تشاتام هاوس: تصنيف الحوثيين إرهابية تخبط أمريكي يزيد المشكلة.. والحل يبدأ من غزة
تاريخ النشر: 20th, January 2024 GMT
ينتقد تحليل نشره معهد "تشاتام هاوس" قرار الرئيس الأمريكي جو بايدن بإعادة تصنيف الحوثيين في اليمن كجماعة إرهابية، معتبرا أنه يعكس استمرار عدم اتساق سياسات الإدارة الأمريكية تجاه اليمن - أو بالأحرى الغياب الكامل لهذه السياسة.
ويرى التحليل، الذي كتبه فارع المسلمي، وترجمه "الخليج الجديد"، أن التصنيف الجديد لن يقنع الحوثيين بالتفكير مرة أخرى، ويعزز "لعبة الأنا" والتي يلعبونها بالفعل مع الولايات المتحدة.
كما أنه سيعيق العمليات الإنسانية في اليمن ويزيد من تدهور مكانة الولايات المتحدة في الشرق الأوسط.
ويقول المسلمي إن تصنيف بايدن للحوثيين إرهابية يسمح لهم بالتباهي بانتصار كبير على الولايات المتحدة، تم تحقيقه دون إطلاق رصاصة واحدة.
اقرأ أيضاً
قلق خليجي من الضربات العسكرية لليمن.. والسعودية تخشى انهيار الهدنة مع الحوثيين
ويضيف أن فرض العقوبات على الحوثيين يجعلهم يبدون الآن وكأنهم يعاقبون بسبب وقوفهم إلى جانب فلسطين - وليس بسبب "الاعتداء على التجارة الدولية، أو جرائمهم بحق الشعب اليمني"، كما يقول.
الآثار المحتملةولن يغير التصنيف الجديد سلوك الحوثيين أو يردعهم، وما سيحققه فقط هو المزيد من تآكل التصورات الإقليمية للولايات المتحدة باعتبارها الضامن الأمني في الشرق الأوسط، وهو الموقف الذي تعرض لتشويه شديد في السنوات الأخيرة بسبب الانسحاب من أفغانستان، ودعمها شبه غير المشروط لإسرائيل في حرب غزة.
كما أنه سيعقد دور مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن، الذي كان يتولى بالفعل واحدة من أصعب الوظائف في العالم.
وتم تأجيل خطط استئناف محادثات السلام بين أطراف الحرب الأهلية الطويلة في اليمن إلى أجل غير مسمى.
كما سيتم إحباط جهود وكالات الأمم المتحدة لتقديم المساعدات الإنسانية.
اقرأ أيضاً
الحوثي تدعو العالم العربي والإسلامي لموقف موحد ضد تصنيفها جماعة إرهابية
وسوف تصبح الجهود الإقليمية لتسهيل السلام موضع شك. وكجزء من اتفاق السلام، تعهدت السعودية بدفع رواتب القطاع العام في المناطق اليمنية الخاضعة لسيطرة الحوثيين. ومن المفترض أن هذا التصنيف الجديد سيجعل ذلك مستحيلا.
وتتضمن الهدنة التي ترعاها الأمم المتحدة في اليمن اتفاقًا قائمًا لتسيير رحلات جوية بين الأردن والمطارات التي يسيطر عليها الحوثيون.
وهذه الهدنة الهشة بالفعل يمكن أن تكون مهددة أيضًا، كما يقول المسلمي.
بالإضافة إلى ذلك، فإن التصنيف الإرهابي سيعقد العلاقة الصعبة بالفعل بين البنوك داخل المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون، ويضر بالعملة اليمنية، ويؤثر سلبًا على ملايين اليمنيين الذين يعتمدون على التحويلات المالية من أقاربهم في الشتات.
لن تفيد بايدن انتخابياويرى الكاتب أنه من غير الواضح ما إذا كانت خطوة كهذه يمكن أن تفعل أي شيء لتلبية احتياجات بايدن السياسية المحلية.
ويشعر العديد من الناخبين الأمريكيين الشباب بالاستياء بالفعل بسبب التحركات التي يعتبرونها جزءاً من التحالف الأمريكي غير البناء مع إسرائيل في حرب غزة.
اقرأ أيضاً
إعادة تصنيف الحوثيين جماعة إرهابية.. ماذا يعني؟
ما ينبغي أن يتميقول الكاتب إن الولايات المتحدة تحتاج إلى التوقف عن التصرف بشكل أحادي في اليمن والعمل من خلال تفويضات الأمم المتحدة وآلياتها وقراراتها.
وينبغي لها أيضاً أن تضغط على الحلفاء الإقليميين الذين يعانون من الهجمات على البحر الأحمر، مثل عمان ومصر والأردن والسعودية، لاستخدام نفوذهم مع الحوثيين.
والأهم من ذلك كله، أنه يتعين على الولايات المتحدة، من أجل تعزيز السلام، أن تنظر إلى الحرب في غزة.
وبالنسبة للكثيرين في المنطقة، فإن غزة هي ما يضفي الشرعية على أعمال الحوثيين، يقول الكاتب.
ويضيف: إن غزة هي ما يستنزف الدعم للسياسة الأمريكية، والأهم من ذلك كله أن غزة هي الصراع الذي أراده الحوثيون وأمثالهم منذ سنوات.
ويختم قائلا: إن دفع السلام إلى الأمام في غزة هو وحده الكفيل بإعادة الحوثيين إلى طاولة المفاوضات - وربما إنقاذ شيء من مكانة الولايات المتحدة في المنطقة.
المصدر | فارع المسلمي / تشاتام هاوس - ترجمة وتحرير الخليج الجديدالمصدر: الخليج الجديد
كلمات دلالية: الحوثيين اليمن إرهابية تصنيف البحر الأحمر غزة الولایات المتحدة الأمم المتحدة فی الیمن
إقرأ أيضاً:
الحرب بين الولايات المتحدة والصين تتجه نحو التوسع
الولايات المتحدة – تمتلك الولايات المتحدة بوضوح أحدث التقنيات المتعلقة بصناعة الرقائق في سياق “الحرب” الدائرة بين واشنطن وبكين، ولكن ربما تكتسب الصين ميزات قد تؤدي إلى توسعة نطاق الصراع.
ففيما أعاقت قيود التصدير الأمريكية تقدم الصين في مجال الرقائق المتقدمة، لجأت بكين بقوة إلى توسيع رقعة إنتاجها الرقائق. وهي ليست متطورة مثل رقائق الذكاء الاصطناعي من إنفيديا (Nvidia)، ولكنها ضرورية للسيارات والأجهزة المنزلية، وفق تقرير نشرته “وول ستريت جورنال”. وقد تسبب انقطاع إمدادات هذه الرقائق في حدوث فوضى في سوق السيارات في أثناء الوباء الكوفيدي.
أنفقت الصين 41 مليار دولار على معدات تصنيع الرقائق في عام 2024، أي بزيادة قدرها 29% على أساس سنوي، وفقا لبنك “مورغان ستانلي”، ويمثل هذا ما يقرب من 40% من الإجمالي العالمي، ويقارن بمبلغ 24 مليار دولار المنفق في عام 2021.
وكان جزء من هذا الضخ محاولة من الشركات الصينية لتخزين الأدوات اللازمة التي لا يزال بإمكانها الحصول عليها قبل تشديد القيود بشكل أكبر. لكن الكثير يأتي أيضاً من شركات صينية مثل شركة Semiconductor Manufacturing International، أو SMIC، وHua Hong Semiconductor لصناعة الرقائق القديمة.
ومن جانبها، أنفقت SMIC، أكبرُ مسبك للرقائق في الصين 7.5 مليار دولار على الاستثمار الرأسمالي في عام 2023، مقارنة بحوالي 2 مليار دولار قبل عام من الوباء.
وتعكس الاستراتيجيةَ الشاملة أصداءُ النجاحات الصينية المماثلة في قطاعات مثل الألواح الشمسية التي تتمتع بالدعم الحكومي الهائل، والتسعير، والرغبة في لعب اللعبة الطويلة التي قد لا يرغب اللاعبون الآخرون في القيام بها.
لكن هذه الصناعة لم تصل إلى مستوى الهيمنة على السوق، على الرغم من أن الشركات الصينية تحقق بالتأكيد تقدما. فقد زادت المسابك الصينية حصتها في السوق العالمية في العُقَد الناضجة من 14% في عام 2017 إلى 18% في عام 2023، وفقا لـ “برنشتاين”.
وقد ساعد العملاء الصينيون في هذا على وجه الخصوص، حيث حصلوا على 53% من إمداداتهم من الرقائق الناضجة من المسابك الصينية في عام 2023، وذلك ارتفاعا من 48% في عام 2017. ومن شأن التوترات الجغراسياسية المتزايدة أن تدفع العملاء الصينيين إلى البحث عن مورّدين في الداخل الصيني.
لم تجتح الرقائق الصينية القديمة الطراز العالم بعد، لكن هناك خطر واضح، خاصة بالنسبة للاعبين الأمريكيين، بما في ذلك شركة Texas Instruments وGlobal Foundries، المنافسة في صناعة هذا النوع من الرقائق. وهذا بدوره يمكن أن يشكل صداعا لواشنطن وهدفها المتمثل في الحفاظ على المرونة في سلسلة توريد الرقائق.
قد لا يكون من العملي تمديد القيود لتشمل الرقائق ذات الجودة المنخفضة، لكن الشركات المنتجة لهذه الرقائق قد تحتاج إلى مساعدة الدولة للتنافس مع الصين.
وقد وصفت الولايات المتحدة استراتيجيتها بشأن الضوابط التقنية بأنها نهج يشبه “ساحة صغيرة ذات سياج عال” مع فرض قيود صارمة على عدد محدود من التقنيات المتقدمة، لكن الحَد من حِدة الصراع بهذه الطريقة قد لا يكون بهذه السهولة.
في حرب الرقائق العالمية، كما هو الحال في أي صراع، تميل محاور النزاعات إلى التوسع، ومحاور الاشتباكات ستكون متعددة بين الولايات المتحدة والصين.
المصدر: CNBC