إدانة الممثل أليك بالدوين بتهمة القتل الخطأ بسبب حادث "Rust"
تاريخ النشر: 20th, January 2024 GMT
بعد مرور أكثر من عامين على حادث إطلاق النار بموقع تصوير فيلم “Rust” والذي راح ضحيته مديرة التصوير هالينا هاتشينز، تم توجيه تهمة القتل غير العمد إلى بطل الفيلم أليك بالدوين.
وخلص التقرير الذي نشره موقع “فارايتي”، إلى أن "هذا الحادث المميت كان نتيجة لسحب الزناد يدويًا إلى الوضع الخلفي بالكامل. وعلى الرغم من أن أليك بالدوين ينفي مرارًا وتكرارًا سحب الزناد، نظرًا للاختبارات والنتائج والملاحظات الواردة هنا، كان لا بد من سحب الزناد أو الضغط عليه بما يكفي لإطلاق زناد المسدس".
ومن المقرر أن تتم أيضًا محاكمة صانعة الفيلم، هانا جوتيريز ريد، في 21 فبراير المقبل بتهمة القتل غير العمد والتلاعب بالأدلة. حيث قامت ريد عن طريق الخطأ بتحميل رصاصة حية في مسدس بالدوين، الذي كان من المفترض أن يحتوي على طلقات وهمية. ولا يزال من غير الواضح كيف تم خلط الطلقات الحية مع الطلقات الوهمية في موقع التصوير.
في البداية، تم إدانة بالدوين في يناير 2023، ولكن تم إسقاط التهم بعد ثلاثة أشهر، بعد أن أثار فريق الدفاع الخاص بالممثل تساؤلات حول ما إذا كان المسدس الخاص به يعمل بشكل صحيح عندما أطلق النار.
وقام بالدوين في مارس 2022، بمبادرة للتسوية مع عائلة مديرة التصوير تتضمن عائدات التأمين وجزء من أرباح الفيلم، لكن المحادثات توقفت بعدها.
وقع الحادث المؤسف أثناء تصوير فيلم "Rust"، حيث أطلق النجم أليك بلدوين النار من مسدس، ما أسفر عن مقتل مديرة التصوير وإصابة المخرج، بحسب ما قالت السلطات فى ولاية نيو مكسيكو.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: الممثل أليك بالدوين
إقرأ أيضاً:
نقد لمقال فيصل محمد صالح بعنوان: “علامان من حرب السودان – لم ينجح أحد”
أول ما يلفت الانتباه في هذا المقال ليس عمق التحليل أو قوة المنطق، بل ما يختبئ خلف الكلمات من تحيّز فج وموقف ضبابي يتخفى خلف قناع “الحياد الزائف”. الكاتب، المعروف بانتمائه السابق لقوى الحرية والتغيير (قحت)، وهي ذات القوى التي تساهلت تاريخيًا مع تمدد المليشيات داخل الدولة، والتي وقعت معها الاتفاق الإطاري و اتفاق أديس ابابا و غيرها من التحالفات، يحاول في هذا المقال عبثًا أن يوهم القارئ بأنه يتناول الحرب من منظور إنساني عام، بينما في الواقع، يضرب على وتر خبيث وهو: تبرئة المليشيا وتجريم الحرب بحد ذاتها، دون تحميل المعتدي المسؤولية.
*أولاً: الخلط المقصود بين الجلاد والضحية*
الكاتب يزعم أن “الجميع خسر ولم ينجح أحد”، وهو تعميم رخيص وكسول. الحقيقة أن من بدأ الحرب هو المليشيا المتمردة، ومن ارتكب الجرائم الموثقة ضد المدنيين في الخرطوم، وود نورة، والتكينة، والفاشر، هم عناصر “قوات الدعم السريع”، باعتراف المنظمات الدولية. ومع ذلك، يصر الكاتب على مساواة الضحية بالجلاد. هذا ليس فقط تضليلاً إعلاميًا، بل هو تواطؤ أخلاقي فاضح.
*ثانياً: استراتيجية “التذاكي” لتبرئة المليشيا*
في الوقت الذي يعدد فيه الكاتب جرائم المليشيا من هجوم على معسكرات النازحين، إلى قصف الأحياء السكنية، نجده يختم كل فقرة بمراوغة: “الحرب هي السبب”، وكأن الحرب كائن نزل من السماء، لا طرف بدأها، ولا مجرم قادها. هذا أسلوب معروف، هدفه تبرئة الفاعل الحقيقي وطمس معالم الجريمة، بل وشرعنتها.
*ثالثاً: ادعاء حياد كاذب لتبييض صورة المليشيا*
القول بأن “الجيش السوداني أيضاً يرتكب جرائم مثل المليشيا” هو محاولة بائسة لتسويق مقولة مهترئة تجاوزها الوعي الجمعي للشعب السوداني. هذا التكتيك المفضوح أصبح اليوم سُبّة، ودليل دامغ ضد أي كاتب يستخدمه. الفارق بين جيش نظامي يحارب لحماية الدولة، وبين مليشيا نهب وقتل واغتصاب، لا يمكن محوه بعبارات صحفية متذاكية.
*رابعاً: التباكي على الرموز دون إدانة الفاعلين*
حتى حين يذكر مقتل الطبيبة هنادي النور، لا يجرأ الكاتب على تسمية القاتل الحقيقي بوضوح، ولا يحمّل المليشيا المسؤولية. بل يعيد الكرة مرة أخرى ويلجأ للعبارات العامة: “ضحية الحرب”، “الخسائر الإنسانية”، وكأن هنادي سقطت من السماء، لا برصاص معلوم المصدر والنية في جريمة حرب تحرمها القوانين الدولية.
*خامساً: التباكي المبتذل على “الانقسام المجتمعي”*
الكاتب يذرف دموع التماسيح على “تفكك المجتمع”، لكنه يتجاهل أن المليشيا هي من غذّت الخطاب القبلي، واستهدفت مجموعات بعينها بالتصفية والاغتصاب، وهي التي زعزعت أسس التعايش. من الغريب أن مقالاً بهذا الطول لا يحتوي إدانة صريحة لهذه الفظائع، بل يمر عليها بخفة مريبة، وكأنها تفاصيل جانبية.
*خلاصة القول:*
هذا المقال نموذج صريح للحياد الزائف، الذي يستخدم قناع “التحليل الإنساني” لتبييض صفحة المليشيا، وتشويه صورة الجيش السوداني، والتهرب من إدانة المعتدي. إنه خطاب مائع ومشبوه، يتبناه من لم يعد يجرؤ على الوقوف علنًا مع المليشيا، فيلجأ إلى التذاكي، والتعميم، والمراوغة. ومثل هذا الطرح، بعد عامين من المجازر، لم يعد فقط غير مقبول، بل أصبح دليلاً على التواطؤ الأخلاقي مع القتلة.
د. محمد عثمان عوض الله
إنضم لقناة النيلين على واتساب