مسؤول كبير في الناتو يدعوا الى التحضير لحرب كبيرة مع روسيا في السنوات 20 التالية
تاريخ النشر: 20th, January 2024 GMT
يناير 20, 2024آخر تحديث: يناير 20, 2024
المستقلة/- حذر مسؤول عسكري كبير في حلف شمال الأطلسي (الناتو) من أنه يتعين على المدنيين الاستعداد لحرب شاملة مع روسيا في السنوات العشرين المقبلة.
قال الأدميرال روب باور يوم الخميس إنه بينما تستعد القوات المسلحة لاندلاع الحرب، يجب على المواطنين العاديين أن يكونوا مستعدين لصراع يتطلب تغييرًا شاملاً في حياتهم.
و قال الأدميرال للصحفيين بعد اجتماع لقادة دفاع الناتو في بروكسل إن هناك حاجة إلى تعبئة أعداد كبيرة من المدنيين في حالة اندلاع الحرب و يجب على الحكومات وضع أنظمة لإدارة العملية.
“علينا أن ندرك أنه ليس من المسلم به أننا في سلام. و لهذا السبب نستعد نحن [قوات الناتو] للصراع مع روسيا.”
“لكن المناقشة أوسع بكثير. إنها أيضًا القاعدة الصناعية و أيضًا الأشخاص الذين يجب أن يفهموا أنهم يلعبون دورًا.
و أشاد باور، ضابط البحرية الهولندية و رئيس اللجنة العسكرية لحلف شمال الأطلسي، بالسويد لأنها طلبت من جميع مواطنيها الاستعداد للحرب قبل انضمام البلاد رسميًا إلى الحلف.
و أدت خطوة ستوكهولم، التي تم الإعلان عنها في وقت سابق من هذا الشهر، إلى زيادة عدد المتطوعين في منظمة الدفاع المدني في البلاد و زيادة في مبيعات المشاعل و أجهزة الراديو التي تعمل بالبطاريات.
قال أدمل باور: “الأمر يبدأ هناك”. “إدراك أنه ليس كل شيء يمكن التخطيط له، و أن كل شيء لن يكون جيدًا خلال العشرين عامًا القادمة.”
يبدأ نحو 90 ألف جندي من قوات حلف شمال الأطلسي الأسبوع المقبل أكبر مناورة عسكرية للكتلة منذ الحرب الباردة.
و خصصت بريطانيا نحو 20 ألف جندي بالإضافة إلى الدبابات و المدفعية و الطائرات المقاتلة للمشاركة في التدريبات التي تجري في جميع أنحاء أوروبا حتى مايو.
لكن كبار مسؤولي حلف شمال الأطلسي يشعرون بقلق متزايد إزاء تخلف الحكومات و شركات تصنيع الأسلحة الخاصة في الاستعدادات على الجبهة الداخلية.
و تم استنزاف مخزونات الأسلحة و الذخائر للعديد في الدول الأوروبية بسبب النزاع في أوكرانيا، و سوف يستغرق تجديدها بمعدل الإنتاج الحالي سنوات.
و من ناحية أخرى، ضاعفت روسيا إنفاقها العسكري ثلاث مرات ليصل إلى 40% من الميزانية الدولة بالكامل، في حين عملت على تسريع خطوط التصنيع بشكل كبير.
قال أدمل باور: “نحن بحاجة إلى أن نكون أكثر استعدادًا في جميع المجالات”. “يجب أن يكون لديك نظام للعثور على المزيد من الأشخاص في حالة الحرب، سواء حدث ذلك أم لا. ثم تتحدث عن التعبئة أو جنود الاحتياط أو التجنيد الإجباري.
“يجب أن تكون قادرًا على الرجوع إلى قاعدة صناعية قادرة على إنتاج الأسلحة و الذخائر بسرعة كافية لتتمكن من مواصلة الصراع إذا كنت فيه.”
و تضاءلت المساعدات الغربية لأوكرانيا في الولايات المتحدة و الاتحاد الأوروبي.
و لم يتمكن الاتحاد الأوروبي من الوفاء بوعده بإرسال مليون قذيفة مدفعية من عيار 155 ملم إلى كييف بحلول الشهر المقبل.
و لم يتمكن جو بايدن أيضًا من إقناع القادة الجمهوريين بدعم المزيد من المساعدات لأوكرانيا، حيث يقولون إنه يجب إنفاق الأموال على الأولويات المحلية، مثل أمن الحدود، بدلاً من ذلك.
و حذر ديفيد كاميرون، الخميس، من استرضاء فلاديمير بوتين على غرار ما حدث في ثلاثينيات القرن الماضي، و وعد بأن تستمر بريطانيا في دعم أوكرانيا في “نضال جيلنا”.
و حث وزير الخارجية حلفاء بريطانيا على عدم الدفع نحو محادثات السلام بين كييف و موسكو، معتبراً أن التوحد خلف أوكرانيا هو أفضل طريقة لإنهاء الحرب.
في المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس، قارن اللورد كاميرون الدعوات للمفاوضات باسترضاء أدولف هتلر من قبل رئيس الوزراء نيفيل تشامبرلين في الفترة التي سبقت الحرب العالمية الثانية.
و قال أمام تجمع من الدبلوماسيين و الزعماء الأجانب “إذا استمر وزراء الخارجية في القول: نعم، سندعم أوكرانيا، ولكن نعم، يجب علينا أيضًا أن نبدأ عملية سلام”، فلن يحصلوا على أوكرانيا قوية ولا عملية سلام”. .
“هذا يشبه أن تكون وزيراً للخارجية أو رئيساً للوزراء في الثلاثينيات و تحارب هذا العدوان. و ما نعرفه من ذلك هو أنك إذا استرضيت العدوان فستحصل على المزيد منه.
المصدر:https://www.telegraph.co.uk/world-news/2024/01/18/nato-warns-of-war-with-russia-putin-next-20-years-ukraine/
المصدر: وكالة الصحافة المستقلة
كلمات دلالية: شمال الأطلسی
إقرأ أيضاً:
تغريدة قائد الجيش الأوغندي والبعد الإقليمي لحرب السودان
وجه الحقيقة – إبراهيم شقلاوي
وأنا أبدأ كتابة هذا المقال على خلفية تغريدة قائد الجيش الأوغندي تحدثت مع أحد جنرالات الجيش السوداني السابقين الذين شهدوا حرب جنوب السودان قال: “يعلم العسكريون الأوغنديون الذين خاضوا معارك ضد الجيش السوداني في الاستوائية خلال أيام تمرد جون قرنق أن السودانيين يجيدون القتال المفتوح والمواجهة المباشرة من المسافة صفر حتى أن الأوغنديين كانوا يقيدون جنودهم بالسلاسل ليمنعوهم من الفرار من ساحة المعركة” .
لكن دعونا نحاول قراءة الدوافع والأهداف الكامنة خلف هذه التغريدة المثيرة للجدل ، والتي تم تداولها على نطاق واسع بين السودانيين في سياق الحرب الدائرة الآن . الجنرال “موهوزي كاينروجابا”، وهو أيضًا نجل الرئيس الأوغندي يوري موسيفيني ، غرد بالأمس على منصة “إكس”: “نحن ننتظر فقط أن يصبح دونالد ترامب رئيسًا للولايات المتحدة وبدعمه سوف نستولي على الخرطوم”. وأضاف أن ما أسماها “الفوضى” سوف تنتهي في السودان قريبًا ، وقال: “إذا كان هؤلاء الشباب في الخرطوم لا يعرفون ما هي الحرب فسوف يتعلمون” .
هذه التصريحات تفتح الباب لتحليل أوسع حول الأبعاد الإقليمية والدولية المتشابكة في حرب السودان خصوصًا في ضوء التاريخ المعقد بين السودان وأوغندا . إن تصريحات كاينروجابا ليست مجرد تهديدات عابرة بل هي جزء من سياق طويل ومعقد بين البلدين . فكما نعلم شهدت العلاقات بين السودان وأوغندا توترات متعددة ، بدءً من دعم أوغندا للحركات الانفصالية في جنوب السودان مرورًا بتدخلاتها في دارفور وانتهاءً بالدعم غير المعلن لقائد مليشيا الدعم السريع ، الذي كان أول ظهور له عقب اندلاع الحرب في أوغندا التي استقبلته استقبال المنتصرين . كما سعى الرئيس موسيفيني مرارًا لجمع قائد التمرد مع الرئيس البرهان لإيجاد موطئ قدم لمليشيا الدعم السريع في اليوم التالي من الحرب .
هذه الخلفية التاريخية تجعل تصريحات قائد الجيش الأوغندي أكثر دلالة على التوجهات الاستراتيجية لأوغندا في المنطقة . فالسودان الذي يُعد نقطة تقاطع استراتيجية بين العالم العربي وأفريقيا كان ولا يزال مسرحًا لصراعات سياسية وعسكرية معقدة . لذلك تأتي تصريحات كاينروجابا في وقت حساس ، ويمكن تفسيرها بأنها محاولة لتعزيز الحضور الأوغندي في المشهد الإقليمي خاصة مع احتمالية سعي بعض الدول لتوسيع نفوذها في ظل الحرب في السودان . ومن خلال الإشارة إلى إمكانية الدعم الأمريكي يفتح كاينروجابا المجال لتدخل دولي محتمل ، ظل يُلوح به بعض الأطراف كلما اقترب الجيش السوداني من حسم الحرب .
لذلك في تقديري من الضروري أن يتبنى السودان موقفًا دبلوماسيًا حازمًا في مواجهة مثل هذه التهديدات، باستدعاء السفير الأوغندي ومطالبته بتوضيحات . كما يجب أن تعمل الحكومة السودانية على فتح قنوات تواصل مباشرة مع الحكومة الأوغندية لتفادي التصعيد العسكري مع توضيح أن أي تدخلا عسكريا في الأراضي السودانية تحت أي عنوان سيؤدي إلى زعزعة استقرار المنطقة بأسرها ، وأن هذا يشكل تهديدًا للأمن الإقليمي لن ينجو منه أحد .
كذلك يجب على السودان أن يتقدم بشكوى عاجلة للمنظمات الإقليمية مثل الاتحاد الأفريقي ومنظمة الإيقاد ضد هذا التدخل الأوغندي . وبجانب ذلك تعزيز التعاون مع دول أخرى بما يشكل جبهة إقليمية موحدة يعزز موقف السودان ، ويقلل من تأثير الضغوط الأوغندية أو أي ضغوط محتملة من أطراف تخدم أجندة المليشيا . وعلى الصعيد الدولي يجب أن يسعى السودان للحصول على دعم القوى الكبرى لإدانة المليشيا وتصنيفها كجماعة إرهابية .
من أبرز التساؤلات التي تثيرها تصريحات الجنرال الأوغندي أنها تزامنت مع أنباء عن لقاء بين عبد الرحيم دقلو الرجل الثاني في مليشيا الدعم السريع ورئيس تنسيقية القوى المدنية “تقدم” عبد الله حمدوك في نيروبي. وقد تكون تصريحات الجنرال الأوغندي بمثابة تحذيرا أو محاولة تنسيقا معلنا مع هذا التحالف ، بالنظر إلى الحديث عن حكومة محتملة في مناطق سيطرة مليشيا الدعم السريع للضغط على الحكومة السودانية . وربما تمثل محاولة لإعلان موقف من أوغندا داعم لهذه الحكومة .
أما حديثه عن “الشباب في الخرطوم”، فمن المؤكد أن الجنرال الأوغندي يشير إلى الشباب السودانيين الذين انخرطوا في الدفاع عن بلدهم. هؤلاء الشباب يعرفهم تاريخ المواجهة مع الأوغنديين إبان حرب جنوب السودان . وبالتالي، فإن تصريحاته بلا شك تمثل تهديدًا مباشرًا ، ليس بعيدًا عن بصمة تنسيقية القوى المدنية “تقدم” ، وربما تعكس نية أوغندا في اتخاذ مواقف عدائية تجاه القوات المسلحة السودانية والشعب السوداني قاطبة .
تصريحات الجنرال الأوغندي يمكن أن تُفهم في إطار محاولات ضغط إقليمي على السودان. قد يكون الهدف منها دفع الحكومة السودانية لقبول شروط معينة ، سواء سياسية أو أمنية أو الذهاب إلى تفاوض بحسب رؤية الداعمين المحليين والإقليميين . لذلك يرى مراقبون أن مثل هذه التصريحات قد تكون جزءً من مؤامرة أوسع تسعى إلى تغيير موازين القوى في البلاد بعد الانتصارات التي بدأ يحققها الجيش على المليشيا في عدد من جبهات القتال .
عليه، وبحسب ما نراه من “وجه الحقيقة” من المهم أن يصدر ردا رسميا حازما من الحكومة السودانية على هذه التهديدات ، حفاظًا على سيادة السودان وكرامته . كما يجب على القوى السياسية الوطنية والمدنية في السودان تبني موقف موحد لرفض التدخلات الخارجية ، وإرسال رسالة واضحة بأن السودان لن يقبل المساس بأمنه واستقلاله . عليه تظل تصريحات قائد الجيش الأوغندي تشير بوضوح إلى التدخلات الإقليمية والدولية في حرب السودان ، مما يستوجب على السودانيين مزيدًا من التكاتف والتعاضد لهزيمة كافة المخططات الإقليمية والدولية .
دمتم بخير وعافية .
الأربعاء 18 ديسمبر 2024م
Shglawi55@gmail.com
إبراهيم شقلاوي