من الواضح أن النشاط السياسي الذي يقوم به "الحزب التقدّمي الاشتراكي" يتلاقى بشكل أو بآخر مع توجّه بعض القوى السياسية التي ترغب بتحريك المياه الراكدة للاستحقاق الرئاسي الذي يُعدّ حلّه مدخلاً إلزامياً لإنهاء الأزمة السياسية في لبنان.

تعتقد مصادر سياسية مطّلعة أن لدى "التقدّمي الاشتراكي" قناعة تامّة بأنّ المبادرة لاطلاق حراك سياسي اليوم يمكن استغلاله عندما تحين لحظة التسوية السياسية، خصوصاً أن الوصول الى اتفاق يؤدّي إلى انتخاب رئيس جديد للجمهورية في هذه المرحلة بالذات يبدو أمراً شبه مستحيل.

من هُنا يصبح التحضير لنسج خيوط التفاهمات السياسية أمراً لا بُدّ منه تمهيداً للحظة انشغال دول القرار في المنطقة عن الساحة اللبنانية لتمرير الملفّ الرئاسي عبر تسوية شبه كاملة.

وتجد المصادر أن ثمة قوى كثيرة تتطلّع للتلاقي مع "التقدّمي الاشتراكي" وإن كان بعضها مثل "حزب الله" لا يرغب بفتح نقاش جدّي في هذه المرحلة تحديداً، على اعتبار أن نتائج الحرب الاسرائيلية على قطاع غزّة سيكون لها دور في تحسين شروطه في الداخل اللبناني والمنطقة وهذا ما يجعل اهتمام "الحزب" بالتلاقي مع "الاشتراكي" مرتبطاً أكثر بالعلاقة الثنائية منه من التسوية السياسية.

وفي حين أن  "تيار المردة" يُظهر ليونة كبيرة في التعاون مع جنبلاط، يجد رئيس "التيار الوطني الحرّ" جبران باسيل في خطاب جنبلاط فرصة لاستقطاب تحالف جدّي معه، علماً أن هناك شعورا لدى "العونيين" بأنّ جنبلاط قد بدّل مواقفه في الفترة الأخيرة وتناغم أكثر مع "فريق الثامن من آذار" وبشكل لافت ما يدفع ب"التيار"للشكّ بأن موقفه السياسي والرئاسي سيكون بعيداً نسبياً عن موقف "الوطني الحر"

وتتوقّع المصادر أن يبقى حراك جنبلاط ضمن خانة "تحريك الرمال الراكدة" ليس إلّا، سيّما وأن الساحة اللبنانية والدولية منشغلة بالتطورات العسكرية  في قطاع غزّة وهواجس تدحرج المعركة "الواقفة على صوص ونقطة" في الجنوب اللبناني، كل ذلك يدفع بالملفّ الرئاسي الى جارور التهميش ويُنذر بانسداد الأفق السياسي حول أي تسوية داخلية لسدّ الفراغ خصوصاً في ظلّ الخلاف بين الأطراف المعنية والإحجام الدولي عن دوره في هذا الملف. 
  المصدر: خاص "لبنان 24"

المصدر: لبنان ٢٤

إقرأ أيضاً:

قبل لقائه الشرع.. جنبلاط سيزور هذه الدولة

ذكرت قناة "الجديد"، اليوم الإثنين، أنَّ الرئيس السابق للحزب "التقدمي الإشتراكي" وليد جنبلاط سيتوجه إلى تركيا خلال الأيام المقبلة.   وأشارت القناة إلى أن زيارة جنبلاط إلى أنقرة ستأتي قبيل زيارته إلى سوريا وتحديداً العاصمة السورية دمشق، حيث سيلتقي قائد العمليات العسكرية أحمد الشرع.  

مقالات مشابهة

  • محمد عبد العزيز: الحوار الوطني ولجنة العفو الرئاسي أكبر دليل على دعم حقوق الإنسان
  • جنبلاط استقبل السفير الفرنسي في كليمنصو
  • جديد التيار: عقوبة اشبه بتسوية
  • وليد جنبلاط إلى سوريا؟
  • البرلمان الألماني يسحب الثقة من حكومة المستشار أولاف شولتس
  • البرلمان الألماني يسحب الثقة من المستشار أولاف شولتس
  • جنبلاط متفائل بعد زيارة باريس وحديث عن ربط الاستحقاق الرئاسي بدخول ترامب البيت الأبيض
  • قبل لقائه الشرع.. جنبلاط سيزور هذه الدولة
  • بعد تعليق العمل بقانون التمديد للقضاة.. ماذا قال التيار؟
  • البرلمان الألماني يسحب الثقة من المستشار شولتس