كيمتريل.. هل تنفث الطائرات التجارية المواد القاتلة في الجو؟
تاريخ النشر: 20th, January 2024 GMT
تعود شائعة الطائرات التي ترش مواد كيميائية قاتلة "كيمتريل" للظهور مجددا على مواقع التواصل الاجتماعي ولا سيما مع إعادة إثارتها في الآونة الأخيرة من قبل سياسيين وأشخاص يقدمون أنفسهم على أنهم خبراء.
لكن هذا الادعاء لا أصل له من الصحة، والأدخنة المنبعثة من الطائرات في الفيديوهات المتداولة ما هي إلا انبعاثات عادية من محركات الطائرات تتخذ أشكالا معينة وفق عوامل فيزيائية، وفقا لخبراء.
ومن هذه الفيديوهات، مقطع جرى تداوله في الآونة الأخيرة على مواقع التواصل باللغة العربية، تظهر فيه طائرة تحلق ودخان أبيض ينبعث منها.
وجاء في التعليقات المرافقة "فيديو من طائرة يوثق قيام طائرة أخرى برش الكيمتريل في السماء".
وأضافت المنشورات "هذا نوع من القتل العمد الذي يتعرض له البشر على يد قادة النظام العالمي الجديد".
شائعة قديمة متكررةوتضاف هذه الفيديوهات إلى منشورات أخرى سبق أن ظهرت في السنوات الماضية، مرفقة بمقاطع مصورة لطائرات في الجو ينبعث منها دخان أبيض، قيل إنه غاز سام اسمه "كيمتريل". وقد أصدرت خدمة تقصي صحة الأخبار تقريرين بشأنها في العامين 2022 و2023.
وعادت الشائعة للظهور بالتزامن مع الجدل الذي أثاره نائب في البرلمان الكويتي في الآونة الأخيرة، متحدثا عن طائرات ترش "الكيمتريل".
إزاء ذلك، نشرت وسائل إعلام محلية تقارير علمية عن هذه الانبعاثات، على غرار مقال في "الجريدة الكويتية" بعنوان "الكيمتريل في سماء الكويت: خرافة وتلاعب بعقول البشر".
وانضم للترويج لهذه الشائعة في الأيام الأخيرة أيضا أشخاص يقدمون أنفسهم على أنهم خبراء ويروجون لنظريات مؤامرة عجيبة، على غرار أن وجود الكون والمجرات خرافة تناقض الإيمان.
فيديو مرفق لتأييد الشائعةوعلى غرار المرات السابقة، أرفقت المنشورات المتداولة حديثا بفيديو قيل إنه يظهر طائرة ترش هذا الغاز السام المزعوم.
View this post on InstagramA post shared by Marco Mascolo (@blond_pilot)
لكن التفتيش عن هذا الفيديو أظهر أنه منشور على حسابين في موقعي إنستغرام وتيك توك لشخص ينشر مشاهد من رحلات جوية، ولم يأت الناشر على ذكر هذه الشائعة.
حقيقة "كيمتريل"لكن هذه المزاعم لا أساس لها من الصحة، وما يظهر خلف الطائرات هو مجرد أبخرة وانبعاثات عادية، كما أكد خبراء لوكالة فرانس برس.
وأفادت المراقبة في المرصد الفيزيائي لجامعة كليرمون، ناتالي أوري، أن الدخان الأبيض المنبعث من الطائرات هو عبارة عن قطرات مكثفة من بخار المياه.
وأضافت أوري لفرانس برس عام 2021 أن مستويات الرطوبة والضغط الجوي تختلف مع الارتفاع في طبقات الجو، وعند مستويات معينة تتكثف هذه الأبخرة وتظهر بشكل شبيه بالدخان الأبيض.
وبحسب مديرية الطيران المدني في فرنسا تتشكل هذه الخطوط "على ارتفاع يتراوح بين 7000 و8000 متر مع نسبة رطوبة تقارب الـ70% ودرجات حرارة أقل من 35 درجة مئوية".
وأفادت المديرية لفرانس برس أن "النتيجة الطبيعية لهذه العوامل الفيزيائية هو تشكل البخار المكثف الذي يظهر على شكل خطوط بيضاء".
وقال نائب مدير وحدة SAFIRE للأبحاث الجوية في فرنسا، جان-كريستوف كانونيسي، لفرانس برس عام 2021 إن الأبخرة الناجمة عن احتراق وقود الطائرة تخلق طبقة من الهواء الساخن فوق طبقة أكثر برودة فتعلق قطرات المياه وتتمدد أفقيا مشكلة خطوطا بيضاء.
كيف يحدث التكثيف؟تُخرج الطائرة بخار الماء أثناء تحليقها. وهي - كما يشرح جان كريستوف كانونيسي - "قطرات صغيرة من الماء ناتجة عن احتراق الغازات (في المفاعلات)، تختفي بسرعة كبيرة في الكتل الهوائية الأكثر جفافا".
ويضيف كانونيسي أن الطائرات تخرج أيضا جسيمات ناتجة عن احتراق الوقود تجتذب بخار الماء ليظهر بهذا الشكل الأبيض.
من ناحية أخرى، قد تضطر بعض الطائرات إلى تفريغ وقودها أثناء إجراءات الطوارئ. ويوضح المكتب الفدرالي السويسري للطيران المدني (FOCA) أن ذلك يجري تحديدا مع طائرات المسافات الطويلة التي يجب أن تحترم "ارتفاع طيران كاف" من أجل "منع أي تلوث للأرض والمياه" مؤكدا أن الوقود "يتبخر بمجرد أن يغادر الخزان في شكل قطرات صغيرة".
المصدر: الحرة
إقرأ أيضاً:
سقوط طائرة إف-18 من على متن حاملة طائرات أميركية بالبحر الأحمر
قالت البحرية الأميركية، اليوم الاثنين، إن أحد بحاريها أُصيب بجروح طفيفة عندما سقطت طائرة مقاتلة من طراز إف-18 وقاطرتها من على متن حاملة طائرات في البحر الأحمر.
وقال مسؤول أميركي للجزيرة إن المقاتلة سقطت من على متن حاملة الطائرات أثناء مناورتها لتفادي نيران الحوثيين، بينما أكدت البحرية الأميركية في بيان أن جميع أفرادها بخير.
وتُشارك حاملة الطائرات "هاري ترومان" في الضربات الجوية التي تستهدف جماعة أنصار الله (الحوثيين) في اليمن.
وكان بيان بثته قناة المسيرة الفضائية، قال فيه المتحدث العسكري باسم الحوثيين يحيى سريع إن قواتهم ردت على ما وصفها بـ"مجازر العدوان الأميركي" باستهداف حاملة الطائرات ترومان وقطعها الحربية في البحر الأحمر.
وأضاف سريع أن القوات البحرية والصاروخية وسلاح الجو المسيّر اشتبكوا مع حاملة الطائرات ترومان، مشيرا إلى أن العملية نُفذت بصواريخ مجنحة وباليستية وطائرات مسيرة طوال الساعات الماضية.
وقال سريع إن الحوثيين أجبروا حاملة الطائرات ترومان على التراجع والاتجاه إلى أقصى شمالي البحر الأحمر، مؤكدا أنهم مستمرون في استهداف ومطاردة الحاملة والسفن الحربية الأخرى المعادية في البحر الأحمر وبحر العرب حتى وقف العدوان على اليمن، على حد تعبيره.
إعلانومنذ بدء الضربات الأميركية في مارس/آذار الماضي، أعلن الحوثيون مرارا استهداف حاملتي الطائرات الأميركيتين ترومان وفينسون، بيد أن مسؤولين أميركيين قالوا إن أيا من السفن الأميركية في البحر الأحمر لم تُصب.
وبشكل متكرر تعلن جماعة أنصار الله (الحوثيين) تنفيذها عمليات عسكرية بصواريخ باليستية ضد مواقع وقواعد عسكرية داخل إسرائيل، دعما للشعب الفلسطيني ونصرة لقطاع غزة.