حميدتي: أنا لم أبدأ الحرب، البرهان هو من بدأها وهو الآن مضغوط من قبل تنظيم يوجّهه حسب ما يشاء
تاريخ النشر: 20th, January 2024 GMT
شن قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو (حميدتي)، هجوما حادا على الجيش، محملا إياه مسؤولية بدء الحرب المستمرة في السودان منذ منتصف أبريل الماضي.
وقال دقلو في مقابلة مع "سكاي نيوز عربية" أجريت في كمبالا عاصمة أوغندا وتذاع كاملة السبت، إنه "لم يبدأ الحرب، بل بدأها البرهان"، في إشارة إلى قائد الجيش عبد الفتاح البرهان.
وأضاف: "أنا لا استطيع إيقاف الحرب لوحدي. وقف الحرب له إجراءات ونحن قدمنا مقترحات في جدة، وتم الاتفاق على 90 المئة من النقاشات هناك".
واعتبر أن "أول ما يمكن القيام به لإحلال السلام، هو وقف إطلاق النار".
كما تحدث دقلو عن اللقاء الذي تعذرت إقامته أكثر من مرة مع قائد الجيش، قائلا: "البرهان هو الذي طلب لقائي، لكنه يشترط أن يكون ذلك بشكل انفرادي".
واتهم قائد قوات الدعم السريع البرهان بـ"توزيع السلاح في دارفور"، الإقليم المضطرب الذي شهد حربا طويلة، محملا إياه مسؤولية المعارك الأهلية الدائرة بين القائل غربي السودان بسبب استمرار التسليح.
واعترف دقلو أيضا بارتكاب قواته أخطاء، حيث قال إن "الدعم السريع ليسوا ملائكة. لديه محاكم ميدانية ولجان تحقيق" فيما قد يرتكب من أخطاء.
كما أكد أن طرح تشكيل جيش وطني غير مؤدلج، على أن يكون الدعم السريع جزءا منه.
وقال دقلو: "نحن ملتزمون بأن يقود الفترة الانتقالية قبل الانتخابات من يصفون بالنزاهة والوطنية، وأن يكونوا غير عسكريين".
واتهم قائد قوات الدعم السريع، الجيش بـ"ضرب المدارس والمستشفيات"، مشيرا إلى أن السكان نزحوا بسبب "ضرب الطيران".
كما قال: "لا توجد لدينا مخازن ذهب، وكل ما يقال حول ذلك هو لشيطنة الدعم السريع".
وقتل في الحرب الجارية في السودان حتى الآن نحو 12 ألف شخص وفق تقديرات محلية، بينما نزح الملايين إلى داخل أو خارج البلاد.
وفشلت كل المساعي التي بذلت حتى الآن لاحتواء الصراع الدامي، وسط غياب أفق واضح لوضع نهاية له.
مما قاله دقلو لسكاي نيوز عربية:
دقلو: طريق السلام يبدأ بوقف إطلاق النار وقيام فترة انتقالية
جئت إلى كمبالا تلبية لدعوة "إيغاد" والبرهان هو من تخلف عن المجيء.
إذا كان البرهان مستعداً للقاء والتفاوض فأنا مستعد اليوم قبل الغد.
مستعد خلال الأسبوعين اللذين حددتْهما "إيغاد" لتلبية دعوتها للقاء البرهان.
أنا لم أبدأ الحرب.. البرهان هو من بدأها وهو الآن مضغوط من قبل تنظيم يوجّهه حسب ما يشاء.
البرهان هو الذي طلب لقائي ولكنه يشترط أن يكون ذلك انفرادياً.
البرهان لم يحضر قمة "إيغاد" لأنه ينتظر تعليمات من قبل "الموتمر الوطني".
كمبالا - سكاي نيوز عربية
المصدر: سودانايل
كلمات دلالية: الدعم السریع البرهان هو
إقرأ أيضاً:
تغريدة قائد الجيش الأوغندي والبعد الإقليمي لحرب السودان
وجه الحقيقة – إبراهيم شقلاوي
وأنا أبدأ كتابة هذا المقال على خلفية تغريدة قائد الجيش الأوغندي تحدثت مع أحد جنرالات الجيش السوداني السابقين الذين شهدوا حرب جنوب السودان قال: “يعلم العسكريون الأوغنديون الذين خاضوا معارك ضد الجيش السوداني في الاستوائية خلال أيام تمرد جون قرنق أن السودانيين يجيدون القتال المفتوح والمواجهة المباشرة من المسافة صفر حتى أن الأوغنديين كانوا يقيدون جنودهم بالسلاسل ليمنعوهم من الفرار من ساحة المعركة” .
لكن دعونا نحاول قراءة الدوافع والأهداف الكامنة خلف هذه التغريدة المثيرة للجدل ، والتي تم تداولها على نطاق واسع بين السودانيين في سياق الحرب الدائرة الآن . الجنرال “موهوزي كاينروجابا”، وهو أيضًا نجل الرئيس الأوغندي يوري موسيفيني ، غرد بالأمس على منصة “إكس”: “نحن ننتظر فقط أن يصبح دونالد ترامب رئيسًا للولايات المتحدة وبدعمه سوف نستولي على الخرطوم”. وأضاف أن ما أسماها “الفوضى” سوف تنتهي في السودان قريبًا ، وقال: “إذا كان هؤلاء الشباب في الخرطوم لا يعرفون ما هي الحرب فسوف يتعلمون” .
هذه التصريحات تفتح الباب لتحليل أوسع حول الأبعاد الإقليمية والدولية المتشابكة في حرب السودان خصوصًا في ضوء التاريخ المعقد بين السودان وأوغندا . إن تصريحات كاينروجابا ليست مجرد تهديدات عابرة بل هي جزء من سياق طويل ومعقد بين البلدين . فكما نعلم شهدت العلاقات بين السودان وأوغندا توترات متعددة ، بدءً من دعم أوغندا للحركات الانفصالية في جنوب السودان مرورًا بتدخلاتها في دارفور وانتهاءً بالدعم غير المعلن لقائد مليشيا الدعم السريع ، الذي كان أول ظهور له عقب اندلاع الحرب في أوغندا التي استقبلته استقبال المنتصرين . كما سعى الرئيس موسيفيني مرارًا لجمع قائد التمرد مع الرئيس البرهان لإيجاد موطئ قدم لمليشيا الدعم السريع في اليوم التالي من الحرب .
هذه الخلفية التاريخية تجعل تصريحات قائد الجيش الأوغندي أكثر دلالة على التوجهات الاستراتيجية لأوغندا في المنطقة . فالسودان الذي يُعد نقطة تقاطع استراتيجية بين العالم العربي وأفريقيا كان ولا يزال مسرحًا لصراعات سياسية وعسكرية معقدة . لذلك تأتي تصريحات كاينروجابا في وقت حساس ، ويمكن تفسيرها بأنها محاولة لتعزيز الحضور الأوغندي في المشهد الإقليمي خاصة مع احتمالية سعي بعض الدول لتوسيع نفوذها في ظل الحرب في السودان . ومن خلال الإشارة إلى إمكانية الدعم الأمريكي يفتح كاينروجابا المجال لتدخل دولي محتمل ، ظل يُلوح به بعض الأطراف كلما اقترب الجيش السوداني من حسم الحرب .
لذلك في تقديري من الضروري أن يتبنى السودان موقفًا دبلوماسيًا حازمًا في مواجهة مثل هذه التهديدات، باستدعاء السفير الأوغندي ومطالبته بتوضيحات . كما يجب أن تعمل الحكومة السودانية على فتح قنوات تواصل مباشرة مع الحكومة الأوغندية لتفادي التصعيد العسكري مع توضيح أن أي تدخلا عسكريا في الأراضي السودانية تحت أي عنوان سيؤدي إلى زعزعة استقرار المنطقة بأسرها ، وأن هذا يشكل تهديدًا للأمن الإقليمي لن ينجو منه أحد .
كذلك يجب على السودان أن يتقدم بشكوى عاجلة للمنظمات الإقليمية مثل الاتحاد الأفريقي ومنظمة الإيقاد ضد هذا التدخل الأوغندي . وبجانب ذلك تعزيز التعاون مع دول أخرى بما يشكل جبهة إقليمية موحدة يعزز موقف السودان ، ويقلل من تأثير الضغوط الأوغندية أو أي ضغوط محتملة من أطراف تخدم أجندة المليشيا . وعلى الصعيد الدولي يجب أن يسعى السودان للحصول على دعم القوى الكبرى لإدانة المليشيا وتصنيفها كجماعة إرهابية .
من أبرز التساؤلات التي تثيرها تصريحات الجنرال الأوغندي أنها تزامنت مع أنباء عن لقاء بين عبد الرحيم دقلو الرجل الثاني في مليشيا الدعم السريع ورئيس تنسيقية القوى المدنية “تقدم” عبد الله حمدوك في نيروبي. وقد تكون تصريحات الجنرال الأوغندي بمثابة تحذيرا أو محاولة تنسيقا معلنا مع هذا التحالف ، بالنظر إلى الحديث عن حكومة محتملة في مناطق سيطرة مليشيا الدعم السريع للضغط على الحكومة السودانية . وربما تمثل محاولة لإعلان موقف من أوغندا داعم لهذه الحكومة .
أما حديثه عن “الشباب في الخرطوم”، فمن المؤكد أن الجنرال الأوغندي يشير إلى الشباب السودانيين الذين انخرطوا في الدفاع عن بلدهم. هؤلاء الشباب يعرفهم تاريخ المواجهة مع الأوغنديين إبان حرب جنوب السودان . وبالتالي، فإن تصريحاته بلا شك تمثل تهديدًا مباشرًا ، ليس بعيدًا عن بصمة تنسيقية القوى المدنية “تقدم” ، وربما تعكس نية أوغندا في اتخاذ مواقف عدائية تجاه القوات المسلحة السودانية والشعب السوداني قاطبة .
تصريحات الجنرال الأوغندي يمكن أن تُفهم في إطار محاولات ضغط إقليمي على السودان. قد يكون الهدف منها دفع الحكومة السودانية لقبول شروط معينة ، سواء سياسية أو أمنية أو الذهاب إلى تفاوض بحسب رؤية الداعمين المحليين والإقليميين . لذلك يرى مراقبون أن مثل هذه التصريحات قد تكون جزءً من مؤامرة أوسع تسعى إلى تغيير موازين القوى في البلاد بعد الانتصارات التي بدأ يحققها الجيش على المليشيا في عدد من جبهات القتال .
عليه، وبحسب ما نراه من “وجه الحقيقة” من المهم أن يصدر ردا رسميا حازما من الحكومة السودانية على هذه التهديدات ، حفاظًا على سيادة السودان وكرامته . كما يجب على القوى السياسية الوطنية والمدنية في السودان تبني موقف موحد لرفض التدخلات الخارجية ، وإرسال رسالة واضحة بأن السودان لن يقبل المساس بأمنه واستقلاله . عليه تظل تصريحات قائد الجيش الأوغندي تشير بوضوح إلى التدخلات الإقليمية والدولية في حرب السودان ، مما يستوجب على السودانيين مزيدًا من التكاتف والتعاضد لهزيمة كافة المخططات الإقليمية والدولية .
دمتم بخير وعافية .
الأربعاء 18 ديسمبر 2024م
Shglawi55@gmail.com
إبراهيم شقلاوي