انقسام عميق داخل القيادة العسكرية الإسرائيلية
تاريخ النشر: 20th, January 2024 GMT
أكدت صحيفة "فاينانشيال تايمز" البريطانية، أن رقعة الانقسامات ودائرة الخلافات داخل القيادة العسكرية الإسرائيلية، بات يتسع نطاقها وظهرت إلى العلن بعدما دعا رئيس الأركان السابق جادي آيزنكوت لإجراء انتخابات وقال إن حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو لم تكن صادقة مع الإسرائيليين بشأن أحداث غزة.
إسرائيل تستهدف المستشفيات في غزة بشكل ممنهج (شاهد) الخارجية الفلسطينية: يجب وقف إطلاق النار في غزة فورًاوأفادت الصحيفة في سياق تقرير نشرته عبر موقعها الإلكتروني اليوم السبت بأن آيزنكوت رفض، خلال مقابلة تلفزيونية أجراها مؤخرًا، القول إنه يثق برئيس الوزراء نتنياهو، الأمر الذي يعكس انقساما آخذا في الاتساع داخل إسرائيل حول مسائل حاسمة مثل كيفية تأمين عودة المحتجزين لدى حركة حماس والتخطيط لما بعد الحرب.
وأضاف آيزنكوت، وهو وزير وسطي ومراقب في حكومة الحرب التي أنشأتها إسرائيل، في المقابلة:" من الضروري، في غضون أشهر قليلة، إعادة الناخب الإسرائيلي إلى صناديق الاقتراع وإجراء انتخابات من أجل تجديد الثقة لأنه في الوقت الحالي لا توجد ثقة".
وفضلا عن ترديد دعوة المعارضة لإجراء انتخابات مبكرة، أضاف آيزنكوت، في المقابلة التي تم بُثت عبر التلفزيون الإسرائيلي، أنه "يجب أن نقول بشجاعة إنه من المستحيل إعادة الرهائن أحياء في المستقبل القريب دون اتفاق مع حماس". وقال إن إسرائيل يجب أن تفكر في وقف القتال لفترة كبيرة من الوقت كجزء من اتفاق أوسع من هذا القبيل".
وتابع القائد العسكري السابق أن إطلاق سراح الرهائن يجب أن يكون على رأس الأولويات، لكن ذلك لن يتحقق من خلال القوة العسكرية وحدها، وأي شخص يقول خلاف ذلك فهو مخطئ ويبيع الأوهام للجمهور.
وبحسب "فاينانشيال تايمز"، فإن كلمات آيزنكوت تتناقض بشكل حاد مع كلمات نتنياهو، الذي تعهد في مؤتمر صحفي عقده في وقت متأخر من يوم أمس الأول بأنه "سيواصل القتال بكل قوة حتى النصر الكامل على حماس" حسب قوله.
وانضم آيزنكوت وحزبه "الوحدة الوطنية"، بقيادة بيني جانتس، إلى ائتلاف نتنياهو الحاكم كجزء من حكومة الطوارئ في زمن الحرب بعد هجمات حماس في 7 أكتوبر الماضي، فيما أشارت الصحيفة إلى أن جانتس ونتنياهو عضوين كاملا العضوية في حكومة الحرب إلى جانب يوآف جالانت، وزير الدفاع من حزب الليكود الحاكم الذي يتزعمه نتنياهو. كما أن أقرب حليف سياسي لنتنياهو هو وزير الشؤون الاستراتيجية رون ديرمر، الذي يعد مراقبًا آخر لحكومة الحرب.
ومع ذلك، خرجت انقسامات هذه المجموعة إلى العلن في الأيام الأخيرة حيث أن نتنياهو وجالانت بالكاد يتحدثان مع بعضهما البعض، وفقا لثلاثة أشخاص مطلعين على علاقتهما، كذلك توقفت المؤتمرات الصحفية المشتركة بين الرجلين وجانتس والتي كانت تُعقد في الأشهر الأولى من الحرب على غزة.
وردا على سؤال حول العلاقات مع نتنياهو، قال مكتب جالانت إنه "يركز على ضمان أمن إسرائيل. إن الوحدة في المجتمع والحكومة في إسرائيل أمر ضروري للانتصار في هذه الحرب". وأكدت الصحيفة البريطانية في تقريرها أن التدهور في العلاقات بين المسئولين الإسرائيليين يتفاقم في ضوء دعوة العديد من الإسرائيليين إلى التوصل إلى اتفاق لإطلاق سراح الرهائن، حتى لو على حساب وقف الحرب، وهي الدعوات التي رفضها نتنياهو وجالانت بشكل قاطع.
وقال نتنياهو يوم الخميس: "فقط الضغط العسكري المستمر سيؤدي إلى إطلاق سراح الرهائن. إن وقف الحرب قبل تحقيق أهدافنا سيضر بأمن إسرائيل لأجيال عديدة".. في حين سُئل آيزنكوت عما إذا كان يثق بنتنياهو لكنه توقف ثم قال: "اليوم، أثق بالجماعة في الحكومة المشتركة التي ستتخذ القرارات. أنا بالفعل في مرحلة وفي عمر لا أثق فيه بهذا الزعيم أو ذاك وأنا مغمض العينين، وأحكم على الرجل من خلال قراراته والطريقة التي يقود بها البلاد".
فضلا عن ذلك، أبرزت "فاينانشيال تايمز" أن هناك مجالا آخر مهم للخلاف بين المسئولين الإسرائيليين وهو عدم وجود خطة لإدارة قطاع غزة المنكوب بعد انتهاء الحرب، على الرغم من مطالبة الإدارة الأمريكية والحكومات العربية والمؤسسة الأمنية الإسرائيلية بالتخطيط.. ويقول مسئولون ومحللون إسرائيليون وأمريكيون إن المخاوف السياسية الداخلية منعت نتنياهو من مناقشة هذه القضية في حين انضم جالانت إلى الانتقادات يوم الاثنين، وانتقد نتنياهو بشكل غير مباشر بسبب "تردده السياسي".
ويرفض حلفاء رئيس الوزراء اليمينيون المتطرفون في الائتلاف الحكومي أي دور للسلطة الفلسطينية في الضفة الغربية في قطاع غزة ما بعد الحرب بينما تعمل الدول العربية على مبادرة لضمان وقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن في غزة كجزء من خطة أوسع يمكن أن تعرض على إسرائيل تطبيع العلاقات إذا وافقت على خطوات "لا رجعة فيها" نحو إنشاء دولة فلسطينية.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الإسرائيليين أحداث غزة بسبب أحداث غزة غزة نتنياهو حركة حماس إطلاق سراح الرهائن
إقرأ أيضاً:
اتهام مساعد لنتانياهو وجندي في قضية تسريب هزت إسرائيل
وجه مدع عام إسرائيلي اليوم الخميس، اتهامات إلى إيلي فيلدشتاين مساعد رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو بتسريب وثائق سرية بقصد الإضرار بإسرائيل، التي تخوض حرباً على جبهات متعددة، في قضية هزت المجتمع.
واتُهم فيلدشتاين بالحصول على معلومات عسكرية حساسة بطرق غير قانونية وتسريبها للتأثير على الرأي العام على أمل تخفيف الضغط الذي يتعرض له نتانياهو لتقديم تنازلات كبيرة مقابل تحرير الرهائن الإسرائيليين المحتجزين في غزة.
وبشكل منفصل، اتُهم جندي إسرائيلي بتسليم فيلدشتاين الوثائق، التي يقال إنها واردة من غزة وتشير إلى أن مقاتلي حركة حماس يريدون بث الفتنة في المجتمع الإسرائيلي بحيث يستفيدون من ذلك من خلال إبرام صفقة جيدة بالنسبة لهم بشأن الرهائن.
وينفي الرجلان التهم الموجهة إليهما، والتي يُعاقَب عليها بالسجن لفترات طويلة.
ولم يتم توجيه اتهامات إلى نتانياهو نفسه، لكن أنصاره يتهمون المدعين العموم بقيادة حملة شعواء ذات دوافع سياسية في وقت حالة طوارئ في إسرائيل.
وقالت شوشانا إيداسيس، وهي واحدة من عشرات المحتجين المؤيدين للحكومة الذين تظاهروا أمام المحكمة اليوم الخميس "إنهم يحاولون إسكات الناس. ونحن لن نقبل ذلك. لقد طفح الكيل".
وأضافت "بدأ الناس ينتفضون ويدركون أننا نفقد ديمقراطيتنا".
وجاء في نسخة من لائحة الاتهام اطلعت عليها رويترز أن المتهمين وضعا آلية لتمرير معلومات بما يخالف البروتوكولات المعمول بها في تبادل مثل هذه الوثائق.
وكشفت النسخة أن "المتهمين تصرفا بهدف الحصول على معلومات مصنفة بأنها سرية للغاية مع قبول المخاطرة الحقيقية بإلحاق ضرر جسيم بمصالح الأمن القومي ذات الأهمية البالغة".
وبدلاً من تسريب المعلومات إلى وسائل الإعلام الإسرائيلية، اتُهم فيلدشتاين بتسليمها لمجلة بيلد الألمانية لتفادي الرقابة المحلية التي كانت ستحظر نشرها.
ونشرت المجلة مقالاً في سبتمبر (أيلول) نقلاً عن الوثائق، التي يقال إن مسؤولاً في حماس كتبها ودعا الحركة إلى ممارسة "ضغوط نفسية" على عائلات الرهائن في محاولة لانتزاع تنازلات من نتانياهو.
وأشار نتانياهو في وقت لاحق إلى المقال، وقال إنه يثبت صحة موقفه المتشدد من صفقة الرهائن.
وتأتي القضية في وقت يزداد فيه التوتر داخل المجتمع الإسرائيلي، بينما يخوض الجيش حرباً في غزة على الحدود الجنوبية وفي لبنان على الحدود الشمالية.
واتهم منتقدون حلفاء الحكومة بالتخطيط للإطاحة بالمدعي العام ورئيس جهاز الأمن الداخلي (شين بيت)، في حين تتعرض عائلات الرهائن لإساءات من أشخاص يعتقدون أنهم لا يريدون مصالح إسرائيل.
وحذر الرئيس الإسرائيلي إسحق هرتسوغ في خطاب مشحون غير عادي اليوم الخميس من أن إسرائيل تخاطر بتمزيق نفسها.
وقال "ما الذي يحدث لنا بحق الجحيم؟ هل هذا منطقي؟ ألم نعان بما فيه الكفاية؟".
وأضاف "هذا محض جنون. لا بد من وقف هذا الجنون".