دائرة التنمية الاقتصادية – أبوظبي تُسلِّط الضوء على «اقتصاد الصقر» خلال فعاليات الاجتماع السنوي الـ54 للمنتدى الاقتصادي العالمي
تاريخ النشر: 20th, January 2024 GMT
استعرض وفد إمارة أبوظبي الاقتصادي، المشارك في النسخة الـ54 من المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس، بقيادة دائرة التنمية الاقتصادية – أبوظبي، أبرز مُميِّزات «اقتصاد الصقر»، وفرص النموِّ التي يُتيحها، والتزام الإمارة باستراتيجيات التحوُّل نحو الاقتصاد الأخضر المستدام، الذي يُرسِّخ مكانة أبوظبي الريادية في مجال الحياد المناخي، من خلال تعزيز الابتكار والتكنولوجيا المُتقدِّمة.
وشارك في الوفد مسؤولون من عدة جهات اقتصادية رائدة في الإمارة، من ضمنها سوق أبوظبي العالمي، ومكتب أبوظبي للاستثمار، و«هب 71» منظومة التكنولوجيا العالمية في أبوظبي، ومكتب أبوظبي للمقيمين؛ بهدف استكشاف الفرص الاستثمارية المتاحة، وتعزيز العلاقات الاستراتيجية مع قادة العالم المشاركين في المنتدى.
وخلال أيام المنتدى، شارك الوفد في أكثر من 50 اجتماعاً ولقاءً ثنائياً مع قادة القطاع الاقتصادي وممثِّلي القطاعين العام والخاص من مختلف أنحاء العالم؛ وتعكس هذه المشاركة الواسعة التزام إمارة أبوظبي بالإسهام بفعالية في الجهود العالمية الرامية إلى تحقيق مستقبل مستدام للجميع؛ وركَّزت مناقشات الوفد مع قادة الاقتصاد العالمي على سبل تعزيز التعاون، واستقطاب المواهب والأعمال والاستثمارات، لتحقيق النمو والازدهار والتوسُّع انطلاقاً من أبوظبي إلى العالم.
وبهذه المناسبة، قال معالي أحمد جاسم الزعابي، رئيس دائرة التنمية الاقتصادية – أبوظبي: «خلال مشاركتنا في المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس، عقدنا مباحثات مثمرة مع وفود رفيعة المستوى من جميع أنحاء العالم، واستعرضنا رؤية أبوظبي للتحوُّل نحو “اقتصاد الصقر الأخضر” من خلال تعزيز أسس الابتكار وريادة الأعمال. وفي ظل التحوُّلات الكثيرة التي يشهدها الاقتصاد العالمي، والتي تؤثر في جميع القطاعات في مختلف أنحاء العالم، نرى ضرورة التعاون وانتهاج سياسات استباقية لرسم مستقبل أفضل للجميع؛ لذلك نواصل جهودنا لتوطيد التعاون مع أبرز الفاعلين في الساحة الاقتصادية العالمية، لإيجاد حلول مبتكرة لتحديات الحاضر والمستقبل».
وأضاف معاليه: «يُمثِّل اقتصاد الصقر المتنامي نموذجاً لتحقيق التوازن بين توظيف التكنولوجيا المتقدِّمة، وتحقيق أهداف الاستدامة والتنمية البشرية والنمو الاقتصادي. وتُسهم مبادراتنا في تعزيز منظومة ريادة الأعمال التي تتميَّز بالتنافسية العالمية في تمكين المواهب وروّاد الأعمال والمستثمرين من تحقيق أقصى إمكاناتهم، ونرى الكثير من الإنجازات في هذا الصدد. كذلك، شهدت الاستثمارات الأجنبية في أبوظبي زيادة بنسبة 9.7%، ما يعكس جاذبية الإمارة للمستثمرين، ويُرسِّخ مكانتها عاصمةً لرؤوس الأموال».
وشاركت دائرة التنمية الاقتصادية – أبوظبي في فعاليات الاجتماع السنوي الـ54 للمنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس، ضمن وفد دولة الإمارات العربية المتحدة، الذي ضمَّ أكثر من 100 مشارك، من بينهم وزراء ومسؤولين من جهات حكومية اتحادية ومحلية متعددة، مع وجود جناح خاص لاستعراض مبادرات دولة الإمارات؛ بهدف ترسيخ مكانتها مركزاً عالمياً للتنمية والتجارة والتمويل والابتكار، عبر توفير بيئة أعمال استثنائية تتميَّز بالأمن والاستقرار، ووجود شبكة من العلاقات الدولية وفرص الأعمال والاستثمار.
وأكَّد معالي أحمد جاسم الزعابي أهمية رؤية دولة الإمارات في مدِّ جسور التعاون بين الشرق والغرب، عبر دعم التدفُّقات التجارية والاستثمارية، والتزام الدولة بتعزيز التكامل الاقتصادي الإقليمي، مُشيراً معاليه إلى الدور المحوري الذي تضطلع به اتفاقيات الشراكة الاقتصادية الشاملة، التي أبرمتها دولة الإمارات مع الشركاء الرئيسيين في هذا المجال.
وفي حديثه عن مساعي أبوظبي لترسيخ مكانتها مركزاً إقليمياً لريادة الأعمال والابتكار والصناعات عالية التقنية والرقمنة والأتمتة والتمويل، أوضح معالي أحمد جاسم الزعابي أنَّ نموذج النمو المستقبلي لإمارة أبوظبي يُركِّز على تسريع التوجُّه نحو تصدير السلع والخدمات والابتكارات؛ وجاء ذلك خلال مشاركته في جلسة حوارية عن «اقتصادات دول مجلس التعاون الخليجي»، التي شهدت مشاركة رفيعة المستوى من مسؤولين وتنفيذيين، من بينهم معالي الشيخ سلمان بن خليفة آل خليفة، وزير المالية والاقتصاد الوطني في مملكة البحرين؛ ومعالي خالد الفالح، وزير الاستثمار في المملكة العربية السعودية؛ والسيدة هنادي الصالح، رئيس مجلس إدارة شركة «أجيليتي» في الكويت؛ والسيد مجيد جعفر، الرئيس التنفيذي لشركة نفط الهلال في دولة الإمارات.
وفي جلسة حوارية بعنوان «أبوظبي: تمكين الأسواق مرتفعة النمو من أجل تحقيق الازدهار العالمي»، تحدَّث كلٌّ من معالي أحمد جاسم الزعابي والسيد وليد المقرب المهيري، نائب الرئيس التنفيذي للمجموعة في «مبادلة»، عن جهود أبوظبي للتحوُّل نحو اقتصاد المعرفة. وأوضح معاليه أن تركيز دائرة التنمية الاقتصادية – أبوظبي على توفير الفرص في القطاعات التي تتميَّز بإمكانات أعلى للنمو يُحفِّز المستثمرين والمبتكرين على المشاركة في رحلة أبوظبي نحو مستقبل مستدام وأكثر ازدهاراً.
واستضاف معالي أحمد جاسم الزعابي والسيد بدر سليم سلطان العلماء، المدير العام بالإنابة لمكتب أبوظبي للاستثمار، جلسة حوارية لمناقشة فرص تعزيز التعاون في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، شارك فيها عدد من المسؤولين وممثِّلي جهات عالمية، كما شارك وفد دائرة التنمية الاقتصادية – أبوظبي في جلسة نقاشية عن الأمن والاستقرار في الشرق الأوسط، وجلسة حوارية عن التقنيات ومستقبل القطاع المالي؛ حيث بحث المشاركون في الجلسة دور الذكاء الاصطناعي والتقنيات المتقدِّمة في إحداث نقلة نوعية في قطاع الأعمال على مستوى العالم، لاسِيَّما في القطاع المالي.
المصدر: جريدة الوطن
كلمات دلالية: دائرة التنمیة الاقتصادیة الاقتصادی العالمی دولة الإمارات جلسة حواریة
إقرأ أيضاً:
زيارة السوداني إلى إيران وبريطانيا في دائرة الضوء
آخر تحديث: 21 يناير 2025 - 10:41 ص بقلم: سعد الكناني
هناك من قال ان زيارة السيد محمد السوداني إلى بريطانيا تكون جزءاً من استراتيجية حكومة السوداني لتجنب الوقوع تحت تأثير طرف واحد، سواء كان في الشرق أو في الغرب، مما يعزز استقلالية القرار العراقي في السياسة الدولية. وهناك من وصف الزيارة لشراء الصوت البريطاني من أجل حماية القرار الولائي ومصالح إيران وتخفيف التوتر بين واشنطن وطهران وكذلك تخفيف التشديد البريطاني على الملف النووي الإيراني بصفتها عضوًا في مجلس الأمن الدولي، بالإضافة إلى محاولة الحصول على الدعم الدولي في مجالات متعددة لمساعدة العراق في تجاوز تحدياته الداخلية والإقليمية. والإتفاقيات التي وقعها السوداني مع الحكومة البريطانية نحو (20) اتفاقية في مجالات مختلفة من باب ” تأسيس شراكة إستراتيجية”، السؤال: هل تلتزم حكومة السوداني بهذه الإتفاقيات إذا وقفت بريطانيا ضد إيران؟.
زيارة السوداني إلى بريطانيا جاءت بعد زيارته لطهران ولقائه بالرئيس الإيراني بزشكيان وخامئني لتكريس النفوذ الإيراني في العراق ، وقد أتفق الطرفان على ذلك ، سواء بتوقيع الاتفاقيات أو غيرها، من ضمنها رفض خامئني حل الحشد الشعبي عندما قال للسوداني ” إن الحشد يشكل قوة النظام السياسي في العراق ومحور المقاومة ويجب تعزيز قدرته وتطويره ” ، والسوداني عندما طلب من خامئني الموافقة على تأجيل الانسحاب الأمريكي من العراق رد عليه منتهكا السيادة العراقية ” يجب إخراج القوات الأمريكية من العراق لأن إيران مهتمة بأمن العراق وتدافع عنه”. هذا الكلام ليس الأول، بل تأكيدا، وهو بمثابة أمر مُلزم التنفيذ من قبل الحكومة الاطارية سواء بالطرق الناعمة أو الخشنة. ورفض خامئني والسوداني على حل الحشد يتعلق بالعملية السياسية حيث يعتبر الحشد الضامن الرئيسي لاستمرارها بقيادة الأغلبية الشيعية، فهو يحمي النظام السياسي من أي مخاطر محتملة من ضمنها اضطرابات داخلية بتأثير عوامل خارجية.
السوداني يعمل ضمن الإطار والأخير مؤمن لدرجة اليقين بما يسمى محور المقاومة الإسلامية “المشروع الإيراني” المستند على نظرية ” أم القرى “الاستعمار الإيراني لبسط نفوذه على الدول العربية وفرض الاجندات الإقليمية والدولية. وبغداد أصبحت في ظل الحكم الإطاري القلب النابض للمشروع الإيراني، ومكاتب ما يسمى محور المقاومة تشهد في منطقة الجادرية وشارع فلسطين وسط بغداد.
ولتحفيز ذاكرة القارئ، فقد وقع السوداني مع إيران (22) إتفاقية اقتصادية ومالية وأمنية ، هذا الرقم ناتج جمع (14) إتفاقية خلال زيارة الرئيس الإيراني بزشكيان إلى بغداد يوم 11/9/2024 و(8) إتفاقيات خلال زيارته إلى طهران يوم 8/1/2025،تتجاوز قيمة هذه الاتفاقيات وفق مصادر سياسية نحو (63) مليار دولار، وحكومات الإطار لا تعلن أرقام المبالغ المالية لكل اتفاقياتها مع إيران لأنها بأسعار مبالغ فيها لمواصلة دعمها بعناوين مختلفة على حساب العراق الذي يعاني من عجز مالي في كل موازناته بما فيها ( 2025 ) نحو( 40% ) جراء الفشل والفساد والأفراط في الانفاق الحكومي وبيئة طاردة للاستثمار الحقيقي وليس الاستثمار ” المستثنى ” من القوانين والضوابط لغايات معينة.
العجيب ولا عجب في العراق أن ايران مستمرة بقطع المياه عن العراق وتحويل مسارات (42) رافدا داخل أراضيها خلافا للقوانين الدولية وعلاقات دول الجوار اخرها انشاء سد يدعى (شريف شاه) على منحدرات وادي حران، أحد أهم الوديان الحدودية التي تستقبل سنويًا كميات كبيرة من السيول القادمة من عمق الأراضي الإيرانية باتجاه العراق .هذا السد الذي يبعد عن الحدود العراقية نحو (30) كم يمتص نحو(70% ) من مياه السيول الموسمية التي كانت تتدفق باتجاه محافظة ديالى ، وسبق للبنك الدولي، أكد على أن غياب أي سياسات بشأن المياه قد يؤدي إلى فقدان العراق بحلول العام(2050) نسبة( 20%) من موارده المائية، فيما اعلن العراق في وقت سابق أن المشروعات المائية التركية أدت لتقليص حصته المائية بنسبة(80%)، بينما تتهم أنقرة بغداد بهدر كميات كبيرة من المياه.
أما الموقف العراقي الإيراني فهو واحد تجاه المتغير السوري الجديد ولن تتعامل كل من بغد وطهران مع حكومة (أحمد الشرع) لكونها تتصف بـ “الضبابية” وفق تفسير العاصمتين. حتى الحراك العراقي من أجل عقد مؤتمر في بغداد بشأن الوضع السوري كان بمشورة إيرانية. وفي السياق نفسه، قال رئيس البرلمان الإيراني (محمد باقر قاليباف) في حديث متلفز، أن” خسارة إيران لسوريا يشكل هزيمة قاسية مقارنًا إياها بالهزيمة العسكرية خلال الحرب العراقية الإيرانية، وأشار الى ان هذه الخسارة تعد مثلبة كبيرة ومؤلمة لإيران إلا أنه أكد أن طهران لن تترك سوريا!!”. خلاصة الموضوع، عافية العراق تستعيد بالخلاص من النفوذ الإيراني وميليشياته من خلال تشكيل حكومة مدنية من الكفاءات الوطنية المستقلة تعزز من استقلالية البلد وبناء علاقات متوازنة إقليميا ودوليا وتحقيق إصلاحات شاملة من أجل استقرار العراق وإسعاد المواطن وأحترام كرامته.