ف. تايمز: لماذا استخدمت إيران جيشها بشكل مباشر بدلا من وكلائها في المنطقة؟
تاريخ النشر: 20th, January 2024 GMT
ماذا تريد إيران؟.. ساق أندرو إنجلاند ونجمة بزرجمهر هذا السؤال، في تحليل نشرته صحيفة "فايننشال تايمز"، في محاولة لفهم سلوك طهران الميداني خلال الأيام الماضية، والذي اعتبره البعض يعبر عن تغيير في الاستراتيجية في التصعيد ضد إسرائيل والولايات المتحدة منذ بداية الحرب في غزة في أكتوبر/تشرين الثاني الماضي.
لكن تحليل "فايننشال تايمز" يرى أن إيران لم تغير الاستراتيجية، لكنها غيرت التكتيكات، بعد أن اقتنعت أنها بحاجة إلى إظهار عضلاتها بشكل أوضح وأكثر مباشرة باستخدام جيشها بدلا من وكلائها.
أول علامة على ذلك كانت عندما نزلت قواتها البحرية، قبل نحو أسبوع، من طائرة هليكوبتر للاستيلاء على ناقلة نفط قبالة سواحل عمان.
وبعد أيام، جاء دور نخبة الحرس الثوري لإلقاء نظرة على قدراتهم العسكرية. وأضاء الحراس سماء أربيل في شمال العراق بعد إطلاق وابل من الصواريخ الباليستية على ما وصفته إيران بأنه "مركز تجسس" إسرائيلي.
ثم جاءت غارات للحرس الثوري في سوريا وباكستان، والتي ردت عليها الأخيرة.
اقرأ أيضاً
باكستان تعلن إنهاء الأزمة مع إيران وإعادة العلاقات الدبلوماسية بينهما
لماذا رفعت إيران مستوى المواجهة؟يقول التحليل إن طهران كانت راضية عن "محور المقاومة" الذي يضم جماعات مسلحة في لبنان وسوريا والعراق واليمن، لقيادة الرد العسكري، وشن هجمات ضد إسرائيل والقوات الأمريكية في المنطقة وتعطيل خطوط الشحن الدولي.
ومع ذلك، يبدو أن سلسلة من الأعمال العدائية على مدى الأسابيع الـ3 الماضية، والتي استهدفت الإيرانيين وكذلك كبار قادة وكلاء الجمهورية، قد أجبرت إيران على رفع مستوى التحدي، حسبما يذكر التقرير.
وأسفرت غارة جوية إسرائيلية في سوريا عن مقتل قائد كبير في الحرس الثوري في نهاية ديسمبر/كانون الأول الماضي.
وفي الأسبوع التالي، أدت غارة إسرائيلية أخرى إلى استشهاد صالح العاروري، نائب الزعيم السياسي لحركة "حماس"، في جنوب بيروت، معقل جماعة "حزب الله" اللبنانية والتي تعد أقوى وكيل لإيران بالمنطقة.
اقرأ أيضاً
إيران تنشر 4 أساطيل بحرية في المياه الدولية.. لماذا؟
وفي 3 يناير/كانون الثاني الجاري، وهو اليوم التالي، قتل انتحاريان ما يقرب من 100 إيراني كانوا قد تجمعوا في مدينة كرمان الجنوبية لإحياء ذكرى اغتيال الولايات المتحدة لقاسم سليماني، أقوى قائد في الجمهورية.
وأعلن تنظيم "الدولة الإسلامية" مسؤوليته عن الهجوم، ولكن فقط بعد أن أشار قادة الحرس الثوري إلى أن إسرائيل هي المسؤولة.
وبعد ذلك، أدت ضربة أمريكية في بغداد إلى مقتل قائد كبير في ميليشيا عراقية مدعومة من إيران، مما وجه ضربة أخرى لمحور الممانعة.
وعندها بدأت إيران في توجيه الضربات بشكل مباشر، إذ وصف الحرس الثوري هجومه على أربيل بأنه رد على "الفظائع الأخيرة للنظام الصهيوني" فضلا عن مقتل قادة الحرس و"المقاومة".
تغيير في التكتيكاتوقال مسؤول إيراني إن الضربات الإيرانية لا تمثل تغييراً في الاستراتيجية، بل تغييراً في التكتيكات لتوعية الولايات المتحدة وإسرائيل بالتهديد الذي يمكن أن تشكله طالما استمرت الحرب في غزة.
ويضيف المسؤول: "إن إشراك باكستان وأربيل يبعث برسالة مباشرة إلى الإسرائيليين والأميركيين، وهي: لا تعبثوا مع إيران، وأنهوا الحرب في غزة"، مشيرا إلى أن بلاده لا تريد حربا مباشرة مع إسرائيل والولايات المتحدة، "لكننا نريد أن يراها الأميركيون ويشعروا بها، وأن نظهر مدى قدرتنا".
اقرأ أيضاً
BBC: إيران تستعرض قدراتها على الوصول لإسرائيل بضربات إقليمية
ويؤكد المسؤول الإيراني بحسب "فايننشال تايمز" أن هذه الاستراتيجية لا تخلو من المخاطر، لكن المتشددين داخل إيران يعتقدون أنه يمكن السيطرة على الضرر، "ومن وجهة نظرهم، فإن المشاركة المحدودة والمحسوبة يمكن أن تعطي رسالة إلى وكلاء إيران مفادها أننا ندعمهم في الأوقات الصعبة".
ومنذ الحرب المدمرة مع العراق في ثمانينيات القرن العشرين، جعل النظام الإيراني وكلاءه والحرب غير المتكافئة جزءا لا يتجزأ من استراتيجيته الأمنية الوطنية، مدركا أنه يفتقر إلى الأسلحة التقليدية التي تضاهي الولايات المتحدة أو إسرائيل.
وجهة نظر أخرىويسوق التحليل وجهة نظر أخرى مفادها أن تحركات إيران الأخيرة متناقضة وتبدو كردة فعل قصيرة النظر.
ويقول علي فايز، خبير الشؤون الإيرانية في مجموعة الأزمات: "لم تكن إيران العقل المدبر اللامع الذي يرى البعض أنه يعمل باستراتيجية واضحة وأهداف ملموسة ومناورة ذكية". "الكثير من أفعالها تبدو رد فعل، ومتدافعة، وقصيرة النظر، ومتهورة".
اقرأ أيضاً
إيران: ضرباتنا في كردستان وباكستان لا علاقة لها بحرب غزة
ويضيف أنه على النقيض مما يقوله القادة الإيرانيون، فإن الضربات التي استهدفت قادة الحرس الثوري وحزب الله والميليشيا العراقية قللت من جهود إيران الرامية إلى إبراز الردع الإقليمي من خلال المحور، ووضعتها "في موقف دفاعي".
ويكمن قلقه في أن تتجه طهران إلى طريق آخر لزيادة المخاطر مع الولايات المتحدة، ألا وهو برنامجها النووي.
الحفاظ على إيرانوتعتقد سنام فاكيل، مديرة برنامج الشرق الأوسط في "تشاتام هاوس"، أن النظام سيستمر في تقييده بسبب هدفه النهائي: الحفاظ على الذات.
وأضافت: "الأولوية الأولى لإيران هي إيران، ويجب ألا ننسى ذلك أبدًا. إيران لن تحشد قواتها إلا إذا تعرضت لضربة مباشرة".
وبدلاً من ذلك، ستستمر في الاعتماد على شبكتها الوكيلة لاستعراض قوتها.
تقول فاكيل: "لديها استراتيجية دفاعية متقدمة وضعتها موضع التنفيذ وحاولت دفع تهديداتها المتصورة بعيدًا عن حدودها".
اقرأ أيضاً
بالصواريخ والمسيرات.. إيران تعلن استهداف قاعدتين لجماعة جيش العدل في باكستان
لكن من المهم عدم المبالغة في الترويج لمكانة إيران في المنطقة أو استثماراتها في محور المقاومة، كما يقول التحليل.
ومع ذلك، فإن السؤال الحاسم هو ما إذا كانت الحسابات في طهران ستتغير إذا اندلعت حرب شاملة بين إسرائيل و"حزب الله" - الوكيل الذي استثمرت فيه طهران بشكل كبير، والذي يرى البعض أنه لا غنى عنه لراعيها.
وينقل التحليل عن مسؤول إيراني قوله: "حزب الله ليس حماس - حزب الله هو جمهورية إيران الإسلامية".
المصدر | أندرو إنجلاند و نجمة بزرجمهر / فايننشال تايمز - ترجمة وتحرير الخليج الجديدالمصدر: الخليج الجديد
كلمات دلالية: إيران الحرس الثوري الإيراني باكستان محور المقاومة الولایات المتحدة فایننشال تایمز اقرأ أیضا حزب الله
إقرأ أيضاً:
ما مصلحة إيران في عرقلة المفاوضات بين لبنان وإسرائيل؟
ذكر موقع "سكاي نيوز عربية" أنه في ظل التصعيد العسكري بين حزب الله وإسرائيل، كشف تقرير جديد عن تدخل إيران السري لعرقلة المفاوضات بين لبنان وإسرائيل، التي كانت تهدف إلى وقف إطلاق النار.
فقد أكد الباحث السياسي مجد حرب، أن إيران تلعب دورًا محوريًا في دعم حزب الله وتوجيه سياساته، وهو ما يعكس تأكيد طهران على قدرتها على التأثير على مجريات الأحداث في لبنان.
وأضاف حرب: "إيران ترى أن أي اتفاق بين لبنان وإسرائيل قد يكون ضارًا بمصالحها، خصوصًا إذا كانت تؤدي إلى تقييد حركة حزب الله في الساحة اللبنانية."
وأوضح أن طهران لا ترغب في أن يشهد لبنان استقرارًا يمكن أن يؤدي إلى تقليص نفوذ حزب الله في المنطقة، وهو ما يبرر تصرفات إيران في تعطيل هذه المفاوضات. وأضاف أن إيران تعتبر سلاح حزب الله جزءًا من إستراتيجيتها الإقليمية، وأن أي محاولة لتقييد أو تحجيم هذا السلاح قد تعتبر تهديدًا لمصالح طهران.
وقال: "إيران مصرة على الحفاظ على قدرات حزب الله العسكرية في لبنان، وتعتبر أن هذا السلاح جزء أساسي من المقاومة ضد إسرائيل، وهو جزء من مشروعها الإقليمي في المنطقة".
وأكد حرب أن طهران تدافع عن القرار 1701، ولكنها ترى أن أي إضافة عليه قد يصب في مصلحة إسرائيل. في ما يتعلق بالدور الغربي في أزمة لبنان، أشار حرب إلى أن الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي يسعيان لتحقيق تسوية سلمية، لكن إيران تحول دون حدوث تقدم كبير.
وقال: "الدور الأميركي يتمثل في محاولة التوصل إلى حل دبلوماسي يمكن أن يوقف التصعيد، لكن إيران لا تريد أن يكون هذا الحل على حساب مصالحها في لبنان".
وأضاف أن المجتمع الدولي يسعى لضمان عودة المدنيين إلى منازلهم، لكن نجاح هذه الجهود يعتمد على موقف حزب الله وإيران. وأشار حرب إلى أن إيران وسوريا تعدان الحليفين الرئيسيين لحزب الله في المنطقة، ويقدمان الدعم العسكري والمالي للحزب.
وقال: "إيران تسعى إلى تكريس وجودها العسكري والسياسي في لبنان من خلال حزب الله، وهو ما يعزز موقفها في مواجهة إسرائيل والدول الغربية".
وأضاف أن أي تسوية سياسية قد تضر بمصالح إيران في المنطقة، مما يجعلها تستمر في دعم الحزب بأقصى ما تستطيع. (سكاي نيوز عربية)