تقرير جديد للأمم المتحدة يتهم الإمارات بتسليح حميدتي تحت غطاء مساعدات طبية
تاريخ النشر: 20th, January 2024 GMT
استقبل الزعماء الأفارقة الفريق محمد حمدان دقلو المعروف بحميدتي كما لو أنه انتصر بالفعل في الحرب الأهلية في السودان. وقد تم تسليح قواته سراً من قبل دولة الإمارات العربية المتحدة، وفقاً لتقرير للأمم المتحدة لم يُنشر بعد.
حميدتي، قائد قوة شبه عسكرية سيئة السمعة تقاتل من أجل التفوق في الحرب الأهلية في السودان، ليس رئيساً لبلاده.
قام بعض أقوى القادة في القارة بفرش السجاد الأحمر لحميدتي بعد وصوله على متن طائرة فاخرة لعقد اجتماعات في أواخر كانون الأول/ ديسمبر وأوائل كانون الثاني/ يناير، بعد أن استبدل زيه العسكري ببدلات رجال الأعمال. وفي كينيا، كان الراقصون التقليديون ينتظرون على درجات سلم الطائرة. وفي جنوب أفريقيا، جلس على كرسي بذراعين بجوار الرئيس المبتسم سيريل رامافوسا.
وفي رواندا، وقف حميدتي بشكل مهيب أمام نصب تذكاري لضحايا الإبادة الجماعية في عام 1994، على الرغم من أن قواته واجهت اتهامات بالإبادة الجماعية في منطقة دارفور في السودان.
وكانت الجولة المفاجئة بمثابة عودة ملحوظة لقائد كثيرا ما ترددت شائعات عن مقتله أو جرحه منذ انزلاق السودان إلى الحرب في نيسان/ ابريل الماضي.
تتقدم قوات الدعم السريع التابعة لحميدتي في بعض أنحاء السودان، متغلبة على الجيش النظامي في البلاد وتدفعه إلى التراجع، ويرجع الفضل في ذلك إلى حد كبير إلى الدعم العسكري من دولة الإمارات العربية المتحدة، وهي دولة نفطية في الخليج الفارسي تبرز كصانعة ملوك في منطقة القرن الأفريقي، وفقًا لما ذكره تقرير جديد لمحققي الأمم المتحدة.
أسلحة الإمارات غيرت مسار الحرب في السودان
ويقدم التقرير الذي لم يُنشر بعد، والذي حصلت عليه صحيفة "نيويورك تايمز"، تفاصيل جديدة حول كيفية قيام الإمارات بتهريب أسلحة قوية إلى قوات حميدتي، المعروفة باسم قوات الدعم السريع، عبر تشاد منذ الصيف الماضي – طائرات بدون طيار مسلحة، ومدافع هاوتزر، وصواريخ مضادة للطائرات، يتم إرسالها عبر رحلات شحن سرية وطرق التهريب الصحراوية. وقد عززت الإمدادات قواته وحققت سلسلة من الانتصارات التي غيرت مسار الحرب في الأشهر الأخيرة.
ويقول التقرير إن القوة النارية الجديدة لقوات الدعم السريع كان لها تأثير هائل على توازن القوى، سواء في دارفور أو مناطق أخرى من السودان.
ووفق التقرير فقد جلبت الحرب كارثة مطلقة إلى السودان، حيث أسفرت عن مقتل ما لا يقل عن 12 ألف شخص منذ نيسان/ ابريل وتشريد 7.4 مليون آخرين من منازلهم، حسب تقديرات الأمم المتحدة. لقد أدى القتال إلى تدمير أجزاء كبيرة من العاصمة الخرطوم، ويحتاج 25 مليون من سكان السودان البالغ عددهم 45 مليون نسمة إلى مساعدات الإغاثة من أجل البقاء.
ويقول الخبراء إن الإمارات تستخدم ثروتها الهائلة وأسلحتها المتطورة لتوجيه مسار منطقة مضطربة في أفريقيا تعاني من الصراعات ولكنها تتمتع بثروات طبيعية هائلة وساحل طويل على البحر الأحمر.
ويشير الخبراء إلى رغبة الإمارات في إبرام صفقات للموانئ والأراضي الزراعية في جزء من أفريقيا تعتبره بشكل متزايد بمثابة الفناء الخلفي الاستراتيجي لها، وإلى عدائها الطويل الأمد للقوى الإسلامية.
لكن أحدث تقرير للأمم المتحدة أعده خبراء يراقبون حظر الأسلحة المفروض على دارفور عام 2005 يسلط الضوء على تكلفة تلك الطموحات. وهو يوثق العنف واسع النطاق ضد المدنيين الذي رافق تقدم قوات حميدتي؛ المذابح والتفجيرات والتقارير عن مئات حالات الاغتصاب التي تحاكي الإبادة الجماعية في دارفور قبل عقدين من الزمن.
وقد دفع هذا النمط من الفظائع وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، إلى اتهام قوات الدعم السريع رسميًا. في 6 كانون الأول/ ديسمبر الماضي بارتكاب جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية والتطهير العرقي.
وبعد أسابيع من ذلك الاتهام، استقل حميدتي، طائرة بوينغ مقدمة من شركة "رويال جيت"، وهي شركة يديرها مستشار رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة، الشيخ محمد بن زايد آل نهيان.
وقالت الإمارات في بيان إنها "لا تزود أيا من الأطراف المتحاربة بالأسلحة والذخيرة"، ونفت انتهاكها لحظر الأسلحة. وقالت إن أولويتها هي حماية المدنيين، والسعي من خلال الدبلوماسية مع الشركاء الأمريكيين والعرب والأفارقة، إلى إيجاد حل سلمي للصراع.
ومع ذلك، فإن هذا الإنكار يواجه شكوكًا صريحة بشكل متزايد من المسؤولين الأمريكيين، الذين يخشون من أن السودان ينزلق نحو المجاعة أو الإبادة الجماعية أو جولة جديدة من الحكم الاستبدادي الوحشي إذا فازت قوات الدعم السريع بالحرب.
وفي أوائل كانون الأول/ ديسمبر، أعلنت إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن أن نائبة الرئيس كامالا هاريس أثارت موضوع الحرب في السودان مباشرة مع الشيخ محمد على هامش قمة الأمم المتحدة للمناخ. وخلال عيد الميلاد، أثار جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي، الأمر بقوة أكبر خلال مكالمة مع نظيره الإماراتي الشيخ طحنون بن زايد، وفقًا لمسؤول أمريكي كبير على علم بالمكالمة وتحدث لـ"نيويورك تايمز" دون الكشف عن هويته.
ومع ذلك، يقول العديد من المشرعين الأمريكيين - وخاصة، حتى بعض كبار المسؤولين في إدارة بايدن - إن الجهود لا تزال خجولة للغاية، ويلومون وزارة الخارجية لفشلها في التوصل إلى خطة لإنهاء الحرب على الرغم من أشهر من الجهود الدبلوماسية، إلى جانب المملكة العربية السعودية.
وقد تم مؤخرا تعميم تقييم لوكالة المخابرات المركزية الأمريكية "سي آي إيه" مؤخرًا على الرئيس بايدن وغيره من كبار المسؤولين حول قوات الدعم السريع. وقال مسؤولون أمريكيون إن هذه القوات ستنشر الانتهاكات وتعرقل انتشار الديمقراطية في حال حققت انتصارا في السودان. وتشعر الولايات المتحدة أيضًا بالقلق بشأن علاقات حميدتي مع مرتزقة "فاغنر" الروسية، الذين زودوه بصواريخ مضادة للطائرات في الأشهر الأولى من الحرب.
توازي هذه المخاوف الدعوات الخارجية المتزايدة لتدخل أمريكي أكثر إلحاحًا في السودان، بما في ذلك اتخاذ موقف أقوى تجاه التدخل الإماراتي الذي يصفه النقاد بأنه كارثي.
وقد وكتبت ميشيل جافين، الباحثة في مجلس العلاقات الخارجية، مؤخرًا أن "الإمارات وفي سعيها لتحقيق النفوذ والأمن قد ينتهي بها الأمر على دفع المنطقة بأكملها إلى الفوضى".
وبرز حميدتي، الذي كان تاجر جمال في السابق، على الساحة في أواخر العقد الأول من القرن الحادي والعشرين كقائد للميليشيا الوحشية المعروفة باسم "الجنجويد" في دارفور. لقد جمع أموالاً من خلال بناء إمبراطورية تجارية، في البداية من خلال السيطرة على مناجم الذهب، ثم كحليف للإمارات.
منذ عام 2016 تقريبًا، أرسل حميدتي مقاتلين إلى اليمن، مقابل مبالغ طائلة من الإمارات، ثم استثمر هذه الأرباح لاحقًا في شبكة تضم حوالي 50 شركة، مقرها الرئيسي في دبي، والتي لا تزال تمول آلته الحربية، حسبما وجد محققو الأمم المتحدة في التقرير الذي لم ينشر.
وفي تموز/ يوليو الماضي، ضاعفت الإمارات من دعمها لحميدتي، فقد ظهر مستشفى جديد بنته دولة الإمارات في أم جرس، وهي بلدة نائية في شرق تشاد، يقدم العلاج الطبي للاجئين السودانيين. لكن أجهزة الاستخبارات الغربية سرعان ما أدركت أن طائرات الشحن التي تهبط على مهبط طائرات قريب من المستشفى كانت في الواقع تحمل أسلحة متجهة إلى قوات الدعم السريع.
ووصفت الإمارات في بيانها المستشفى الميداني بأنه "شريان حياة بالغ الأهمية للمدنيين الذين يحتاجون إلى رعاية طبية"، وقالت إنها دعت مفتشي الأمم المتحدة لزيارته.
وفي غضون أسابيع، بدأ جنود حميدتي في اجتياح دارفور، واستولوا في نهاية المطاف على أربع من العواصم الإقليمية الخمس. لكن الاستيلاء على ود مدني، وهي مدينة تقع في الجزيرة سلة غذاء وسط السودان، في 15 كانون الأول/ ديسمبر، هو الذي تسبب في أكبر مفاجأة في الحرب.
وكانت العملية الإماراتية لدعم حميدتي مصدر قلق للاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر، وهي شبكة عالمية تفتخر بالحياد. ويشعر مسؤولو الصليب الأحمر بالقلق إزاء المجموعات الإماراتية التي تحمل شعار الهلال الأحمر، بشأن عمليات الإغاثة في أم جرس التي يقال إن الهلال الأحمر الإماراتي يديرها.
وردا على الأسئلة، قال الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر، الذي يشرف على 191 جمعية وطنية، إنه أرسل "بعثة لتقصي الحقائق" إلى تشاد في تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، وسيرسل بعثة أخرى الشهر المقبل. وقال توماسو ديلا لونجا المتحدث باسمه في رسالة بالبريد الإلكتروني: "إذا تم إثبات أي ادعاء، فإن الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر سيبدأ تحقيقًا".
وقال العديد من المسؤولين الأمريكيين الذين تحدثوا بشرط عدم الكشف عن هويتهم بسبب حساسية الأمر، إن إدارة بايدن عينت توم بيرييلو، الدبلوماسي السابق وعضو الكونغرس عن الحزب الديمقراطي، كمبعوث خاص للسودان. لكن التعيين تم تأجيله بسبب نزاع حول من سيقدم السيد بيرييلو تقاريره إليه، ومدى السلطة التي سيمارسها، خاصة عند التعامل مع الإمارات، حسبما قال أحد المسؤولين.
وواصل حميدتي هجومه الدبلوماسي يوم الخميس، حيث التقى في أوغندا مع رمضان لعمامرة، مبعوث الأمم المتحدة الجديد إلى السودان. وبالنسبة للمنتقدين السودانيين، فإن البدلات الأنيقة والحديث السلس هو مجرد تكتيك بينما يستعد حميدتي للجولة القادمة من المعركة، مشيرين إلى خطابه في رأس السنة الجديدة كدليل على سوء نيته.
وفي خطاب مسجل بالفيديو، تمنى حميدتي عيد ميلاد سعيدًا للمسيحيين السودانيين، قبل أيام من قيام قواته بإحراق كنيسة. ثم انتقد "عمليات القتل على أساس العرق" على الرغم من المذابح في دارفور.
لكن حميدتي سجل ملاحظة واحدة يمكن أن يرتبط بها العديد من السودانيين. وقال: "هناك سؤال ملح في أذهان الشعب السوداني.. أين نتجه؟"
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية السودان الإمارات حميدتي الأمم المتحدة الأمم المتحدة السودان سلاح الإمارات حميدتي صحافة صحافة صحافة سياسة من هنا وهناك صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة قوات الدعم السریع دولة الإمارات الأمم المتحدة الصلیب الأحمر الإمارات فی کانون الأول فی السودان فی دارفور الحرب فی
إقرأ أيضاً:
السودان.. حرب «منسية» و ملايين يعانون في صمت
مع نهاية عام آخر، تتواصل الحرب المُدمرة في السودان وقد تصل إلى عامها الثالث في منتصف أبريل القادم من عام 2025. ومازال التوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار بين طرفي الحرب: الجيش والدعم السريع، بعيد المنال على الأقل في الوقت الحالي.
التغيير ــ وكالات
وتبدو مأساة السودان تائهة في زحام أولويات الإعلام الدولي. أما رقعة الجوع في السودان، فإنها آخذة في التمدد لتصل إلى مناطق جديدة، حسب تقارير إعلامية وأخرى مدعومة من الأمم المتحدة.
“حرب منسية”وخصصت صحيفة “ديلي مورنينغ” مقالا مطولا للغاية عن الحرب المدمرة في السودان، والتي وصفتها بأنها لا تحظى بمتابعة إعلامية كبيرة بالمقارنة مع حروب أخرى مشتعلة حاليا في العالم.
وبدأت الصحيفة الإنجليزية تقريرها عن الحرب “المنسية” بالقول: “ينبغي ألّا تكون هناك منافسة أو مقارنة حول أي حرب هي الأكثر أهمية في العالم”. وأضافت أن الحرب المُدمرة في السودان بالكاد تُوجد على رادار بعض وسائل الإعلام .
وتابعت أن الحرب بالنسبة للأشخاص الذين يكتوون مباشرة بنيرانها هي مسألة حياة أو موت، “إذ يجب على الجميع خارج السودان أن يفهم ما يحدث في واحدة من أصعب الأزمات الإنسانية في التاريخ الحديث”.
وأردفت الصحيفة ذاتها: “لا يُمكننا أن نتحدث عن أهمية حياة السود ثم نتجاهل الملايين من الأرواح التي تأثرت بهذا الصراع (في السودان) دون أن نفهم الأسباب الكامنة وراءه”.
ولفتت صحيفة “ديلي مورنينغ” الأنظار إلى أن الحرب بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع أوقعت آلاف القتلى والجرحى. وفرضت على الملايين النزوح بحثا مكان آمن. فضلا عن معاناة ملايين من السودانيين من أزمة جوع حادة.
وأشار نفس المصدر أنه من “المستحيل” الحصول على الأرقام الحقيقية والكاملة للكارثة التي يعيشها السودان، مُوضحا أن عمال إغاثة يعملون داخل السودان يقول إن الحرب تسببت في “أسوأ أزمة إنسانية في العالم”
وترى “ديلي مورنينغ” أن القوى الغربية تدرك بوضوح حجم المشكلة. أما وسائل الإعلام الكبرى فقد “اختارت إلى جانب الحكومات التي تزودها بالبيانات الصحفية لتقوم بنسخها ولصقها-اختارت- أن تغض الطرف عن الأمر”.
وواصل المصدر أنه في خضم الحرب المدمرة في السودان، تُحقق شركات أسلحة فرنسية أرباحا هائلة من التكنولوجيا المستخدمة في الصراع، وفي انتهاك لحظر أسلحة فرضته الأمم المتحدة. وأضاف: “لا شك أن أطرافا أخرى متورطة أيضا”.
وفي وقت سابق، كشفت منظمة العفو الدولية أن ناقلات جنود مدرعة تستخدمها قوات الدعم السريع قد صُنعت في الإمارات العربية المتحدة ومُجهزة بمعدات فرنسية.
وأشارت صحيفة “ديلي مورنينغ” أن شركات الأسلحة متواطئة في توفير الوسائل، التي يُمكن من خلالها مواصلة القتال. وأضافت أنه لا بد من منع شركات الأسلحة من توريد المعدات العسكرية، التي تُغدي الحرب الأهلية سواء بشكل مباشر أو غير مباشر.
ودعت الصحيفة البريطانية إلى بذل المزيد من الجهود من أجل تحقيق وقف دائم لإطلاق النار في “هذه الحرب الأهلية الكارثية”.
الذهب والحرب!أما صحيفة “فرانكفورتر ألغماينه تسايتونغ” ، فقد سلطت الضوء على الأزمة السودانية بمقال يحمل عنوان :”مليارات من تجارة الذهب تموّل الحرب”.
وذكرت الصحيفة الألمانية ذائعة الصيت أنه أمام الحرب المدمرة التي تدور رحاها في السودان “يجب على المجتمع الدولي وألمانيا ألّا يقفا موقف المتفرج”، بل ينبغي عليهم “حرمان أطراف النزاع من أهم مصادر تمويلهم”، ( في إشارة للذهب).
ولفتت “فرانكفورتر ألغماينه” أن التوصل إلى اتفاق شامل ودائم يُوفر الحماية للسكان المدنيين يبدو أمرا يصعب تحقيقيه على المدى، إذ إن الأطراف المتحاربة: الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، ماضيان في خيار المواجهة. وأضافت أن هذا الوضع يزيد من أهمية استكشاف خيارات أخرى لوقف الحرب.
وواصل المصدر ذاته أن “صمود أطراف النزاع لفترة طويلة يعود إلى اعتمادها على موارد مالية كبيرة و دعم خارجي على شكل أسلحة ومعدات”. وأضاف أن “تقييد” مصادر التمويل وإمدادات الأسلحة قد يساعد في تقليل العنف ضد المدنيين.
وكتبت “فرانكفورتر ألغماينه” تقول: “تستفيد كل من القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع من تجارة الذهب منذ سنوات. ومع استقلال جنوب السودان في عام 2011، حل إنتاج الذهب المتزايد محل النفط كأهم سلعة تصدير للبلاد”.
وأضافت: “يتعلق الأمر بمليارات الدولارات سنويا، والتي تستفيد منها شركات القوات المسلحة وقوات الدعم”.
وأوضح المصدر ذاته أن الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة فرضتا عقوبات على بعض الشركات السودانية المُشاركة في تجارة الذهب. وأضافت أنه “يجب فرض عقوبات على المزيد من الشركات لضمان عدم تعاون مقدمي الخدمات اللوجستية أو شركات التأمين في الاتحاد الأوروبي مع قطاع المعادن في السودان”.
وقالت “فرانكفورتر ألغماينه” في هذا الصدد: “من خلال لائحة الاتحاد الأوروبي بشأن المعادن في مناطق النزاع، تُلزم الشركات بالفعل بضمان أن الذهب المستخدم صناعيا لا يمول الجهات المسلحة”.
وشدد المصدر ذاته على أن “كل هذه الإجراءات لن تؤدي إلى إنهاء بشكل مباشر للحرب، بيد أنها ستساعد على الأقل في الحد من معاناة المدنيين، وإيجاد مساحة للحديث عن وقف إطلاق النار والاعتماد على الحلول السياسية”.
مجاعة تتمدد“الصراع في السودان يُشعل أزمة مجاعة حادة”. كان هذا عنوان تقرير نشرته صحيفة “ميراج نيوز” الأسترالية للحديث عن تأثير الحرب المباشر على طعام ملايين السودانيين، الذين يُواجهون خطر مجاعة حقيقي في عدة مناطق.
وكتبت “ميراج نيوز” تقول: “يُواجه السودان أزمة مُتفاقمة، مع انتشار واسع للجوع الحاد وتزايد سوء التغذية الحاد والنزوح الجماعي، مما يزيد من تفاقم الوضع الإنساني المُتردي بالفعل، وفق تقرير مدعوم من الأمم المتحدة”.
وتشير تقديرات التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي أن أكثر من 24.6 مليون شخص يُعانون من مستويات عالية من انعدام الأمن الغذائي الحاد.
وأوضحت صحيفة “ميراج نيوز”، بالاعتماد على معلومات مُستقاة من تقرير للجنة مراجعة المجاعة بالتصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي، فإن المجاعة اتسعت إلى خمس مناطق ويُرجح أن تمتد إلى خمس مناطق أخرى بحلول شهر مايو القادم.
وأضاف المصدر ذاته أن “عدة مناطق أخرى معرضة لخطر المجاعة، لاسيما تلك التي تشهد تدفقات كبيرة من النازحين”. وأردف أن المناطق المُتضررة تشمل أجزاء من ولايات شمال وجنوب دارفور والخرطوم والجزيرة.
وكتبت “ميراج نيوز” “رغم أن هطول الأمطار فوق المتوسط دعم الزراعة في المناطق التي سمحت فيها الظروف الأمنية بذلك، فإن الصراع المستمر عرقل بشدة الأنشطة الزراعية”. وواصل المصدر ذاته أن المزارعين اضطروا إلى التخلي عن حقولهم، وتعرضت محاصيلهم للنهب أو التدمير.
الوسومالجيش الدعم السريع السودان حرب