اكتشف فريق من علماء الآثار بقايا حصون عملاقة تعود إلى العصر البرونزي قبل نحو أربعة آلاف عام كانت تحيط في القديم بواحة خيبر غرب السعودية.

وبحسب الباحثين فإن هذه الحصون تعد أضخم الهياكل المكتشفة إلى حد الآن، وسيساهم اكتشافها في فهم أفضل لتفاصيل الحياة الاجتماعية لأولى المجتمعات المستقرة في المنطقة.

وستُنشر تفاصيل هذا الاكتشاف الذي قام به باحثون من المركز الوطني للبحث العلمي الفرنسي والهيئة الملكية لمحافظة العلا، في عدد فبراير في دورية مجلة العلوم الأثرية العلمية "جورنال أوف أركيالوجيكال ساينس".

صورة تخيلية للأسوار القديمة التي كانت تحيط بواحة خيبر قبل نحو 4 آلاف عام (الهيئة الملكية لمحافظة العلا) واحات محصّنة

في بيئة يلتقي فيها الماضي والحاضر، كشفت واحة خيبر في شمال غرب السعودية عن بعض أسرارها القديمة التي تعود لآلاف السنين، إنها أسوار عملاقة يعود تاريخها إلى 4000 عام، قد تعيد كتابة تاريخ المجتمعات القديمة في المنطقة.

وبحسب بيان نشر على موقع المركز الفرنسي للبحث العلمي، فقد قام الباحثون بمقارنة المسوحات الميدانية وبيانات الاستشعار عن بعد لتقدير الأبعاد الأصلية لتحصينات واحة خيبر. وأظهرت النتائج أن الأسوار تمتد على طول يزيد عن 14.5 كيلومترا ويصل ارتفاعها إلى نحو 5 أمتار، فيما تراوح سمكها بين 1.7 و2.4 متر.

لكن هذه الأسوار اندثر أغلبها اليوم ولم يبق منها سوى 5.9 كيلومترات مع بقايا 74 حصنا. وحدد الفريق حقبة بناء هذه الحصون باستخدام الكربون المشع ووجدوا أنها تقع بين عامي 2250 و1950 قبل الميلاد. وتكشف هندسة بنائها عن براعة تصميمها ودقة تنفيذها من قبل السكان القدماء في المنطقة.

وعن دوافع إنشاء هذه الأسوار التي تحيط بمساحة شاسعة تفوق 110 هكتارات تضم مناطق سكنية وزراعية، يعتقد الباحثون أنها ربما تكون لأغراض متعددة مثل حماية الواحة من التهديدات الخارجية، أو إظهار القوة، أو ترسيم الحدود الإقليمية لأسباب إدارية أو اقتصادية.

ويكشف تحليل هذه الهياكل عن أدلة على الإستراتيجيات العسكرية التي اعتمدها السكان في ذلك الوقت للدفاع عن أنفسهم وبعضٍ من ممارساتهم الاجتماعية، كما يُظهر مجتمعا معقدا قادرا على حماية موارده وإدارتها بكفاءة.

شكلت واحة خيبر بيئة حيوية شجعت السكان القدماء على الاستقرار و سمحت بتطور النشاط الزراعي (شترستوك) حصون تكشف بداية استقرار السكان في المنطقة

وأبرزت الدراسات السابقة وجود واحات قديمة محصنة في مناطق أخرى في الجزيرة العربية مثل منطقتي تيماء والقرية، وكشفت أن واحة تيماء -على سبيل المثال- كانت قديما محاطة بأسوار عالية تمتد حتى نحو 19 كيلومترا.

ويعتقد الباحثون أن الحصون ظهرت عندما بدأ السكان البدو في الاستقرار تدريجيا لأسباب قد تعود للظروف المناخية التي أصبحت أكثر جفافا في المنطقة قبل نحو 4200 عام.

وصنف الباحثون واحة خيبر ضمن أكبر الواحات المحصّنة في السعودية. ومن خلال موقعها الإستراتيجي شمال الصحراء العربية، شكلت هذه الواحات جزرا خضراء حقيقية في بيئة صحراوية، ومراكز حيوية للمجتمعات المستقرة تتوفر فيها الموارد الأساسية مثل المياه والأراضي الخصبة التي سمحت بتطور النشاط الزراعي.

وتشهد هذه التحصينات -كما يقول مؤلفو الدراسة- على مجتمع منظم ومعقد قادر على تنفيذ مشاريع بناء واسعة النطاق، كما تشير إلى وجود علاقات وثيقة مع مجموعات أو حضارات أخرى في المنطقة.

وباعتبارها مركزا للحياة، كانت خيبر بحاجة إلى الحماية وإدارة مواردها النفيسة، كما يُبرز هذا النظام الدفاعي لحماية الواحات في العصر البرونزي التوسع الحضري في شمال غرب شبه الجزيرة العربية الذي استمر في التطور خلال الحقبات اللاحقة.

وبحسب الباحثين، فإن الاكتشاف يحفز على توسيع البحث ليشمل مواقع أخرى من المنطقة بهدف فهم الحضارات العربية القديمة بشكل أفضل، مما سيمكّن من الكشف عن جوانب لم تكن معروفة سابقا من التاريخ والثقافة العربية القديمة.

كما يسلط أيضا الضوء على أهمية الجزيرة العربية في التاريخ العالمي لكونها ليست منطقة عبور فحسب، بل منطقة استيطان وابتكار كذلك.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: فی المنطقة

إقرأ أيضاً:

ياسر سليمان: الجائزة العالمية للرواية العربية أصبحت المنصة التي يلجأ إليها الناشر الأجنبي

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

قال الدكتور ياسر سليمان رئيس مجلس أمناء الجائزة العالمية للرواية العربية في بداية كلمته بحفل الاعلان عن الجائزة الكبري مرحبا بالحضور قائلا:" مرحبا بالحضور في هذا الحفل  الخاص بالاعلان عن الفائزة بالجائزة الكبرى بالجائزة العالمية للرواية العربية في عاملها الثامن عشر، مقدما التحية لاصحاب الروايات الست الذين وصلت روايتهم إلى القائمة القصيرة للجائزة. 
مواصلة الدرب 
مناشدا الناشرين العرب إلى ضرورة  مواصلة الدرب في بناء صناعة ااكتاب العربي على نحو يرتفع بالثقافة العربية.


نوداي القراء 


ولفت إلى أن الجائزة أصبحت تحظى باهتمام القراء الغربين  والقراء في الثقافات الأخري وان الجائزة أصبحت المنصة الاولى ومحط أنظار الناشر الأجنبي والقارئ الأجنبي فهي تعد بمثابة البوصلة التي تشير إلى الأدب العربي. 


وانطلاقا من هذا الفهم اتقدم بالشكر لكل نوادي القراء قائلا:" كما تقدم بالشكر لنوادي القراءة في كل مكان والتي باتت جزء كبيرا من نجاح الجائزة العالمية للرواية العربية وما تقدمه هذه النوادي الأدبية أصبحت شريك كبير في الجائزة في عملية الترويج للأعمال الأدبية كما وجه الشكر للكاتبة رولا البنا وما تقدمه من جهد في تنظيم. الكثير من الفعاليات الثقافية التي نوقشت فيها اعمال القائمة القصيرة.

 
كما تقدم بالشكر لمركز أبو ظبي للغة العربية على دعمه الكبير للجائزة والدكتور على بن تميم  ، والدكتور بلال الاوفلي، كما تم بالشكر لأعضاء لجنة التحكيم وعلى رأسهم الدكتورة منى بيكر، واطلاع اللجنة بدورها بروح. 


مختتما كلمته بمقوله:" وأما الزبد فيذهب هباء وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض. 


وبدأ منذ قليل، توافد الأدباء والكتاب ومجلس أمناء الجائزة العالمية للرواية العربية لعام 2025 وذلك بحضور الدكتور ياسر سليمان رئيس مجلس أمناء الجائزة والدكتور على بن تميم رئيس مركز أبو ظبي للغة العربية والداعم للجائزة، والأدباء الست الذين ترشحو القائمة القصيرة وهي  أحمد فال الدين، وأزهر جرجيس، وتيسير خلف، وحنين الصايغ، ومحمد سمير ندا ونادية النجار.


ومن المقرر أن يتم الإعلان عن الفائزة بالجائزة الكبرى، بعد قليل  في أبو ظبي.

مقالات مشابهة

  • بالأرقام.. الهجرة العراقية تحيط شفق نيوز بمستجدات عائلات الهول
  • ياسر سليمان: الجائزة العالمية للرواية العربية أصبحت المنصة التي يلجأ إليها الناشر الأجنبي
  • السيسي: التحديات التي يشهدها الاقتصاد العالمي تحتم تكثيف التعاون بين الدول العربية
  • الجفاف يخرج آلاف هكتارات القمح من حيز الإنتاج في الغاب
  • معلومات مهمة عن متحرك الشهيد الصيَّاد بأجنحته المتعددة
  • تعرف على المشروعات التي تدرس مصر تنفيذها في جيبوتي بمجال النقل
  • مواطن يستعرض إمكانيات سيارته التي لا تتجاوز قيمتها 10 آلاف ريال .. فيديو
  • اكتشاف حقل ألغام حوثي عشوائي غربي اليمن يُهدد حياة المدنيين
  • وزير الاقتصاد والصناعة يصدر قراراً بتشكيل ثلاث إدارات عامة ضمن الوزارة بدل الوزارات التي كانت قائمة قبل الدمج
  • عمرها نحو 3 آلاف عام..الإمارات تعلن عن اكتشاف أول مقبرة تعود إلى العصر الحديدي في أبوظبي