حميدتي يتحدث عن لقائه بالبرهان ويقول إن طريق السلام في السودان يبدأ بوقف إطلاق النار
تاريخ النشر: 20th, January 2024 GMT
الخرطوم - حمّل قائد قوات الدعم السريع في السودان، محمد حمدان دقلو(حميدتي)، "الجيش السوداني مسؤولية بدء الحرب المستمرة منذ منتصف أبريل/ نيسان الماضي"، بحسب قوله.
وقال حميدتي، في مقابلة مع قناة "سكاي نيوز عربية"، إن "طريق السلام في السودان يبدأ بوقف إطلاق النار وقيام فترة انتقالية"، مؤكدا جاهزيته لوقف إطلاق النار فورا والدخول في مفاوضات.
وتحدث دقلو عن اللقاء الذي تعذرت إقامته أكثر من مرة مع قائد الجيش عبد الفتاح البرهان، قائلا: "البرهان هو الذي طلب لقائي، لكنه يشترط أن يكون ذلك بشكل انفرادي".
واتهم قائد قوات الدعم السريع البرهان بـ"توزيع السلاح في دارفور"، محملا إياه مسؤولية المعارك الأهلية الدائرة بين القبائل غربي السودان بسبب استمرار التسليح.
واعترف دقلو أيضا بارتكاب قواته أخطاء، حيث قال إن "الدعم السريع ليسوا ملائكة. لديه محاكم ميدانية ولجان تحقيق، فيما قد يرتكب من أخطاء"، مؤكدا أنه طرح تشكيل جيش وطني غير مؤدلج، على أن يكون الدعم السريع جزءا منه، بحسب قوله.
واتهم وزير الخارجية السوداني المكلف، علي الصادق، في وقت سابق، قوات الدعم السريع بإفشال مبادرات إيقاف الحرب بسبب عدم التزامها بتعهداتها، بحسب قوله.
ونقل موقع "المشهد السوداني"، عن الوزير السوداني، رغبة حكومة بلاده في الحل السلمي عبر التفاوض الجاد والانفتاح على كل المبادرات من أجل إنهاء الحرب وعودة الحياة إلى طبيعتها، واستئناف المسار الديمقراطي.
وتابع: "لكن عدم التزام المليشيا بتعهداتها المختلفة خاصة إعلان جدة للمبادئ، ظل عاملا أساسيا في نهاية وفشل كل المبادرات".
يشار إلى أن الحكومة السودانية تعارض اجتماعات "إيغاد"، معتبرة أنها أقحمت الأزمة السودانية على جدول قمتها الاستثنائية لرؤساء الدول الأعضاء في الهيئة، ووجهت دعوة لحميدتي (محمد حمدان دقلو، قائد قوات الدعم السريع)، دون التشاور مع الخرطوم.
يذكر أن العاصمة الخرطوم والمدن المجاورة لها تشهد قتالا عنيفا بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع، منذ منتصف نيسان/ أبريل 2023، إثر خلافات سياسية وأمنية، تسببت في نزوح أكثر من خمسة ملايين سوداني داخل وخارج البلاد، بالإضافة إلى مقتل أكثر من 5 آلاف من المدنيين، ما تطلب تدخل منظمات إنسانية محلية ودولية لمساعدة المتضررين.
المصدر: شبكة الأمة برس
كلمات دلالية: قوات الدعم السریع
إقرأ أيضاً:
عام ثالث من حرب السودان والجبهات تشتعل غربا
تتواصل في السودان منذ 15 أبريل/نيسان 2023 حرب شرسة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع وتتجه في عامها الثالث للاشتعال بعدة مناطق بالبلاد، لا سيما الغربية.
واندلعت المواجهات أول مرة في العاصمة الخرطوم، ثم امتدت إلى ولايات عدة، لتدخل البلاد في دوامة نزاع صنفه مراقبون بأنه أدى إلى أكبر أزمة نزوح في العالم تاركا ملايين المدنيين في مواجهة أوضاع إنسانية غاية في الصعوبة.
وفي تطور ميداني بارز، تمكنت قوات الجيش في 26 مارس/آذار الماضي، من استعادة القصر الرئاسي بالخرطوم، الذي ظل خاضعا لسيطرة الدعم السريع لنحو عامين.
وينظر إلى هذه الخطوة على أنها تحول مهم في مجريات الحرب، لكنها لا تعني بالضرورة نهاية المعارك، بحسب ما أكده محللون ومصادر ميدانية.
وبعد فقدانها مواقعها بالقصر الرئاسي في الخرطوم، صعدت قوات الدعم السريع وتيرة هجماتها على مدينة الفاشر، مركز ولاية شمال دارفور غربي البلاد، والتي تفرض عليها حصارا خانقا منذ العاشر من مايو/أيار 2024.
وفي 26 سبتمبر/أيلول 2024، أطلق الجيش السوداني عملية برية ضد مواقع الدعم السريع في الخرطوم، وامتدت العمليات إلى ولايات أخرى، وأسفرت عن إحكام السيطرة على أغلب مناطق ولاية سنار جنوبا، وكامل ولايتي الجزيرة والنيل الأبيض وسط البلاد.
إعلانوفي الخرطوم، حققت القوات المسلحة السودانية تقدما ملحوظا، واستعادت في 21 مارس/آذار الماضي القصر الرئاسي، الذي كان تحت سيطرة قوات الدعم السريع منذ اندلاع الاشتباكات في أبريل/نيسان 2023.
وعقب الخسارة، بدأت قوات الدعم السريع بسحب عناصرها من العاصمة، متوجهة نحو الغرب عبر جسر جبل أولياء جنوبي الخرطوم.
وفي غضون ذلك، استعاد الجيش السيطرة على معظم أحياء العاصمة، وتمكن من تحرير أكثر من 4 آلاف شخص كانت قوات الدعم السريع تحتجزهم كرهائن.
وفي 26 مارس/آذار الماضي، هبط رئيس مجلس السيادة وقائد الجيش عبد الفتاح البرهان، في مطار الخرطوم الدولي، الذي كانت تستخدمه قوات الدعم السريع كقاعدة عسكرية، وانتقل منه إلى القصر الرئاسي.
وفي تصريحات أدلى بها من داخل القصر، أعلن البرهان تحرير الخرطوم بينما سيطرت قوات الجيش في 28 مارس/آذار الماضي على سوق ليبيا في منطقة أم درمان غربي الخرطوم، والذي كان أحد أبرز معاقل الدعم السريع في العاصمة.
وبناء على هذه التطورات، تمكن الجيش، بحسب خبراء، من فرض سيطرته على معظم مناطق العاصمة الخرطوم.
شهد السودان عام 2018 اندلاع احتجاجات شعبية واسعة على خلفية تردي الأوضاع المعيشية والاقتصادية، تحولت لاحقا إلى ثورة أطاحت بنظام البشير بعد 30 عاما من الحكم.
وشارك الجيش وقوات الدعم السريع في الإطاحة بالرئيس المعزول عمر البشير، وشكلّا معا مجلسًا عسكريا انتقاليا، تولى رئاسته قائد الجيش البرهان، بينما شغل محمد حمدان دقلو منصب نائب رئيس المجلس.
وبموجب اتفاق تقاسم السلطة، تشكل ائتلاف حكومي مشترك بين العسكر وتحالف مدني بمسمى قوى الحرية والتغيير إلى أن قام الجيش والدعم السريع بإقصاء المكون المدني من السلطة في 25 أكتوبر/تشرين الأول 2021.
بدأ التوتر يتصاعد بين الجانبين، لا سيما في ظل الخلافات حول آلية دمج قوات الدعم السريع في صفوف الجيش، إلى جانب تدخلات من أطراف خارجية، مما فاقم من الاحتقان السياسي والأمني في البلاد.
إعلانوفي تلك الأثناء، شدد الجيش على ضرورة دمج قوات الدعم السريع خلال عامين فقط، بينما طالبت الأخيرة بمهلة لا تقل عن 10 سنوات لإنجاز هذه العملية.
وفي 13 أبريل/نيسان 2023، أقدمت قوات الدعم السريع على تحريك وحدات كبيرة نحو مطار مروي والقاعدة الجوية العسكرية في شمال البلاد، وهو ما اعتُبر الشرارة الأولى التي فجّرت الصراع المسلح الحالي.
وأعلن المتحدث باسم الجيش، نبيل عبد الله، حينها أن قوات الدعم السريع بدأت بالتحرك والانتشار في العاصمة وبعض المدن الأخرى دون أي تنسيق أو موافقة من قيادة القوات المسلحة.
وفجر 15 أبريل/نيسان 2023، دوت أصوات إطلاق نار في عدد من المناطق المهمة في العاصمة الخرطوم، مثل حي أركويت، والمدينة الرياضية، والقيادة العامة للقوات المسلحة، والقصر الرئاسي، ومبنى التلفزيون الرسمي، والمنطقة التي تضمّ مقر إقامة رئيس مجلس السيادة البرهان.
بعدها، بدأت تسمع بأنحاء العاصمة أصوات الاشتباكات العنيفة، وتصاعدت أعمدة الدخان الكثيف في مناطق مختلفة، كما شهد محيط مطار الخرطوم الدولي تحركات عسكرية مكثفة، أدت على الفور إلى خروجه من الخدمة.
وطيلة العامين الماضيين، تعرّضت البنية التحتية في السودان لأضرار جسيمة جراء الحرب لا سيما في الخرطوم، إذ دُمّرت بعض الجسور، وتعرضت محطات الكهرباء والمياه للتخريب، وأُحرقت مبانٍ، وتعرضت أسواق ومتاجر لعمليات نهب.
وحتى المتاحف لم تسلم من الفوضى والنهب، في حين تضررت مصافي النفط بشكل بالغ، بينما لحقت أضرار جسيمة بمطار الخرطوم الدولي.
ووفق الأرقام الرسمية، فإن عدد الضحايا الذين لقوا حتفهم مباشرة بسبب الاشتباكات بلغ 20 ألف شخص، غير أن التقديرات تشير إلى أن العدد الحقيقي تجاوز 150 ألفا.
وتسببت الحرب بالسودان في أكبر أزمة نزوح في العالم، وأثرت بشدة على النظام الصحي في البلاد.
إعلانوهربا من القتال، اضطر أكثر من 11 مليون شخص للنزوح داخليا، بينما لجأ قرابة 4 ملايين إلى دول الجوار.
ووفق بيانات الأمم المتحدة، فإن أكثر من نصف سكان السودان، أي ما يزيد على 30.4 مليون شخص، باتوا بحاجة إلى مساعدات إنسانية عاجلة.
وبات الأطفال في البلاد يواجهون مخاطر متعددة تشمل العنف، والانتهاكات، والنزوح القسري، وسوء التغذية، والأمراض.
ويقدر عدد الأطفال المعرّضين لخطر الإصابة بأمراض قاتلة نتيجة انهيار النظام الصحي بأكثر من 3 ملايين طفل، في حين أن 17 مليون طفل باتوا خارج مقاعد الدراسة.
ورغم استعادة الجيش لمعظم ولاية الخرطوم، لا تزال الاشتباكات مستمرة بولايات أخرى، مع إصرار قوات الدعم السريع على عدم التفريط بسيطرتها على 4 من أصل 5 ولايات في إقليم دارفور، كما تستمر المعارك في ولايات غرب وجنوب وشمال كردفان.
وضمن ولايات البلاد الـ18، لم تعد الدعم السريع تسيطر سوى على أجزاء من ولايتي شمال كردفان وغرب كردفان وجيوب في ولايتي جنوب كردفان والنيل الأزرق، بجانب 4 من ولايات إقليم دارفور (غرب).
وبعد معارك الخرطوم، صعّدت قوات الدعم السريع هجماتها المكثفة على مدينة الفاشر، مركز ولاية شمال دارفور، والتي تخضع لحصار خانق منذ العاشر من مايو/أيار 2024، رغم أنها لا تزال تحت سيطرة الجيش.
وتواصل القوات المسلحة الحكومية وحلفاؤها الدفاع عن المدينة، في وقت تشير فيه التقارير إلى أن الوضع في مخيمات النازحين هناك، التي تستضيف ملايين المشردين، كارثي ومروّع.
ويشدد قادة الجيش على أنهم لن يتوقفوا قبل طرد قوات الدعم السريع من آخر نقطة في البلاد، في حين أعلن قادة الدعم السريع عن استعدادهم لشن هجمات على ولاية نهر النيل شمال السودان، وهي إحدى الولايات التي لم تصلها الحرب مثل ولايات الشرق.
إعلانبينما يرى خبراء أن الجيش السوداني، رغم الانتصارات التي حققها في الآونة الأخيرة، يواجه تحديات كبيرة وصعوبات ميدانية تعيق حسم النزاع بشكل نهائي.