ويواصل عمال الإغاثة المتمركزون على طرق صلاح الدين والرشيد مساعدة الناس الذين يعودون شمالا إلى منازلهم المدمرة، حيث يقدمون الطعام والمياه وحقائب النظافة، بينما تقوم منظمة اليونيسف بتوزيع "أساور هوية" للأطفال لمساعدة العائلات على البقاء على اتصال.
ولدعم الفئات الضعيفة، قدمت منظمة الصحة العالمية الوقود والخيام والمعدات لإنشاء نقاط استقرار للإصابات على طول طريق الرشيد بالتعاون مع جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني.
وفي الوقت نفسه، تتواصل الجهود لتوفير التغذية الطارئة، حيث تم توزيع عبوات "بسكويت عالية الطاقة" على 19 ألف شخص جنوب وادي غزة و10 آلاف شخص في الشمال.. كما يجري توسيع مساعدات المأوى، حيث يقوم الشركاء الإنسانيون بتوزيع الخيام على العائلات، العديد منهم يعودون إلى منازل دمرت بالكامل.