أكد الدكتور أيمن عاشور وزير التعليم العالي والبحث العلمي رئيس اللجنة الوطنية المصرية للتربية والعلوم والثقافة، جهود الإيسيسكو لتعزيز التعاون الدولي في مجال صون التراث الثقافي، ودعم الجهود الوطنية لإعداد قوائم الحصر للتراث في العالم الإسلامي والتراث العالمي ونشر ثقافته، مشيرًا إلى أن التراث الثقافي هو جزء أساسي من الهوية الوطنية والإنسانية، وهو ثروة يجب المحافظة عليها للأجيال القادمة.

إعداد قوائم الحصر للتراث المصري

وفي هذا الإطار، نظمت اللجنة الوطنية المصرية بالتعاون مع منظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة (الإيسيسكو)، ووزارة الثقافة، والمجلس الأعلى للثقافة، وبيت التراث المصري، ورشة عمل تدريبية إقليمية حول «إعداد قوائم الحصر للتراث وملفات الترشيح على قوائم التراث في العالم الإسلامي والتراث العالمي»، بحضور الدكتورة نهلة إمام مستشار وزيرة الثقافة للتراث الثقافي غير المادي، والدكتور أسامة النحاس مُمثل منظمة الإيسيسكو، وذلك خلال الفترة من 18 حتى 23 يناير الجاري، بمقر المجلس الأعلى للثقافة.

وأوضح الدكتور شريف صالح رئيس قطاع الشؤون الثقافية والبعثات والمُشرف على اللجنة الوطنية المصرية للتربية والعلوم والثقافة، أن الهدف من الورشة التدريبية الإقليمية التوعية بأهمية التراث الثقافي المادي على المستوى الوطني، وإبراز قيمته الفريدة والأصيلة على المستوى العالمي، من خلال العمل على إدراجه على قوائم التراث العالمي، بالإضافة إلى التعريف بكيفية التوعية الوطنية بالتراث الثقافي غير المادي وكيفية حصره، من أجل صونه وصولاً إلى التمكن من إدراجه على القوائم العالمية للتراث الثقافي غير المادي.

ورش عمل حول التراث الثقافي

وأضاف «صالح»، أن ورشة العمل التدريبية الإقليمية تتضمن ورشتي عمل فرعيتين، حول التراث الثقافي المادي وغير المادي، مشيرًا إلى أن الدورة التدريبية المعنية بالتراث الثقافي الغير المادي تهدف إلى التعريف بالتراث الثقافي غير المادي وأهميته، وكيفية العمل على توعية المُجتمع المحلي به، والعمل على الحفاظ عليه، إضافة إلى التعريف بقوائم التراث الثقافي غير المادي، وكذا بناء القدرات حول كيفية إعداد ملفات إدراجه على القوائم العالمية.

ولفت المُشرف على اللجنة الوطنية المصرية للتربية والعلوم والثقافة إلى أن ورشة العمل الأخرى المعنية بالتراث الثقافي المادي، ستتناول التعرف على مبادئ وأهداف اتفاقية التراث العالمي لعام 192، وكذا المبادئ التوجيهية والتشغيلية، ومعايير العملية الأولية، بالإضافة إلى كيفية تسجيل المواقع، وكيفية اختيارها على أسس معيارية، فضلًا عن التعرف على المنظمات الدولية المعنية بالتراث العالمي في المنطقة العربية.

بناء قدرات الشباب وتنمية مهاراتهم

ومن جانبها، نقلت الدكتورة نهلة إمام تحيات الدكتورة نيفين الكيلاني وزيرة الثقافة، مُؤكدًة أن مصر تقدم دورًا رياديًا لصون وحماية التراث الثقافي غير المادي، وذلك من خلال قيام وزارة الثقافة بالعديد من الخُطوات من أجل صون وحماية عدد من الملفات التي نجحت مصر في إدراجها على القوائم العالمية، مضيفًة أن منظمة الإيسيسكو تعمل بصفة دائمة على بناء قدرات الشباب في الدول الأعضاء بالمنظمة وتنمية مهاراتهم، وذلك بالتنسيق مع الجهات المُختصة في كل دولة ومُساعدتهم على تطوير قدراتهم واستغلال حماسهم وطاقاتهم.

وفي كلمته، نقل الدكتور أسامة النحاس مُمثل المنظمة، تحيات الدكتور سالم بن محمد المالك المُدير العام للمنظمة، والدكتور محمد زين العابدين رئيس قطاع الثقافة والاتصال والتراث، وتمنياتهما بالتوفيق والنجاح لأعمال الورشة التدريبية والوصول إلى أهدافها المنشودة، مُشيرًا إلى أن الإيسيسكو لا تدخر جُهدًا في دعم الدول الأعضاء في كل مجالات المنظمة، خاصة فيما يتعلق ببناء القدرات، مُضيفًا أن هذه الورشة تهدف إلى إعداد كوادر وطنية من جُمهورية مصر العربية والجُمهورية اليمنية لإعداد قوائم حصر التراث المادي وغير المادي في العالم الإسلامي والتراث العالمي.

التراث إحدى قاطرات التنمية المستدامة

وأشار ممثل منظمة الإيسيسكو إلى أن المنظمة تعمل على الحفاظ على التراث، ليس فقط باعتباره الحافظ لهوية الأمة ولكن نظرًا إلى أنه يعُد قاطرة من قاطرات التنمية المُستدامة بكافة المجالات الثقافية والاجتماعية والاقتصادية والسياحية والسياسية والبيئية، موضحًا أن الإيسيسكو قامت بمُبادرة إدراج الثقافة ومن ضمنها التراث ضمن أهداف التنمية المُستدامة، وتم تقديم الوثيقة إلى الأمم المتحدة في العام الماضي، مُضيفًا أن إعداد ملفات التسجيل على قوائم التراث هي أهم الآليات التي اعتمدتها المنظمة للحفاظ على التراث وحمايته وتأهيله والاستفادة منه لتحقيق أهداف التنمية المُستدامة.

ومن جهته، أكد أمير تادرس أهمية هذه الورشة التي تأتي ضمن سلسلة أنشطة ينظمها بيت التراث المصري بالتعاون مع منظمة الإيسيسكو، لافتًا إلى أن هذه الورشة تُعد الأولى من نوعها الذي يتواجد فيها الأشقاء من الجمهورية اليمنية، فضلًا عن إتاحتها لفرص جديدة بين مصر واليمن لتعزيز التواصل الإنساني بين البلدين، موضحًا أن المُتدربين اليمنيين المُشاركين في هذه الورشة حصلوا على منح دراسية من أكاديمية الفنون المصرية في إطار التبادل الثقافي بين البلدين.

وأشار الدكتور شريف صلاح الأقور، مسؤول برنامج الثقافة والترجمة والمُنسق العام للورشة باللجنة الوطنية المصرية، إلى أن تاريخ الأمم والحضارات يُشكلِه تراثُها المادي وغير المادي الذي تراكم عبر التاريخ نتيجة لجهدٍ إنساني متواصل قامت به جموع البشر للتعرف على أنماط حياة الأجيال السابقة عبر العصور المختلفة، ويُصبح بمثابة الروح الحية للهُوية الوطنية، موضحًا أن المنظمات والهيئات الدولية تدعوا من خلال مجموعة من أطر العمل والاتفاقيات على المستوى العالمي والإقليمي والمحلي إلى ضرورة الحفاظ على التراث الثقافي بشقيه المادي وغير المادي.

شارك في هذه الدورة، وأمير تادرس رئيس قطاع العلاقات الثقافية والخارجية بوزارة الثقافة والوكيل الدائم لوزارة الثقافة، والدكتور شريف صلاح الأقور مسؤول برنامج الثقافة والترجمة والمُنسق العام للورشة باللجنة الوطنية المصرية، والدكتور محمد شبانة مُقرر لجنة التراث الثقافي غير المادي بالمجلس الأعلى للثقافة، والدكتور دعاء طاحون بكلية الهندسة جامعة الزقازيق، والدكتور دينا باخوم خبيرة التراث العالمي، بالإضافة إلى ما يقرب من 30 مُشاركًا من العاملين بالتراث الثقافي بدولة اليمن، فضلًا عن مديري القطاعات المختلفة بوزارة السياحة والآثار المصرية، وكذا العاملين بالمتاحف الأثرية والمواقع الأثرية، ووزارة الثقافة المصرية، وكذلك عدد من باحثي الماجيستير والدكتوراه في مجال التراث الثقافي.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: التعليم العالي وزير التعليم العالي التراث الثقافي العالم الإسلامي التراث الثقافی غیر المادی للتربیة والعلوم والثقافة اللجنة الوطنیة المصریة بالتراث الثقافی منظمة الإیسیسکو العالم الإسلامی التراث العالمی قوائم التراث إعداد قوائم التنمیة الم هذه الورشة ا إلى أن

إقرأ أيضاً:

وزير التسامح: تعزيز الهوية الوطنية إحدى ركائز نمو المجتمع وازدهاره

يطلق صندوق الوطن غداً الجمعة، النسخة الأولى من قوافل الهوية الوطنية بمنطقة مصفوت في إمارة عجمان، برعاية الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، وزير التسامح والتعايش رئيس مجلس إدارة صندوق الوطن، والتي تستهدف أكثر من 25 ألف مواطن من منطقة مصفوت والمناطق المجاورة لها، بمشاركة حوالي 49 وزارة وهيئة ومؤسسة حكومية وخاصة وأكثر من 10 جامعات إماراتية.
وتركز القافلة على تعزيز الهوية الوطنية لدى قطاعات المجتمع كافة، وعلى رأسها طلاب المدارس والكليات والجامعات، والأسرة (بما في ذلك المرأة والطفل)، والشباب وأصحاب الهمم، وكبار المواطنين، وأفراد النخبة، إضافة إلى مؤسسات الإعلام، ومنتسبي الوزارات والهيئات الحكومية، وكذلك مؤسسات المجتمع المختلفة، وخاصة الأهالي في المناطق البعيدة.
وقال الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، إن إطلاق قوافل الهوية في منطقة مصفوت تمثل إحدى المبادرات المهمة لصندوق الوطن الذي يركز خلال عام 2025 على تعزيز مفهوم الهوية الوطنية لدى الجميع، من خلال أنشطته وبرامجه، وفق شعار «هوية وطنية قوية ومستدامة»، مؤكداً أن تعزيز الهوية الوطنية يمثل إحدى الركائز الأساسية لنمو المجتمع وازدهاره، ويشكل عاملاً جوهرياً في تحقيق أهداف القيادة الرشيدة التي تضع الإنسان في صميم استراتيجياتها التنموية.
وأضاف أن صندوق الوطن يعتمد في عمله على تعريف واسع وشامل للهوية الوطنية، يتضمن الجانب المجتمعي والثقافي، الذي يقوم على القيم الإنسانية والخصائص الثقافية والحضارية الإماراتية كأسس للبرامج والأنشطة، بما في ذلك الدين الحنيف، واللغة العربية، والتراث، والولاء والانتماء للوطن وقيادته الرشيدة.
من جانبه أكد ياسر القرقاوي، مدير عام صندوق الوطن، الحرص على التعاون مع الجهات الرسمية والخاصة في المجتمع، من خلال نموذج خلاق للشراكة المجتمعية لتعزيز الهوية الوطنية، لافتاً إلى أن مشاركة 49 جهة في الأنشطة تعبر عن ثقة هذه المؤسسات في أسلوب عمل الصندوق وقدرته على الإنجاز، إضافة على نبل الأهداف التي تركز على القيم الوطنية المشتركة.
وأضاف أن هذه الشراكة تثري الفعاليات وتقدم تنوعاً مطلوباً للأهالي في منطقة مصفوت، مبيناً أن من بين الجهات المشاركة ديوان الرئاسة، ومؤسسة إرث زايد الإنساني، ومجلس الإمارات للتنمية المتوازنة، ووزارة التسامح والتعايش، وجائزة خليفة الدولية لنخيل التمر والابتكار الصناعي، وجائزة خليفة التربوية، ومؤسسة الإمارات، والصندوق الدولي للحفاظ على الحبارى، ووزارة الثقافة، ووزارة الشباب، والمجلس التنفيذي - عجمان، ودائرة التنمية الاقتصادية - عجمان، ودائرة التنمية السياحية - عجمان، ومؤسسة التنمية الأسرية، وهيئة الهلال الأحمر الإماراتي، وبلدية عجمان، والأرشيف والمكتبة الوطنية، والقيادة العامة لشرطة عجمان، ومجلس أبوظبي للشباب، ومجلس دبي للشباب، ومجلس عجمان للشباب وغيرها.
وأوضح القرقاوي أن برنامج قوافل الهوية الوطنية في مصفوت يشمل فعاليات وأنشطة متنوعة وكثيرة وثرية وتناسب أهداف القافلة وجمهورها المستهدف من أبناء المنطقة والمناطق المجاورة لها، ومنها: فنون أدائية إماراتية مثل العروض الشعبية المتنوعة، ومعرض مؤسسات إرث زايد، ومعرض الأرشيف الوطني تحت شعار الإمارات عبر التاريخ، إضافة إلى فعاليات مسرح القافلة التي تضم الفنون الشعبية التراثية، وشعراً في حب الإمارات، وعروضاً للأطفال، ومحاضرات توعية بيئية، وحلقة شبابية، وزايد: قصة وطن، وقيم إماراتية، والعربية لغة القرآن. (وام)

مقالات مشابهة

  • وزير السياحة ومدير مكتب اليونسكو بالقاهرة يبحثان حماية وصون التراث الثقافي
  • التعليم العالي: التحديات الوطنية وتأثيراتها العالمية والتنمية المستدامة للجامعات التكنولوجية
  • وزير التسامح: تعزيز الهوية الوطنية إحدى ركائز نمو المجتمع وازدهاره
  • تقديرا لدوره البارز في تعزيز الهوية المصرية.. ثقافة الغربية تحتفي بـ نجيب محفوظ
  • وزير التعليم العالي ينعى الدكتورة ريم بهجت الرئيس المؤسس لجامعة مصر للمعلوماتية
  • لـ«عزة الهوية المصرية»| محفوظ في القلب.. وزارة الثقافة تحتفي بـ«أديب نوبل» منتصف أبريل.. أدباء ومفكرون ونٌقاد: صاحب الفكر العميق والأدب الرفيع عاشقًا للموسيقى
  • برعاية وزير التعليم العالي.. إطلاق برنامج رائد لإعداد قادة الابتكار الاجتماعي بالجامعات والمعاهد المصرية
  • وزير السياحة والآثار: نعمل على تعزيز التعاون مع فرنسا لحماية التراث الثقافي
  • وزيرا التعليم العالي المصري والفرنسي يشهدان توقيع 42 بروتوكول تعاون بين الجامعات المصرية والفرنسية
  • طفرة غير مسبوقة.. وزير التعليم العالي يشيد بملتقى الجامعات المصرية الفرنسية