هيلي تنظم حملة انتخابية في نيوهامشير وترامب يكثف هجومه عليها
تاريخ النشر: 20th, January 2024 GMT
تنظم نيكي هيلي حاكمة ولاية ساوث كارولاينا السابقة حملة انتخابية في ولاية نيوهامشير مطلع هذا الأسبوع في مسعى أخير ضد منافسها الجمهوري دونالد ترامب قبل الانتخابات التمهيدية المقررة في الولاية يوم الثلاثاء.
وكثف الرئيس الأميركي السابق هجومه اللفظي على هيلي وانتقد مجددا أصولها الهندية.
مقتل عضوين من حماس في غارة إسرائيلية على جنوب لبنان منذ 57 دقيقة روسيا تعدّ قانوناً يصادر ممتلكات من ينشر «معلومات كاذبة» عن الجيش منذ ساعتين
وردت هيلي، التي عملت سفيرة لبلادها لدى الأمم المتحدة في عهد ترامب، على هجوم رئيسها السابق بعد فوزه في الانتخابات التمهيدية في ولاية أيوا يوم الاثنين الماضي في محاولة لإحباط زخم حملته وتقديم نفسها بوصفها أفضل بديل لمواجهة الرئيس الديموقراطي جو بايدن في الانتخابات الرئاسية المقررة في نوفمبر.
وتحتاج هيلي، وهي واحدة من مرشحين اثنين ما زالا ينافسان ترامب لنيل ترشيح الحزب الجمهوري، أن تظهر أداء قويا بعد أن احتلت المركز الثالث في ولاية أيوا بفارق ضئيل خلف حاكم فلوريدا رون ديسانتيس، والتي فاز فيها ترامب بسهولة.
ومن المقرر أن تتوقف هيلي في ثلاث محطات بولاية نيوهامشير قبل تجمع انتخابي اليوم السبت وأربع فعاليات أخرى يومي الأحد والاثنين.
وعاد ترامب أيضا إلى نيوهامشير من أجل تجمعات مسائية مطلع هذا الأسبوع.
ووجهت هيلي بعض الانتقادات اللاذعة لترامب خلال أحدث حملاتها في نيوهامشير لكنها قالت لشبكة (سي.إن.إن) إنها ستعفو عنه إذا أدين بتهم جنائية.
وأعلنت أمس الجمعة رفضها الترشح لمنصب نائبة الرئيس بجانب ترامب بسبب استمراره في انتقادها، بما شمل الحديث عن اسمها الأول الحقيقي على منصته للتواصل الاجتماعي. ويضخم ترامب أيضا منشورات غير دقيقة تشكك في حقها في الجنسية الأميركية.
ووُلدت هيلي، وهي ابنة لمهاجرين من الهند، باسم نيماراتا نيكي راندهاوا لكنها تستخدم منذ فترة طويلة اسمها الأوسط نيكي ثم أخذت لقب زوجها فيما بعد.
المصدر: الراي
إقرأ أيضاً:
مستقبل اتفاق وقف النار بغزة من منظور نتنياهو وترامب
ثمة في إسرائيل من قالوا إنه من دون الدور الفاعل للرئيس الأميركي المنتخب، دونالد ترامب ومبعوثه ستيفن ويتكوف ما كان لاتفاق وقف النار وتبادل الأسرى في غزة أن يبرم. فالقناعة كانت تامة في إسرائيل وخارجها بأن رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، ووزراء اليمين من الليكود و"القوة اليهودية" و"الصهيونية الدينية" لا يريدون هذه الصفقة لأنها قد تقود إلى إنهاء الحرب. وإنهاء الحرب في نظرهم كان يعني ليس فقط عدم تحقيق أهداف الحرب وإنما أيضا احتمال التقدم نحو عملية سياسية تفضي إلى دولة فلسطينية مقلَّصة أو موسّعة وعلى غير ما تريد إسرائيل اليمينية. فاليمين كان، ولا يزال، يتطلع إلى ضم الضفة الغربية وإعادة احتلال قطاع غزة وصولا حتى إلى تهجير الفلسطينيين. ولم يكن يرضيهم، جوهريا، لا "اتفاقيات أبراهام" ولا التطبيع مع السعودية ولا أي شيء يلزمهم بتقديم تنازلات عن أهدافهم في فلسطين ذاتها.
وتفاخر ترامب ورجاله بدورهم في هذه الصفقة وكرروا أن ما فعلوه في أسابيع قليلة أكثر أهمية مما فعلته إدارة جو بايدن في سنوات حكمها الأربع. وفضلًا عن إرغام نتنياهو بالتوقيع على الصفقة، ليس حبا في حماس والعرب ولا شفقة بالأسرى، فإن ترامب يكرر، خلافا لمنطق نتنياهو وحكومته، أنه يتطلع لإنهاء الحرب. وأثار هذا الدور نوعا من خيبة الأمل الواضحة لدى قادة اليمين المتطرف الذين أسرفوا في توقعاتهم بشأن الإنجازات التي سيوفرها لهم فوز ترامب.
إعلان كابوسوقبل شهرين فقط، وعشية الانتخابات الأميركية، كان المرشح الرئاسي ترامب في نظر معسكر يسار الوسط في إسرائيل أقرب إلى كابوس، لكنه بالنسبة لليمين الإسرائيلي كان بمثابة المسيح المنتظر. ولكن بعد دوره في صفقة التبادل صار ينظر إلى أن التهديدات الجهنمية التي نشرها ترامب في الأسابيع الأخيرة هي وحدها التي أدت إلى الاختراق في المفاوضات غير المباشرة التي كانت إسرائيل وحماس تجريانها مع انقطاعات على مدى عام بكامله من دون جدوى.
ترامب ومبعوثه إلى الشرق الأوسط ستيفن ويتكوف (رويترز)ولذلك كان الرفض قاطعا للتجاوب مع مساعي إدارة بايدن رغم كل ما قدمته لإسرائيل من احتضان ورعاية ودعم. بل إن حكومة نتنياهو أبدت نوعا من الاحتقار لمطالب إدارة بايدن في أكثر من مجال وحاولت الصدام معها على أمل أن يخسر الديمقراطيون الحكم لصالح منقذهم القوي، دونالد ترامب. وما إن فاز ترامب في الانتخابات حتى تعاظمت آمال اليمين ليس فقط في منع إنهاء الحرب وإنما أيضا في توسيع نطاقها وصولا إلى التدمير التام لمحور المقاومة والهجوم الأميركي على إيران.
بل إن أبرز الخبراء الإسرائيليين في الشؤون الأميركية البروفيسور إيتان جلبوع، كتب في "معاريف" أن " اليمين في إسرائيل هتف فرحا عندما فاز دونالد ترامب بالانتخابات الرئاسية الأميركية لعام 2024. وقالوا إن العلاقات مع إسرائيل ستكون أقرب وأفضل بكثير من تلك التي كانت في عهد إدارة بايدن. وألمح أنصار نتنياهو إلى أن ترامب قد يأمر بشن هجوم عسكري مشترك بين إسرائيل والولايات المتحدة على المنشآت النووية الإيرانية، أو على الأقل لن يعارض الهجوم الإسرائيلي، كما فعل بايدن. كما أعلن سموتريتش بالفعل أن عام 2025 سيكون العام الذي سيتم فيه تطبيق السيادة الإسرائيلية على الضفة الغربية. لكن بات واضحا أن تأثير ترامب على اتفاق التبادل وإنهاء الحرب في غزة يدل على أشياء مقبلة قد تخيب آمال أولئك الذين يتوقعون إطلاق يد دولة إسرائيل في المنطقة."
إعلان أولويات أخرىورأى جلبوع أن الفارق الوحيد بين الاتفاق المبرم حاليا وذاك الذي عرضه نتنياهو على بايدن في مايو/أيار الفائت وتراجع عنه بسبب تهديدات بن غفير وسموتريتش، هو وجود ترامب. فمنذ فوزه في الانتخابات، "طالب ترامب نتنياهو بإنهاء المفاوضات بشأن التبادل وإنهاء الحرب في غزة بحلول موعد تنصيبه ودخوله البيت الأبيض في 20 يناير. ورأى نتنياهو أنه من الأفضل تأجيل الاتفاق إلى ما بعد التنصيب حتى يتمكن ترامب من الحصول على الفضل في ذلك. ولم يفهم أن هناك قادة لهم أولويات أخرى. ومع اقتراب موعد التنصيب وعدم تحقيق تقدم كاف في المحادثات، مارس ترامب ورجاله ضغوطا على جميع الأطراف المعنية، بما في ذلك نتنياهو، للالتزام بالموعد الذي حدده".
خبير إسرائيلي: الفارق الوحيد بين الاتفاق الذي رعاه بايدن في مايو الماضي والاتفاق النافذ هو وجود ترامب (الجزيرة)ويبدو أن ترامب يعرف نتنياهو، ويعرف أنه غير جدير بالثقة ولا يثق به. ولذلك أرسل ستيفن ويتكوف، مبعوثه الخاص إلى الشرق الأوسط، ليشرح له أنه يعني ما يقوله، وأنه لن يقبل أية حيل لإحباط الاتفاق. وبعد هذه الزيارة فقط أرسل نتنياهو رئيس الموساد ديفيد برنيع ورئيس الشاباك نيتسان ألون إلى الدوحة لإتمام الاتفاق، وأوضح لبن غفير وسموتريتش أنه لا يملك خيارا آخر وأن عليهما قبول عرض ترامب.
وبحسب صحيفة "وول ستريت جورنال" فإن ترامب كلف مبعوثه ستيفن ويتكوف بتوصيل "رسالة شديدة اللهجة" إلى نتنياهو عشية الانتهاء من تفاصيل اتفاق وقف إطلاق النار. وقال ويتكوف لنتنياهو وفق الصحيفة، "أتمنى أن نتمكن من التوصل إلى اتفاق". "إن الرئيس كان صديقًا عظيمًا لإسرائيل، والآن حان الوقت لكي يعود صديقا مرة أخرى. إذا لم ترغب في العمل بهذه الطريقة، فعلى الجميع أن يحزموا حقائبهم ويعودوا إلى منازلهم. ينبغي منح تفويض للمندوبين في الدوحة، ويجب اتخاذ القرارات." ويقال إن لهجة تاجر العقارات وشريك ترامب الروحي الخالية من الدبلوماسية كانت صاحبة الأثر الأقوى في تغيير موقف نتنياهو واضطراره للقبول بما كان يرفضه منذ 8 شهور على الأقل.
إعلان " جو الناعس"وفي "معاريف" أيضا وتحت عنوان "لإرضاء ترامب باع بنيامين نتنياهو قاعدته الشعبية" كتبت المراسلة السياسية، آنا بارسكي أنه "يوم السبت، ومع الموافقة على صفقة التبادل مع حماس ، خسر نتنياهو وكسب عدة أشياء مهمة في نفس الوقت. فقد تم التعامل -مع الائتمان- مع الرئيس المنتخب، دونالد ترامب، بنجاح كبير. وكان الخوف الحقيقي من ترامب عاملا بالتأكيد. أحد العوامل الرئيسية التي دفعت نتنياهو إلى قول "نعم" لشيء ربما لم يكن ليقول له "نعم" لو كانت كامالا هاريس هي من طالب وضغط عليه". ولاحظت أن ترامب أطلق في الماضي أكثر من إشارة نحو نتنياهو حول انعدام ثقته به من بينها عدم نسيانه "التحية القلبية التي أرسلها إلى "جو الناعس" بعد هزيمة ترامب". ورأت أن ترامب قبيل عودته إلى البيت الأبيض كان معنيا "بتحقيق شيء ما. والإنجاز هو انتهاء الحرب في غزة. وحتى لو لم تكن هذه النهاية نهاية حقيقية، وإنما وقف إطلاق نار مؤقت، فإذا انفجر الاتفاق -من وجهة نظر ترامب- فإن دلالات هذا بالفعل أقل أهمية مقارنة بالزخم. ما يهمه هو التأثير. تأثير ترامب. الرئيس القادم حساس للغاية للتأثيرات، كما أنه يفهمها أيضًا".
نتنياهو ما كان ليقول نعم لو كانت كامالا هاريس رئيسة الولايات المتحدة (الجزيرة)ورغم كل ما يقال عن ترامب وشعبويته ورفضه للمؤسسات المقررة في أميركا فإنه بالتأكيد يأخذ الشارع والرأي العام بالاعتبار ولو بشكل جزئي. وأحد دلائل ذلك نشره لفيديو الاستاذ الجامعي جيفري ساكس حول الحروب الأميركية الزائفة والذي تضمن وصف رئيس الحكومة الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بـ"الرجل ليس سوى مهووس، ولا يزال يحاول دفعنا إلى محاربة إيران حتى يومنا هذا، هذا الأسبوع". "إنه ابن عاهرة عميق ومظلم، آسف أن أخبرك بذلك". ويضيف "منذ عام 1995، كان لدى نتنياهو نظرية مفادها أن الطريقة الوحيدة للتخلص من حماس وحزب الله، هي الإطاحة بالحكومات التي تدعمهما. أي العراق وسوريا وإيران". ويختم ساكس "لقد أدخلنا (أي نتنياهو) في حروب لا نهاية لها، وبسبب قوة كل هذا في السياسة الأميركية، فقد حقق هدفه".
إعلانومن المؤكد أن الحرب على غزة ودور إدارة بايدن فيها أسهمت في تعزيز السياق المتنامي منذ سنوات للتنصل الشعبي من إسرائيل وتصرفاتها ليس فقط في أوساط الأميركيين عامة وإنما أيضا في أوساط يهود أميركا. وينسب البعض للمليارديرة اليهودية الأميركية ميريام أدلسون الفضل في إقناع ترامب بالتدخل ضد نتنياهو من أجل الأسرى. وهناك من يقول إن هذه المليارديرة صاحبة نفوذ على ترامب أكبر حتى من إيلون ماسك نفسه. ومع ذلك ثمة أهمية للتغيير الحادث في المزاج الشعبي وفي الإعلام الأميركي تجاه إسرائيل.
لا يؤيدونناوكتب المؤرخ الدكتور ناتانيال بولوخ أن مراقبة وسائل الإعلام الأميركية تكشف عن حقيقة مريرة: "حتى بعد أهوال السابع من أكتوبر، نصف الأميركيين لا يؤيدوننا، وبعضهم على استعداد حتى لتصديق افتراءات الدم والأكاذيب الأكثر فظاعة عندما يتعلق الأمر بالدولة اليهودية". ولاحظ أن "الموقف العام لوسائل الإعلام الأميركية، بكل أشكالها، سواء فيما يتصل بصفقة الرهائن، أو بهجوم السابع من أكتوبر والحرب التي تلته، أو بإسرائيل بشكل عام، لا ينبئ بخير فيما يتصل بمستقبل موقف الرأي العام الأميركي تجاه إسرائيل".
طلاب مناصرون لغزة في حرم جامعة كولومبيا في مؤشر لتبدل المزاج في الشارع الأميركي (رويترز)ويرى بولوخ أن قناة فوكس وصحيفة وول ستريت جورنال تقفان إلى جانب إسرائيل دون أي تحفظ. وأن هناك قنوات محايدة مثل نيوز نيشن اليمينية وسي إن إن الليبرالية، "لكن هذا ليس هو الحال مع قناة إم إس إن بي سي، حيث ينتمي معظم صحافييها والمشاركين في المقابلات فيها إلى أقصى اليسار. ومن وجهة نظرهم، فنحن الإسرائيليين هم الأشرار، والفلسطينيون هم الضحايا الأبرياء. وهم لا يعترفون بمعاناتنا إلا نادرا، وذلك يترك شعورا غير سار بأنهم يفعلون ذلك من باب الالتزام. علاوة على ذلك، فإن بعض موظفي إم إس إن بي سي معادون للسامية تمامًا".
ويشدد بولوخ بنوع من الألم على واقع أن صحيفتي نيويورك تايمز وواشنطن بوست لم تعودا مؤيدتين لإسرائيل كما كانتا في الماضي. وهذا ينذر بواقع يزداد فيه بغض إسرائيل بنسبة تصل إلى النصف حاليا وهي في ازدياد. حيث يخلص إلى أن "الأسباب التي جعلت أغلب الأميركيين يصوتون لصالح ترامب ليس لها علاقة بإسرائيل. في المستقبل، سيكون لدينا عدد أقل وأقل من الأصدقاء في أميركا، ومن المهم أن نبدأ الاستعداد لهذا اليوم على الفور".
السعودية حاضرةوفي العموم صورة تعامل ترامب مع إسرائيل فيها من الود الكثير لإسرائيل والقليل لنتنياهو ومع ذلك ينظر إليه في الدولة العبرية على أنه شخص غير متوقع ومزاجي وليست لديه مبادئ قيمية ثابتة. وهذا تقريبا ما يفزع من تبقّى من العقلانيين في الدولة العبرية والذين يرون أن الكثير من مستقبل العلاقات الأميركية الإسرائيلية في عهد ترامب يستند إلى مستقبل العلاقات الأميركية السعودية. ولذلك فإن مصير اتفاق وقف النار والعملية السياسية المستقبلية سيعتمد أكثر على معطيات إقليمية ودولية أكثر مما سيعتمد على موقف ترامب من إسرائيل وحكومتها.
إعلان