تتميز بدقتها وإتقانها لما تقدمه منذ سنوات طويلة، إضافة إلى حسها المٌرهف ووجهها البشوش، فحين تطل الإعلامية سناء منصور، على الشاشة تتذكر كيف أثرت في طفولة الكثير من الأجيال، ببرامجها المٌختلفة التي قدمتها على مدار مسيرتها الممتدة حتى الآن، من بينها برنامج «هحكيلكم الحكاية» الذي يُذاع على قناة DmC، ويحكي عن حياة المشاهير سواء كانوا فنانين أو أدباء وكتاب أو حتى إعلاميون زملاء.

خلاف سناء منصور مع سعد الدين وهبة

وفي حلقة برنامج «هحكيلكم الحكاية»، روت سناء منصور قصة خلافها مع الأديب والكاتب الراحل سعد الدين وهبة، وقصة تقديم فعاليات مهرجان القاهرة السينمائي قائلة: «هحكيلكم قصة زعلي من سعد الدين وهبة، وامتناعي عن تقديم فعاليات المهرجان اللي كان رئيسه الأستاذ سعد الدين وهبة آنذاك، أيقونة في حياتنا الأدبية في مصر.. كان كتبلي اللي مفروض أقوله وأنا على خشبة المسرح، وأنا قعدت 22 سنة أقدم المهرجان وكان اليوم المشهود في حياتي بالنسبة للمهرجان، وكان في تكريم لكيثارة الشرق الفنانة الكبيرة ليلى مراد، وقرأت المٌقدمة، ومنها كلمات تقديم تكريم ليلى مراد وفي حياتي لم ألتقيها ومعرفش إيه جرالي حسيت إن إحساسي وحٌبي ليها، رحت بلا مجهود وكنت مشغولة وطلبت زميلي عمرو عبدالحميد في إذاعة الشرق الأوسط يكتب كلمتين حلوين عنها».

كلمات عمرو عبدالحميد، كانت سببا في خلاف سناء منصور وسعدالدين وهبة، وفقا لها: «عمرو كتب كلام في مٌنتهى الجمال وطلعت على المسرح بكل فخر وقدمت الكلام وجت على ليلى مراد وقريت اللي كاتبه عمرو مش سعد، وفوجئت بالأستاذ سعد في ثورة عارمة وإزاي تعملي كدة وتغيري في كلماتي فاتخضيت الحقيقية، وكان في غاية ثورة فخدت الكلام وجت سهير عبدالقادر أمين عام المهرجات وقولتلها بلغيه إني مش هقدم الحفل الختامي لأن أنا بعمله مجاني في حب مصر».

هل قدمت سناء منصور ختام مهرجان القاهرة السينمائي؟

غضب سناء منصور من سعدالدين وهبة، دفعها لاتخاذ قرار بالامتناع عن تقديم الحفل الختامي لمهرجان القاهرة السينمائي: «روحت البيت، ولقيت صوت غاية في النعومة والرقة والصغر كأن طفلة تحدثني وقالت أنا ليلى مراد قولتلها أهلا وسهلا مش مصدقة وقتها، قالتلي بحييكي وبشكرك على الكلمات الحلوة اللي قدمتيني بيها ومقدرتش أجي علشان أنا مٌعتزلة، ودا عمل مٌعادلة ما بين حٌزني من سعد وهبة وكلام ليلى مراد اللي أسعدني، وخلصت المكالمة ولقيت سهير بتكلمني بالليل، وقالتلي الأستاذ سعد زعلان إنك مش هتقدمي النهاية».

حب سناء منصور لعملها ومكالمة ليلى مراد لها، كان دافعا لتراجعها عن قرار عدم تقديم الحفل الختامي لمهرجان القاهرة السينمائي: «تاني يوم لقيت سميحة أيوب بتكلمني قالتلي إنتي عبيطة تقدري تغيري في كلام سعدالدين وهبة رغم إني مراته مبقدرش أغير كلمة في كلمات مسرحياته، وده طبيعي لأن الكٌتاب الكبار مبيسمحوش في تغيير أي حاجة من كلماتها، ودا اللي خلاني أتراجع».

مكالمة هاتفية من سعدالدين وهبة، شجعت سناء منصور أيضا للتراجع عن قرارها: «لقيت سعد بيكلمني وبيقولي يلا يا بنت جهزي نفسك علشان حفل الختام، ورجعت وقدمت الختام واتصالحت مع سعد وهبة لأنه تبناني من 22 سنة، ودي كانت حكاية زعلي منه».

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: الإعلامية سناء منصور سناء منصور القاهرة السینمائی سناء منصور لیلى مراد من سعد

إقرأ أيضاً:

ليلى عبدالله: هذه القصص تحدّتني وبعثرت ثوابتي الشخصية حول احتمالات عديدة ذات صلة بالملوك وعوالمهم

تدخل ليلى عبدالله عبر مجموعتها "فهرس الملوك" دهاليز قصور الملوك لتسبر ما وراء الحكايات، متأثرة بالتراث ومستلهمة من ألف ليلة وليلة حكايات أعادت تشكيلها برؤية ونهايات جديدة. خمسة عشرة قصة قصيرة ترجمت بشكل كامل إلى اللغة المالايالمية في كيرلا بالهند، كما اختيرت قصة من قصصها للنشر في مجلة تعنى بترجمة القصة المنشورة بعدة لغات منها العربية والإنجليزية والفرنسية والإسبانية وألمانية وتصدر في ألمانيا، كما نشرت ثلاث قصص بالعربية والإنجليزية والفرنسية في مجلة تعنى بنشر الأدب العربي المركزي.

نفتح مع ليلى عبدالله في هذا الحوار أبواب القصور لنستشكف رحلة كتابتها لهذه المجموعة....

************************************************************************************************************

1.نبدأ مع العنوان الذي اتخذ الملوك ثيمة وأحال لما داخل المجموعة، ما قصة اختيارك للعنوان "فهرس الملوك"؟

عادة أقوم باختيار العنوان بعد الانتهاء من مسودة الكتابة. في هذه المجموعة وجدتني أميل نحو عنوان عام يلامس جميع الملوك في القصص. العنوان خطر ببالي في لحظة ما. فوجدته معبّرًا وتأويليًّا للآخر القارئ.

************************************************************

2.افتتحت المجموعة باقتباس يحمل رمزية عالية، للشاعر الكردي لطيف هملت. كيف ساهم هذا الاقتباس في توجيه القارئ لفهم المسار السردي لقصصك قبل أن يخطو إلى عوالمها؟

الاقتباس ذاته قمت باستعارته من مقالة سابقة لي. كانت تتناول موضوعا سياسيا في زمن ثورات الربيع العربي. اتخذتها عتبة للولوج إلى ما وراء الحكايات. وتعد في الآن نفسه مفتاحا أوليا لفهم المسار الذي تذهب إليه الحكايات في المجموعة.

************************************************************

3.تقنية "المكان الواحد"، التي استخدمت في المجموعة، هل كانت تحد؟ وكيف تغلبت على القيود التي تفرضها هذه التقنية؟

هل تعنين بالمكان الواحد بأنها تتناول قصور الملوك؟ لعل الغرض من الحكايات هم الملوك أنفسهم ورعاياهم، لذا لم يكن المكان هنا هاجسًا، لأن الملوك هم الأبطال حتى في القصص تسيّدوا المشهد كله. فعلى الرغم من توظيف الثيمة نفسها عبر كل القصص إلا أن لكل قصة طابعها الخاص والمتباين، حتى تعاطي الملوك مع شعوبها تحمل طباعا قد تكون مشابهة لكنهم يمضون فيها كل بأسلوبه.

************************************************************

4.في مجموعتك القصصية، يتجلى تأثرك بالتراث وقصص "ألف ليلة وليلة"، لكنك لا تكتفين باستلهامها، بل تعيدين تشكيلها برؤية ونهايات جديدة. برأيك، كيف يمكن للموروث السردي أن يظل حيا ومؤثرا في الأدب المعاصر دون أن يصبح مجرد إعادة إنتاج للماضي؟

دعيني أسرد عليك طريقتي في كتابة هذه القصص، لم أخطط بأن تكون مجموعة قصصية، جاءتني القصة الأولى كحلم لذيذ، فهي تحدثت عن رجل يود أن يعمل ذواقا للملك وتذهب القصة إلى اكتمالها، حين قرأها أصدقائي أعجبتهم ، ثم تركتها جانبا. لكن بعد مرور عدة أيام وجدتني مندفعة إلى كتابة قصة بالطريقة ذاتها. بعد القصة الثانية وجدتني أمام اقتراح مربك من قبل الأصدقاء بالاشتغال على الثيمة نفسها لتكون مجموعة قصصية، وأغوتني الفكرة. أخذت استذكر حكايات الطفولية التي قرأتها والتي شاهدتها من التلفزيون وصارت شخصياتها تتقافز في رأسي. فحاولت أن أوظفها بطريقتي الخاصة، أن اجعلها تخوض مغامرات أخرى، تشبهنا وتشبه كل العصور. ويبدو أن هذه القصص تحدّتني، وصار لها طابعها الخاص، حتى أنها في بعض الحكايات تجاوزت حدودها، وبعثرت ثوابتي الشخصية حول احتمالات عديدة ذات صلة بالملوك وعوالمهم . فهل ما نقل لنا عن سير الملوك في قديم الزمان صحيح؟ وهل التاريخ المدون عن صولاتهم وجولاتهم حقيقي أم أنه كان بدوره خاضعا لسلطة ما ؟ اعتقد أن الأجيال القادمة ستغربل كل تلك الوقائع التاريخية.

************************************************************

5.كتابتك الساخرة في المجموعة جذبت القراء ووصفوها بـ"الذكية" وجعلتهم في حالة ما بين الضحك/الابتسام، والتأمل العميق. كيف تعاملت مع السخرية بجانب الطرح الجاد للقضايا؟

جاءت الفكاهة هنا لتخففّ من حدّة قوة الملوك وجبروتهم. أيضا يمكن القول أن لدى بعضهم طباع غريبة تدعو إلى السخرية بحد ذاته. وتبدو هذه الطرافة مهيمنة في ثنايا السرد بشكل مكثف. حتى أنني كنت أذيّل الإهداءات إلى القراء والزملاء بعبارة: عسى أن تضحكك هذه الحكايات!

وأيضا لأنفي عن نفسي تهمة التعرض للذات الملوكية لا- سمح الله- مستقبلاً..

************************************************************

6.بعد ترجمة المجموعة إلى المالايالمية، كيف ترين تفاعل القارئ من ثقافة مختلفة مع ثيمة الملوك المستمدة من التراث العربي؟ وهل كشفت لك الترجمة عن زوايا جديدة في نصوصك لم تلاحظيها أثناء الكتابة؟

يبدو أن للملوك حظوظ في كل زمان ومكان، فهذه المجموعة منذ صدورها وهي تجد طريقها نحو ترجمات مختلفة، فالإضافة إلى ترجمة كامل المجموعة إلى اللغة المالايالمية في كيرلا الهند. اختيرت قصة من قصصها من قبل مجلة تصدر في ألمانيا، وهي مجلة تقوم بترجمة القصة المنشورة بعدة لغات منها العربية والإنجليزية والفرنسية والإسبانية وألمانية. كما تم أيضا انتقاء ثلاث قصص منها لنشرها في مجلة تعنى بنشر الأدب العربي المركزي، ونشرت بثلاث لغات منها العربية والإنجليزية والفرنسية.

أعتقد تكمن أهمية الترجمة في رؤية الآخرين لثقافتنا عموما. هم أقوام يقدّرون الحكايات المنغمسة في الماضي العتيق. حكايات تعطي لمحة عن سحر الشرق وخباياه. وهذا يدفعني شخصيا للتأمل حول كيفية تناول تلك العقليات والبيئات المتباينة لثقافة كاتبة من بيئة خليجية وعربية. فهل تخلق هذه القصص مستقبلا صلة ما من قبلهم؟

لدي فعلا تساؤلات كثيرة بهذا الشأن.

************************************************************

7.في مجموعتك القصصية تبدأ القصص ببدايات مألوفة تقود إلى نهايات غير متوقعة، وأحيانًا مخالفة تمامًا لما بدأته القصة. هل كان ذلك محاولة لمساءلة ثوابت السرد الكلاسيكي، أم أنه انعكاس لرؤيتك حول مفاجآت الواقع نفسه؟ وكيف تعاملتِ مع هذا التكنيك لضمان أن تكون المفاجأة في النهاية منطقية وليست مجرد صدمة للقارئ؟

لست من النوع الذي يقيّد الفكرة حين تضيئ في رأسي، وأمنحها حرية التعبير عن نفسها ، نعم هذا ما أفعله! الفكرة الحرة تمنحك بقوة، تكون معطاءة وتتفتت إلى تفاصيل خلاقة أثناء عملية الكتابة. أما الفكرة المقيدة فإرغامها قد توصلنا إلى طريق مسدود ومحبط. لذا كل قصة في فهرس الملوك جاءت مطواعة وفاجأتني أثناء الكتابة، وهنا يحضرني عبارة ملهمة - ألهمتني شخصيًّا - للكاتب الأمريكي رأي برادبيري حين كان يردد في حوار له: أحب أن أفاجئ نفسي أثناء الكتابة.

************************************************************

8.في "فهرس الملوك" تتلاشى الحدود بين الوهم والواقع، ويصبح الملوك أسرى أكاذيبهم، بينما تُقاد الشعوب بسذاجة إلى تصديق السراب. لكن رغم عبثية المشهد، فإن التحولات النفسية في قصصك تجعل الوهم أكثر إقناعًا من الحقيقة. كيف تعاملت سرديا مع هذا التأرجح بحيث لا تمنحي القارئ يقينا واضحا، بل تجعليه أسيرا لنفس الدوامة التي يعيشها أبطالك؟

ربما لأن دهاليز قصور الملوك وحياتهم عموما تبدو لنا ولشعوبهم في كل الحقب مماثلة، فكل ما يشاع عنهم من حكايات حتى وإن بدت معلقة على خيط رفيع من الأكاذيب والتهويمات تظل تحتمل التصديق لاسيما كما تقدم الزمن، وهناك كثير من الملوك والملكات أيضا، تفاصيلهم مثيرة للجدل، وتثير فضول العديد من الناس حتى هذه اللحظة. ولأنهم أموات ولا يمكنهم نفي كل ما ينسب إليهم، فإن احتمالية تصديقها تكاد تكون أقرب بل ألذ من تكذيبها، فالجميع يحب النميمة لاسيما حين تتعلق بشخصيات مهمة كالملوك.

هذا الغموض المحاط بحياة أصحاب القصور والمملكات يظل مثيرًا، كفن المنمنمات وهذا ما يمنحها الخلود.

************************************************************

9.أدخلت عوالم غرائبية حيث تظهر كائنات أو قوى مجهولة وغير مرئية تهدد حياة الشعب، كما في قصة "جحافل الشيطان". كيف استطعت توظيف الغرائبية بحيث تبقى في منطقة بين الرمز والواقع، فلا تكون مجرد عنصر خيالي، بل مفتاح لفهم ما هو أعمق؟

أغلب سيّر الملوك لاسيما المستبدين منهم، يبرعون من أجل وهم الخلود صناعة الخوف في قلوب رعاياهم. من خلالها يخضعون شعوبهم في المقابل يسيدون أنفسهم كأبطال يكفون عنهم مخاطر الكون!

فتتضخم ذواتهم في عقلية رعاياهم، ويجعلهم الخوف بدورهم خاضعين بل يغالون في تقديسهم، فتتصدّر صورهم على كل جدار وتتجسّد تماثيلهم في الشوارع. وتلهج صدورهم بدعوات العمر الطويل. لطالما بدت صناعة الخوف وما تزال سياسة رابحة للتربع على العروش.

************************************************************

10.قرأنا شخصيات نعرفها، مثلا شهرزاد في "ليلة سقوط شهريار"، ومرّرتِ كذلك قصة "أليس في بلاد العجائب" في قصتك "ملكة القلوب" كيف تعاملتِ مع هذا التحدي السردي دون أن تفقد الشخصيات أو القصص هويتها الأصلية؟

هذه القصص بشخصياتها باقية ومتوارثة وخالدة في ذهن جيل الماضي، جيل الطيبين كما يلقبون أنفسهم. تعايشوا مع هذه الشخصيات في ألف ليلة وليلة ومن خلال رسوم الكرتون، لكن ماذا عن الجيل الحالي، هل يعرفون هذه الشخصيات؟ هي لا تنتمي إلى طفولتهم رغم أنها امتداد مهم لذاكرة آبائهم، لذا لعل استعارتها من ذاكرتنا ومحاولة انعاشها في قالب قصصي، قد تكون فرصة لتقريبها من الجيل الحالي من خلال بعثها بأسلوب غير متآلف، وهي بطبيعة الحال ستجيش الحنين في صدور الجيل الطيب دون شك.

مقالات مشابهة

  • التاريخ هو ما يحدث اليوم.. مراد مرادي وتحديات المؤرخ بملف الكورد الفيليين
  • داليا مصطفى: لم أقاطع مهرجان القاهرة السينمائي ولما بغضب بخرج تصريحات انفعالية
  • خلاف قديم.. القبض على سيدتين بتهمة إضرام النيران بسيارة في بدر
  • ليلى عبدالله: هذه القصص تحدّتني وبعثرت ثوابتي الشخصية حول احتمالات عديدة ذات صلة بالملوك وعوالمهم
  • إيناس الدغيدي لبسمة وهبة: غيرت كل اللي عملتيه في شيخ الحارة
  • بكلمات مؤثرة .. ليلى علوي تنعى والدة باسم سمرة
  • أنا نجحت في شيخ الحارة أكتر منك.. مواجهة صادمة بين بسمة وهبة وإيناس الدغيدي
  • عماد الدين أديب يكشف ملامح قمة القاهرة: “لا تعمير بوجود حماس”.. وجدل كبير
  • التمور الليبية تتحصل على المركز الأول للعام الثالت في مهرجان القاهرة الدولي
  • عماد الدين أديب يكشف ملامح قمة القاهرة: لا تعمير بوجود حماس.. وجدل كبير