خبير آثار يشيد باختيار عميد الآثاريين شخصية الدورة 55 لمعرض الكتاب الدولي
تاريخ النشر: 20th, January 2024 GMT
أكد خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان عضو المجلس الأعلى للثقافة لجنة التاريخ والآثار، رئيس حملة الدفاع عن الحضارة المصرية أن دلالة 55 عامًا من الإبداع والتلاقى الحضارى وتبادل الثقافات على أرض الحضارات ينطلق من تاريخ عميق ساهمت فيه مصر فى تعليم الإنسانية بأسرها المعارف والعلوم، فهى أرض أول من خط بالقلم نبى الله إدريس والذى كتب بالخط المصرى القديم، حيث انفردت مصر بأول كتابة فى التاريخ، وكان من المعتقد أن الكتابة المسمارية بالعراق أقدم كتابة وتاريخها 3000 قبل الميلاد، ولكن بعد أن كشفت بعثة آثار المعهد الألماني للآثار بالقاهرة برئاسة "جونتر دراير" عام 1988 تحت إشراف المجلس الأعلى للآثار عن اللوحات العاجية بمقبرة الملك العقرب الأول فى أم الجعاب بأبيدوس الذى يرجع تاريخها إلى 3200 قبل الميلاد أصبحت الكتابة المصرية هى الأولى والمسمارية الثانية، هذا علاوة على الأبجدية السينائية أو البروتوسينائية التى تعود إلى عام 1500 ق.
وأضاف الدكتور ريحان أن جامعة أون فى مصر القديمة وهى «بيت الحياة» كما أطلقوا عليها، هى أقدم جامعة عرفتها الإنسانية تأسست منذ 5000 عام، من أشهر أساتذتها إيمحتب أول وأعظم مهندس معماري في التاريخ شيد أقدم بناء حجرى "هرم زوسر" وهو أيضًا أعظم طبيب فى مصر القديمة، ومن تلاميذها نبى الله موسى الذى تعلم بها تعليمًا راقيًا، وأفلاطون الفيلسوف اليونانى العظيم، وفشل فى اختبار قبولها من عظمتها العالم الكبير فيثاغورس فالتحق بجامعة «منف» نظرًا لقربها من «أون»، وقد أهدت هذه الجامعة إلى العالم أقدم تقويم عرفته البشرية وهو التقويم المصرى القديم "التقويم الشمسى" وكان العلم فى مصر القديمة كالماء والهواء لكل أبناء الشعب دون تفرقة
ونوه الدكتور ريحان إلى أن مصر صاحبة أول مكتبة حكومية عامة عرفت في التاريخ وهى مكتبة الإسكندرية التى أنشئت فى أوائل القرن الثالث قبل الميلاد، وضمت 700 ألف مجلد بما في ذلك أعمال هوميروس ومكتبة أرسطو، وجمعت بين كتب وعلوم الحضارتين المصرية القديمة والإغريقية وبها حدث المزج العلمي والالتقاء الثقافي الفكري بعلوم الشرق وعلوم الغرب، وكانت في معقل العلم ومعقل البردي وأدوات كتابة مصر، حيث جمع بها ما كان في مكتبات المعابد المصرية وما حوت من علم جامعة أون، وكان العلم بها من أجل البشرية فالعالم الزائر لها أو الدارس بها لا يسأل إلا عن علمه لا عن دينه ولا قوميته.
وأشاد الدكتور ريحان باختيار الجنة العليا لمعرض القاهرة الدولى للكتاب باختيار الدكتور سليم حسن أبو الآثاريين وعميد الآثاريين شخصية هذا العام مما ينم عن تقدير لدور مصر الحضارى وشخصياتها التى أسهمت فى تأسيس وتأصيل علم المصريات باللغة العربية، كما أنه تقدير خاص لكل الآثاريين فى مصر ودورهم فى تعزيز الهوية والانتماء لهذا الوطن
وأوضح أن سليم حسن مثالًا للعالم الوطنى الذى عشق مهنة الآثار وأصر على العمل بها فى خضم سيطرة الأجانب القوية عليها فى ذلك الوقت، وقبل التحدى مما دفع أحمد شفيق باشا وزير الأشغال علي تعيين مصريين فى المتحف المصرى مع الفرنسويين منذ عام 1921 وكان منهم سليم حسن
والخطوة الثانية حين أول احتكاك له بالغرب عام 1922 ومشاهدة آثارنا المنهوبة بمتاحف بريطانيا وفرنسا وألمانيا خاصة حجر رشيد بالمتحف البريطانى ورأس نفرتيتى بمتحف برلين عاد إلى مصر ليكتب العديد من المقالات الصحفية تحت عنوان (الآثار المصرية في المتاحف الأوروبية) كشف فيها عن السرقة والنهب الذي يحدث للآثار المصرية، وهو ثاني عالم آثار مصري يسهم في تأسيس علم المصريات باللغة العربية بعد أحمد كمال باشا
وتابع الدكتور ريحان أن سليم حسن دفع تمنًا غاليًا لدوره الوطنى فى ظل سيطرة الأجانب وتحديهم له لنبوغه وتفوقه وتوليه مناصب فى الآثار لدرجة أن صحف بفرنسا خصصت مساحات للهجوم عليه، وحين عينه الملك فؤاد عام 1936 كأول مصرى يتولى منصب وكيل عام مصلحة الآثار، كانت وطنيته هى الغالبة على كل الأمور فرفض بقاء المجموعة الأثرية الخاصة للملك فؤاد فى قصر عابدين ونقلها إلى المتحف المصرى مؤكدا أنها تراث ملكًا للشعب مما أثار عداوة الملك فاروق، ومن أجل ذلك خسر كل مناصبه فى المتحف المصرى وفى الجامعة وأقيل وعمره لا يتجاوز 46 عامًا، رغم خلفيته العلمية الكبيرة وجدارته فى هذه المناصب وإجادته اللغات الإنجليزية والفرنسية والألمانية
وكانت الإقالة سببًا فى أعظم إنجازات تركها العالم المصرى الأصيل سليم حسن، حيث أتاحت له فرصة للتفرغ للأبحاث والمؤلفات، فأنتج مدرسة علمية فى المصريات منها موسوعة مصر القديمة 18 جزء فى عام 1957، المجلد الأول عن عصر ما قبل التاريخ إلى نهاية العهد الإهناسى، الثاني عن مدنية مصر وثقافتها في الدولة القديمة والعهد الإهناسي، الثالث تاريخ الدولة الوسطى ومدنيتها وعلاقتها بالسودان والأقطار الأسيوية والعربية، الرابع عهد الهكسوس وتأسيس الإمبراطورية، الخامس عن السيادة العالمية والتوحيد، السادس عن عصر رمسيس الثاني وقيام الإمبراطورية الثانية، السابع عن عصر مرنبتاح ورمسيس الثالث ولمحة في تاريخ ليبيا، الثامن عن نهاية عصر الرعامسة وقيام دولة الكهنة بطيبة في عهد الأسرة الواحدة والعشرين، و التاسع عن نهاية الأسرة الواحدة والعشرين وحكم دولة الليبيين لمصر.
والمجلد العاشر تاريخ السودان المقارن إلى أوائل عهد بعنخي، و الحادي عشر عن تاريخ مصر والسودان من أوائل عهد بعنخي حتى نهاية الأسرة الخامسة والعشرين ولمحة في تاريخ آشور، الثاني عشر عن عصر النهضة المصرية ولمحة في تاريخ الإغريق، الثالث عشر من العهد الفارسي إلى دخول الإسكندر الأكبر مصر، الرابع عشر عن الإسكندر الأكبر وبداية عهد البطالمة في مصر، الخامس عشر يحكي من أوائل عهد بطليموس الثاني إلى آخر عهد بطليموس الرابع، السادس عشر من عهد بطليموس الخامس إلى نهاية عهد بطليموس السابع، السابع عشر عن الأدب المصري القديم – الجزء الأول في القصة والحكم والأمثال والتأملات والرسائل الأدبية، المجلد الثامن عشر عن الأدب المصري القديم – الجزء الثاني في الشعر وفنونه والمسرح.
وأشار الدكتور ريحان إلى مؤلفات أخرى لعميد الآثاريين الدكتور سليم حسن شملت كتاب "أقسام مصر الجغرافية في العهد الفرعوني"، يتحدّث فيها عن 22 مُقاطَعةً في الوجه القبلي بصعيد مصر، و 20 مُقاطَعةً في الوجه البحري، حيث كانت الحدود بينها تُحدِّدها عناصرُ أساسية: طبيعية ودينية وسياسية، وكتاب حكمة المصريين القدماء، الأدب المصرى القديم جزئين، تاريخ الديانة المصرية، علاوة على ترجمة كتاب «فجر الضمير» لهنري بريستيد، علاوة على كتبه باللغتين الفرنسية والإنجليزية
وبعد قيام ثورة 1952 وعرفانا بمكانته العلمية وتقديرا لدوره الوطنى فى دعم الأثريين المصريين كلفته الدولة فى عام 1954 بإعداد دراسة عن آثار النوبة ومدى تأثرها بمشروع السد العالى وكيفية حمايتها والحفاظ عليها، وهى الدراسة التى تلقفها الدكتور ثروت عكاشة وزير الثقافة وقاد حملة دولية مع منظمة اليونسكو لإنقاذ آثار النوبة، والآن تكرّم الجمهورية الجديدة ممثلة فى وزارة الثقافة هذه الشخصية العالمية حيث أنتخب سليم حسن عام 1960 عضوًا بالإجماع في أكاديمية نيويورك التي تضم أكثر من 1500 عالم من 75 دولة، وتذكّر الأجيال الجديدة بالرموز الوطنية لتجسّد القدوة الحقيقية لهم فى ظل الاستقطاب الفكرى عبر الشبكة العنكبوتية وتبرز قيمة الشخصية المصرية وتعزز من الانتماء القومى
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: المجلس الأعلى للثقافة لجنة التاريخ والآثار الحضارات مصر الحضارة المصرية الابداع الدکتور ریحان مصر القدیمة سلیم حسن فى مصر عن عصر عشر عن
إقرأ أيضاً:
الجندي المجهول على الشاشة| الكومبارس تاريخ محفور في ذاكرة الفن.. «البوابة نيوز» تكشف المهن الحقيقية لأشهر كومبارسات السينما المصرية وأصحاب الأدوار الثانوية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق - "البوابة نيوز" تكشف المهن الحقيقية لأشهر كومبارسات السينما المصرية وأصحاب الأدوار الثانوية- كومبارسات حفروا أسماءهم بحروف من ذهب في تاريخ السينما المصرية وجهلهم الجمهور- يدعمون البطل ولا يجدون من يدعمهم.. قصص أشهر كومبارسات في تاريخ السينما المصرية
في الفن وعالم التمثيل يوجد نجوم صف أول "قد تكون بداية الأغلبية متواضعة"، وهناك كومبارس"المجاميع"، ولا يتم إنجاز العمل الفني بشكل كامل وناجح بدون تواجد الكومبارس أو المجاميع.
كيف يعيش مجتمع الكومبارسات حياتهم؟.. وهل هى حقًا حياة أم شيئًا يشبه الحياة؟.. هل يبتسم لهم الحظ ويصيرون نجومًا؟.. لا أحد يملك ردًا على هذه الأسئلة إلا القدر.. فهؤلاء يقفون على حافة الهاوية، لا يجدون من يعبر عن مأساتهم الحقيقية وظروف معيشتهم الصعبة رغم أنهم وجوه معروفة للكثيرين من خلال تجسيد أدوار ثانوية وأحيانًا مهمشة.
كثير من الفنانين المصريين اقتصر ظهورهم في الأعمال السينمائية على مشهد أو "إيفيه"، وعرفوا بـ"الكومبارسات"، منهم من استطاع أن يكتب اسمه بحروف من ذهب في صفحات التاريخ السينمائي، ومنهم من عاش حياته الفنية داعمًا لنجوم السينما ومات مغمورًا دون أن يعرفه أحد.
ورغم أن دور الكومبارس يقتصر على مشاهد قليلة، إلا أن هناك العديد من الكومبارسات استطاعوا بهذه المشاهد الصغيرة أن يخطفوا أنظار الجمهور، حتى عرف الجمهور وجوههم، وأصبح وجودهم في الأعمال من العلامات المميزة.
صعوبات واجهت الكومبارستعتبر مهنة الكومبارس ظروف عملها لا تكون مثالية بل تعرضهم لعراقيل كثيرة، أهمها الأجور وظروف العمل، الحصول على هذه الفرصة يتطلب الكثير من الوقت والجهد لأن معاناة الكومبارس تتجلى في عدم وجود قانون يحمي حقوقهم، طبيعة العمل تفرض على المتقدم لها أن يكون ذا ملف تعريفي لدى شركات الكاستينج التي تستعين بصور الكومبارس وبعض بياناتهم من أجل عرضها على المخرج الذي يختار الوجوه التي تلائم السيناريو والفيلم.
أحيانًا يكون العمل شاقًا تحديدًا عندما يتعلق الأمر بالمسلسلات التاريخية الضخمة التي تستدعي عمل المئات وحتى الآلاف من الكومبارس الذين يبدأون اليوم مع شروق الشمس حتى غروبها ويتحملون ظروف العمل الصعبة، والأجور لا تتجاوز 400 جنيه، فإن أغلب الكومبارسات يطالبون بإنشاء نقابات وتكوين قوانين تدافع عنهم وتحفظ لهم حقوقهم.
●الريجيسير إبراهيم عمران يكشف لـ"البوابة" عن نجوم كانت بدايتهم "كومبارس" و"مجاميع بداية"
كشف إبراهيم عمران أحد الريجيسيرات في السينما المصرية عن نجوم كانت بدايتهم كومبارس ومجاميع بداية، قائلًا: "كنت شغال في فيلم البطل مع الراحل أحمد زكي وبنصور وكان من ضمن المجاميع اللي كانت بترقص علا غانم ومحمد هنيدي كنت بجيبه في الأول يعمل أدوار ثانوية ومكنش عنده تليفون وكنت بكلمه عند الجيران وشيرين عبدالوهاب كانت معايا في ميدو مشاكل ومكانتش بتعرف تمثل وربنا كرمها وبقت نجمة".
وأضاف إبراهيم عمران في تصريح خاص لـ"البوابة": "تامر حسني كان معايا في فيلم حالة حب والفنانة شيرين سيف النصر فيلم البلدوزر أول حاجة ليها والفنان مصطفى قمر كان أول حاجة معايا في فيلم البطل ونجوم كتير تانيين بدايتهم كانت معايا وكان وشي حلو عليهم وأي حد اشتغل معايا سواء كومبارس أو أدوار ثانوية أو أول مرة يمثل ده ربنا بيكرمه ولحد دلوقتي نجوم كبار زي محمد رمضان".
وعن تعاونه مع عمالقة الفن، أوضح إبراهيم عمران: "طوال 45 عاما عملت مع عمالقة السينما المصرية مثل النجم أحمد زكي، عادل إمام في فيلم زوج تحت الطلب، والنجم محمود عبدالعزيز في فيلم دنيا عبدالجبار، ومع النجم خالد الصاوي في فيلم هى فوضى، وفي فيلم كف القمر طلب مني المخرج خالد يوسف عددًا كبيرًا من الكومبارسات لتصوير مشهد جنازة في الأقصر".
وتابع: "جمعت أكثر من 500 كومبارس من الفلاحين، وفي فيلم دكان شحاتة طلب مني 200 فتاة، وبعد فترة طلب مني 200 آخرين لتصوير مشهد في المدرسة، وفي فيلم هى فوضى طلب مني المخرج الكبير يوسف شاهين 300 كومبارس وبعد فترة 300 آخرين لتصوير مشهد المظاهرة أمام القسم".
●المجاميع في السينما المصرية
هناك عشرات المشاهد السينمائية التي مثلت علامات مهمة ومؤثرة في تاريخ السينما المصرية، وما زالت محفورة في أذهان الجمهور حتى الآن، أبرزها، مشهد النهاية في فيلم "شيء من الخوف" للمخرج حسين كمال، عندما خرجت قرية "الدهاشنة" بأكملها مرددين جملتهم الشهيرة "جواز عتريس من فؤادة باطل"، أعمال فنية كثيرة مثل؛ "الناصر صلاح الدين، الحرام، عودة الابن الضال، بين القصرين، الحرافيش، الريس عمر حرب، دكان شحاتة" وأفلام أخرى كثيرة.
أشهر القصص أيضًا في مجاميع السينما المصرية، "رفعت علي سليمان الجمال" الشهير برأفت الهجان الذي كان يعمل «كومبارس» راقصا وسط المجاميع الراقصة في السينما المصرية بحكم مخالطته للجاليات الأجنبية وتشبه بهم، وهو الأمر الذي أدى لاختياره وتجنيده من قبل المخابرات المصرية للعمل كجاسوس مصري في إسرائيل.
الكومبارس الصامت والناطقينقسم عمل الكومبارس إلى نوعين، كومبارس صامت، لا تتعدى مهمته إلا الحضور الذي يضيف نكهة خاصة على العمل الفني، أما الكومبارس الناطق فيكون الكومبارس الذي يخرج عن صمته، وتكون مهمته في البداية مهمة إلقاء جملة أو أكثر، إلى أن يندرج إلى أكثر من مشهد مصحوب بحوار قصير، بدأ عدد كبير من نجوم الفن وسلكوا طريقهم الفني بهذا الدور البسيط والذي غير حياتهم كليًا، ومن أبرز الفنانين.
حسن الردادبدأ الفنان حسن الرداد مشواره كومبارس صامت، حيث ظهر في فيلم "جاءنا البيان التالي"، حيث كشف حسن الرداد في أحد لقاءاته التليفزيونية بأنه كان من المتوقع أن يشارك في الفيلم وقد أتى من دمياط أملًا في ذلك إلا أن دوره اقتصر على كومبارس صامت، وقال ضاحكًا:"اتضحك عليا".
رانيا يوسفصرحت الفنانة رانيا يوسف أثناء حوارها في برنامج "صاحبة السعادة" أنها قد بدأت مشوارها بدور كومبارس صامت في فيلم "المنسى" عام 1993، والذي كان بطولة النجم عادل إمام ويسرا وكرم مطاوع، وإخراج شريف عرفة وسيناريو وحيد حامد، حيث ظهرت في مشهد "الحفلة"، إلا أن الفنان عادل إمام منحها عدة أدوار فيما بعد فبدءًا من الجمل ثم المشاهد، حتى شاركت بدور "فاطمة" في مسلسل "عائلة الحاج متولي".
أحمد زاهركشف الفنان أحمد زاهر عن بدايته الفنية كومبارس صامت، في مسلسل "ذئاب الجبل"، والذي كان أولى خطواته للنجومية، حيث علق قائلًا: "ظهرت كومبارس في المسلسل، وقلت جملة واحدة بس، ودهنوني أسود، واتصورت من قفايا، ومحدش عرفني أصلًا".
●أشهر كومبارسات في تاريخ الفن المصريتعد كلمة "كومبارس" من الأصل الإيطالي "comparse" وتعني ''الزائدين'' أو الشخصيات الثانوية في أي مشهد ليس له علاقة مباشرة بالقصة، شهدت السينما المصرية عددا كبيرا من هذه المهنة عاشوا من أجل دعم البطل ورحلوا ولم يدعمهم أحد.
ثريا فخريأثرت ثريا فخري السينما المصرية بشكل كبير، حيث وصل رصيدها لأكثر من 48 فيلما و32 مسرحية، وكان أول أفلامها فيلم "العزيمة" وكانت ضمن فرقة الفنان علي الكسار، وقدمت مع الفنان إسماعيل ياسين عدة أدوار في أكثر من فيلم أشهرها "الستات ميعرفوش يكدبوا"، حيث جسدت شخصية "أم ياني"، واشتهرت بتقديم شخصية "الدادة".
صالح العويلولد صالح العويل في قرية قشا بمحافظة الشرقية فى 19 مارس 1946، وتوفى في 5 فبراير 2025، اشتهر بالأدوار الثانوية في السينما العربية، وقدم العديد من الأدوار المتنوعة بين المخبر ورجل العصابات والحارس الشخصي والفتوة.
أبرز أعمال صالح العويل: "اللص والكلاب، كلمة شرف، ضاع العمر يا ولدي، أبناء وقتلة، الإمبراطور، مستر كاراتية، حسن اللول، كتيبة الإعدام، 131 أشغال، الرصاصة لا تزال في جيبي، المولد، الحريف، عصابة حمادة وتوتو، جزيرة الشيطان، شمس الزناتي، النوم في العسل".
رأفت فهيمولد رأفت فهيم عام 1927 في الإسكندرية وتوفى عام 2011، حصل على بكالوريوس التجارة عام 1963 من جامعة عين شمس، عمل موظفا في جامعة القاهرة، وتنقل بين عدة وظائف، ظهرت موهبته وهو كبير في السن، بدأ حياته الفنية في فرقة ''ساعة لقلبك''، وانتقل للعمل بشكل مكثف في الإذاعة، وقدم العديد من المسرحيات، ومن أشهر الأعمال التى شارك فيها مسلسل ''بوجى وطمطم''، وقدم الأداء الصوتي لشخصية ''عم شكشك''، واشتهر في البرنامج الإذاعى ''همسة عتاب'' بجملته الشهيرة '' فوت علينا بكرة يا سيد".
حمدي سالمعُرف حمدي سالم بقوة بنيانه التي ساعدته في اختيار العديد من الأدوار، مثل الفتوة ورجل العصابات القوي، وأيضًا ملامحة القوية ساعدته على النجاح في أدوار الشر والريفي والصعيدي البسيط، كما شارك العديد من النجوم أمثال عادل إمام، محمد رضا، فؤاد المهندس، شويكار، ميرفت أمين، يوسف وهبي.
محمد يوسفبدأ رحلته في التمثيل من خلال انضمامه لفرقة ''ساعة لقلبك''، وجسد فيها شخصية المعلم ''شكل''، ثم انفصل عن الشخصية واتجه للعمل في المسرح، كما عمل بالتدريس وقام بالإشراف على المسرح المدرسي، وقدم عددا من المسرحيات منها ''حواء الساعة 12'' و''الدخول بالملابس الرسمية'' و''نمرة 2 يكسب'' وغيرها.
واستطاع بخفة ظله أن يتخلص من شخصية "ساعة لقلبك" وأن يقوم بدور الأب في الأفلام الكوميدية، مثل "الناظر، خالتي فرنسا، صعيدي في الجامعة الأمريكية"، كما أسند إليه قبل رحيلة العديد من الأدوار في السينما المصرية أبرزها: "عوكل، اللي بالي بالك، أوعى وشك، ميدو مشاكل، صاحب صاحبه، رشة جريئة".
حسن اتلهبدأ مشواره الفني في الإذاعة من خلال فرقة ''ساعة لقلبك''، ثم انتقل إلى السينما، حيث استغل المخرجون بدانته فى القيام بالأدوار الكوميدية، ومن أشهر الأفلام التي قدمها "العتبة الخضراء، لوكاندة المفاجآت، فيروز هانم، غروب وشروق"، كما اشتهر ببعض الإفيهات منها ''من منا ينسى غزال'' في فيلم حماتي ملاك، وجملته الشهيرة ''منبى يا معلمي منبى'' أو المجنون صاحب جملة ''لا مؤاخذة يا بني أصل أنا عندي شعرة ساعة تروح وساعة تيجي'' في فيلم إسماعيل يس في مستشفى المجانين، ورغم أن جميع أدواره كانت عبارة عن مشاهد قليلة في الأفلام، إلا أنه بخفة ظله أصبح متواجدًا في قلوب المشاهدين، رحل عن عالمنا بعد رحلة عطاء انتهت بـ 50 فيلما في تاريخ السينما المصرية.
أدمون تويماولد "أدمون تويما" واسمه الحقيقي "يوسف أدمون سليم تويما" عام 1897، لأسرة لبنانية تقيم في مصر، وتلقى تعليمه في مدارس فرنسية بالقاهرة، وأجاد اللغة الفرنسية إجادة تامة، اشتهر بتقديم دور الخواجة أو الجواهرجى، بسبب معرفته بالعديد من اللغات.
كانت بدايته من خلال مسرح رمسيس، حيث كان يقوم بتمثيل دور الشاب الأجنبي، وكان لديه إصرار على نقل الأدب العالمي إلى مصر، إذ كان يقوم بالاطلاع على المسرحيات العالمية، ويقوم بترشيحها للترجمة أو التمصير أو الاقتباس، كما كان يسافر لفرنسا لمشاهدة العروض المسرحية الجديدة التي تقدم على مسارحها.
ويعود حاملًا النصوص المسرحية لتقدم على مسارحنا باللغة العربية، وفي السينما اقتصرت أدواره على تقديم دور الخواجة أو الجواهرجى أو مدرس لغة أجنبية، ومن أفلامه "العتبة الخضراء، صاحب الجلالة، نادية، شارع الحب"، بسبب ثقافته واطلاعه على الأدب العالمي قام بتأليف قصة فيلم '' نشيد الأمل.. منيت شبابي '' أول فيلم عصري قامت ببطولته أم كلثوم بعد فيلمها الأول التاريخي وداد عام 1936 وكان الفيلم من إخراج أحمد بدرخان وإنتاج عام 1937، كما كان يقوم بتدريس اللغة الفرنسية للعديد من الفنانين والفنانات نتيجة إجادته التامة لها، وقد استمر مشواره في الحقل الفنى لأكثر من 50 عامًا حتى توفى عام 1975.
فايزة عبدالجوادولدت فايزة عبدالجواد عام 1943 بالجيزة، وخاضت تجربة التمثيل بعدما اكتشفها الراحل رشدي أباظة، واشتهرت بالعديد من أدوار القوة والشر بسبب ملامحها الحادة والصارمة، كما اشتهرت أيضًا بأقوى ضربة رأس في أدوارها، وكان يقوم بعض الفنانين باختيارها للمشاركة في أعمالهم الفنية، حيث جسدت أكثر من 100 عمل في الأفلام المصرية، ومن أبرز تلك الأعمال “هنا القاهرة، بكيزة وزغلول، القضية 85 جنايات”، وتوفيت عام 2016 بعد صراع مع المرض.
المهن الحقيقية لأشهر كومبارسات السينماقالت الفنانة ماجدة كامل: "أول عمل لي كان مشهدا صغيرا في فيلم حنفي الأبهة ثم مسلسل رأفت الهجان، ولم يكن يكتب اسمي على التتر لكن الآن يكتب اسمي، وليس لدي عمل آخر غير الفن، ولا أغضب من لقب كومبارس لأنها مهنة شريفة مش عيب".
وتابعت ماجدة كامل لـ"البوابة نيوز": "أتمنى من نقيب المهن التمثيلية الدكتور أشرف زكي يهتم شوية بمهنة الكومبارس التي يتم وصفها بـ "ملح الفن ومقبلاته"، وتأمين حياتنا ومعيشتنا ونحلم بتأسيس نقابة للكومبارس".
وأوضح الفنان حسن عثمان: "أنا عضو عامل بنقابة المهن التمثيلية منذ 29 عامًا، وبعمل في مجال الفن من سنة 84 وقدمت أفلام مقاولات كثيرة وتباينت الأدوار من أدوار كبيرة إلى مشهدين فقط، وعندي مشروع كافيتريا صغيرة بجوار عملي بالفن، وأنا لست كومبارس أنا قبل كده عملت دور بطولة في مسلسل اسمه "خضرة" مع الاستاذ عادل صادق".
أبو الفتوح عمارة.. أشهر من قدم الأدوار الثانويةيعد أبوالفتوح عمارة واحدا من أبرز الفنانين أصحاب الأدوار الثانوية في الفن المصري، قدم عدة مسرحيات (روض الفرج) و(البريمة) لفرقة المسرح الحديث، كما عمل أيضًا للتليفزيون واﻹذاعة ومن أبرز أعماله مسلسلات أبوالعلا 90، الصبار، حلم الجنوبي، وفي السينما شارك أبو الفتوح عمارة في العديد من الأفلام منها ليه يا دنيا، ليلة القتل، ناصر 56، ثلاثة على الطريق.
ورغم الأدوار التي كانت ذو مساحة صغيرة على الشاشة، إلا أن أبو الفتوح عمارة تمكن من ترك بصمة واضحة، وتاثير على الشاشة، وهو ما جعل المخرج يوسف شاهين يرشحه إلى دور كبير في فيلم "العصفور"، بعد مشاهدته له في دور لا يتعدى الدقيقة على الشاشة.
اشتهر الفنان الراحل أبوالفتوح عمارة في فيلم "قضية عم أحمد" بشخصية "عم نوفل" مع الفنان فريد شوقي، فقام بدور العامل البسيط الذي ينسى سيجارته مشتعلة فوق البارود مما أدى إلى انفجار المستودع.
يوسف عيد.. ملك الأدوار الثانويةبدأ يوسف عيد مشواره الفني في سن 27 عامًا عبر بوابة المسرح، عندما شارك في مسرحية "نحن لا نحب الكوسة" إنتاج عام 1975، ثم مر من بوابة السينما بمشاركته بدور صغير في فيلم "شقة في وسط البلد"، وبعدها توالت أعماله.
وعلى مدار سنوات عمره الفني البالغ 39 عاما، قدم الراحل يوسف عيد نحو 279 عملا فنيا متنوعا بين السينما والتليفزيون والمسرح، ورغم أن عيد اشتهر بتقديم الأعمال الكوميدية التي تنوعت بين ممثل ثاني أو أدوار ثانوية، لكنه استطاع أن يخلق توليفة مميزة من الإفيهات جعلت ظهوره الثانوي يكتسب طعم البطولة، فضلا عن كونه واحدًا من أشهر مقدمي المواويل في الأعمال المصرية.