هؤلاء هم أكثر الناس بركة وأربحهم تجارة.. اعرف ماذا يفعلون حتى تكون منهم؟
تاريخ النشر: 20th, January 2024 GMT
قال مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، إن أهل القرآن هم أكثر الناس بركة، وأرفعهم درجة، وأربحهم تجارة؛ إذ هم أهل الله وخاصته، قال الله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَنفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلَانِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَّن تَبُورَ لِيُوَفِّيَهُمْ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدَهُم مِّن فَضْلِهِ إِنَّهُ غَفُورٌ شَكُورٌ}.
[فاطر:29، 30]
فضل حفظ كتاب الله جاء في القرآن الكريم والسنة النبوية من خلال العديد من النصوص والآيات والأحاديث، والتي من خلالها استمدَّ العلماء أهمية وفضل حفظ القرآن الكريم، ومن تلك الفضائل والأدلة عليها من كتاب الله وسنة نبيه ما يلي:
1- حافظ القرآن من أهل الله وخاصَّته: حيث أن أهمِّ وأبرز فضائل حفظ القرآن الكريم والتي ينفرد بها من يحفظ كتاب الله أو يقرؤه أنه يُصبح من أهل الله في الدنيا والآخرة، ويُشير إلى ذلك ما رواه المنذري في الترغيب والترهيب عن أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «إنَّ للهِ أهلين من النَّاسِ قالوا من هم يا رسولَ اللهِ قال أهلُ القرآنِ هم أهلُ اللهِ وخاصَّتُه».
2- القرآن يرفع حافظه: من أهمِّ فضائل حفظ القرآن: أنَّه يرفع من يحفظه حتى يبلغ منزلة الملائكة الكرام، حيث صحَّ من حديث السيدة عائشة أم المؤمنين -رضي الله عنها- أنها ذكرت عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: «مَثَلُ الَّذِي يَقْرَأُ الْقُرْآنَ وَهُوَ حَافِظٌ لَهُ مَعَ السَّفَرَةِ الْكِرَامِ الْبَرَرَةِ وَمَثَلُ الَّذِي يَقْرَأُ وَهُوَ يَتَعَاهَدُهُ وَهُوَ عَلَيْهِ شَدِيدٌ فَلَهُ أَجْرَانِ».
3- رفعة القدر في الدنيا: فمن فضائل حفظ القرآن الكريم في الدنيا أن يُصبح صاحبه رفيع القدر، كما أنه يكون من أهل الإجلال والتقدير عند الناس ويفرض احترامه على الناس لما يحمل في قلبه من القرآن، فقد رُوي عن عمر- رضي الله عنه- قوله: «أما إنَّ نبيَّكم - صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- قد قال: إِنَّ اللَّهَ يَرْفَعُ بِهَذَا الْكِتَابِ أَقْوَامًا وَيَضَعُ بِهِ آخَرِينَ»، كما جاء في سنن أبي داود من رواية أبي موسى الأشعري - رضي الله عنه- قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «إِنَّ مِنْ إِجْلَالِ اللَّهِ إِكْرَامَ ذِي الشَّيْبَةِ الْمُسْلِمِ وَحَامِلِ الْقُرْآنِ غَيْرِ الْغَالِي فِيهِ وَالْجَافِي عَنْهُ وَإِكْرَامَ ذِي السُّلْطَانِ الْمُقْسِطِ».
4- حافظ القرآن مغبوطٌ في الدنيا والآخرة: فإن أهل الدنيا يغبطون حافظ القرآن على المكانة التي وصل إليها بحفظه لكتاب الله، وفي ذلك جاء عن النبي - صلى الله عليه وسلم- من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه- أنه قال:« لا حسدَ إلا في اثنتَينِ: رجلٌ علَّمه اللهُ القرآنَ فهو يَتلوه آناءَ الليلِ وآناءَ النهارِ...».
5- حافظ القرآن له الأولوية في إمامة الناس في الصلاة: فقد أرشد النبي - صلى الله عليه وسلم- أصحابه إلى تقديم أكثرهم حفظاً لكتاب الله وأقرئهم له، مما يُشير إلى أولوية حافظ القرآن وأحقيته بإمامة الناس وأنه الأجدر بها، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «يَؤُمُّ الْقَوْمَ أَقْرَؤُهُمْ لِكِتَابِ اللَّهِ».
6- يشفع القرآن لحافظه يوم القيامة: فقد ثبت في الأحاديث الصحيحة الواردة عن النبي - صلى الله عليه وسلم- أن القرآن يأتي شفيعاً لأصحابه يوم القيامة حتى يخرجوا به من النار، حيث يروي أبو أمامة - رضي الله عنه- يقول: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: «اقْرَءُوا الْقُرْآنَ فَإِنَّهُ يَأْتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ شَفِيعًا لِأَصْحَابِهِ...».
7- حافظ القرآن يرتقي في منازل الجنة: فإن من يحفظ القرآن الكريم يرتقي في الجنة بمقدار حفظه من كتاب الله، وكلما ازداد حفظه ازداد رفعةً في درجات الجنة، فقد ثبت عن النبي - صلى الله عليه وسلم- أنه قال:«يُقالُ لصاحبِ القُرآنِ يومَ القيامةِ اقرَأْ وارْقََ ورتِّلْ كما كُنْتَ تُرتِّلُ في دارِ الدُّنيا فإنَّ منزلتَك عندَ آخِرِ آيةٍ كُنْتَ تقرَؤُها».
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: قراءة القران فضل قراءة القرآن صلى الله علیه وسلم حفظ القرآن الکریم رضی الله عنه حافظ القرآن کتاب الله رسول الله فی الدنیا عن النبی
إقرأ أيضاً:
الوفاء وحفظ الجميل.. دروس من القرآن والسنة النبوية
الوفاء وحفظ الجميل من أعظم الأخلاق التي دعا إليها الإسلام، فهو خُلقٌ يرفع قدر صاحبه، ويجعل منه مثالًا يُقتدى به في الكرم والإحسان، وقد حثّ ديننا الحنيف على هذا الخُلق في مواضع كثيرة من القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة.
قال الله تعالى: {وَأَحْسِن كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ}، وقال أيضًا: {هَلْ جَزَاءُ الْإِحْسَانِ إِلَّا الْإِحْسَانُ}. وروى أبو هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "لاَ يَشْكُرُ اللهَ مَنْ لاَ يَشْكُرُ النَّاسَ" (رواه أحمد والترمذي وابن حبان). كما قال عليه الصلاة والسلام: "مَنْ صَنَعَ إِلَيْكُمْ مَعْرُوفًا فَكَافِئُوهُ، فَإِنْ لَمْ تَجِدُوا مَا تُكَافِئُونَهُ فَادْعُوا لَهُ حَتَّى تَرَوْا أَنَّكُمْ قَدْ كَافَأْتُمُوهُ" (رواه أحمد وأبو داود).
معاني الوفاء وحفظ الجميلالوفاء هو خُلق النبلاء والأوفياء الذين يظلون شاكرين للمعروف مهما طال الزمن. قال الشاعر:
إذا أنت أكرمت الكريم ملكته * وإن أنت أكرمت اللئيم تمردا.
فاللئيم لا يرى في إحسان الآخرين سوى مصلحة دنيوية، بينما الكريم يظل ممتنًا ويدين بالفضل، ويكافئ الإحسان بالإحسان.
الوالدان قدما لنا الرعاية والتربية، ورد الجميل لهما واجب. النبي صلى الله عليه وسلم كان وفيًّا لوالدته رغم رحيلها، فقد بكى عند زيارتها قبرها، وقال: "زوروا القبور فإنها تذكركم بالموت" (رواه مسلم).
2. الوفاء بين الأزواجالوفاء بين الزوجين ضمان لاستقرار الحياة الأسرية. كان النبي صلى الله عليه وسلم مثالًا للوفاء مع زوجته خديجة رضي الله عنها، فظل يذكرها ويثني عليها حتى بعد وفاتها. قالت عائشة رضي الله عنها: "ما غرتُ على أحدٍ من نساء النبي ما غرتُ على خديجة" (رواه البخاري).
3. الوفاء مع الأقاربالنبي صلى الله عليه وسلم لم ينسَ جميل عمه أبي طالب الذي كفله ودافع عنه. حتى عند وفاته كان حريصًا أن يهديه للإسلام، لكنه رفض. ومع ذلك، دعا النبي صلى الله عليه وسلم الله ليخفف عنه العذاب.
4. الوفاء مع غير المسلمينالنبي صلى الله عليه وسلم كان وفيًّا حتى مع غير المسلمين. ومن أبرز الأمثلة موقفه مع المطعم بن عدي، الذي أجاره في مكة. قال النبي صلى الله عليه وسلم يوم بدر: "لو كان المطعم بن عدي حيًّا ثم كلمني في هؤلاء النتنى لأطلقتهم له" (رواه البخاري).
5. الوفاء للوطنالوفاء للوطن يظهر بالحفاظ على خيراته ومعالمه، وبالعمل على ازدهاره وحمايته. قال الأصمعي: "إذا أردت أن تعرف وفاء الرجل، فانظر إلى حنينه إلى أوطانه".
دروس وعبرالوفاء وحفظ الجميل دليل على صفاء النفس ونقاء السريرة، و قال أحد الحكماء: "اكتبوا آلامكم على الرمال لتُمحى، وانحتوا المعروف على الصخر ليُحفظ".
إنّ ديننا الإسلامي هو دين الوفاء، ونبينا صلى الله عليه وسلم خير قدوة في ذلك. فعلينا أن نتمسك بهذا الخُلق العظيم في كل مجالات حياتنا، لننعم برضا الله وسعادة الدنيا والآخرة.