د. محمد بنطلحة الدكالي – مدير المركز الوطني للدراسات والبحوث حول الصحراء

تشهد العلاقة المغربية الموريتانية تحركا إيجابيا في السنوات الأخيرة، مما أدى إلى تعزيزها وتوسيع آفاقها وتنويع مجالاتها، بحيث أن المغرب يعد المستثمر الإفريقي الأول في موريتانيا بنسبة تفوق 50 في المائة، بينما تستورد موريتانيا منه ما يقارب 660 ألف طن سنويا من مختلف السلع، كما أن حوالي 60 في المائة من الطلاب العرب الذين يتابعون دراستهم بالمغرب موريتانيون ما يدل على أهمية البعد الإنساني في توطيد العلاقات بين البلدين الشقيقين، ونجد أن البلدان تحدوهما الرغبة المشتركة في تفعيل آليات التعاون خاصة في المجال الاقتصادي عن طريق تعزيز التبادل التجاري وتشجيع الاستثمار.

هذه القفزة النوعية في العلاقات بين البلدين لم ترق لحكام الجزائر الذين يسعون بكل السبل إلى عزل موريتانيا عن المغرب ووضع العراقيل بينهما، علما أن نواكشوط تحاول دائما الحفاظ على توازناتها مع الجارتين نظرا للحدود المشتركة التي تجمعهما.

لقد حاولت الجزائر الصيد في الماء العكر عبر اتهامها المغرب باستهداف قوافل تجارية وسيارات مدنيين، إلا أن الحكومة الموريتانية لم تأبه لهذه المغالطات وهي تؤكد دوما أنها غير مستهدفة بالأمور التي تقع خارج حدودها وهو ما يخالف الادعاء الجزائري، كما أن دولة موريتانيا تتعامل بحذر وعدم اطمئنان مع التحركات المشبوهة لحكام الجزائر بالشمال الموريتاني.

وحين قررت السلطات الموريتانية مؤخرا رفع الرسوم الجمركية على الخضر والفواكه القادمة من المغرب عبر معبر الكركرات معللة ذلك أن هذا القرار يأتي في إطار استراتيجية لضمان وحماية الأمن الغذائي خاصة في ظل أزمة الغذاء العالمية والتغيرات المناخية التي تلقي بظلالها على استراتيجية الدول على المستوى الفلاحي، كما أن هذا القرار-يؤكد المسؤولون الموريتانيون- يأتي أساسا في إطار إنهاء العمل بالإعفاءات الجمركية المطبقة على الخضراوات منذ 2020، وأن ذلك سيوفر إيرادات إضافية للميزانية الموريتانية، رغم التأثيرات السلبية على المستهلك الموريتاني.

إن هذا المستجد قد دفع بالأبواق الإعلامية الجزائرية إلى محاولة النفخ فيه ونسج الخيالات والترهات، حيث اعتبرت جريدة الشروق الجزائرية أن » العلاقات الموريتانية المغربية وكأنها تمر بأزمة صامتة يؤشر على ذلك الرسوم الجمركية الخيالية التي فرضتها حكومة نواكشوط على الصادرات المغربية منذ مطلع العام الجاري »، بينما راحت هذه الجريدة وباقي المنابر الإعلامية المسخرة تهلل بدون حياء أو خجل لتصدير دولة الكراغلة لبضع أطنان من البصل إلى نواكشوط واعتبرت ذلك اختراقا اقتصاديا وفتحا مبينا..!

إن حكام الجزائر الذين جعلوا من عداء المغرب عقيدة ثابثة وإيديولوجية موجهة لكل انشغالاتهم الدولية والدبلوماسية تحاول ممارسة سياسة الابتزاز والإغراء والاصطفاف وتضييق الخناق على المملكة المغربية عبر تسويق الخرافات والأوهام والبصل، متناسين أن العلاقة بين الرباط ونواكشوط مبنية على الوضوح والصدق وعلى روح التعاون الاستراتيجي في إطار رابح رابح، وهي تعرف نموا متزايدا في كل المجالات مستجيبة لحسن الجوار وتطلعات الشعبين الشقيقين، ولن تنال منها طبعا محاولات التشويش الكرغولية التي تسعى إلى عزل موريتانيا عن المغرب ووضع العراقيل بينهما.

لقد جعل معشر الكراغلة من تصدير 25 طنا من البصل إلى نواكشوط حدثا اقتصاديا استثنائيا لدرجة أن » بليل بلقاسم » مدير التجارة وترقية الصادرات اعتبر أن هذه الشحنة من البصل تندرج في إطار تنويع الاقتصاد خارج المحروقات وأنها جاءت لتترجم توجهات السياسة » الرشيدة » للدولة في مجال ترقية وتشجيع الاستثمارات..! وهذا الكلام يعود بنا إلى تصريح مماثل لوزير التجارة السابق حين أعلن عن بداية تصدير القوة العظمى لأرجل الدجاج والمداخيل الخيالية من العملة التي ستجنيها القوة المضروبة من وراء ذلك، حيث أنه وفي إطار الانتقال من الاقتصاد المبني على المعرفة إلى الاقتصاد القائم على الذكاء، فقد أعلنت وزارة التجارة الجزائرية، في بيان لها، عن تسجيل ارتفاع في حجم الصادرات خارج قطاع المحروقات بالنسبة للثلاثي الأول من سنة 2021، وأن أغلب هذه الصادرات التي أتت في اطار تنويع الدخل عبارة عن أرجل الدجاج ولحوم القطط والكلاب، وهكذا أصبحت أرجل الدجاج ثروة قومية وتشكل بديلا عن عائدات النفط والغاز بالنسبة للقوة الضاربة، وميزة هذا المنتوج أن أرجل الدجاج تكون طازجة، كما صرح بذلك وزير التجارة « كمال رزيق » حين أشرف على إطلاق عملية التصدير بشركة « أفروبروسس » لأرجل الدجاج بولاية المدية شمال البلاد، كما صرح أن بلاده أصبحت تحتل الريادة في تصدير هذا المنتوج، على حد قوله، مما سيساهم في جلب العملة الصعبة للبلاد..بالله عليكم معشر الكراغلة وأنتم تصرحون بمثل هاته التفاهات، أليس لكم ذرة من رجاحة العقل والحياء ؟ إني أشفق عليكم من الأيام القادمات لذا رجاء احتفظوا ببصلكم لطوابير الجائعين والجائعات حيث لا ينفعكم آنذاك » مطاردة الساحرات »… حذاري…

المصدر: مراكش الان

كلمات دلالية: فی إطار

إقرأ أيضاً:

الدكتور أشرف صبحي يكتب: مسؤوليات كبيرة.. دعم غير محدود من الرئيس للأبطال والأندية والمنتخبات

قبل أيام من انطلاق المحفل الأولمبى، الدعم الكبير واللامحدود من قبل الرئيس عبدالفتاح السيسى للأبطال الرياضيين والأندية والمنتخبات الوطنية كافة يضعنا أمام مسئوليات كبيرة، وفخامة الرئيس وجه بدعم ومساندة أبطالنا الرياضيين، وتقديم الدعم لمبادرات اكتشاف الموهوبين رياضياً، بالإضافة إلى تقديم الدعم للأبطال الرياضيين الواعدين الأولمبيين وإعدادهم وتأهيلهم للمنافسة لتحقيق نتائج مشرفة وحصد الميداليات فى مختلف المحافل والبطولات الدولية، وذلك من خلال التنسيق المتكامل مع المؤسسات الاقتصادية والشركات الوطنية المصرية.

دعم رئيس الجمهورية يلقي بظلاله على الإنجازات التي تشهدها المنظومة الرياضية خلال الفترة الراهنة

دعم فخامة رئيس الجمهورية يلقى بظلاله على الإنجازات التى تشهدها المنظومة الرياضية خلال الفترة الراهنة، والقيادة السياسية توجيهاتها دائماً تتمثل فى رعاية ودعم الأبطال الرياضيين، وتوفير كافة متطلباتهم فى ضوء تهيئة الأجواء والظروف المحيطة بهم، لتحفيزهم على التركيز، والاستعداد الأمثل لمختلف البطولات الدولية، للاستمرار فى تحقيق الإنجازات للرياضة المصرية.

القيادة السياسية تولى اهتماماً كبيراً بالرياضيين بصورة غير مسبوقة خاصة الأبطال البارالمبيين، من خلال توفير كافة سبل النجاح، وانعكس ذلك على نظرة الاتحادات الدولية للرياضة بمصر، الأمر الذى يعود بالنفع على الرياضة وممارسيها.

أولمبياد باريس حدث كبير وتاريخى، خاصة مع عودة الألعاب الأولمبية إلى أوروبا للمرة الأولى منذ لندن 2012، ونتوقع أن تصل التنافسية فيه لأعلى مستوى، والاهتمام الجماهيرى غير مسبوق بدليل ما يصلنا من تقارير حول نفاد التذاكر فور طرحها فى مختلف الرياضات.

ووفقاً للدراسات التى تجريها الوزارة بصورة مستمرة، فإن هدفنا هو الحصول على ما بين 7 - 10 ميداليات فى باريس 2024، وهو إذا تحقق سيكون الرقم الأكبر فى التاريخ الأولمبى المصرى، ونأمل فى تحقيق أكثر من ميدالية، خاصة أن لدينا لاعبين يحتلون صدارة التصنيف العالمى فى ألعاب مثل السلاح، والخماسى الحديث، والرماية، ورفع الأثقال، والمصارعة والتايكوندو.

رسالتي للشعب المصري: ساندوا أبطالنا من أول يوم في المنافسات لأن الدعم النفسي لهم مهم جدا

ورسالتى لأبطالنا، نساندكم حتى آخر لحظة، ونتابع اللاعبين المتأهلين ونرفع من روحهم المعنوية، والتنافس الأولمبى عيد يأتى كل 4 سنوات، وهذه المرة كانت الفترة أقل بسبب تأخر أولمبياد طوكيو لمدة عام بسبب جائحة كورونا، وننتظر مهرجاناً ومنافسة عالمية قوية، وأملى رسم البسمة على شفاه الجماهير المصرية، من خلال تقديم أفضل المستويات ودائماً يكون لاعبو المنتخب المصرى لكرة اليد وجهازه الفنى على قدر الحدث والموعد من خلال منافستهم المستمرة والدائمة فى جميع البطولات المشاركين بها.

اللجنة الأولمبية نجحت فى فترة قصيرة فى تخطى الكثير من الصعاب والظهور بشكل مختلف، فى ظل التعاون الجيد بين الوزارة واللجنة الأولمبية والاتحادات الرياضية حتى وصلنا لمشاركة أكبر بعثة فى تاريخ مصر.

وزارة الشباب والرياضة ستظل الداعم الأكبر للجنة الأولمبية، وكافة الاتحادات الرياضية لها الدور الأكبر فى إعداد أبطالنا لأولمبياد باريس 2024، وأوجه الشكر والتقدير للمهندس ياسر إدريس، رئيس اللجنة الأولمبية المصرية، والدكتور علاء جبر، نائب رئيس اللجنة الأولمبية، والمهندس شريف العريان، أمين عام اللجنة الأولمبية، وجميع أعضاء مجلس الإدارة، الذين لا يرون سوى اسم مصر.

هدفنا تطوير قطاع البطولة والمنافسة الرياضية والوصول بألعاب المشروع القومي للموهبة والبطل الأولمبى إلى 15 لعبة

هدفنا فى الفترة المقبلة تنمية وتطوير قطاع البطولة والمنافسة الرياضية والوصول بألعاب المشروع القومى للموهبة والبطل الأولمبى إلى 15 لعبة، والتوسع فى مشروع كابيتانو مصر ومشروع الموهبة الحركية فى مختلف المحافظات، ومضاعفة أعداد اللاعبين المسجلين بالاتحادات الرياضية، والتوسع فى إشهار الاتحادات الرياضية لمواكبة حركة الرياضة العالمية، ومضاعفة أعداد الميداليات على المستويات الأولمبية والدولية، والعمل على تطوير اللياقة البدنية وممارسة الرياضة للمصريين، بالوصول لنسبة ممارسة المصريين الرياضة بشكل منظم بنحو 35%، وزيادة قاعدة الممارسة الرياضية المدرسية والجامعية بنسبة 30% سنوياً

*وزير الشباب والرياضة

 

مقالات مشابهة

  • الدكتور يسري الشرقاوي يكتب: على أبواب مرحلة اقتصادية جديدة
  • د. بنطلحة يُبرز النجاعة الدولية للأمن الوطني المغربي في ظل تحديات الذكاء الاصطناعي
  • انتشال 89 جثة لمهاجرين غرق قاربهم قبالة ساحل موريتانيا
  • الدكتور أشرف صبحي يكتب: مسؤوليات كبيرة.. دعم غير محدود من الرئيس للأبطال والأندية والمنتخبات
  • انتشال جثث 89 مهاجراً قبالة سواحل موريتانيا
  • موريتانيا.. مصرع 89 مهاجرا غير شرعي بعد غرق قاربهم
  • مصرع 87 مهاجراً وفقدان العشرات في السواحل الموريتانية
  • لقاء شراكة وتعاون 2 يناقش تسريع إجراءات تنفيذ المشاريع بالداخلية
  • قرعة تصفيات أمم أفريقيا 2025.. منتخب مصر مع كاب فيردي وموريتانيا وبتسوانا
  • وزير التعليم العالي يوقّع اتفاق شراكة بين الجامعات المصرية والفرنسية