الدكتور بنطلحة يكتب: المغرب وموريتانيا.. شراكة تتجدد باستمرار
تاريخ النشر: 20th, January 2024 GMT
د. محمد بنطلحة الدكالي – مدير المركز الوطني للدراسات والبحوث حول الصحراء
تشهد العلاقة المغربية الموريتانية تحركا إيجابيا في السنوات الأخيرة، مما أدى إلى تعزيزها وتوسيع آفاقها وتنويع مجالاتها، بحيث أن المغرب يعد المستثمر الإفريقي الأول في موريتانيا بنسبة تفوق 50 في المائة، بينما تستورد موريتانيا منه ما يقارب 660 ألف طن سنويا من مختلف السلع، كما أن حوالي 60 في المائة من الطلاب العرب الذين يتابعون دراستهم بالمغرب موريتانيون ما يدل على أهمية البعد الإنساني في توطيد العلاقات بين البلدين الشقيقين، ونجد أن البلدان تحدوهما الرغبة المشتركة في تفعيل آليات التعاون خاصة في المجال الاقتصادي عن طريق تعزيز التبادل التجاري وتشجيع الاستثمار.
هذه القفزة النوعية في العلاقات بين البلدين لم ترق لحكام الجزائر الذين يسعون بكل السبل إلى عزل موريتانيا عن المغرب ووضع العراقيل بينهما، علما أن نواكشوط تحاول دائما الحفاظ على توازناتها مع الجارتين نظرا للحدود المشتركة التي تجمعهما.
لقد حاولت الجزائر الصيد في الماء العكر عبر اتهامها المغرب باستهداف قوافل تجارية وسيارات مدنيين، إلا أن الحكومة الموريتانية لم تأبه لهذه المغالطات وهي تؤكد دوما أنها غير مستهدفة بالأمور التي تقع خارج حدودها وهو ما يخالف الادعاء الجزائري، كما أن دولة موريتانيا تتعامل بحذر وعدم اطمئنان مع التحركات المشبوهة لحكام الجزائر بالشمال الموريتاني.
وحين قررت السلطات الموريتانية مؤخرا رفع الرسوم الجمركية على الخضر والفواكه القادمة من المغرب عبر معبر الكركرات معللة ذلك أن هذا القرار يأتي في إطار استراتيجية لضمان وحماية الأمن الغذائي خاصة في ظل أزمة الغذاء العالمية والتغيرات المناخية التي تلقي بظلالها على استراتيجية الدول على المستوى الفلاحي، كما أن هذا القرار-يؤكد المسؤولون الموريتانيون- يأتي أساسا في إطار إنهاء العمل بالإعفاءات الجمركية المطبقة على الخضراوات منذ 2020، وأن ذلك سيوفر إيرادات إضافية للميزانية الموريتانية، رغم التأثيرات السلبية على المستهلك الموريتاني.
إن هذا المستجد قد دفع بالأبواق الإعلامية الجزائرية إلى محاولة النفخ فيه ونسج الخيالات والترهات، حيث اعتبرت جريدة الشروق الجزائرية أن » العلاقات الموريتانية المغربية وكأنها تمر بأزمة صامتة يؤشر على ذلك الرسوم الجمركية الخيالية التي فرضتها حكومة نواكشوط على الصادرات المغربية منذ مطلع العام الجاري »، بينما راحت هذه الجريدة وباقي المنابر الإعلامية المسخرة تهلل بدون حياء أو خجل لتصدير دولة الكراغلة لبضع أطنان من البصل إلى نواكشوط واعتبرت ذلك اختراقا اقتصاديا وفتحا مبينا..!
إن حكام الجزائر الذين جعلوا من عداء المغرب عقيدة ثابثة وإيديولوجية موجهة لكل انشغالاتهم الدولية والدبلوماسية تحاول ممارسة سياسة الابتزاز والإغراء والاصطفاف وتضييق الخناق على المملكة المغربية عبر تسويق الخرافات والأوهام والبصل، متناسين أن العلاقة بين الرباط ونواكشوط مبنية على الوضوح والصدق وعلى روح التعاون الاستراتيجي في إطار رابح رابح، وهي تعرف نموا متزايدا في كل المجالات مستجيبة لحسن الجوار وتطلعات الشعبين الشقيقين، ولن تنال منها طبعا محاولات التشويش الكرغولية التي تسعى إلى عزل موريتانيا عن المغرب ووضع العراقيل بينهما.
لقد جعل معشر الكراغلة من تصدير 25 طنا من البصل إلى نواكشوط حدثا اقتصاديا استثنائيا لدرجة أن » بليل بلقاسم » مدير التجارة وترقية الصادرات اعتبر أن هذه الشحنة من البصل تندرج في إطار تنويع الاقتصاد خارج المحروقات وأنها جاءت لتترجم توجهات السياسة » الرشيدة » للدولة في مجال ترقية وتشجيع الاستثمارات..! وهذا الكلام يعود بنا إلى تصريح مماثل لوزير التجارة السابق حين أعلن عن بداية تصدير القوة العظمى لأرجل الدجاج والمداخيل الخيالية من العملة التي ستجنيها القوة المضروبة من وراء ذلك، حيث أنه وفي إطار الانتقال من الاقتصاد المبني على المعرفة إلى الاقتصاد القائم على الذكاء، فقد أعلنت وزارة التجارة الجزائرية، في بيان لها، عن تسجيل ارتفاع في حجم الصادرات خارج قطاع المحروقات بالنسبة للثلاثي الأول من سنة 2021، وأن أغلب هذه الصادرات التي أتت في اطار تنويع الدخل عبارة عن أرجل الدجاج ولحوم القطط والكلاب، وهكذا أصبحت أرجل الدجاج ثروة قومية وتشكل بديلا عن عائدات النفط والغاز بالنسبة للقوة الضاربة، وميزة هذا المنتوج أن أرجل الدجاج تكون طازجة، كما صرح بذلك وزير التجارة « كمال رزيق » حين أشرف على إطلاق عملية التصدير بشركة « أفروبروسس » لأرجل الدجاج بولاية المدية شمال البلاد، كما صرح أن بلاده أصبحت تحتل الريادة في تصدير هذا المنتوج، على حد قوله، مما سيساهم في جلب العملة الصعبة للبلاد..بالله عليكم معشر الكراغلة وأنتم تصرحون بمثل هاته التفاهات، أليس لكم ذرة من رجاحة العقل والحياء ؟ إني أشفق عليكم من الأيام القادمات لذا رجاء احتفظوا ببصلكم لطوابير الجائعين والجائعات حيث لا ينفعكم آنذاك » مطاردة الساحرات »… حذاري…
المصدر: مراكش الان
كلمات دلالية: فی إطار
إقرأ أيضاً:
وزير الخارجية: مصر تدعم باستمرار مُنظمة الإيكاو والعمل متعدد الأطراف
استقبل د. بدر عبد العاطي، وزير الخارجية والهجرة وشئون المصريين بالخارج، اليوم الأحد، "خوان كارلوس سالاسار" أمين عام المنظمة الدولية للطيران المدني "الإيكاو"، و د. سامح الحفني، وزير الطيران المدني و"سالفاتوري شاكيتانو" رئيس مجلس الإيكاو، وذلك على هامش الزيارة التي يقوم بها قيادات المنظمة إلى القاهرة للمشاركة حفل افتتاح مقر المُنظمة الإقليمي للشرق الأوسط في مصر بعد تجديده.
وأكد عبدالعاطي الدعم المصري المُستمر للمُنظمة وللعمل متعدد الأطراف، مشيراً إلي أن استضافة مصر للمقر الإقليمي للمنظمة يعود لعام ١٩٥٣، ما يعكس عمق ومتانة العلاقات التاريخية مع المنظمة.
كما أثني وزير الخارجية على دور المنظمة المحوري في تسهيل النقل الجوي ودفع التنمية الاقتصادية والاجتماعية المستدامة في جميع أنحاء العالم عن طريق التحسين المُستمر لسلامة وأمن الطيران الدولي، معرباً عن التقدير لحرص المنظمة على مواصلة الدعم والتعاون المثمر مع قطاع الطيران المدني المصري.
وفي ذات السياق، استعرض وزير الخارجية للدور البناء الذي لعبته مصر في تطوير الطيران المدني في الشرق الأوسط وأفريقيا باعتبارها مركزاً للطيران الدولي، مُسلطاً الضوء على موقع مصر الاستراتيجي كحلقة وصل بين ثلاث قارات.
وأشار إلى سعى مصر المتواصل لتحسين سلامة الطيران من خلال تطوير الأنظمة واللوائح المتعلقة بالسلامة الجوية، وتفعيل كافة التوصيات الصادرة من الإيكاو في هذا الشأن، فضلاً عن جهودها المستمرة لتطوير البنية التحتية للطيران، ومن بينها تجديد وتطوير المطارات المدنية المختلفة.
وفي ختام اللقاء، أعرب د. عبد العاطي عن تطلع مصر لتعزيز التعاون المُثمر القائم بالفعل مع المنظمة لتحقيق الأهداف المشتركة في تحسين قطاع الطيران المدني وتعزيز الاستدامة والسلامة، بما يعود بالفائدة على جميع الأطراف ويُسهم في تطوير مجال الطيران على الصعيدين الإقليمي والدولي، ولاسيما في مجالات بناء قدرات الكوادر العاملة في مجال الطيران.