وزير الصحة: لتحديد السبل الفضلى لعلاج الأمراض النفسية وجروحاتها العميقة
تاريخ النشر: 20th, January 2024 GMT
إفتتح وزير الصحة العامة في حكومة تصريف الاعمال الدكتور فراس الأبيض، المؤتمر العلمي السنوي للجمعية اللبنانية للطب النفسي تحت عنوان: "الصحة النفسية لدى المراهقين - نافذة حول التحديات والفرص"، في بيت الطبيب بمشاركة أكثر من أربعمئة مشارك من أطباء ومعالجين وباحثين ومهتمين بشؤون الصحة النفسية في لبنان وحضور مدير البرنامج الوطني للصحة النفسية في وزارة الصحة العامة الدكتور ربيع شماعي وفريق العمل.
وفي كلمته استذكر الوزير الأبيض حادثة علقت في ذهنه عندما كان طبيبًا متمرنًا في مستشفى متخصص بمعالجة المرضى النفسيين. هناك إلتقى بمريض كان يعتقد بأن كائنات فضائية تريد اختطافه فكان يضع بشكل متواصل خوذة معدنية على رأسه لحماية عقله من الخطر والموت، كما كان يقول. ولكن هذا المريض كان يتمتع بصوت جميل جدا لا بل سماوي عندما كان يغني، والمفارقة أنه كان يطرق على الخوذة المعدنية الموضوعة بإتقان على رأسه لكي يصدر نغمات موسيقية تصاحب غناءه الجميل".
وتابع: "أن لقاءه بهذا الشخص المريض جعله يدرك معنى المرض النفسي وتأثيره الكبير ليس فقط على المصاب به بل على عائلته والمقربين منه والمجتمع بشكل عام"، وقال: "إن المرض النفسي أكثر إيلامًا من المرض الجسدي. فالأوجاع الجسدية يمكن اكتشافها سريعًا ومداواتها غالبًا ليعود الإنسان بعد الشفاء إلى حياته الطبيعية أما الأمراض النفسية فمختلفة بشكل جذري لأن جروحاتها عميقة جدا ومن الصعب اكتشافها وتشخيصها وغالبًا ما يتم تجاهلها على حساب المريض وكذلك المقربين منه، مما يجعل تأثيراتها تمتد على كل مجالات الحياة ما يحول غالبًا دون أن يعيش المصاب بها حياة طبيعية".
ولفت الوزير الأبيض إلى أن "انعقاد المؤتمر حول الصحة النفسية في ظل الأوضاع الصعبة في لبنان والمنطقة يعكس التزامًا كبيرًا بعدم إهمال هذا الجانب الأساسي من الصحة"، منوها ب"الجهود التي يبذلها البرنامج الوطني للطب النفسي في وزارة الصحة العامة وكذلك الجمعية اللبنانية للطب النفسي"، لافتًا إلى أن "التحديات كثيرة سواء كانت الأمراض النفسية ناجمة عن أسباب جينية وراثية أم ظروف مجتمعية".
وقال: "من المهم أيًا كانت أسباب الأمراض النفسية أن يتم تحديد السبل الفضلى لعلاجها ومواكبة المصابين بها"، مشددا على "ضرورة تطوير الكوادر البشرية في لبنان لتحسين الخدمات الطبية والعلاجية".
المؤتمر
ودارت المحاضرات والنقاشات حول أهمية توعية المجتمع على الصحة النفسية لدى المراهقين والتدخل السريع من قبل الأهل والمربين والجهات الصحية للتقليل من العوارض وتأثيرها على التطور الإيجابي لهذه الفئة العمرية.
وتخلل المؤتمر تقديم رئيس جمعية الطب النفسي الدكتور جوزف الخوري جائزة تقدير للدكتور شارل بدورة على مساهمته في تقدم الطب النفسي في لبنان وأيضا جائزة أفضل دراسة علمية في مجال الصحة النفسية للدكتورة المتدرجة يارا بشير.
المصدر: لبنان ٢٤
إقرأ أيضاً:
مؤتمر مضادات الميكروبات يوصي بتعزيز نهج الصحة الواحدة
اختتم المؤتمر الوطني لمقاومة مضادات الميكروبات أعماله اليوم بتوصيات مهمة تهدف إلى تعزيز الجهود الوطنية والعالمية لمكافحة مقاومة مضادات الميكروبات وضمان الاستخدام الأمثل للمضادات الحيوية في سلطنة عمان.
وركزت التوصيات على أهمية تعزيز نهج "الصحة الواحدة"، الذي يعزز التعاون بين قطاعات الصحة البشرية والحيوانية والبيئية لمكافحة هذه الظاهرة، وتم التأكيد على أهمية تحديد أولويات البحوث الوطنية في مجال مقاومة مضادات الميكروبات، ووضع استراتيجيات واضحة لتمويل المشروعات البحثية، بالإضافة إلى رفع مستوى الوعي لدى العاملين في المجالات ذات الصلة بمخاطر مقاومة مضادات الميكروبات وأهمية الاستخدام الرشيد للمضادات الحيوية، كما تم التأكيد على تعزيز التعاون العلمي بين الباحثين المحليين والدوليين لتبادل الخبرات والتجارب الناجحة.
ومن أبرز التوصيات أيضًا تطوير سياسات وإرشادات وطنية لإدارة المضادات الحيوية واستخدامها بفعالية وأمان، ودعم التعاون والشراكة بين الدول والمنظمات الدولية للتصدي لمشكلة مقاومة مضادات الميكروبات في إطار أهداف التنمية المستدامة.
كما شهد اليوم الأخير للمؤتمر إلقاء عدد من المحاضرات العلمية من قبل متحدثين متخصصين من مختلف الجهات مثل وزارة الصحة، ووزارة الثروة الزراعية والسمكية وموارد المياه، ومركز سلامة وجودة الغذاء، وهيئة البيئة، والأوساط الأكاديمية، وركزت المحاضرات على موضوعات حيوية مثل حالة مقاومة مضادات الميكروبات الوطنية، والمقاومة الميكروبية في الأسماك، واستخدام المضادات الحيوية في القطاع الحيواني، وأبحاث مقاومة المضادات في القطاع الحيواني وسلامة الغذاء.
وشهد المؤتمر مشاركة واسعة من مختصين محليين ودوليين في مجالات الأمراض المعدية، والأحياء الدقيقة، والصيدلة، وإدارة المستشفيات، كما شارك فيه قرابة 50 خبيرًا ومتحدثًا من مملكة البحرين والمملكة العربية السعودية، بالإضافة إلى مختصين من وزارة الثروة الزراعية والسمكية وموارد المياه.
وأكد المؤتمر على ضرورة إشراك الباحثين الوطنيين في تحديد أولويات البحوث العلمية المتعلقة بمقاومة مضادات الميكروبات، وأهمية توحيد الجهود لتعزيز التعاون العلمي لمواجهة هذه الظاهرة المتنامية، بما يضمن الاستخدام الأمثل للمضادات الحيوية في جميع القطاعات الصحية والبيئية في سلطنة عمان.
تجدر الإشارة إلى أن المؤتمر نظمته وزارة الصحة بالتعاون مع عدد من الجهات المحلية مثل المدينة الطبية للأجهزة العسكرية والأمنية، والمدينة الطبية الجامعية، وكلية عمان للعلوم الصحية، ووزارة الثروة الزراعية والسمكية وموارد المياه، وشهد نقاشات موسعة حول مقاومة مضادات الميكروبات في سلطنة عمان والعالم، بالتزامن مع أسبوع التوعية العالمي بمقاومة مضادات الميكروبات.