سواليف:
2025-05-01@19:03:54 GMT

منظومتنا التعليمية حالت دون وجود برامج تنموية

تاريخ النشر: 20th, January 2024 GMT

#منظومتنا_التعليمية حالت دون وجود #برامج_تنموية

أ.د رشيد عبّاس
البرامج التنموية المستدامة في جميع مجالاتها في الدول المنتجة والتي تلبي حاجات المجتمع بجميع فئاته, انبثقت بشكل مباشر من منظومة تعليمية شاملة ومتكاملة في تلك الدول, ولعل هذا ما يبرر اهتمام كثير من الدول في منظومتها التعليمة, وذلك من خلال تأسيس منظومتها التعليمية قبل أن تبدأ ببناء برامجها التنموية المستدامة.


برامج التنمية المستدامة في المجال الاقتصادي والاجتماعي والتقني والبيئي ينبغي أن تنطلق بشكل مباشر من منظومة تعليمية نتاجاتها التعليمية مبنية على مفاهيم وانشطة اقتصادية واجتماعية وتقنية وبيئية يتم غرسها لدى الطلبة مع بداية مرحلة رياض الاطفال, وتنتهي بالتعليم الجامعي, مروراً بمرحلة التعليم المدرسي.
وبكل أمانة وموضوعية منظومتنا التعليمية في الأردن بدأت منذُ المئوية الأولى بمسيرة صحيحة وشاملة ومتكاملة آخذه بطريقها جميع المستجدات الاقتصادية والاجتماعية والتقنية والبيئية, ورسمت وقتها نتاجات وأهداف تعليمية انطلقت منها فيما بعد العديد من البرامج التنموية المستدامة التي ننعم بها إلى يومنا هذا, وللأسف الشديد بدأ التراجع الملحوظ في منظومتنا التعليمية مع بداية تسعينات القرن الماضي, وذلك نتيجة لتبني العديد من نماذج منظومات تعليمية لدول أخرى تختلف عنا كثيراً, الأمر الذي أدى إلى تشتت منظومتنا التعليمية وضياعها بين هذه النماذج والتي لا تتلاءم وفلسفتنا التربوية المبنية على الأسس الفكرية والوطنية والقومية والاجتماعية, وبالتالي فقدان بوصلتنا التربوية مع مطلع تسعينات القرن الماضي, والتي كان ينبغي أن ننطلق منها في بناء البرامج التنموية المستدامة.
ولعل الأسباب الحقيقية التي حالت بين منظومتنا التعليمية وبين بناء برامج تنموية مستدامة, يعود إلى سببين رئيسين أولهما: تراجع التخطيط الاستراتيجي للمنظومة التعليمية, فالمتتبع للمنظومة التعليمة يجد مع مطلع تسعينات القرن الماضي أن هناك غياب الشمولية والتكاملية في التخطيط الاستراتيجي للمنظومة التعليمية, ويجد أيضاً أن منظومتنا التعليمية أنتجت لنا وللأسف الشديد آلاف التخصصات التي لا تواكب متطلبات سوق العمل, واعطتنا مزيد من الخريجين والذي لا يمكن لنا أن نتنبأ بأعدادهم, وتوسعت في مسارات تعليمية تقاطعت مع بعضها البعض, وفتحت جامعات عملت على حساب الكم وليس على حساب النوع, وارسلت بعثات خارجية على مبدأ الترضية والمحسوبية وليس على مبدأ الحاجة والكفاءة.. إلى غير ذلك من ممارسات غير مخطط لها, كل ذلك حال دون بناء برامج تنموية جديدة مستدامة, وكان أيضاً معيقاً للبرامج التنموية الموجودة أصلاً.
وثانيهما: قصور نتاجات المنظومة التعليمية, فمع مطلع تسعينات القرن الماضي نجد أن نتاجات المنظومة التعليمية عانت من تخبط كبير في صياغة نتاجات وأهداف مستقبلية تحاكي متطلبات العصر وتقنياته, ونجد أيضاً أن نتاجات منظومتنا التعليمية بدءاً من مرحلة رياض الاطفال وانتهاءً بالتعليم الجامعي مروراً بمرحلة التعليم المدرسي, لا تتضمن بأي شكل من الاشكال نتاجات تعليمية فعلية مبنية على المجال الاقتصادي والاجتماعي والتقني والبيئي, وهذا بالضرورة يعني لنا أننا أمام خريجين يفتقروا إلى مفاهيم اقتصادية واجتماعية وتقنية وبيئية, الامر الذي أدى إلى عدم وجود رؤية ورسالة وقيم شاملة ومتكاملة لدى القائمين على منظومتنا التعليمية, وانعكس ذلك سلباً على بناء برامج تنمية مستدامة أو التعامل والتكيف معها.
منظومتنا التعليمية والحال هكذا, يصعب معها إجراء عمليات تنبؤ مستقبلية, وذلك لوجود تخبط في مسارات التعليم فيها, ووجود تذبذب في أعداد الخريجين فيها, كذلك لعدم وجود قاعدة بيانات محدّثة فيها, الأمر الذي أعاق بناء خطط تنطلق منها برامج تنموية مستدامة تواكب مستجدات العصر.
إن بناء برامج تنموية مستدامة تواكب مستجدات العصر, يتطلب منا جميعا تحرير منظومتنا التعليمية من حالة التراجع والجمود الموجودة حالياً, والوصول بها إلى حالة التخطيط الاستراتيجي, والذي ينبغي أن يجيب على سؤال من نوع: ماذا نريد من منظومتنا التعليمية؟
نعم, لم نجد جواباً لسؤال ماذا نريد من منظومتنا التعليمية؟ من نحو (30) وزيراً للتربية والتعليم منذُ أن تأسست وزارة المعارف سنة 1921م، ثم وزارة التربية والتعليم سنة 1956م, إلى يومنا هذا, مع غياب وزراء التخطيط الاستراتيجي في هذا المجال.
لدينا امتحان ثانوية عامة في منظومتنا التعليمية, للأسف الشديد هدفه فقط طرح آلاف الخريجين سنوياً, ويزجُ بهم في الجامعات الحكومية والخاصة.. حتى بات لدينا اليوم نحو نصف مليون خريج من كافة التخصصات لم يدخلوا بعد عجلة الانتاج!

المصدر: سواليف

كلمات دلالية: منظومتنا التعليمية برامج تنموية التخطیط الاستراتیجی التنمویة المستدامة برامج تنمویة بناء برامج

إقرأ أيضاً:

متابعة سير المشروعات التنموية والاستثمارية بالداخلية

العُمانية: قام معالي الدكتور سعيد بن محمد الصقري وزير الاقتصاد، وسعادة المهندس بدر بن سالم المعمري الأمين العام لمجلس المناقصات، بزيارة ميدانية إلى محافظة الداخلية لمتابعة سير العمل في تنفيذ المشروعات الحيوية بالمحافظة.

وأكد سعادةُ الشيخ هلال بن سعيد الحجري محافظ الداخلية أن الزيارة تأتي ضمن الجهود الحثيثة للوقوف ميدانيًّا على تنفيذ المشروعات الإنمائية المدرجة ضمن الخطة الخمسية العاشرة، وبرنامج تنمية المحافظات، مشيرًا إلى أهمية تكامل الجهود بين مختلف الجهات المعنية لتعزيز كفاءة تنفيذ المشروعات وتحقيق أعلى مؤشرات الأداء والتنافسية.

ووضح سعادتُه أن محافظة الداخلية تزخر بمقومات طبيعية وثقافية تجعلها وجهة واعدة للاستثمار، مؤكدًا على ضرورة استثمار هذه الموارد بما يُسهم في تنشيط الاقتصاد المحلي وتلبية تطلعات المواطنين إضافة إلى دعم جهود التنمية المحلية تماشيًا مع الأهداف الوطنية، لا سيما في مجالات التعليم، والصحة، والسياحة، والزراعة.

وأشار إلى أهمية ودور الشراكة بين القطاعين العام والخاص في تطوير المشروعات المستدامة، وسعي المحافظة لتوفير بيئة استثمارية جاذبة تعزّز فرص النمو الاقتصادي وإيجاد فرص العمل.

وتضمنت الزيارة تقديم عدد من العروض المرئية، حيث استعرض سعيد بن راشد القتبي، مدير عام القطاعات الاجتماعية بوزارة الاقتصاد، الجوانب الاقتصادية والاجتماعية للمحافظة، وأبرز المشروعات الاستراتيجية التي تستهدف تطوير البنية الأساسية وتحفيز الاستثمار، منها مشروع «واجهة الجبل الأخضر»، والمشروعات السياحية والتراثية.

وأشار القتبي إلى أن محافظة الداخلية مؤهلة لتكون مركزًا اقتصاديًّا وسياحيًّا بارزًا، مستعرضًا نمو أعداد الزوار للمعالم التراثية بنسبة 15.5 بالمائة خلال عام 2023، بالإضافة إلى تنفيذ 68 مشروعًا بين عامي 2021 و2023 بتكلفة تجاوزت 18.68 مليون ريال عُماني، وتقديم 27 مشروعًا ضمن مقترحات المحافظة لعام 2024.

كما قدّمت الأمانة العامة لمجلس المناقصات عرضًا مرئيًّا تناول آليات إدارة المشروعات التنموية والبرامج المالية المرتبطة بها، إلى جانب دور المجلس في تعزيز المحتوى المحلي ودعم المشروعات في مختلف المحافظات.

وتشهد محافظة الداخلية تنفيذ عددٍ من المشروعات التنموية والاستثمارية الجاري تنفيذها في المحافظة من بينها مشروع ميدان الداخلية (بوليفارد الداخلية)، ومحطة النقل العام التكاملية، وحديقة نزوى العامة، إلى جانب تطوير مدخل ولاية نزوى إضافة إلى المشروعات التنموية والسياحية في ولاية الجبل الأخضر.

مقالات مشابهة

  • صور.. 11 ممارسة تعليمية مبتكرة في فعاليات ملتقى ”رواد“ بالأحساء
  • أمير الشرقية يثمن جهود الموارد في إطلاق 6 فرص تنموية
  • تكريم 355 معلمًا بـ"تعليمية شمال الباطنة"
  • متابعة سير المشروعات التنموية والاستثمارية بالداخلية
  • الأمير سعود بن نايف بن عبدالعزيز يرعى إطلاق فرص تنموية لمستفيدي فرع “الموارد البشرية” بالمنطقة الشرقية
  • أمير الشرقية يرعى إطلاق فرص تنموية لمستفيدي "الموارد البشرية"
  • أمير الشرقية يرعى إطلاق فرص تنموية لمستفيدي فرع “الموارد البشرية” بالمنطقة
  • «بنات عين شمس» تستقبل وفدًا يابانيًا لتدشين شراكة تعليمية رائدة في «التوكاتسو»
  • 17 مؤسسة تعليمية تستعرض المسارات الأكاديمية لطلبة البريمي
  • بمشاركة 16 إدارة تعليمية.. 64 طالباً يتنافسون في ”ريادي“ بالشرقية