سفير الأرجنتين بالقاهرة: مصر من الدول الواعدة لجذب الاستثمارات الخاصة لمجالات البيئة
تاريخ النشر: 20th, January 2024 GMT
استقبلت الدكتورة ياسمين فؤاد وزيرة البيئة السفير الأرجنتينى لدى القاهرة السيد جونزالو أوريولابيتا، والوفد المرافق له لبحث سبل التعاون الثنائي في تعزيز فرص الاستثمار البيئي والمناخي واشراك القطاع الخاص في ظل اهتمام البلدين بحماية البيئة ومواجهة تحدي تغير المناخ وصون التنوع البيولوجي.
واستهلت د. ياسمين فؤاد اللقاء بالترحيب بالسفير الأرجنتينى بوزارة البيئة داخل مقرها الجديد بالعاصمة الإدارية الجديدة وبحثت معه سبل التعاون المشترك في تعزيز فرص الاستثمار البيئي في المجالات المختلفة، خاصة أن الأرجنتين من الدول ذات الدور المحوري في دعم حماية البيئة وصون التنوع البيولوجي، وكانت داعما للخروج بالاطار العالمي للتنوع البيولوجي لما بعد ٢٠٢٠ وتأسيس الصندوق الجديد للتنوع البيولوجي بإدارة البنك الدولي ومرفق البيئة العالمي.
و عرضت وزيرة البيئة خلال اللقاء قصة مصر الملهمة في تغيير لغة الحوار حول البيئة التى أدت لتعظيم فرص الاستثمار البيئي والمناخي في مصر، من خلال العمل على ربط قطاع البيئة بالبعد الاقتصادي والاجتماعي بالتعاون بين الحكومة ومختلف الشركاء من القطاع الخاص والمجتمع المدني والاكاديمي والشباب والمرأة، والتوجه نحو خلق وظائف وفرص عمل خضراء حقيقية من التحديات البيئية، ومنها تحويل تحدي السحابة السوداء التي ظلت تؤرق المواطن المصري لسنوات إلى فرصة بيئية واقتصادية، من خلال تشجيع المزارعين على جمع وكبس وتدوير قش الأرز بدلا من حرقه، ليتحول لمنتج اقتصادي في شكل سماد عضوي واعلاف للحيوانات، وتكرار التجربة في مختلف أنحاء الجمهورية بالاستفادة من المخلفات الزراعية والحيوانية لانتاج البيوجاز، من خلال وحدات ينفذها الشباب ويستفيد منها المزارعين وربات البيوت في شكل سماد ووقود نظيف.
وتطرقت أيضا للتجربة المصرية في مواجهة تحدي المخلفات بدعم واشراف مباشر من القيادة السياسية، من خلال خلق مناخ داعم لتنفيذ منظومة متكاملة لإدارة المخلفات يكون القطاع الخاص شريك فيها، حيث تم إصدار أول قانون لإدارة المخلفات بمصر فى ٢٠٢٠ يقوم على فكر الاقتصاد الدوار، وإنشاء بنية تحتية من مدافن ومحطات وسيطة ومصانع تدوير، ونظام حاكم يحدد الأدوار المسئوليات، حيث يتولى جهاز تنظيم إدارة المخلفات التابع لوزارة البيئة الدور التخطيطي والتنظيمي والرقابي للمنظومة، وخلق حوافز لتشجيع القطاع الخاص على الاستثمار في مجال إدارة المخلفات، حيث كان البدء في أول مشروع لتحويل المخلفات لطاقة بأبي رواش من بشائر ثمارها، لتأتي بعدها العديد من الشركات المهتمة بالاستثمار في هذا المجال.
وأشارت أيضا إلى الانتهاء من إعداد الاستراتيجيات المتعلقة بالمخلفات البلدية والخطرة والزراعية والهدم والبناء، بالإضافة إلى إطلاق الاستراتيجية الوطنية للمناخ ٢٠٥٠ وتحديث خطة المساهمات الوطنية المحددة، مما يساعد على تنفيذ حزمة من المشروعات في مجالات مختلفة كالأمن الغذائي وتقليل الانبعاثات من قطاع الزراعة وترشيد استخدام المياه.
ولفتت إلى إمكانية التعاون المشترك في تنفيذ عدد من الفرص الاستثمارية في مجال البيئة والمناخ، والتي اعدتها وحدة الاستثمار البيئي والمناخي بوزارة البيئة، وتم عرضها من خلال اول منصة إلكترونية للاستثمار البيئي والمناخي في مصر تعرض دراسات الجدوى لفرص استثمارية واعدة في مجالات مثل الاقتصاد الحيوي والسياحة البيئية، وذلك في إطار اطلاق اول منتدى للاستثمار البيئي والمناخي في مصر منذ اشهر قليلة، بالإضافة إلى توفير حوافز خضراء للاستثمار في ٤ مجالات هي المخلفات والطاقة المتجددة والهيدروجين الأخضر وبدائل البلاستيك.
وفيما يخص فرص الاستثمار في السياحة البيئية في مصر، أشارت وزيرة البيئة إلى الحرص على إشراك القطاع الخاص في تقديم أنشطة وخدمات بالمحميات الطبيعية في مصر والتى تمثل ١٥٪ من مساحتها، بما يحقق استدامتها وخلق تجربة فريدة بها لممارسة السياحة البيئية، مثل محميات وادي دجلة والغابة المتحجرة والفيوم وراس محمد.
كما تحدثت وزيرة البيئة عن المبادرة القومية لرفع الوعي البيئي "اتحضر للأخضر" تحت رعاية رئيس الجمهورية، لتعطي رسائل للمواطنين عبر وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي حول التحديات البيئية المختلفة، ودور المواطن في مواجهتها، وتنفيذ أنشطة مثل حملات تنظيف الشواطئ من المخلفات، وتشجيع طلاب المدارس على تبني ممارسات إعادة الاستخدام التدوير والحد من مخلفات الطعام، وأيضا تقع تحت مظلتها حملة ايكو ايجيبت للترويج للسياحة البيئية في عدد ١٣ مقصد سياحى بيئى بالمحميات الطبيعية، وحملة "حكاوى من ناسها" لدمج المجتمعات المحلية بالمحميات من أجل الحفاظ على تراثهم الثقافي والمعرفي والاجتماعي، باعتبارهم شريك اساسي في حماية الطبيعة.
ومن جانبه، أكد جونزالو أوريولابيتا السفير الأرجنتيني بالقاهرة، على التشابه الكبير في اهتمام البلدين بحماية البيئة وصون التنوع البيولوجي واشراك القطاع الخاص، موضحا أن العديد من الشركات الأرجنتينية تقدم منتجات وخدمات مرتبطة بالبيئة، مما يتيح فرص كبيرة للتعاون المشترك للاستثمار في مجالات إدارة المخلفات البلدية والزراعية والصناعية وإنتاج مواد خام للبناء من المخلفات، وأيضا فرص الشراكة في إدارة المخلفات الزراعية، حيث ان ٩٠٪ من الإنتاج الزراعي في الأرجنتين يتبع نظام يقلل البصمة الكربونية، مما أدى لزيادة كفاءة استخدام المياه وزيادة الإنتاج الزراعي، بالإضافة إلى العديد من المبادرات البيئية.
واعرب السفير عن تطلعه لفتح مزيد من قنوات التواصل لبحث فرص التعاون والاستثمار، سواء على مستوى الحكومة والقطاع الخاص والمجتمع المدني، وأيضا إمكانية تكرار حملة "اتحضر للأخضر" في بلاده، مؤكدا أن مصر من الدول الواعدة القادرة على جذب استثمارات القطاع الخاص الأرجنتيني في مجال البيئة بها.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الاستثمار البیئی البیئی والمناخی إدارة المخلفات فرص الاستثمار وزیرة البیئة القطاع الخاص من خلال فی مصر
إقرأ أيضاً:
"البيئة" تُنظم ورشة بعنوان "المؤشرات البيئية ونظم المعلومات الجغرافية"
الرؤية- ناصر العبري
نظّمَت هيئة البيئة بمُحافظة شمال الشرقية بالتعاون مع جامعة الشرقية ورشة تدريبية متخصصة بعنوان "المؤشرات البيئية ونظم المعلومات الجغرافية"، قدمها المفتش البيئي سعود البوصافي، وذلك بهدف تعزيز الفهم العلمي للمؤشرات البيئية والتي تُستخدم لقياس ومتابعة التغيرات البيئية وتحليل تأثير الأنشطة البشرية على النظم البيئية.
وتناولت الورشة دور نظم المعلومات الجغرافية (GIS) في جمع وتحليل البيانات البيئية، والذي يسهم في اتخاذ قرارات مبنية على أسس علمية لحماية الموارد الطبيعية.
واستعرضت الورشة مفاهيم المؤشرات البيئية، مثل جودة الهواء والمياه، والتنوع الحيوي، والتغيرات المناخية، إضافة إلى آليات الرصد والتقييم باستخدام تقنيات نظم المعلومات الجغرافية. كما تم تقديم تطبيقات عملية لخرائط رقمية وتحليل بيانات مكانية تُسهم في دعم التخطيط البيئي المُستدام.
وأكد المشاركون في الورشة أهمية تكامل التقنيات الحديثة في العمل البيئي، بما يسهم في رصد التغيرات البيئية بدقة، وتحليل التأثيرات البيئية للنشاطات البشرية ووضع استراتيجيات للحفاظ على البيئة والتخفيف من التلوث.
يشار إلى أن الورشة تأتي ضمن جهود هيئة البيئة بمحافظة شمال الشرقية لنشر الوعي البيئي وتطوير الكفاءات الوطنية في مجال التحليل البيئي باستخدام التقنيات الحديثة بهدف تحقيق الاستدامة البيئية بما يتماشى مع رؤية عمان 2040.