الكباش الرئاسي مرتبط بنتائج المعركة؟

يتعامل الجيش الاسرائيلي خلال المعركة الحالية الدائرة جنوب لبنان بينه وبين "حزب الله" على ان سقف الحزب بات معروفاً لديه وهذه المعركة بالسقف الذي لا يتعدى الدخول في معركة محدودة، يجعله قادرا على توسيع رقعة الاشتباك كيفما يريد، والذهاب أبعد من ذلك من خلال تخطي الخطوط الحمراء واستهداف قياديين فلسطينيين وقياديين في الحزب عبر غارات جوية في عمليات اغتيال علنية.

المسار الذي تتبعه تل ابيب قد يؤدي في لحظة ما إلى تدحرج سريع للمعركة الحاصلة جنوباً، وقد يكون الامر مسألة وقت في ظل سعي "حزب الله" لتنفيذ ردّ حقيقي ورادع على كل ما قامت به تل ابيب في الداخل اللبناني في الايام الماضية، لذلك فإن نتائج المعركة ومسارها وكيفية تطورها بات يخضع إلى كثير من الاعتبارات ولا يمكن نهائياً التنبؤ به، كما كان يحصل في الايام الاولى.

لكن، وبالتوازي مع المعركة واشتداد حدتها، لا يزال هناك مساحة واسعة للحديث السياسي في لبنان، خصوصا وأن الضغوط التي تمارس من قبل بعض الدول المعنية الاساسية، عربية وغربية، تعطي زخماً حقيقياً للأوضاع الداخلية، وهذا ما تظهّر بشكل علني وواضح بعد التمديد لقائد الجيش العماد ميشال عون اذ باتت هناك آمال واسعة لدى بعض المعنيين بالوصول الى انتخاب رئيس جديد واستغلال الانشغال العام بالتطورات العسكرية.

وبحسب مصادر مطلعة فأن الدول التي تسعى الى الوصول الى حل سياسي سريع او تسوية رئاسية مستعجلة هي الدول التي تدور في فلك الولايات المتحدة الاميركية او تتحالف معها وذلك من اجل عدم ربط نتائج المعركة بالتسوية المقبلة، إلا أن التطورات الحالية بدأت تبدل الأولويات، خصوصا ان الاميركيين باتوا يطرحون أفكاراً شاملة للحلّ في المنطقة بما يشمل وضعية "حزب الله" العسكرية والضمانات التي قد يرغب بالحصول عليها، وهذا يعني أنهم سيربطون التسوية السياسية بواقع الجنوب..

وترى المصادر أن "حزب الله" في الاساس لا يرغب بالذهاب إلى أي تسوية داخلية قبل انهاء المعركة، مراهناً على تقدمه بالنقاط وتمكنه من فرض شروطه على خصومه، او رغبة منه بأن تكون التسوية الداخلية مرتبطة بالسلة المتكاملة، وهذا ما بات يتطابق مع الرؤية الاميركية.وعليه فإن ربط الانتخابات الرئاسية بنتيجة المعركة سيكون امراً لا مفر منه، خصوصا اذا ترافق مع تسويات شاملة لها علاقة بالنظام اللبناني ككل..

اذا، حتى اللحظة استطاع "حزب الله" ضبط نفسه وعدم الانزلاق نحو حرب شاملة مع اسرائيل في ظل الاستفزازات الاسرائيلية التي وصلت الى الخط الاحمر، والتسوية التي تطرح عليه بشأن الحدود الجنوبية ستكون متصلة بالتسوية الداخلية وهذا ما يتوافق عليه الاميركيون والايرانيون، لذلك فإن الكباش الرئاسي اليوم سيبقى دون المستوى المتوقع الى حين انتهاء المعركة العسكرية وظهور نتائجها الفعلية.. المصدر: خاص "لبنان 24"

المصدر: لبنان ٢٤