أحب رجلا آخر غير زوجي فهل عليَّ إثم؟ الإفتاء تجيب
تاريخ النشر: 20th, January 2024 GMT
تلقت دار الإفتاء سؤالا من خلال منصة الفيديوهات “يوتيوب” من سيدة تقول فيه: “أحببت رجلا ولم أتزوج به ولا أستطيع نسيانه فماذا أفعل؟”.
وقال الدكتور محمود شلبي، أمين الفتوى، ردا على السائلة: "عليكِ أن تجاهدي نفسك، وتحاولي نسيان هذا الشخص تماما، ولا نقول إن هذا حديث نفس ولن أحاسب عليه، لأن المسألة ستزيد وربما نقع في محرم".
وشدد على ضرورة نسيان هذا الشخص الأول وأن تستعيذ بالله وتستغفره وتتوب إليه.
ما حكم المرأة التي تحب رجلا غير زوجها؟
من جانبه، قال الدكتور أحمد ممدوح، أمين لجنة الفتوى بدار الإفتاء، إن شعور الحب أو البغض من الأشياء التي لا يستطيع الإنسان السيطرة عليها، مشيرا إلى أن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- كان يقسم بين نسائه فيعدل، ثم يقول: «اللهم هذا فعلي فيما أملك، فلا تلمني فيما تملك ولا أملك»، قال الترمذي: يعني به الحب والمودة.
وأوضح ممدوح، في فيديو بثته دار الإفتاء على صفحتها الرسمية على “فيسبوك”، ردا على سؤال: “ما حكم المرأة التي تحب رجلا غير زوجها؟ وهل الطلاق في هذه الحالة أفضل؟”، أن الإنسان وإن كان لا يملك التحكم في مشاعره وانفعالاته؛ فإنه سيد تصرفاته وأفعاله، لافتا إلى أن الإنسان محاسب على أفعاله وليس على انفعالاته.
وقال أمين لجنة الفتوى: «لو أن امرأة تعلقت شعوريا برجل آخر غير زوجها، فإن الله سيحاسبها على المقدمات التي تسببت في هذا الشعور، والأفعال المترتبة على هذا الشعور- كالخلوة وإقامة علاقة محرمة- لا على الشعور نفسه »، لافتا إلى أن هذا لا يجيز وجود علاقات محرمة بين رجل وامرأة متزوجة بغيره.
وأضاف ممدوح أن الطلاق في الأصل مبغوض في الشرع فلا ينبغي أن يصار إليه إلا بعد تعذر جميع وسائل الإصلاح، وليس للمرأة أن تطلب الطلاق من زوجها إلا لمسوغ كما لو كان ظالما لها أو لفسقه وفجوره، أو نفورها منه لعيب في خلقه أو خلقته، لافتا إلى أنه ورد وعيد شديد لمن تطلب الطلاق لغير مسوغ، قال صلى الله عليه وسلم: «أيما امرأة سألت زوجها الطلاق من غير ما بأس فحرام عليها رائحة الجنة» رواه أحمد.
وذكر أن الحب أو البغض لو كان قرارا إراديا؛ لما تألم محب لفراق حبيبه، ولأزال كل مبغض بغضه لغيره بسهولة، مشيرا إلى أن الإنسان قد يأثم إذا لم يجاهد هذه الأفكار التي تقوده للتطلع إلى زوجة غيره، ويدفعها.
ونصح ممدوح الزوجات بأن يتقين الله في أزواجهن وأن يتخذن الأسباب التي تقيهن من النظر إلى غير أزواجهن، مشيرا إلى قوله تعالى: «وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن ويحفظن فروجهن ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها وليضربن بخمرهن علىٰ جيوبهن ولا يبدين زينتهن إلا لبعولتهن..الآية».
عبادة أفضل ثوابا من الصيام والصدقة
قال الشيخ محمد أبو بكر، إن هناك أعمالا لها فضل عظيم، ولكن الإنسان لا يعلم أجرها وثوابها ويغفل عن النية فيها.
وأضاف محمد أبو بكر، في فيديو له على صفحته الشخصية بموقع التواصل الاجتماعي: “كم مرة صالحت صاحبك على صاحب آخر، وكم مرة صالحت جارك على زوجته، معظمنا يفعل هذا، ولكننا نغفل في الأعمال أننا ننوي التقرب بها إلى الله”.
وتابع محمد أبو بكر: "سأقدم لك هدية اليوم، وهى أن تقوم بالإصلاح بين الناس، لكن مشكلة الإنسان أنه مسكين لا يعرف الأجر والثواب ذلك ينسى أن ينوى انه يتقرب بهذا العمل لله، فهو يفعل ذلك "مجدعة أو شهامة أو مروءة أو عشان ابن بلد أو واد أصيل ومجدع"، لكن خذ بالك أن هذا الفعل يفرق أوى معاك لما أنت تنوى به طاعة".
واستطرد قائلا: “يمكن أن يستغرب شخص كيف يكون الإصلاح بين اثنين أفضل من نوافل الصلاة والصيام ومن الصدقة فى بعض الأحيان، فهذا كلام النبي وليس أنا، فأما تتقرب لربنا بالنوافل يحبك”.
واستشهد بما رواه الإمام الترمذي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لأصحابه: “ألا أخبركم بأفضل من درجة الصيام والصلاة والصدقة –يقصد بهن النوافل وليست الفروض-. قالوا بلى يا رسول الله، فقال لهم: “إصلاح ذات البين فإن فساد ذات البين هى الحالقة أما أنها لا تحلق الشعر لكنها تحلق الدين” فالخصام بداية لخراب الأمة وتنازعهاوفرقتها، لذلك نهى النبي عن الخصام فوق ثلاثة”.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: دار الإفتاء أحمد ممدوح الصلاة والصدقة إلى أن
إقرأ أيضاً:
سمع أذان الفجر ولم يقم للصلاة.. الإفتاء تحذر من هذه العقوبة
لاشك أن من سمع أذان الفجر ولم يقم للصلاة ، هو حال الكثيرين ممن يصعب عليهم السهر أو الاستيقاظ لأداء صلاة الفجر ، ومن ثم فإن حكم من سمع أذان الفجر ولم يقم للصلاة يعد من أهم المسائل التي ينبغي العلم بها، حيث إنه حال الكثيرين الذين يسمعون أذان الفجر ويؤثرون النوم على صلاة الفجر، وهو ما يطرح السؤال عن مصير من سمع أذان الفجر ولم يقم للصلاة ؟.
قال الشيخ أحمد ممدوح، مدير إدارة الأبحاث الشرعية وأمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، إن من سمع أذان الفجر ولم يقم للصلاة بل أكمل نومه فهذه مسألة لها حالتان .
وأوضح “ممدوح” في إجابته عن سؤال: ( ما حكم من سمع أذان الفجر ولم يقم للصلاة ؟)، أن من ينام بعد سماع الأذان ولا يصلى الفجر فله حالتان: الحالة الأولى: إذا وثق المسلم بأنه سينام ويستيقظ قبل شروق الشمس ويصلى الفجر في موعد فلا مانع شرعًا ولا إثم عليه.
وتابع: أما إذا تيقن أنه لن يستطيع الاستيقاظ لأداء صلاة الفجر فيحرم عليه النوم، منوهًا بأنه آثم وارتكب خطأين، الأول تأخير الصلاة عن وقتها، والثاني: ارتكابه لسبب يؤخر الصلاة، منوهًا بأن صلاة المسلم للصبح بعد شروق الشمس تعد قضاءً وليست حاضرة.
وأفاد الشيخ عويضة عثمان، أمين لجنة الفتوى بدار الإفتاء، بأن الله أمر بالمحافظة على الصلوات في أوقاتها، والأخذ بالأسباب المعينة على ذلك، مستشهدًا بقوله تعالى: «إن الصلاة كانت على المؤمنين كتابًا موقوتًا».
ونبه “ عثمان” في إجابته عن سؤال: ما حكم تأخير صلاة الفجر بسبب النوم؟، إلى أن الله أجزل العطاء والثواب لمن صلى العشاء والصبح في جماعة، مشيرًا إلى قول النبي صلى الله عليه وسلم: « من صلى العشاء في الجماعة فكأنما قام نصف الليل ومن صلى الفجر في جماعة فكأنما قام الليل كله» رواه مسلم.
عقوبة من سمع أذان الفجر ولم يقم للصلاةوشددت دار الإفتاء المصرية على أنه ينبغي على المسلم أن يجاهد نفسه وأن يكون حريصًا على أداء الصلاة في وقتها وفي جماعة؛ فذلك هو الأحسن والأفضل، فإذا كان الإنسان مستيقظًا وسمع أذان الفجر يجب عليه النهوض للصلاة في وقتها، ويأثم إذا خرج وقتها وعليه بالتوبة، والعزم مع كثرة الاستغفار على عدم العودة إلى مثل هذا الفعل مرة ثانية.
وأضافت: «ثم يصلي ما فاته؛ لقوله صلى الله عليه وآله وسلم: «مَنْ نَسِيَ صَلَاةً، أَوْ نَامَ عَنْهَا، فَكَفَّارَتُهَا أَنْ يُصَلِّيَهَا إِذَا ذَكَرَهَا» رواه مسلم، أما إذا نام المسلم عن صلاة الفجر غير متعمدٍ فواتها، ولم يجد مَن يوقظه لأدائها، فلا حرج عليه في ذلك، وعليه في هذه الحالة الإسراع إلى أداء الصلاة متى استيقظ من نومه؛ فقد جعل النبي صلى الله عليه وآله وسلم العذر لمن غلبه النوم طبعًا أو جهدًا.
واستندت لما رواه أبو سعيد الخدري رضي الله عنه في قصة حديث صفوان بن المعطل رضي الله عنه، وفيه قوله للنبي صلى الله عليه وآله وسلم: "فَإِنَّا أَهْلُ بَيْتٍ قَدْ عُرِفَ لَنَا ذَاكَ لاَ نَكَادُ نَسْتَيْقِظُ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ"، قال صلى الله عليه وآله وسلم: «فَإِذَا اسْتَيْقَظْتَ فَصَلِّ» رواه أبو داود.
حكم صلاة الفجرتعد صلاة الفجر فرض عَين على كل مسلم ومسلمة ذكرًا كان أو أنثى بالغًا عاقلًا؛ دَلّ على ذلك ما جاء في الكتاب من آيات وفي السنّة من أحاديث كثيرة تدل على حكم صلاة الفجر وأنّها فرض عين، قال الله- تعالى-: «فَأقيمُوا الصَلاةَ إنَّ الصَلاةَ كَانتْ عَلى المُؤمنينَ كِتابًا مَوقوتًا»، وقال الرسول -عليه الصّلاة والسّلام-: «بُنيَ الإسلام على خمس؛ شهادة أنْ لا إله إلا الله وأن محمدًا عبدُه ورسوله، وإقام الصّلاة، وإيتاء الزّكاة، وحج البيت، وصوم رمضان».