noradin@msn.com
كلام الناس
نورالدين مدنى
* كما كانت بحري مدوزنة
غنت للإمتاع والنغم
كنتم بحراً من الألق والجمال
وكان حضوركم شرفاً زادنا فخراً
وأكسب ليالي بحري معاني الجمال والروعة
هذه الكلمات التي حملها في شهادة تكريم من مجموعة (محمود في القلب) ووزارة الثقافة والإعلام والسياحة بولاية الخرطوم، وسلمني إياها على مسرح خضر بشير في شمبات مع كلمات طيبات منه في أكتوبر من عام مضى ضمن تكريم كوكبة من مبدعي الخرطوم بحري في أسبوع ليالي بحري، لم أجد أفضل منها لأردها إليه في بداية (كلام الناس) عنه ، إنه الراحل المقيم حبيب الناس محمود عبدالعزيز.
* أقول بصدق إن محمود عبد العزيز لم يكسب ليالي بحري وحدها معاني الجمال والروعة وإنما أكسب ليالي كل السودان القديم بجهاته الأربع قبل انفصال الجنوب معاني الجمال والروعة والخير النبيل، لذلك لم يكن غريباً أن تهوى إليه أفئدة الناس في حياته وأن تتابع حالته الصحية منذ أن أقعده المرض بالداء والابتهال لله عز وجل.. حتى ودعته هذا الوداع المهيب بكل هذا الحب والإجلال.
* لن نتحدث هنا عن محمود عبد العزيز الفنان الذي تعلقت به قلوب مريديه وسمعهم وأبصارهم، ولا أدعي أنني من المعجبين بغنائه لكنني شهدت - شوف العين - كيف يحبه جمهوره بجنون لا يمكن تفسيره بالعقل المجرد.
* شهدت كيف يلتف حوله الشباب، لا ليستمعوا فقط لأغنياته وإنما كانوا أحرص دائماً على القرب منه لا تحرمهم إعاقة ولا تقف بينهم وبينه أية حواجز ولا تفرق بينهم السياسة ولا الكورة ولا القبيلة، كان يدهشنا صراخهم الهستيري الذي لايستوعبه الوعي الظاهر ولا يسعه المكان المحدود مهما اتسعت جنباته.
* نعلم أنه في هذه الدنيا الفانية يرحل الأعزاء ويبقى الذكر الطيب والصدقة الجارية وحب الناس الذي هو من حب الله سبحانه وتعالى الذي منحه كل هذه النعم التي تجلت في محبة الناس له وتضرعهم إلى الله العلي القدير وهو على فراش المرض وبعد الرحيل أن يتغمده الله بواسع رحمته.
* كان مشهد الوداع أكبر من أن ترصده أجهزة الإعلام والصحف ولم يستطع الذين تحدثوا عن مشاعرهم تجاه فقيد الناس والوطن والفن التعبير عن بعض الحب الذي ربط الناس به.
* إن محبة الله لك أيها الفنان الصوفي ممتدة من الأرض إلى السماء وأنت بين يدي رحمته، ونحن نتضرع إليه أن يتقبلك بكل هذا الحب والرجاء وأن يسكنك فسيح جناته وأن يلهم أسرتك وعموم أهلك وكل أحبابك ومريديك الصبر وحسن العزاء
المصدر: سودانايل
إقرأ أيضاً:
40 عاما في السجن.. من هو جورج عبد الله الذي أفرجت عنه فرنسا رغما عن أمريكا؟
أصدرت محكمة فرنسية الجمعة، قرارًا بالإفراج المشروط عن الناشط اللبناني جورج إبراهيم عبد الله، بعد قضائه 40 عامًا في السجن.
وينص القرار على مغادرة عبد الله الأراضي الفرنسية وعدم العودة إليها.
ويأتي هذا القرار بعد محاولات عديدة لتقديم طلبات إفراج مشروط، حيث يعد هذا الطلب الحادي عشر الذي يُقبل منذ بدء حبسه.
من جهة أخرى، أعلنت النيابة الوطنية لمكافحة الإرهاب في فرنسا نيتها استئناف القرار، مما يفتح الباب أمام تأجيل تنفيذه.
تفاصيل اعتقال جورج عبد الله
واعتقل جورج إبراهيم عبد الله، الذي ينتمي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، السلطات الفرنسية عام 1984 بتهمة تورطه في اغتيال دبلوماسيين من الولايات المتحدة والاحتلال الإسرائيلي في الثمانينيات.
وحُكم عليه بالسجن المؤبد عام 1987،وعلى الرغم من أن فترة سجنه القانونية انتهت في عام 1999، إلا أن التدخلات السياسية، خاصة من جانب الولايات المتحدة والاحتلال الإسرائيلي، حالت دون الإفراج عنه، مما أثار الجدل حول العدالة ومدى استقلالية القضاء الفرنسي.
إفراج المحكمة الفرنسية عن جورج عبد الله اليوم ليس قراراً قضائياً بريئاً؛ إنه اعتراف بفشل محاولات كسر إرادة المقاومة. من أرادوا دفنه خلف القضبان نسوا أن الرموز الحقيقية تولد من رحم الصمود وليس من خلف الأبواب المغلقة. يا جورج،… pic.twitter.com/doRp4yXONL — Mazen A. Nakkach | مازن أنيس النقاش (@NakkachM) November 15, 2024
الضغوط السياسية والحقوقية
طوال سنوات سجنه، واجهت القضية ضغوطات كبيرة من قبل الحكومات والمنظمات الحقوقية، واستمرت الإدارات الأمريكية والإسرائيلية في ممارسة الضغط على الحكومة الفرنسية لمنع الإفراج عنه، ما جعل القضية تُعتبر مثالًا على تسييس القرارات القضائية، وهذا التدخل دفع منظمات حقوقية عديدة إلى انتقاد الوضع ووصفه بانتهاك للحقوق الإنسانية.
ردود الفعل
أثار القرار الأخير موجة من التعليقات على مختلف الأصعدة، في لبنان، تلقى الخبر بترحيب حذر، حيث عبّر شقيق عبد الله عن أمله في أن تتم العملية دون تدخلات سياسية كما حدث في الماضي. من جانب آخر، قد يثير القرار اعتراضات داخل الأوساط السياسية الدولية التي تتابع القضية عن كثب.
يمثل جورج عبد الله رمز للمقاومة والصلابة، انسان لم يتراجع عن مبادئه أو يساوم على قناعاته رغم العقود الطويلة التي قضاها في السجون الفرنسية. #الحرية_لجورج_عبدالله #LibertéPourGeorgesAbdallah #FreeGeorgesAbdallah pic.twitter.com/7g07VnicsX — nou⚯͛???????????????????????????????? (@_AGoldenSnitch) November 14, 2024
جورج إبراهيم عبد الله هو عربي لبناني من بلدة القبيات في شمال لبنان عمل مع الحزب الشيوعي اللبناني والجبهة الشعبية لتحرير #فلسطين وأسس تنظيم الفصائل المسلحة الثورية اللبنانية. اعتقل في فرنسا عام 1984 بطلب أمريكي. في 10 كانون الثاني 2013 م، أصدر القضاء الفرنسي #جورج_عبدالله ✌️✌️ pic.twitter.com/cwSTMYuyqE — ameenahaydar (@amenahaydar0) November 15, 2024
من هو جورج عبد الله
ويعد جورج إبراهيم عبد الله لبناني معروف بنشاطه في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، ولد في قرية القبيات، قضاء عكار، في شمال لبنان في الثاني من نيسان/ أبريل عام 1951.
نشأ في بيئة متأثرة بالاحتلال الإسرائيلي وأحداث الحرب الأهلية اللبنانية، مما ساهم في تشكيل توجهاته السياسية.
درس عبد الله في الجامعة اللبنانية حيث تأثر بالأفكار اليسارية والثورية، مما قاده إلى الانضمام إلى الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين. عمل في البداية كمدرس قبل أن يتوجه إلى العمل النضالي.
في أوائل الثمانينيات، أصبح معروفًا بنشاطه المناهض للسياسات الإسرائيلية والأمريكية في المنطقة، وقد ارتبط اسمه بعدة عمليات ضد دبلوماسيين أجانب.
في عام 1984، اعتقلته السلطات الفرنسية بتهمة حيازة أوراق مزورة ثم وجهت له لاحقًا تهما بالضلوع في عمليات اغتيال لدبلوماسي أمريكي وإسرائيلي في باريس. في عام 1987، أصدرت محكمة فرنسية حكمًا بسجنه بالمؤبد.