«تحتمس الأول».. الثور القوي
تاريخ النشر: 20th, January 2024 GMT
في أعقاب وفاة الملك «أمنحتب الأول»، خلفه على عرش البلاد «تحتمس الأول». ورغم أنه لا توجد آثار على أنه ليس ابنه، لكنه أعلن صراحة في المرسوم الصادر بتوليته الملك، أنه وضعته والدته «سنسنب»، والتي لم تكن زوجة ملك شرعية، أو بنت ملك شرعية.
ونُقِش في أعلى اللوحة التذكارية التي عليها هذا المرسوم كل من «تحتمس الأول»، وخلفه زوجه «أحمس»، والملكة «نفرتاري» والدة «أمنحتب الأول»، التي شاركته في عرش الملك.
ويرجح بعض الأثريين أن زوجته التي تدعى «أحمس» هذه كانت إحدى أخوات «أمنحتب الأول» الشرعيات، وأن «تحتمس» بزواجه منها أصبح ملكًا على البلاد.
لكن الأثري الكبير الراحل سليم حسن، يشير إلى أن هذا الزعم لا يمكن الجزم به «والواقع أن الدور الخفي الذي مثل في حادث تولي هذا الملك لا يزال مجهولًا لنا كما جرَتِ العادة في مثل هذه الأحوال الخاصة».
هناك رأي آخَر يدَّعي الآخذون به أن زوجة الملك «تحتمس» هي أحمس «حنت تامحو» بنت الملك «أحمس» الأول من زوجةٍ ثانوية تُدعَى «إنحابي»؛ وتلفت موسوعة مصر القديمة إلى أن «تحتمس» يتكلَّم عن «أحمس» هذه بأنها أخته، ممَّا يدل على أنه هو كذلك كان ابن الملك، ولكن من الزوجة الأخرى التي تُدعَى «سنسنب».
وأخيرًا، تحدث «تحتمس» عن نفسه في بعض النقوش، واصفا نفسه بأنه ابن ملك، وأن والده ابن ملك. ما يدل على أنه من عائلة ملكية «ولما لم يكن ابن «أمنحتب الأول»، فلا بد إذن أن يكون ابن «أحمس الأول» وحفيد «سقننرع»، ومهما يكن من أمرٍ فإن الموضوع لا يزال يحيطه الشك والإبهام معًا»، كما تشير موسوعة مصر القديمة.
ويشير الجزء الرابع من الموسوعة الذي حمل عنوان «عهد الهكسوس وتأسيس الإمبراطورية» إلى أن «تحتمس» تُوِّج ملكًا على البلاد حوالي عام 1535 ق.م -أي بعد وفاة «أمنحتب» مباشرة- حيث عُثر على إعلان تتويجه ملكًا على البلاد عبر نسخ مرسوم توليته التي أُرسِلت إلى حاكم بلاد النوبة «توري»، الذي كان قد عُيِّن حديثًا لإدارة شئونها.
هذا المرسوم -كما يبدو- كان قد وُزِّع على حكام البلاد قاطبةً، وقد وُجِد منه حتى الآن ثلاث نسخ
ولُقِّب «تحتمس» بلقب جديد هو «ابن الملك للبلاد الجنوبية» (كوش)، وكان يقوم بإدارة هذا الإقليم في عهد سلفه «أمنحتب» الأول، حيث كان الوالي على بلاد السودان.
كما حمل الملك لقب «الثور القوي»، الذي كان ينطبق عليه وعلى أعمال الشجاعة التي قام بها.
وكان «تحتمس الأول»، حسبما وصفه سليم حسن اعتمادا على المصادر الأثرية، رجلا طويل القامة، عريض المنكبين، متين البنية، قادرًا على تحمُّل أهوال الحروب من غير ملل وإعياء.
وقد صوَّرت تماثيله بوجه ممتلئ مستدير، وأنف طويل، وذقن مربعة، وشفتين تميلان إلى الغلظ، ومحيا ترتسم عليه ابتسامة ولكنها في الوقت نفسه تمثِّل قوة الإرادة.
تقول الموسوعة: «لا نزاع في أن هذا الملك قد حمل معه عند تولِّي العرش روح الجيل الناشئ، الذي جاء على أعقاب تخليص البلاد من نير الهكسوس، فقد نما وترعرع في عهد «أمنحتب الأول»، الذي كان يسوده السلام بوجه عام، وكان أبناء جيله يفخرون بتلك الانتصارات التي أحرزوها على أقوام الجنوب من غير كبير عناء».
مومياء تحتمس الأول
وأشارت الموسوعة إلى أنه مع تولي الملك الجديد «روح الطموح كانت تدبُّ في نفوس المصريين إلى الغزو ومتابعة الفتح، وبخاصة في آسيا، تلك البلاد التي فرَّ إليها أولئك القوم الذين سيطروا على بلادهم بيدٍ من حديد أكثرَ من قرن ونصف».
والواقع أن المصريون في هذا العهد لم يفكروا في غزو بلاد أفريقية ثانيةً؛ لأن كل البلاد السودانية حتى ملتقى النيل الأزرق بالنيل الأبيض كانت ملكًا لعاهلهم، وكان الآلهة المصريون يعبدون في «نباتا» كما كانوا يعبدون في «طيبة» بنفس الحماس.
لكن مع هذا، تدل الآثار على حملة كبيرة قادها «تحتمس الأول»، في السودان، من أجل توطيد دعائم ملكه.
بعدها، أخذ الملك يفكِّر في المشروع العظيم الذي قام بتنفيذ جزءٍ منه والده وأخوه، وهو القضاء على الهكسوس في «آسيا»، بعد أن قضى عليهم والده في مصر، ثم أخذ أخوه في مطاردتهم في آسيا، كما كان يريد تأسيس إمبراطورية واسعة النطاق التي وضع أساسها في عهد الأسرة الثانية عشرة.
وأكدت الموسوعة: «بقي حبل الاتصال بين المصريين والآسيويين موصولًا، كما وجدت آثاره في عهد الأسرة الثالثة عشرة. والظاهر أن أهل سوريا أو بعبارة أخرى الهكسوس الذين كانوا يقطنون هذه البلاد، مضافًا إليهم مَن تقهقر منهم أمام «أحمس»، كانوا قد عقدوا أواصر المهادنة والإخاء بينهم وبين أهل النهرين على حساب مصر، ولا بد من أنه قد حدث بعد مناوشات أو غارات اتخذ منها الملك ذريعة للقيام بحملة تأديبية إلى تلك الأصقاع».
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: ملوك مصر تحتمس نفرتاري فی عهد إلى أن
إقرأ أيضاً:
عَملٌ مسرحي على خشبة ثقافي طرطوس يُحاكي اللحظات التي رافقت التحرير
طرطوس-سانا
قَدّمت فرقة العرّاب للفنون المسرحية عملها المسرحي الجديد صَيدُ المنايا (تحت سقفٍ واحد) على خشبة مسرح المركز الثقافي العربي بطرطوس، والمستوحى مما كُشِفَ في سجن صيدنايا بعد التحرير مِنْ أحداثٍ وقصص مؤلمة دامتْ سنوات.
مؤلّف ومُخرج العمل عصام علّام قال في تصريح لمراسلة سانا: إنه استقى عنوان العمل من سجن صيدنايا الذي حوّلَ الأرواح الحيّة إلى مَنايا وموت، وبدأ بكتابة النّص مع انتشار فيديوهات تحرير سُجناء المعتقلات وغرف السجن والعبارات المكتوبة على جدرانه، المشهد الذي تركَ أثراً نفسيّاً سيّئاً في ضمير كُلِّ مَنْ شَاهدَ وقرأ.
وأضاف علّام: “العمل الذي يشارك فيه سبعة ممثلين ساعدت بإخراجه ماريا شلدح، استغرقت كتابته حوالي الشهر، في حين بدأت البروفات مع نهاية كتابة المشهد الأول للمسرحيّة، مع تكثيف ورشات العمل ليكون العمل حاضراً على خشبة المسرح؛ لتقديم أوّل عرضٍ مسرحي سياسي حر بعد سقوط النظام البائد.
واعتبر علّام أن للمسرح دوراً فنياً رائداً في توثيق الأحداث، وإلقاء الضوء على ما يجري في المجتمعات، و ما يجول في خاطر نفوس الناس من هموم ومشاكل، معبراً عن رأيه بأن التحرير هو تحريرٌ للفن أيضاً بشكل عام، وللمفكرين والمسرح على وجه الخصوص، كونه يساعد على إيجاد بيئة صحيّة حرّة للعمل، لإيصال صوت الناس بصورة أفضل، ما يسهم في الوصول للهدف الذي وجِدَ من أجله الفن.
طرطوس 2025-01-29Hassan Nasrسابق من مشاركات القادة العسكريين في مؤتمر إعلان انتصار الثورة السورية انظر ايضاً استبدال خليّة كهربائية في محطة تحويل مشتى الحلو باستطاعة 20 ك.فطرطوس-سانا قامت ورشات الشركة العامة لكهرباء طرطوس باستبدال خليّة كهربائية باستطاعة 20 ك.ف
آخر الأخبار 2025-01-29انطلاق فعاليات مؤتمر إعلان انتصار الثورة السورية وسط حضور موسع من فصائل إدارة العمليات العسكرية وقوى الثورة السورية 2025-01-29وفاة أربعة أشخاص وإصابة أربعة جراء انفجار لغم أرضي في ريف حماة الشرقي 2025-01-29(حماة تنبض من جديد).. مبادرةٌ أطلقتها المحافظة لتعزيز العمل التطوعي وإعادة تأهيل البنية التحتية 2025-01-29وزارة النقل: ندرس تعرفة خطوط نقل الركاب بشكل دقيق 2025-01-29وفاة شخصين وإصابة 4 آخرين نتيجة حادث سير على طريق إدلب سرمين 2025-01-29وزير المالية في لقاء مع بعثة الاتحاد الأوروبي: ضرورة رفع كامل العقوبات عن سوريا 2025-01-29ورشة في وزارة الصحة لتنسيق الصحة النفسية والدعم النفسي الاجتماعي في سوريا 2025-01-29وزارة التربية والتعليم تناقش مع منظمات دولية ومحلية خطتها وأولويات النهوض بالواقع التربوي 2025-01-29تشخيص وعلاج الانصمام الرئوي في محاضرة للجمعية الطبية السورية الأمريكية بمشفى دمشق 2025-01-29وزير الزراعة يبحث مع هيئة الموارد المائية واستصلاح الأراضي الصلاحيات والمشكلات التي تعترض العمل
صور من سورية منوعات تيك توك تستأنف خدماتها في الولايات المتحدة بفضل ترامب 2025-01-20 الصين تطلق مجموعة جديدة من الأقمار الصناعية إلى الفضاء 2024-12-05فرص عمل جامعة حلب تعلن عن حاجتها لمحاضرين من حملة الإجازات الجامعية بأنواعها كافة 2025-01-23 الخارجية تعلن برنامج اختبارات المرحلة الرابعة في مسابقتها لتعيين عاملين دبلوماسيين 2024-12-05حدث في مثل هذا اليوم 2024-12-077 كانون الأول-اليوم العالمي للطيران المدني 2024-12-066 كانون الأول 2004- اقتحام القنصلية الأمريكية في جدة بالمملكة العربية السعودية 2024-12-05 5 كانون الأول – اليوم الوطني في تايلاند 2024-12-033 كانون الأول 1621- عالم الفلك الإيطالي جاليليو جاليلي يخترع التلسكوب الخاص به 2024-12-022 كانون الأول- اليوم الوطني في الإمارات العربية المتحدة 2024-12-011 كانون الأول 1942 – إمبراطور اليابان هيروهيتو يوقع على قرار إعلان الحرب على الولايات المتحدة
مواقع صديقة | أسعار العملات | رسائل سانا | هيئة التحرير | اتصل بنا | للإعلان على موقعنا |