ازدادت الأوضاع في القرن الأفريقي سخونة بعد توقيع إثيوبيا وأرض الصومال أو "صوماليلاند" مذكرة تفاهم في الأول من يناير الجاري، تنص على حصول أديس أبابا على 20 كم من ساحل البحر الأحمر على سبيل الإيجار لمدة 50 عاما، ليصبح لها منفذ بحري بعد ثلاثة عقود كدولة حبيسة، إثر استقلال إريتريا في بداية عقد التسعينيات.

وتسبب التحرك الإثيوبي في غضب كبير لدى الصومال على المستويين الرسمي والشعبي، إلى جانب تنديد عدد كبير من الدول والمنظمات الدولية بمذكرة التفاهم، وكانت مصر في مقدمة الدول التي أكدت وقوفها بجانب الصومال ضد إثيوبيا.

وبعد تصاعد التوتر بين مقديشيو وأديس أبابا، وسحب السفير الصومالي في إثيوبيا، ورفض الرئيس حسن شيخ محمود، أي مبادرات من شأنها رأب الصدع بين الجانبين قبل إلغاء مذكرة التفاهم، دعت منظمة إيجاد إلى اجتماع طارئ في كمبالا عاصمة أوغندا لمناقشة الأزمة بين الصومال وإثيوبيا، إلى جانب التطورات في السودان.

وقبل أن تنعقد القمة في كمبالا، أعلنت إثيوبيا أنها لن تتمكن من الحضور متذرعة بضيق الوقت، على الرغم من حضور رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد، لقمة دول عدم الانحياز في أوغندا بنفس التوقيت.

ودعت المنظمة الحكومية لتنمية شرق أفريقيا "إيجاد" إلى اجتماع الخميس الماضي لتخفيف التوتر بين إثيوبيا والصومال.

وتنص مذكرة التفاهم على أن تكون إثيوبيا أول دولة تعترف بأرض الصومال، بالإضافة إلى ذلك، ستحصل أرض الصومال، على حصص ملكية من شركة إثيوكوم أو الخطوط الجوية الإثيوبية، أو سد النهضة.

وصف الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود إثيوبيا بأنها "عدو"، وما أثار غضب الصومال لم يكن فقط قرار إثيوبيا باستخدام مياهها دون موافقة الحكومة الفيدرالية، بل أيضا فكرة الاعتراف بأرض الصومال.

ولكن ماذا عن مواقف دول منطقة شرق أفريقيا من مذكرة التفاهم بين إثيوبيا وأرض الصومال؟

إريتريا

في الآونة الأخيرة، تدهورت العلاقة بين إريتريا وإثيوبيا، بل على العكس من ذلك، تحسنت علاقة الصومال بإريتريا وتم تعيين أول سفير صومالي في أسمرة في نوفمبر الماضي.

وفي السنوات الأخيرة، تلقى آلاف الجنود الصوماليين التدريب في إريتريا.

وكانت إريتريا هي أول دولة يزورها الرئيس الصومالي بعد توقيع مذكرة التفاهم، وهي الزيارة الخامسة إلى أسمرة منذ توليه الحكم، وعلى الرغم مع ذلك، ومع تأكيد شيخ محمود أن إريتريا تقف إلى بلاده فيما يتعلق بالنزاع، فإن الحكومة الإريترية لم تصدر بعد بيانًا رسميًا بشأن مسألة التوتر بين إثيوبيا والصومال.

جيبوتي

حاولت جيبوتي إجراء محادثات بين الصومال وأرض الصومال في ديسمبر الماضي، وبالفعل اتفق الرئيس شيخ محمود، مع موسى بيهي عبدي على العودة مجددا إلى المفاوضات بشأن القضايا العالقة بين الجانبين، فيما وصف بالاتفاق التاريخي، إلا أنه بعد يومين توجه بيهي إلى أديس أبابا ليوقع على مذكرة التفاهم وتشتعل الأمور بين الصومال وصوماليلاند.

وترتبط جيبوتي بعلاقات اقتصادية مع إثيوبيا، حيث تعمد أديس أبابا على ميناء جيبوتي في 95% من تجارتها، وهذا يعني أن اتفاق إثيوبيا مع أرض الصومال سيؤثر على جيبوتي.

وفي بيان صدر بعد أسبوع من الاتفاق، قالت جيبوتي: "باعتبارنا رئيسين للهيئة الحكومية الدولية المعنية بالتنمية في ذلك الوقت، سنطلب من إثيوبيا والصومال حل صراعهما من خلال الدبلوماسية".

وبعد ذلك، اجتمع زعماء دول "إيجاد" في كمبالا بناء على طلب جيبوتي، وتقول الأخيرة إنها دعت إلى الاجتماع بناء على طلب الصومال.

كينيا وأوغندا

وامتنعت كينيا، التي تتمتع بعلاقات وثيقة مع إثيوبيا والصومال، عن التعليق حتى الآن، وكذلك رفضت أوغندا، إلا أن الرئيس الأوغندي يوري موسيفيني وصف في سبتمبر الماضي تحرك أرض الصومال للانفصال بأنه "خطأ استراتيجي" وأوصى بإجراء مفاوضات بين الصومال وأرض الصومال.

سيناريوهات المستقبل بشأن أزمة صوماليلاند

أعلنت إثيوبيا أنها "ستتحمل كل الضغوط" وستنفذ مذكرة التفاهم التي وقعتها مع أرض الصومال، وقال رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد إنه يتعين عليهم بذل قصارى جهدهم "لإنقاذ إثيوبيا" حتى لو انتهكوا "القيم الاجتماعية".

وتداولت أنباء غير مؤكدة بعد توقيع مذكرة التفاهم بين إثيوبيا وأرض الصومال، أن آبي أحمد سيزور ميناء بربرة.

وبعد أيام قليلة من التحرك الإثيوبي، أكد رئيس الوزراء الصومالي حمزة عبدي بري إنه مستعد "لخوض الحرب" إذا تم تنفيذ الاتفاق.

وقد تضطر إثيوبيا إلى سحب الآلاف من جنودها من الصومال، الذين يشاركون في قتال حركة الشباب الإرهابية المرتبطة بتنظيم القاعدة، وتشكل تهديدا ليس فقط للصومال ولكن أيضا لإثيوبيا.

ويذكر أن الإثيوبيين الذين يعيشون في الصومال يتعرضون للهجوم في أعقاب النزاع.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: التوتر بين إثيوبيا والصومال القرن الأفريقي صوماليلاند ساحل البحر الأحمر الصومال منظمة إيجاد رئيس الوزراء الإثيوبي أبي أحمد الخطوط الجوية الاثيوبية سد النهضة إثیوبیا والصومال مذکرة التفاهم وأرض الصومال بین إثیوبیا بین الصومال أرض الصومال التوتر بین شیخ محمود

إقرأ أيضاً:

تفاصيل زيارة الرئيس السيسي لدولة جيبوتي.. فيديو وصور

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

التقى الرئيس عبد الفتاح السيسي، اليوم الأربعاء  بقصر الرئاسة الجيبوتي، بالرئيس الجيبوتي "إسماعيل عمر جيله"، حيث أقيمت مراسم الاستقبال الرسمية للرئيس.   
وصرح المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية بأن اللقاء شمل جلسة مباحثات ثنائية، أعقبتها جلسة موسعة بحضور وفدي البلدين، ثم المشاركة في مأدبة غداء أقامها الرئيس الجيبوتي على شرف الرئيس.

وأضاف السفير محمد الشناوي، المتحدث الرسمي، أن الرئيسين شهدا التوقيع على عدد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم، ثم عقدا مؤتمراً صحفياً استعرضا خلاله أهم ما تناولته المباحثات

وفيما يلي نص كلمة الرئيس في المؤتمر الصحفي:

بداية، أعرب عن سعادتى البالغة، بلقاء أخى فخامة الرئيس "جيله"، فى زيارتى الثانية إلى جيبوتى ..هذا البلد العزيز، الذى يحتل مكانة خاصة كبيرة فى وجدان كل مصرى.

وأؤكد على امتنانى وتقديرى لدولة جيبوتى الشقيقة، لما لمسناه من مظاهر الود والترحاب الصادق خلال هذه الزيارة، مما يجعلنى أشعر بأننى فى وطنى، وسط أهلى وأشقائى.

لقد أتيت اليوم، محملا من الشعب المصرى، برسالة اعتزاز بالروابط التاريخية، وعلاقة الشراكة الإستراتيجية، التى تجمع بين مصر وجيبوتى.



ولا يفوتنى أن أهنئ جيبوتى، قيادة وشعبا، على النجاح الدبلوماسى المستحق، بفوز السيد "محمود على يوسف"، بمنصب رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقى، متمنيا له كل التوفيق.. فى مهمته الجليلة.

لقد عقدت مباحثات مكثفة، مع أخى فخامة الرئيس "جيله"، تناولنا خلالها مجالات التعاون الثنائى، فى مختلف القطاعات ذات الأولوية لبلدينا الشقيقين.

وفى هذا الإطار، اتفقنا على إطلاق برنامج طموح ومشترك، لتحقيق أمن الطاقة فى جيبوتى، يتضمن عددا من المشروعات، تتعلــق بتأهيـل شـبكة الكهربـاء الوطنيـة، ومشروع محطة الطاقة الشمسية فى قرية "عمر جكع"، المقرر تدشينه رسميا فى غضون أيام، وإنشاء وتوسعة محطات طاقة شمسية وطاقة رياح، فى مناطق مختلفة بجيبوتى.

وقد أكدت فى هذا الصدد، لأخى فخامة الرئيس "جيله"، على التزام مصر، بنقل خبراتها المتميزة لأشقائنا فى جيبوتى، من أجل تحقيق أمن الطاقة.. لهذا البلد الشقيق.

اتفقنا أيضا، على أهمية تشجيع الاستثمارات بين البلدين، لاسيما فى مجال الموانئ والمناطق الحرة.

وقد تباحثت مع أخى فخامة الرئيس، بشأن تنفيذ مشروعات بالشراكة، بين القطاعين العام والخاص المصرى والجيبوتى، مثل إقامة مركز لوجيستى للشركات المصرية فى المنطقة الحرة فى جيبوتى .. بالإضافة إلى مشروع توسيع ميناء الحاويات فى "دوراله"، والدراسات الجارية لتشييد طرق لربط ميناء جيبوتي بشبكة الطرق فى جيبوتى وفى المنطقة، بما يعزز من حركة التجارة البرية.

كما اتفقت مع أخى فخامة الرئيس، على ضرورة تعزيز مسار العلاقات الاقتصادية والتجارية الثنائية خلال الفترة المقبلة.. من خلال خطوات جادة وعملية.

وفى هذا السياق، يسعدنى الإعلان عن تأسيس "مجلس الأعمال المصرى الجيبوتى المشترك" .. كما اتفقنا على تدشين مقر بنك "مصر – جيبوتى" فى غضون الأيام المقبلة .. ووجهنا بمراجعة الأطر التعاهدية السابقة، ذات الصلة بتنمية وحماية الاستثمارات بين البلدين.

اتفقنا كذلك، على البناء على التعاون القائم، فى مجال بناء القدرات وتأهيل الكوادر الوطنية .. كما تناقشنا بشأن فرص التعاون القائم بقطاع الصحة والدواء  وشهدنا اليوم، توقيع عدد من مذكرات التفاهم، لتعزيز التعاون المشترك فى مجالات التعليم العالى، والشباب والرياضة، والإعلام ..ونؤمن بأنه لا تزال هناك، آفاق أوسع للتعاون بين البلدين.

لقد تباحثت كذلك بشكل مكثف، مع أخى فخامة الرئيس "جيله"، حول الأوضاع الحالية التى تشهدها منطقة القرن الإفريقى والبحر الأحمر.

وفى هذا الصدد، أكدنا على ضرورة دعم كافة الجهود المبذولة، لتدعيم ركائز الأمن والاستقرار فى الصومال الشقيق، وصيانة وحدته، وتكامل وسلامة أراضيه.

كما أكدنا على رفض أية محاولات، تهدد وحدة وسيادة السودان الشقيق وسلامة أراضيه .. بما فى ذلك رفض أى مساع لتشكيل حكومة موازية، وضرورة الحفاظ على المؤسسات الوطنية للدولة، وتعزيز نفاذية المساعدات الإنسانية إلى كل المناطق.

وبحثنا أيضا التحديات المشتركة التى تواجه بلدينا فى البحر الأحمر .. حيث أكدنا على رفض تهديد أمن وحرية الملاحة، فى هذا الشريان التجارى الدولى الحيوى، وضرورة الالتزام بمبادئ ومرتكزات الأمن الإقليمى. واتفقنا على المسئولية الحصرية، للدول المطلة على البحر الأحمر وخليج عدن، فى حوكمة هذا الممر الملاحى الدولى المهم وتأمينه.

كما تناولت مباحثاتنا القضية الفلسطينية ..  حيث أكدنا على الموقف العربى الثابت، بحتمية التوصل إلى تسوية مستدامة للقضية الفلسطينية، استنادا إلى حل الدولتين، وحق الشعب الفلسطينى فى إقامة دولته المستقلة، على خطوط الرابع من يونيو 1967، وعاصمتها "القدس الشرقية" .. والرفض التام لتهجير الفلسطينيين خارج أرضهم، تحت أى مسمى .. مع استعدادنا للتعاون مع كافة الشركاء الدوليين، لتنفيذ الخطة العربية الإسلامية لإعادة إعمار غزة.

وفى الختام، أجدد الإعراب لفخامتكم، وللشعب الجيبوتى العزيز، عن جزيل الشكر والتقدير، على كرم الضيافة وحفاوة الاستقبال .. مؤكدا اعتزاز مصر العميق، بالعلاقات الأخوية والإستراتيجية مع بلدكم الشقيق ..وأتطلع لمواصلة لقاءاتنا ومشاوراتنا الأخوية، بما يحقق تطلعات شعبينا الشقيقين وشكرا لكم فخامة الرئيس

 

مقالات مشابهة

  • رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي: بعثة “أوصوم” في الصومال تواجه تحديات مالية
  • تفاصيل زيارة الرئيس السيسي لدولة جيبوتي.. فيديو وصور
  • حزب المؤتمر: زيارة الرئيس السيسي إلى جيبوتي تعزز الحضور المصري في القرن الإفريقي
  • السيسي يهنئ جيبوتي لفوز وزير خارجيتها السابق بمنصب رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي
  • السيسي يستعرض مذكرات التفاهم واتفاقيات التعاون مع جيبوتي
  • الرئيس السيسي ورئيس جيبوتي يشهدان التوقيع على عدد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم
  • الرئيس السيسي من جيبوتي: يجب دعم جهود تدعيم ركائز الأمن والاستقرار في الصومال
  • العلاقات المصرية – الجيبوتية… شراكة راسخة ومحورية في القرن الأفريقي
  • رئيس الاتحاد المصري للتايكوندو يطير إلى إثيوبيا لحضور عمومية الاتحاد الأفريقي
  • الرئيس السيسي يتوجّه إلى جيبوتي اليوم