إعداد قادة المستقبل.. انطلاق الجزء الثاني من الخطة التدريبية للمحليات بمركز التدريب بسقارة غدًا
تاريخ النشر: 20th, January 2024 GMT
كتب- محمد نصار:
أعلن اللواء هشام آمنة، وزير التنمية المحلية، بدء الجزء الثاني من دورة إعداد قادة المستقبل غدًا الأحد 21 يناير 2024، في الأسبوع التدريبي الـ24 من الخطة التدريبية للمحليات للعام المالي الحالي، بمركز التنمية المحلية بسقارة.
ونوه آمنة بأن الدورة مستمرة لمدة 3 أسابيع؛ بإجمالي 102 ساعة تدريب، ويستفيد منها 55 متدربًا من ديوان عام الوزارة وجميع المحافظات، مشيرًا إلى أن هذه الدورة المهمة تهدف إلى خلق كوادر قيادية وشبابية مدربة ومؤهلة للتعامل بكل الأساليب الحديثة؛ باعتبارهم قادة المستقبل وأساس تقدم الدولة.
يأتي ذلك في إطار اهتمام وزارة التنمية المحلية برفع كفاءة العاملين بالجهاز الإداري للمحافظات؛ من خلال تنمية المهارات القيادية والإدارية؛ خصوصًا للصف الثاني من العاملين بالمحليات.
وأكد وزير التنمية المحلية أن هذه الدورة تأتي استجابة لاهتمام القيادة السياسية ببناء الإنسان المصري وتنفيذ رؤية مصر 2030 والتي تهدف إلى رفع كفاءة الجهاز الإداري بالدولة من خلال تنمية المهارات القيادية والإدارية للصف الثاني من العاملين بالمحليات، لافتاً إلى أن الوزارة من أولى الوزارات التي نفذت دورات لإعداد قادة المستقبل، لتأهيل صف ثانٍ مؤهل لشغل مناصب قيادية بالمحليات، وحققت الوزارة نقلة نوعية في تدريب العاملين بالمحليات والقيادات المحلية وإحداث تغيير شامل في أسلوب العمل وتقديم خدمات بشكل أفضل بما يحقق رضا المواطنين، موضحاً أن مركز التنمية المحلية بسقارة نظم الجزء الأول من دورة قادة المستقبل في 2 ديسمبر 2023، واستمرت لمدة 3 أسابيع .
وأوضح اللواء هشام آمنة أن الأسبوع الأول من الجزء الثاني من الدورة يركز على عدة موضوعات؛ أهمها التفكير الإبداعي والتفكير الاستشراقي المستقبلي، وتفادي العلاقات السامة في بيئة العمل والاحتراق الوظيفي، وإدارة ضغوط العمل وإدارة التفاعل السلوكي مع الآخرين وبيئة العمل الصحية، وقياس وتحليل المهارات القيادية، والاستثمار في مصر (جذب المستثمرين- القوانين المنظمة- الشراكة بين الحكومة والقطاع الخاص- التمويل- حساب الربح)، عرض مشروعات الوزارة (موازنة البرامج والأداء وبرامج التنمية المحلية المطورة، والتنمية الزراعية والأمن الغذائي والمائي دليل تصميم وتشغيل الأسواق، والتعريف بقانون البناء الموحد وتراخيص البناء والاشتراطات البنائية الجديدة، والمخاطبات والمراسلات ومذكرات العرض والأخطاء اللغوية الشائعة فيها، وأمن المعلومات والأمن السيبراني، ومكافحة الفساد والتعامل مع المؤسسات الرقابية، ومفهوم الدولة، إضافة إلى تضمنها جلسات محاكة وورش عمل ولقاء مع مسؤول محلي لتبادل الخبرات والمعلومات معه.
وطالب وزير التنمية المحلية بضرورة أن تكون مشروعات التخرج التي يقوم المتدربون بإعدادها في نهاية الدورة مرتبطة بإحدى المشكلات المرتبطة بالمحليات وابتكار حلول غير تقليدية لحلها، مع ضرورة تحفيز أوائل خريجي هذه الدورة بحصولهم على دورات متقدمة داخل مصر وخارجها، مشيرًا إلى أنه سيتم ترشيح مَن يجتاز الدورة التدريبية كاملةً بأداء متميز لتولي منصب قيادي في المحافظات، وتعيينهم مساعدين لرؤساء الأحياء والمدن.
وأشار اللواء هشام آمنة إلى أن الأسبوع التدريبي الـ24 سيتضمن أيضاً تنظيم 4 دورات تدريبية؛ منها دورتان جديدتان تنفذان لأول مرة هما "رفع كفاءة إدارة الحملة الميكانيكية وترشيد الإنفاق وتعظيم استخدام الموارد" ودورة "المتابعة والتقييم لخطط بناء القدرات" بالتعاون مع برنامج التنمية المحلية بصعيد مصر بالوزارة والتي تعقد بتكليف من رئيس الجمهورية، كما سيتم تنفيذ دورة تطوير مهارات منظومة إدارة أملاك الدولة، ودورة القوانين المنظمة لخدمات المراكز التكنولوجية، ويستفيد من تلك الدورات 116 متدرباً من جميع المحافظات .
وأوضح وزير التنمية المحلية أن الأسبوع الـ24 بمركز سقارة يشهد انطلاق دورة جديدة عن رفع كفاءة إدارة الحملة الميكانيكية وترشيد الإنفاق وتعظيم استخدام الموارد، ويستفيد منها 28 متدرباً، مشيراً إلى أن الدورة ستركز على التعريف بدور الهيئة العامة للخدمات الحكومية في ترشيد الإنفاق، وكيفية إدارة المخاطر في استخدام المركبات الحكومية، وعلاقة إدارة السيارات بإدارة المخازن والإدارات الأخرى، وقواعد تشغيل السيارات، والسجلات الواجب توافرها بالحملة، وقواعد استخدام وتخصيص السيارات وصرف الوقود ومعدلات استهلاكه، والصيانة الوقائية والدورية ومدد استهلاك قطع الغيار، وكيفية الاستفادة من الشركات الموردة للمعدات والسيارات وكذلك الفنيين العاملين بالحملات.
وقال اللواء هشام آمنة إنه تنفيذاً للتكليفات الرئاسية بتعميم الممارسات الجيدة لبرنامج التنمية المحلية بصعيد مصر في جميع المحافظات، سيقوم مركز تدريب سقارة في أسبوعه الـ24 بتنظيم دورة "المتابعة والتقييم لخطط بناء القدرات"؛ بالتعاون مع البرنامج والبنك الدولي واتحاد البلديات الهولندي ويستفيد منها مديرو الموارد البشرية ومسؤولو التدريب بالمحافظات؛ نظراً لأهميتها الملحة في الوقت الراهن، موضحاً أن التدريب أثناء الخدمة يُعد ذا أهمية كبيرة نظرًا لما يُهيئه للموظف من معارف ومهارات جديدة تتطلبُها الوظيفة، أو من خلال تعرفه على أفضل الحلول للمشكلات التي يواجِهُها أثناء ممارسته عمله، مما يُزيده تمَكناً في أداء عمله ويساعده على تجنب الأخطاء، ليصل بذلك الى المستوى المنشود الذي نطمح إليه لتحقيق الرقي والتقدم في الجمهورية الجديدة .
ولفت آمنة إلى أن التدريب سيركز على عدة موضوعات؛ منها: التعريف ببرنامج التنمية المحلية بصعيد مصر وخطة تعميم الممارسات وإجراءتها وأهداف مكون بناء القدرات والخطة التشاركية المبنية على تقدير الاحتياجات والاعتبارات الفنية واللوجستية قبل وأثناء تنفيذ الخطة وكيفية تصميم استمارة تحديد الاحتياجات ومفهوم المتابعة والتقييم أثناء وبعد تنفيذ خطة بناء القدرات، مشيراً إلى أن التدريب سيتضمن التطبيق العملي للتأكد من وصول المعلومات اللازمة للمتدربين وقدرتهم على التنفيذ الفعلي بعد اجتيازهم التدريب داخل العمل.
وتابع وزير التنمية المحلية حديثه عن دورات الأسبوع الـ24 بمركز سقارة والذي يتضمن انطلاق دورة "تطوير مهارات منظومة إدارة أملاك الدولة"، والتي يستفيد منها 28 متدربًا من العاملين بإدارات أملاك الدولة، مشيراً إلى أن المحتوى التدريبي للدورة سيركز على التعريف بمفهوم أملاك الدولة في مصر، وأهميتها والقوانين المنظمة لها وكيفية وطرق استعادتها وأنواع وطرق التصرف فيها، وما إجراءات تخصيص الأراضي المملوكة للدولة بغرض الاستثمار أو أي أغراض أخرى وفقًا لأحكام القانون ١٨٤ لسنة ٢٠١٨ والقوانين الأخرى ذات الصلة، والتعرف على المشكلات والمعوقات لاسترداد أراضي أملاك الدولة وموجات الإزالة، وأهمية واستخدامات نظم المعلومات الجغرافية GIS في استرداد أملاك الدولة، والتعريف بقانون رقم 144 لسنة 2017 ولائحته التنفيذية (نموذج الاستدلال والاستبيان للأراضي- ولجان التقنين المشكلة والدليل الاسترشادي)، كما تتضمن الدورة أيضاً العديد من ورش العمل لتطبيقات طبيعة عمل أملاك الدولة وارتباطها بالإدارات الأخرى، ولجنة استرداد أراضي أملاك الدولة .
وأضاف آمنة أن الأسبوع الـ24 بالخطة التدريبية سيتم خلاله تنظيم دورة "القوانين المنظمة لخدمات المراكز التكنولوجية"، والتي تهدف إلى دعم جهود الدولة في التحول الرقمي وتبسيط الخدمات وتقليل زمن أدائها والتسهيل على المواطنين في الحصول عليها، ويستفيد منها 28 متدربًا من العاملين بالمراكز التكنولوجية، وتتضمن الدورة التعريف على عدة قانونين؛ منها قانون 154 لسنة 2019 الخاص بالمحلات العامة، وقانون 453 لسنة 1954 الخاص بالمحلات، وقانون البناء الموحد 119 لسنة 2008 وتعديلاته، وانتظار المركبات، وقانون الإدارة المحلية، وقانون الإشغالات رقم 140 لسنة 1956 في شأن اشغال الطرق العامة ولائحته التنفيذية وتعديلاته 2018، وقانون رقم ٢٠٨ لسنة ٢٠٢٠ الخاص بتنظيم الإعلانات على الطرق العامة، وقانون الإدارة المحلية (الإسكان- إيرادات)، كما يتم تنفيذ العديد من ورش العمل التطبيقية على القوانين المنفذة اليوم .
المصدر: مصراوي
كلمات دلالية: كأس الأمم الإفريقية حصاد 2023 أسعار الذهب الطقس مخالفات البناء سعر الدولار انقطاع الكهرباء فانتازي الحرب في السودان طوفان الأقصى سعر الفائدة رمضان 2024 مسلسلات رمضان 2024 هشام آمنة وزير التنمية المحلية إعداد قادة المستقبل مركز التدريب بسقارة طوفان الأقصى المزيد وزیر التنمیة المحلیة القوانین المنظمة اللواء هشام آمنة قادة المستقبل ویستفید منها بناء القدرات أملاک الدولة من العاملین أن الأسبوع ویستفید من الثانی من إلى أن
إقرأ أيضاً:
إبراهيم شقلاوي يكتب: المصباح يثير جدلًا !
في خضم التحولات المزلزلة التي يشهدها السودان منذ اندلاع حرب 15 أبريل 2023 ، تبرز حقائق لم تعد تحتمل التأجيل، أولها أن السيادة الوطنية لا تُصان بالشعارات، بل تُبنى على ركائز الاستعداد الاستراتيجي، ووعي جمعي يدرك أن الأوطان لا تحرسها الجيوش وحدها، بل تستبسل شعوبها في الذود عنها.
تغريدة قائد “فيلق البراء بن مالك”، التي أعلن فيها عن الاستعداد لتجهيز نصف مليون شاب كقوة احتياط تحت إمرة القوات المسلحة ومؤسسات الدولة، تمثل انعكاسًا لهذا الفهم الجديد. ليست دعوة للتجنيد الموازي، بل تصور استراتيجي لقوة دعم مدنية، جاهزة دون أعباء على الدولة، تكون امتدادًا شعبيًا للجيش، وسندًا وقت الحاجة.
فحين يُطرح إعداد نصف مليون شاب متدرب على حمل السلاح، فالمقصود ليس المواجهة العسكرية فحسب، بل إعداد جيل جديد، واعٍ بواجبات السيادة، وقادر على حماية قراره الوطني، في زمن تتساقط فيه الدول من الداخل، لا بفعل الجيوش ، بل من خلال استهداف الوعي، والاقتصاد، ومؤسسات الدولة.
هذه الحرب كما عبّر عنها المصباح طلحة، ليست حرب حدود أو سلطة، بل حرب وجود ضد مشروع تفكيك الدولة الوطنية لصالح المشروع الاستعماري الذي يدار بأدوات محلية وإقليمية. لا مكان هنا للعفوية، فالمشهد يشير إلى محاولة منظمة لتجريد السودان من أدوات قراره، وتحويله إلى دولة مستباحة وتحكم في مواردها تُدار من الخارج، وتُحكم بوكلاء الداخل.
في قلب هذا المشهد، لا يمكن إغفال الأدوار الإقليمية التي تجاوزت الدعم الإنساني إلى محاولة التأثير في مسارات الصراع عبر أدوات متعددة، من دعم مليشيا الدعم السريع، إلى تصدير خطاب سلام زائف، مما يكرّس واقعًا جديدًا يستبدل البندقية بالمؤتمرات، والسيادة الوطنية بتوصيات الدبلوماسيات الدولية.
المطلوب ليس فقط دعم القوات المسلحة ورفع أجورها وتحسين بيئة عملها وحشد الإمكانات لها، بل بناء منظومة رديفة من الشباب، مدربة ومؤمنة بدورها، تمثل قوة فكرية وميدانية، تفهم أن الوطن لا يُحمى فقط بالبندقية، بل بالوعي والعلم ، والإرادة، والاستعداد.
لقد علمتنا هذه الحرب أن لا نصر بدون إعداد، ولا سيادة دون شباب يحملون السلاح بيد، والوعي باليد الأخرى. آن للشارع السوداني أن يتحول من مساحة للانتظار إلى رصيد جاهز لكل طارئ.. كما آن للشباب أن يتصدروا المشهد السوداني قيادة وريادة ووحدة صف دون إقصاء أو استعلاء علي الآخرين .
ومن هنا تبرز أهمية نماذج إقليمية ملهمة ؛ فكما أعادت رواندا بناء ذاتها عقب العام 1994بعد واحدة من أفظع المآسي الإنسانية في التاريخ الحديث، مستثمرة في شبابها عبر التعليم والمشاركة السياسية والريادة التقنية، يمكن للسودان أن يحذو ذات المسار، بمقاربات شاملة تستنهض طاقات الشباب، وتصقل وعيهم بحقهم في الحلم، والمشاركة، والدفاع عن وطنهم.
الدارس لواقع الشباب السوداني اليوم يدرك أن الرهان لا ينبغي أن يكون على الدولة وحدها، بل على الشراكة المجتمعية، بمشاركة المؤسسات التعليمية، والمنظمات المدنية، والقطاع الخاص . وحدة الفعل التشاركي هو القادر على تحويل جراح الحرب إلى طاقة بناء.
التغريدة التي نشرها قائد “فيلق البراء” والتي نقلتها منصة “نبأ السودان”، جاءت بصيغة تكشف عن تطور نوعي في فهم طبيعة المعركة. كتب: “استراتيجيتنا إعداد نصف مليون مجاهد كقوة احتياط ضاربة متى ما احتاجها الوطن، تحت قيادة القوات المسلحة ومؤسسات الدولة، دون أعباء إدارية على الدولة.” إنها ليست دعوة لميليشيا، بل تصور لاستعداد وطني شعبي مندمج داخل مؤسسة الدولة.
ردود الفعل على التغريدة لم تكن سطحية، بل طالبت بزيادة العدد إلى أكثر من ذلك ، وهي ليست مبالغة بقدر ما هي صرخة وعي أمام واقع أرادوا له أن يُطمر. فالحرب الأخيرة لم تكن مواجهة عسكرية عادية، بل محاولة منظمة لإسقاط الدولة من الداخل، مدفوعة بأجندات دولية، وأدوات إقليمية.
لذلك يجب ان نعلم وبحسب ما نراه من وجه الحقيقة بأن الذين هندسوا مشروع تفكيك السودان لن توقفهم معركة واحدة بل ستظل معاركهم متجددة . لذلك النصر الحقيقي يبدأ من الوعي والتنظيم والإرادة. وما لم نتحول إلى دولة ذات مشروع وطني يوحد أهلها ويبني السلام من الداخل، وتحمي قرارها بوعي شبابها، فستبقى السيادة حلمًا مؤجلاً.
ولأن الشعوب الحية وحدها من تدرك أن السيادة لا تُمنح بل تُنتزع، تظل اللحظة الأخطر حين يغيب وعي الدفاع عن القرار المستقل. فكما قال روسو: “الشعوب لا تفقد حريتها دفعة واحدة، بل تفقدها حين تتخلى عن حقها في أن تقرر.” وعليه، فإن أي مشروع وطني للفنون أو الإنتاج أو السياسة، لا يكتمل إلا بتجذير هذا الوعي، وتحويله من شعار إلى فعل يومي يُمارَس وإرادة وطنية قادرة علي الإستجابة .
دمتم بخير وعافية.
إبراهيم شقلاوي
الخميس 24 أبريل 2025