تداعيات كارثية وشيكة بسبب هجمات البحر الأحمر.. الحكومة تحذر من ارتفاع أسعار السلع وخبير اقتصادي يتوقع اغلاق ميناء الحديدة
تاريخ النشر: 20th, January 2024 GMT
تتجه الأوضاع في البحر الأحمر وباب المندب نحو منحنى خطر للغاية مع استمرار اعتداءات مليشيا الحوثي على السفن التجارية بمبرر منع السفن الإسرائيلية أو المرتبطة بالكيان المحتل من الوصول إليه في ظل الاعتداءات الوحشية الإسرائيلية المستمرة للشهر الثالث على التوالي على قطاع غزة والشعب الفلسطيني.
وحذر خبراء اقتصاديين، من كارثية استمرار هذه الاعتداءات والتي أدت إلى ارتفاع أسعار التأمين على السفن بنسبة 100 بالمائة وقد تتجاوز ذلك بشكل أكبر، وكذلك ارتفاع أسعار الشحن والنقل البحري بشكل غير مسبوق، ما ينذر بكارثة على الدول المحيطة بالبحر الأحمر وفي مقدمتها اليمن، حيث سينعكس ذلك على أسعار السلع وربما انعدامها.
وقال وزير الصناعة والتجارة محمد الاشول(سبأ) " إن هذه الاعتداءات هي تحشيد للمجتمعات المتضررة من تصرف الحوثي ضد اليمن، وخلق عداوات لا مبرر لها مع الإضرار بالاقتصاد الإقليمي للدول المطلة على البحر الأحمر، وارتفاع أسعار التأمين وارتفاع أسعار تكاليف الشحن".
وأضاف " ان ذلك سيؤدي إلى ارتفاع أسعار السلع الغذائية ما قد يتسبب بتوقف عمليتي الاستيراد والتصدير إذا زادت وتيرة هذه الاعتداءات".
وأوضح أن الأثر الاقتصادي سيكون مخيفاً على المدى الطويل والقصير، ما سيؤثر على حياة اليمنيين ومعيشتهم من خلال ارتفاع أسعار المواد الغذائية واختفائها مع الأثر المباشر على الناحية الاقتصادية ممثلة بانهيار القطاعات الخدمية التي تكون مرافقة لأعمال الاستيراد والتصدير".
وأشار الأشول، إلى ان اليمنيين أمام كارثة من نوع مختلف جداً تتمثل في توقف عمليات الاستيراد والتصدير بشكل جزئي أو كلي لفترات متقطعة واختلال أنظمتها ما يؤثر على الشركات الصغيرة والناشئة والدخول في مجاعة.
وأكد، أن الأعمال العسكرية من قبل مليشيات الحوثي الارهابية في المياه الإقليمية حتماً ستؤثر على صغار الصيادين وبالتالي الأمن الغذائي لليمن وتجارة المواشي مع القرن الافريقي وتصدير الخضروات إليها.
ويرى رئيس مركز الدراسات والإعلام الاقتصادي مصطفى نصر، ان الأزمة الراهنة تتجه نحو الإغلاق شبه الكامل لحركة التجارة في البحر الأحمر، سواء من خلال تحذيرات التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة الامريكية لشركات الشحن أو المخاوف التي تثيرها هجمات مليشيا الحوثي المتكررة.
وقال في تصريح لوكالة (سبأ) " إن الأزمة في البحر الأحمر التي خلفتها اعتداءات مليشيا الحوثي الارهابية على السفن انعكست في ارتفاع كلفة الشحن والتأمين على السفن المتجهة إلى الموانئ اليمنية، وارتفع سعر تكلفة شحن حاوية بِسعة 40 قدماً إلى ميناء الحديدة من خمسة آلاف دولار إلى عشرة آلاف".
وأضاف نصر "كذلك الأمر بالنسبة لميناء عدن إذ زادت كلفة الشحن بنحو 100 بالمائة والمتوقع أنها قد تصل إلى 150 بالمائة وهذا سينعكس بشكل مباشر على أسعار السلع".
وأشار إلى أن عمليات الاصطياد البحري التقليدي الذي يعتمد عليه قرابة مليون ونصف يمني، تراجعت وأصبح هناك حذر شديد من الدخول إلى البحر للصيد.
ولا يستبعد نصر، إغلاق ميناء الحديدة في حال تصاعدت حدة الصراع .. قائلا " في حين ان مليشيا الحوثي الارهابية تستخدم ثلثي سكان اليمن تقريباً كرهائن وتعتبرها ورقة ضغط قوية على المنظمات الدولية حتى لا يتوقف الميناء، كما أن وكالات الأمم المتحدة حريصة على استمرار سلاسل التوريد إلى الميناء".
ويؤكد رئيس مركز الإعلام الاقتصادي، أنه لا يمكن ممارسة ضغوط على مليشيا الحوثي الارهابية من الناحية الاقتصادية، مضيفا "إذ لا يهمها كثيراً مسألة توقف عملية الشحن عبر ميناء الحديدة لأنها تعتقد أنها قادرة على لي ذراع المجتمع الدولي بالعملية الإنسانية".
وكانت مصادر قطاع التأمين ذكرت الأسبوع الماضي ان أقساط التأمين ضد مخاطر الحرب للشحنات عبر البحر الأحمر تشهد ارتفاعاً بعد هجمات أخرى على السفن التجارية نفذتها مليشيا الحوثي الارهابية وتوقع استهداف السفن التي لها صلات بريطانية أو أمريكية.
وذكرت وكالة رويترز، أن سوق التأمين في لندن أدرجت جنوب البحر الأحمر ضمن المناطق عالية المخاطر، ويتعين على السفن إخطار شركات التأمين الخاصة بها عند الإبحار عبر هذه المناطق ودفع قسط إضافي، والذي كان حتى وقت سابق من هذا الشهر عادةً لمدة تغطية تبلغ سبعة أيام.
وقالت المصادر في قطاع التأمين " إن أقساط التأمين ضد مخاطر الحرب ارتفعت إلى حوالي واحد في المئة من قيمة السفينة، من حوالي 0.7 في المئة الأسبوع الماضي مع خصومات مختلفة تطبقها شركات التأمين، وانه من المتوقع أن ترتفع الأسعار.
ويتحول هذا إلى مئات الآلاف من الدولارات من التكاليف الإضافية لرحلة تستغرق سبعة أيام.
المصدر: مأرب برس
كلمات دلالية: ملیشیا الحوثی الارهابیة میناء الحدیدة ارتفاع أسعار البحر الأحمر أسعار السلع على السفن
إقرأ أيضاً:
الحوثي تكذّب الولايات المتحدة.. هكذا سقطت إف 18 فوق البحر الأحمر
أصدرت جماعة أنصار الله الحوثي بيانا كذّبت فيه ما ورد في بيان الولايات المتحدة إعلان سقوط طائرة فوق مياه البحر الأحمر.
وقالت الجماعة في بيان مساء السبت، إن قواتها المسلحة نجحتِ في إفشالِ هجوم أمريكيٍّ بريطانيٍّ على اليمن، حيث تم استهدافُ حاملةِ الطائراتِ "يو أس أس هاري أس ترومان" وعددٍ من المدمراتِ التابعةِ لها بالتزامن مع بَدءِ الهجومِ العدوانيِّ مساءَ يومِ أمسِ على بلدِنا ونُفذتِ العمليةُ بثمانيةِ صواريخَ مجنحةٍ و17 طائرةً مسيرةً.
وتابع البيان الذي تلاه العميد يحيى سريع أن العملية أدت إلى "إسقاطُ طائرةٍ إف 18 وذلكَ أثناءَ محاولةِ المدمراتِ التصديَ للمسيراتِ والصواريخِ اليمنية"، إضافة إلى "مغادرةُ معظمِ الطائراتِ الحربيةِ المعاديةِ الأجواءَ اليمنيةَ إلى أجواءِ المياهِ الدوليةِ في البحرِ الأحمر للدفاعِ عن حاملةِ الطائراتِ أثناءَ استهدافِها".
كما أدت العملية إلى "فشلُ الهجومِ المعادي على الأراضي اليمنية، وانسحابُ حاملةِ الطائراتِ يو أس أس هاري أس ترومان بعد استهدافِها من موقعِها السابقِ نحو شمالِ البحرِ الأحمر وذلك بعد تعرضِها لأكثرَ من هجومٍ من قِبلِ القوةِ الصاروخيةِ والقواتِ البحريةِ وسلاحِ الجوِّ المسير".
وصباح الأحد، أعلن الجيش الأمريكي عن سقوط طيارين من البحرية الأمريكية فوق البحر الأحمر في حادثة تبدو نتيجة نيران صديقة، قائلا إنه أسقطت عن طريق الخطأ إحدى طائراته المقاتلة فوق البحر الأحمر في ساعة مبكرة من صباح الأحد، ما أجبر الطيارين على القفز بالمظلة.
وأكدت القيادة المركزية الأمريكية "سنتكوم" في بيان لها أنه تم إنقاذ الطيارين بينما أصيب أحدهما بجروح طفيفة بعد "حالة إطلاق نيران صديقة على ما يبدو" والتي لا تزال قيد التحقيق.
وذكر البيان أن الطائرة المقاتلة من طراز "إف/إيه 18 هورنت" كانت تحلق فوق حاملة الطائرات "هاري إس. ترومان"، وأن إحدى السفن المرافقة لحاملة الطائرات، وهي الطراد الصاروخي "غيتسبيرغ"، أطلقت النار عن طريق الخطأ على الطائرة وأصابتها.